إعتقال كبار المسئولين والوزراء والصحفيين في ارتريا
بقلم الإعلامي الأستاذ: أحمد الحاج - كاتب وناشط سياسي ارتري - ملبورن، أستراليا
الإعتقالات والمداهمات التي طالت وزراء وموظفين حكوميين وصحفيين وكتاب ووجوه معروفة
وسط المجتمع الاريتري، وهي مداهمات أتت بعيد إنتهاء الحرب الأثيوبية الاريترية الثانية التي أستمرت أكثر من عامين.
وكانت الحرب أحد الأسباب الرئيسية لتحرك القوي التي عرفت فيما بعد بمجموعة الـ 15ـ وهي قوي تتكون من مناضلين معروفين نشأت علي أكتافهم الجبهة الشعبية وأبلوا بلاءً حسناً إبان معركة التحرير، وقد ساءهم فيما بعد الطريقة التي أدارت بها اريتريا الحرب (1998ـ2000) وتحركوا بشكل سلمي مسئول مطالبين بإجراء تقييم لأسباب الحرب والأداء العسكري والسياسي والدبلوماسي وإعطاء إجابات صحيحة للمجتمع الاريتري في أمور عديدة أخري أيضا.
وقد أدي تحركهم الي عقد إجتماع حكومي في أغسطس 2000 قدم فيه وزير الدفاع تقريرا عزا فيه ضعف الآداء العسكري الي حداثة سن 85% من الجنود ونسبة 10% تقدمت بهم العمر وبعد أن تم رفض هذا التبرير أتفق المجتمعون علي عقد إجتماع المجلس الوطني في ديسمبر 2000 وهو الإجتماع الذي حال إسياس أفورقي دون عقده، كما يقول الأستاذ محمد نور أحمد سفير أرتريا سابقاً بالصين وأحد المتعاطفين مع المجموعة في لقاء له مع إذاعة صوت ارتريا بملبورن.
ورغم أن المجموعة المطالبة بعقد الإجتماع لم تتراجع لكن مطالبها تلك ذهبت أدراج الرياح بل أن زميلهم إسياس أفورقي المعروف بحدة لسانه وقسوة طبعه طلب منهم بأن "يعودوا الي رشدهم" ووصف حركتهم فيما بعد "بالبراميل الفارغة" في وقت كان يتحرك فيه مع مجموعة موالية له ضدهم وأشاعوا في أرتريا حينها وعلي نطاق واسع تهم "المؤامرة والخيانة الوطنية" تمهيدا لإعتقال المجموعة لا حقا.
وفي منتصف عام 2001 أتضح للشعب الاريتري والعالم الخارجي بأن هناك إنقساماً واضحاً في الحكومة الاريترية لاسيما بعد أن قامت مجموعة الـ15 بتوزيع التعميم الداخلي ثم الرسالة المفتوحة الي أعضاء الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة بتأريخ 13 مايو 2001 والتي تناولتها وكالات الأنباء العالمية، ولم يكن إزاء ذلك بد من مجموعة أفورقي سواء التحرك الأمني.
وفي صبيحة 2001/9/18 شرعت سجون وزنازين ارتريا أبوابها لإستقبال مناضلين ووزراء شغلوا وزارات الخارجية والحكومة المحلية ونائب الرئيس والدفاع والإعلام والداخلية والتجارة والمواصلات والثروة السمكية والعمل وهم أعضاء اللجنة المركزية للجبهة الشعبية والمجلس الوطني وهم:ـ
• محمود محمد أحمد (شريفو) ،
• هيلي ولدي تنسائي (درع) ،
• بطرس سلمون ،
• عقبا أبره ،
• حامد حمد ،
• صالح كيكيا ،
• بيراخي قبري سلاسي ،
• جيرامانو أناتي ،
• أستير فيساهاظين ،
• برهاني قبريت أقزابهير ،
• إستفانوس سيئوم.
ومع أن الرسالة المشار اليها وقع عليها خمسة عشر من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الوطني ومجلس الوزراء.
إلا أن أربعة منهم نجوا من الإعتقال وهم:ـ
• مسفن حقوص – كان في المانيا بقصد العلاج كما قيل.
• أدحنوم قبري ماريام – حينها سفيراً بنيجيريا.
• هيلي منقاريوس – ممثل ارتريا سابقا بالأمم المتحدة وكان خارج البلد أيضا.
• محمد برهان بلاتا – تراجع فيما بعد وأنسحب من المجموعة.
لكن الدكتاتور ومجموعته لم يكتفو بذلك فهم رأوا أن الوقت ملائم للقيام بعملية تمويه كبيرة علي الشعب الاريتري ومخادعته حتي يظن أن ثمة مؤامرة حقيقة علي البلد، فأمروا بإعتقال قوي حية من المجتمع الاريتري كانت تقوم بعملية تنوير وطني وتتحدث عن مطالب شعبية وتنادي باجراء مراجعات حقيقية في كثير من الأمور، وهي فئة الصحفيين والكتاب من الصحف المستقلة والحكومية وبحلول سبتمبر 2001 والشهور القليلة التي اعقبت ذلك كان بأرتريا ما لايقل عن سبعة عشر صحفيا وكاتبا مغيبين.
نذكر منهم:-
• يوسف محمد علي – رئيس تحرير صحيفة ظيغناي.
• قبرهيوت قلتا – من صحيفة ظغناي.
• ماتيوس هبتآب – رئيس تحرير صحيفة مقالح.
• داويت هبتمكئيل – نائب رئيس تحرير صحيفة مقالح.
• مدهني هيلي – نائب رئيس تحرير صحيفة قستي ـ دبنا.
• تمسقن قبريسوس – عضو هيئة تحرير صحيفة قستي ـ دبنا.
• أمانوئيل أسرات – سكرتير تحرير جريدة زمن.
• داويت إسحاق – من صحيفة سيتيت.
• فسهايي يوهنس – من صحيفة سيتيت.
• سعيد عبدالقادر – رئيس تحرير صحيفة أدماس.
• سيوم فسهاي – مصور صحفي
• أرون برهاني – من صحيفة سيتيت
• صالح إدريس (جزائري) – ناقد أدبي، كان يعمل بالتلفزيون.
• إدريس سعيد أباعري – مدير مكتب العمل ومناضل معاق وأديب وكاتب معروف. تحدي موظفين حكوميين في مواقف كثيرة وأثبت لهم أن مايسمي التعليم بلغة الأم ماهو إلا أكذوبة كبري. ولديه مقالات يعتقد أنها أعمق ماكتب بهذا الخصوص.
كما أن الاعتقال في نفس الفترة طال لرجال كبار السن بأسمرا قاموا بمحاولات لرأب الصدع بين المجموعتين داخل الحكومة وحل الخلاف بشكل ودي.
وهم:ـ
• عبده أحمد يونس – أطلق سراحه يوم 2004/8/4 وأعيد إعتقاله في نهاية ديسمبر 2012 مع إبنه وبنت ولده سهام إنتقاماً لهروب إبنه وزير الإعلام السابق علي عبده (يعيش بأستراليا منذ ديسمبر 2012) وأفرج عنه في وقت سابق من عام 2017 وتوفي إثر ذلك بالعاصمة أسمرا.
• صنوبرا محمد دبنا – أفرج عنه في 10 مارس 2004 وتوفي لا حقا بإرتريا.
• الدكتور/ محمد شوماي – أطلق سراحه يوم 2004/4/20 توفي بأسمرا العام الماضي.
• حسن كيكيا – أفرج عنه في ديسمبر 2005 لفترة وجيزة ثم أعيد إعتقاله بعد شتمه لإسياس أفورقي. توفي في بداية عام 2017 بالعاصمة السودانية الخرطوم.
والآن بعد مرور عشرين عاماً علي الحركة الاصلاحية داخل الجبهة الشعبية فإن هذه المجموعة وكونها كانت جزء من النظام أفرزت فيما أفرزت دكتاتورية أفورقي ونهجه الإقصائي وأنها كانت في السلطة حين زج بمناضلين ومعلمين ومواطنين عادين وهم بالآلآف حتي قبل عام 2001 فإن ذلك صحيح الي حد كبير، لكنه لا يجعلنا نتغاضي عن الإشادة بتراجعها وسعيها لكي تكون جزء من الحل فثمة إيجابيات عديدة سجلت لها فهي مثلا تدعو في فقرة من الرسالة الي " قيام هيئة مستقلة يشارك فيها الشعب لمساءلة كل أعضاء المجلس المركزي والمجلس الوطني بإعتبارهم شخصيات عامة وموظفين في الخدمة المدنية مسئولين عن مهامهم الوظيفية ونشاطاتهم المالية ومسلكهم الأخلاقي" يضاف الي ذلك قيامها بالمطالبة بالتعدد السياسي والحوار الديمقراطي وإعترافها بأخطاء قاتلة أنتهجتها الجبهة الشعبية وقوانين ظالمة وسجون مليئة بدون محاكمات وإستعداها لمراجعة بعض فقرات الدستور مثل فقرة اللغة، مازالت هذه الإيجابيات باقية، بالإضافة الي المرجعية الشجاعة التي مثلها أفراد هذه المجموعة والمناضلين الآخرين الذين أعتقلوا معهم حين ضحوا بمناصب ووظائف وإمتيازات اجتماعية وإقتصادية، وأصروا في الذهاب علي نفس الطريق الذي رأوه مكملاً للهدف الأول وهو تحرير اريتريا من العدو الإثيوبي.
ثم أننا في الختام نتحدث عن معتقلين تفيد أخبار متعددة عن إستشهاد بعضهم لذا يجب أن نتخلص من عقلية التشفي والانتقام ونتوحد في الادانة ونطالب بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين وتبييض سجون وزنازين أرتريا من خيرة أبناءها أولا بعد ذلك تأتي المساءلة حتي نعرف القصة الكاملة لما جري في بلادنا ونستخرج منها العبر والدروس تفاديا لتكرار التجربة المظلمة.
التحية لكافة معتقلي أرتريا وأسودها البواسل.