إرتريا دولة العبودية السرية

ترجمة الأستاذ: محمد إدريس قنادلا - كاتب وداعية ومعلم وشاعر يهتم بالأدب والفن الشعبي  المصدر: وكالة زاجل الأرترية للأنباء - زينا

تقرير فيديو باللغة الألمانية يخترق الأسوار إلى سجن ”عدي أبيتو يوثق ليوميات المعتقلين.

بثت الفلم القناة الألمانية الفرنسية (arte) استغرق جمع مادة الفيلم سنوات عديدة بسبب أن النظام لا يسمح بالتوثيق لسيرته السيئة، وقد وجد معده مصاعب جمة حتى تمكن إلى حد كبير من التوثيق لمعاناة المساجين بصورة تعكس إجرام النظام الأرتري.

يعد الفلم وثيقة إدانة قوية تثبت همجية السلطة الحاكمة.

وكالة زاجل الأرترية للأنباء ”زينا“ تعيد نشر التقرير مترجماً تعميما للفائدة علما أن العناوين من عندها بما بتناسب مع النص وفيما يلي نتابع المشاهد
حنا بطروس سلمون: عدم التفكير في ضخامة الألم هو العلاج.

بنت القائد السجين حنا بطرس سلمون تشرح:

ننام على الأرض كهذا، هذا مكاننا، كلنا يائسون، الاستجواب كان قاسيًا، عندما استجوبوني الاستجواب الأول رأيت جثة شخص ميت في المكان حاولت أتماسك رغم شدة الرعب الذي أصابني، ومع الوقت ساءت حالتي عندما أتذكر ذلك المشهد المروع، لكن الشئ الوحيد الذي كان يساعدني على التحمل والتماسك هو أن لا أفكر في تلك المشاهد البشعة التي مررت بها وإنما أهتم فقط باليوم الذي أنا فيه وإلا ستزداد حالتي سوءا.

هروب أكثر من نصف مليون عن الوطن:

قال معلق القناة: في السنوات العشرين الماضية هرب أكثر من نصف مليون إريتري من دولتهم الواقعة في شرق أفريقيا، التي هي من أكثر الديكتاتوريات قسوة وسرية في العالم، الرعب يسيطر على الجميع كل شخص خائف على نفسه.

إذا قام شخص بالتقاط صور أو كتب تقرير عن جرائم النظام البشعة يعني موته المحقق إذا تم ضبطه أثناء التصوير، التصوير في إرتريا أمر مستحيل.

خلال خمس سنوات من البحث حصلنا على بعض الصور والمشاهد التي تم تصويرها خفية وأجرينا بعض المقابلات مع شهود عيان عاصروا تلك الجرائم البشعة، جميع المواطنون يائسون، يوجد في كل ضاحية سجن.

ينبغي أن يعرف الناس الحقائق في إرتريا حتى اليوم الحقائق مخفية عن العالم، نود أن ننشر هذه الحقائق.

خط البداية للتقرير:

تقراي هي مقاطعة إثيوبية تقع في شمال إثيوبيا، من هنا بدأ بحثنا في شتاء العام 2016، وقد قابلنا مجموعة من اللاجئين الإرتريين وصلت للتو عند وصولنا إلى تقراي، ليسوا هم الهاربين الوحيدين فقد هرب نصف مليون إريتري وارترية من قبل واللجوء مستمر لم يتوقف منهم آلاف من الأطفال هربوا دون مرافق.

طفل - تجاوزنا شبكة ألغام أرضية:

المنطقة التي جئنا منها إلى الحدود كانت مشبكة بألغام أرضية، ورغم ذلك قررنا العبور فوق الألغام فهذا أهون من البقاء في إرتريا، تفكيرنا لم يكن عن مخاطر الألغام الأرضية، وإنما على الخروج من إرتريا، كان خوفنا الشديد أن يرانا الجيش الارتري، فأنا قد حاولت الهروب مرة عبر الحدود ولكن وقعت في قبضة الجيش الارتري، فأخذوني إلى إرتريا وضربوني ضربا شديدا وقالوا لي أنت كنت تهرب الناس عبر الحدود، يجب أن تخبرنا لصالح من تشغل هذا الشغل؟

ثم قالوا: لي إذا قمت بهذا العمل مرة أخرى سوف نقتلك أو نرميك في السجن المؤبد، الأطفال هربوا من الخدمة.

الطفلة رقئا 14 سنة - هربت خوفا من الخدمة العسكرية:

أنا لا أريد الخدمة العسكرية، الحكومة لا تنتظر حتى تبلغ الثامنة عشر، يأخذونك للخدمة العسكرية من عمر السادسة عشرة، وخوفًا من ذلك هربت منهم، الحياة في إرتريا أصبحت سيئة بسبب النظام هذا ما جعلنا نفر منها، حتى الأطفال يتعرضون للضرب و الإساءات اللفظية من كبار المسؤولين، كل شيء سيئ.

المذيع - الجريمة ثابتة والرئيس ينفي:

إرتريا هي أشبه بكوريا الشمالية، منذ استقلال إريتريا عن إثيوبيا في العام 1991 مازال يحكمها الرئيس أسياس أفورقي، لا انتخابات، لا برلمان،لا محاكم مستقلة، ولا حرية صحافة، يجب على كل المواطنين الذهاب للحرب في مواجهة جارته إثيوبيا، النظام متهم من قبل المنتقدين له بسجن معارضيه، وكلُّ من وقف ضد الخدمة العسكرية أو من أراد مغادرة البلاد، وقد نفى الرئيس الارتري هذه التهم الموجه إليه في العلن.

مايكل - حديث الذاكرة سيء:

عندما أعود بذاكرتي للخلف، فالأمر سيئ جدا، دائما كنت أتمنى أن أجد مخرجًا للهروب، كل شيء كان مظلما لكن سيأتي النور يوما.

المذيع - وثيقة مهمة عند مايكل:

قابلنا مايكل في منزل ذي حراسة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، جاء هاربًا من إرتريا في وقت قريب، مايكل أحضر معه فلما مصورا عن السجن العسكري (سجن عَد أَبِيتُوا) قام بتصويره متخفيًا ثم أحضره معه.

مايكل: أحضرت هذا الفيلم حتى يعلم الناس ممارسات النظام القمعية ضد الكبار والصغار، وهذه الفيديوهات تعرض جزءا يسيرا من المعاناة وليس كل المعاناة، أنا لا أريد إظهار وجهي في هذا الفيديو حتى لا تتضرر عائلتي في إرتريا، الحكومة تقوم بتعذيب أسر الهاربين منها،ورغم ذلك أريد نشر هذا الفيديو.

المذيع - هذه خطة التوثيق:

مايكل دخل السجن في العام 2011 عندما رفض الخدمة العسكرية، قضي في سجن (عَدْ أَبِيتُو) القريب من العاصمة أسمرا أربع سنوات، وفي داخل السجن تعاطف معه أحد حراس السجن وسمح له بإدخال كاميرا لتصوير بعض المشاهد والممارسات القمعية وأوضاع السجناء داخل سجن (عدأبيتو) أيضًا ساعده في التصوير شخص آخر يثق فيه.

مايكل يتحدث عن خطورة عمله التوثيقي:

وضعت الكاميرا في داخل الجكت عبر فتحة مخفية، المعتقلين وباقي حراس السجن لا يعرفون شيئا عن الكاميرا، يمكنك أن تتخيل ماذا كان سيحدث لي لو تم القبض علي أثناء التصوير، إذا رفع شخصًا ما صوته سجن عشرين سنة، هذا يعني لو تم القبض علي بالكاميرا، هذا يعني الموت المحقق بالنسبة لي.

المذيع يروي مشهدا:

المعتقلون يحشرون معا في غرفة كبيرة، ويقضون فيه سنوات عديدة دون محاكمة بحسب ما قال مايكل.

مايكل يتحدث عن ضيق الغرف وصور المعاناة:

كنا أكثر من ألفين شخص في أربع غرف فقط، يقضي المعتقل خمس أو ثماني سنوات دون محاكمة، عندما نرقد يضع الواحد منا رجله فوق رأس الثاني لشدة ضيق مساحة الغرفة وكثرة العدد، كنا نشعر كأننا جثث مرمية فوق بعضها، كثيرون فقدوا ذاكرتهم، وأكثر المعتقلين سجنوا سبب رفضهم للخدمة العسكرية، أو أنهم حاولوا الهروب من إرتريا، أو ساعدوا شخصاً ما على الهروب، الهروب من السجن أمر صعب جدا، لأن المكان مفتوح مباشرة يقع في نظر الحراس ولديهم سيارات للمطاردة، ويستطيعون ضربك بالسلاح.

السجين الذي يظهر في الكاميرا حاول الهروب وتم القبض عليه، كان ضمن عشرة أشخاص محتجين كانوا يخططون للهروب،لكن بعض السجناء تابعين للنظام كجواسيس سريين يجمعون المعلومات عن السجناء بشكل سري، هذا الأسير تم تقيده بالسلاسل ثم ضربوه ضربا شديدا، ثم عرضوه للصق الكهربي.

المذيع يتحدث عن سبب عدم نشر الأسماء:

مايكل هو واحد من أكثر من ثلاثين شخصًا أجرينا معهم مقابلات، لدواعي أمنية لا نود نشر هوياتهم، بالإضافة إلى ذلك نحن قمنا أيضا بجمع معلومات عن إرتريا لأكثر من عشر ساعات بشكل سري تمامًا، الحكومة الارترية لم ترد على هذه الفيديوهات والوثائق، ردها الوحيد هو: قد سمعنا مرارًا مثل هذه القصص المختلقة التي لا أساس لها من الصحة من الألف إلى الياء.

مايكل يروي قصة الخروج من السجن:

أنا تمكنت من الهرب، لكن تفكيري دائما على أصدقائي الذين ساعدوني على الهرب وبقوا في السجن، كانوا يساعدون المصابين جراء التعذيب، أفقدتهم الآن، يحزنني حين لا أراهم معي هنا.

المذيع يتحدث عن صعوبة جمع المادة:

بعد وصولنا إلى أديس أبابا وبعد تعرفنا على مايكل بقليل تعرفنا أيضًا على مجموعة ناشطين إرتريين وهي مجموعة سرية، لكن يجب أن تكون على حذر من أصدقائنا، قال مايكل وزملاؤه: إن رفاقهم في إريتريا يمكنهم الحصول على المزيد من مواد الأفلام التوثيقية من إرتريا، لكن هذا أمر خطير و سيستغرق بعض الوقت وعلينا التحلي بالصبر، وتتهم منظمات حقوقية إريتريا بإدارة السجون والمعتقلات في جميع أنحاء إرتريا، وقد حاولت الأمم المتحدة التحقيق في هذه المزاعم لمدة عامين، ولكن منع موظفوها من دخول إريتريا.

حصلت لجنة التحقيق على المعلومات عبر صور الأقمار الصناعية وتمكنت من معرفة عدد من مراكز الاعتقال، لكن كثير من الحقائق وما له علاقة بالأرقام والإحصاءات الحالية يصعب الحصول عليه في إرتريا، لأن النظام يخفي كل الحقائق ولذا لم يتم تسجيل المعتقلين بشكل رسمي في الدفاتر أو أجهزة الحاسوب، لا توجد ملفات أو سجلات للمعتقلين وهذا أمر مقلق جدًا، لأن السجن الرسمي يجب أن يكون لديه سجل رسمي ببيانات المعتقلين ليكون قادرًا على عرض قوائم جميع الأشخاص المعتقلين حاليًا في إرتريا، لا يمكن يمكنك الحصول الآن على أي قوائم السجناء، ويتم سجن الكثيرين دون معرفة أسباب سجنهم ولا يعرفون شيئا عن موعد إطلاق سراحهم مرة أخرى، ولا يوجد أي محامي قانوني يدافع عن هؤلاء المعتقلين ولا يتم تقديم قضيتهم إلى المحكمة، ويقضي الكثير منهم مدة السجن في عزلة تامة، كما يتم تحديد مدة العقوبة بشكل تعسفي تمامًا دون أي نظر من القضاء.

استمعت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى شهادات أكثر من 800 شاهد من إرتريا، أحدهم كان حنا بيطروس سلمون، التي تقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية.

حنا تتحدث عن التعذيب في السجن:

في عام 2009 حاولت حنا بطرس سلمون الفرار من إرتريا هرباً من الخدمة العسكرية، ولكن تم القبض عليها وأدخلت السجن وتم استجوابها هناك: من ساعدك في التخطيط للهرب؟ ما اسمه؟ وأسئلة كثيرة طوال الليل، وفي نفس الليل أحضروا عددًا من الهاربين إلى السجن وبدأوا في ضربهم، كنا نسمع صراخهم طوال الليل يتم حبس السجناء في حاويات الشحن الحديدية، ذات يوم أحد السجناء استمر في ضرب جدار الحاوية مستغيثا، لكنهم تجاهلوه، الوقت كان صيفًا والجو حار جدا وبعد فوات الأوان فتحوا الحاوية فوجدوا الشخص قد مات بالفعل.

جنا: تعرض خريطة موقع السجن في شاشة الحاسوب وتواصل في الشرح فتقول: توجد القاعدة البحرية هنا، لو قمنا بتوسيع الصور على الشاشة يتضح الموقع أكثر، أعلم تمامًا أننا كنا معتلقين في هذا الهنكر، يوجد هناك قسمان مختلفان، هذا القسم هنا مليئ بالسجناء، تسمع أصواتهم من الداخل، وهنا في هذا الهنكر تم استجوابنا، وهناك غرفة أخرى أيضًا كان فيها نزيلان، أتذكر أحدهم كان لديه حروق في جسده.

في الصباح، يسمحون لنا بالخروج إلى الشاطئ للقيام بالأعمال الشاقة، ثم نعود إلى الهنكرهنا.

حنا - تصف ساوا والخدمة الشاقة:

بعد أن قضيت مدة تسعة أشهر في السجن نُقلتُ إلى ساوا للخدمة العسكرية، حيث يجب على كل إريتري أن يبدأ تعليمه الأساسي بساوا الذي تصفه الدعاية الحكومية على أنه نوع من المعسكرات السياحية التي يصبح المواطنون فيها أكثر وعيا بقضاياهم وإخلاصاً لوطنهم.

المذيع - تبدو قصة حنا مختلفة تمامًا:

حنا: كانت وجهتنا ساوا للتدريب على الخدمة العسكرية حسب القرار الرسمي ولكن بعد يومين تم تجميع النساء في مكان واحد، وتم توزيعهن على مزارع مختلفة من الحقول، وعملت أنا على ثلاث أو أربع مزارع مختلفة، كنا نقوم بزراعة الأرض أو إزالة الأعشاب الضارة عنها.

في غضون ذلك، عرضنا الضابط المسئول عنا على الجنرالات الذين كانت لديهم مزارع قريبة من المعسكر لنخدم فيها، فتم نقلنا إلى هناك للعمل، وأعتقد أنهم كانوا يحصلون على أموال مقابل عملنا في تلك المزارع، وخلال فترة عملي في تلك المزارع المختلفة كان النساء في كثير من الأحيان يتعرضن للتهديد أو الإجبار على ممارسة الجنس، اجبار على ممارسة الجنس مقابل إجراء مكالمة عبر الهاتف الخلوي أو مقابل شربة ماء أو مقابل الحصول على خرقه للعادة الشهرية، كل النساء في حالة يائسة من ذلك، في مثل هذه المواقف وغيرها إذا لا تملك شيئآ وأنت محتاج إليه جدا أو كنت تتلوى من الجوع فسترى مثل هذه العروض كثيرة من المسئولين.

المذيع: تتزامن قصة حنا مع التقارير التي حصلنا عليها من العديد من اللاجئين الآخرين الذين التقينا بهم على طول الحدود بين إثيوبيا وإريتريا.

اللاجئ الأرتري ساري: مكثت في الخدمة العسكرية عشرين عاماً إجباراُ تمكن مؤخرًا من الفرار من إريتريا.

يقول ساري: أنا قضيت عشرين عامًا في الخدمة العسكرية، أنا مجبر للذهاب إلى الخدمة العسكرية، ولم يكن لدي خيار آخر، أنا أكره تلك الخدمة العسكرية، ولذا غادرت إريتريا، الخدمة العسكرية محدودة بزمن في كل العالم، لكن في إرتريا ليست كذلك إنها خدمة إلى الأبد.

وصف الزنزانة:

عند هروبه الأول من إرتريا تعرض ساري لإطلاق نار من الجيش الارتري وأصيب بجروح في رجله ويده، ونقل إلى السجن دون أن يتم إسعافه أو معالجته، أدخل إلى زنزانة مع ثمانية آخرين، طول الزنزانة مترين وارتفاعها متر ونصف وهي تحت الأرض، لا يستطيع الشخص أن يقف على رجليه معتدلا، كنا منحنين، الزنزانة حارة جدا ودائما مظلمة، كنا ننام ملتصقين على بعضنا، هي زنزانة فظيعة تحت الأرض، قضى ساري عامين وثلاثة أشهر في حفرة تحت الأرض، كنت أفكر فقط كيف أحرر نفسي وأهرب أبحث عن علاج للجروح، كيف يمكنني الهروب من هذا الظلام؟

المذيع يذكر روايات عن سجن ”ويعا“ مع إجراء مقابلة إلى شخص ما من إرتريا، يتكرر ذكر اسم سجن ( وِيعَا).

تسفاي يشرح عبر الصورة سجن (وِيعَا) على شاشة الحاسوب: هذا هو السجن العسكري (وِيعَا) في عصب.

تسفاي يتحدث عن صعوبة الخروج من ”ويعا“ سجن في (وِيعَا) لمدة سنتين وثلاثة أشهر في عصب بتهمة الهروب من الخدمة العسكرية.

يواصل تسفاي في الشرح فيقول ويشير إلى الصور: السجن محاطا بهذه القباب حتى لا يهرب المرء ليلا، وهنا تقع الزنزانات تحت الأرض، وتسمى بالفرن، ويوجد في هذه الناحية زنازين كثيرة مخصصة لرجال الدين والتهم السياسية أو أولئك الذين حاولوا الفرار من السجن، بعضهم مات في السجن منهم صديقي أصيب بجلطة من شدة الحر ومات على الفور، إذا قال لك شخص ما إنه مكث في السجن عامين، فأنت تعرف ماذا يعني هذا، هذا يعني أنه في السجن دون إجراءات قانونية، فقط ينتظر موته ويترقبه في أي وقت.

رواية القسيس دانئيل عن سجن ويعا:

هو قسيس كان مسجونا أيضًا في سجن( وِيعَا)، دانييل يشرح فيقول: يجب عليك أن تنحني وتمشي على أطرافك الأربعة في داخل السجن، باب السجن صغير جدا كأنه فتحة نافذة، أحيانًا كانوا يركلوننا في داخل السجن بأقدامهم، وكان الجو حارًا بشكل لا يمكن تصوره، كنا حفاة الأقدام، نشعر ببعضنا البعض كشعور الأعمى بمن حوله من شدة الظلام، بعض منهم مات ونحن ندوس على جثثهم، كنا تفضل الموت على الحياة من هذا الحال، الحرارة كأنها حمم بركانية، (وِيعَا) فعلا هو جهنم بعينها.

المذيع يتحدث عن مصير تقارير حقوق الإنسان:

يونيو 2016 أعلنت الأمم المتحدة نتائج بحثها عن أوضاع حقوق الإنسان السيئة في إرتريا، إثر ذلك نظم أنصار النظام الارتري احتجاجات أمام مقر الأمم المتحدة بجنيف. وقدمت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة توصية برفع قضية حقوق الإنسان في إريتريا إلى محكمة العدل الدولية.وكان رد الحكومة الإريترية على تقرير لجنة الأمم المتحدة بأن هذه التقارير لها دوافع سياسية ولا أساس لها من الصحة.

وكان التقرير بمثابة بصيص أمل للمعارضة الارترية للسماع إلى مطالبهم في قضايا حقوق الإنسان في إرتريا لكن لأسباب رفض رسميًا، ولم يتخذ مسؤولوا الأمم المتحدة أي خطوات أخرى في هذا الملف ُورفض أيضًا طلبنا لإجراء مناقشة حول هذا الملف.

منذ أكثر من عام تعرفنا على ناشطين إرتريين وأبدوا رغبتهم أن يرسلوا إلينا تقارير مسجلة من إريتريا، لكننا لم نستقبل سوى عدداً قليلاً من التسجيلات وعلمنا لاحقًا أنه تم القبض على اثنين منهم، والبعض الآخر أخبرونا بأن إرسال أي فلم من داخل إرتريا خطر على حياتهم، وبعضهم قطع الاتصال بنا تماما ولذلك تواصلنا و أجرينا مقابلات مع بعض الأشخاص الهاربين من إريتريا.

دكتور سلمون يصف الوضع النفسي للمعتقل: يعرض صورًا لمعتقلين ويشرح: هؤلاء الناس يعيشون في هذا المكان لفترة طويلة في ظروف لا يمكن تصورها، ليس فقط يومًا أو يومين أو شهر، صاروا مختلين عقليًا، لا يستطيعون النوم بعضهم فقد الذاكرة.

دكتور سلمون طبيب في اسمرا شرح عبر الصور:

هذا هو المستشفى وهذا هو مستوصف المعتقلين مبنى المستشفى، الأشخاص الذين تم استجوابهم تعرضوا للتعذيب بعضهم أصبح معاقاً عاجزاً عن الحركة وبعضهم مصاب بالصدمة، أحيانًا يكسر عظامهم تحت التعذيب، وأحيانًا يغمى عليهم جراء التعذيب،هذا الشخص الذي يظهر على الصورة كان يتعالج عندي وأعتقد أنه تعرض للتعذيب بشكل متكرر.

ميخائيل شاهد يتحدث عن تجربته في السجن: تقرير مشابه من السيد ميخائيل الذي كان مسجونا في السجن السري (عَدْ أَبِيتُو) وقد أوضح أن المعتقلين هنا يتم استجوابهم تحت التعذيب المستمر في هذه الغرفة المطلة على فناء المركز، ميخائيل نفسه بعد اعتقاله لشهور تم استجوابه بوحشية، يضربون الناس على الظهر والأرداف والفخذين وباطن القدمين، ولأجل القيام بذلك لا بد أن ترفع يديك المقيدتين إلى أعلى، وتعرض للصعق الكهربي، أحيانًا يستمر الضرب ثلاث ساعات، بعض المعتقلين منذ خمس سنوات دون إجراءات قضائية ويتم استجوابهم مرارًا وتكرارًا.

حنا تتحدث عن اعتقال والدها بطروس سلمون وزير الدفاع السابق:

إنه أمر محزن جدا أن يقتلوا الناس بهذه الوحشية، ليس قتلا جسديًا وإنما عقلياً ونفسيًا، عندما أنظر الآن إلى تلك الممارسات الوحشية للنظام، فالمشكلة تكمن في النظام برمته ونظامه وتركيبته، كل شخص في إرتريا يمكن أن يكون ضحية، كان والدي من الرجال العظماء في إرتريا، كان وزيرًا للدفاع، لقد عشت معه طفولة سعيدة، كان والدي يمزح ويلعب معنا كثيرًا، في طفولتي لم أكن أعرف كثيراً عن الجانب السياسي لوالدي إلا أنني تعرفت عليه لاحقًا، ففي عام 2001 وقع والدي رسالة مع 14 من كبار المسئولين الآخرين ينتقدون فيها أسلوب الرئيس الديكتاتوري في الحكم وقتها كانت حنان في السنة العاشرة من عمرها، في الليلة التي اختطفوه كنت نائمة معه، عندما قام للذهاب معهم استيقظت وسألته إلى أين ذاهب يا أبي؟

قال لي سأعود إليكم قريبا، وعد بيننا سأعود إليك هذا كان آخر ذكرياتي مع أبي، كنت أحسب أنه سيعود إليك بكل سهولة، خرج من المنزل و اعتقله الجيش من أمام باب منزلنا مباشرة، وقد اختفى بعد ذلك لم نسمع عنه أي خبر، الرئيس الارتري أسياس أفورقي اتهم والد حنا وضباط آخرين بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري واعتقل أحد عشر منهم ويعتقد أنهم في ذلك السجن العسكري السري (Eiraeiro) شديد الحراسة بني خصيصا للمعتقلين السياسيين الكبار، بعد ذلك أغلق الرئيس حرية الصحافة واعتقل عدداً كبيراً من الصحفيين.

المذيع: والدة حنا استيرا كانت تدرس في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أعتقل زوجها بيطروس سلمون، رجعت إلى إرتريا لتطالب بإطلاق سراحه.

حنا: ذهبنا إلى المطار لاستقبالها، أخذنا معنا ورود لاستقبالها وانتظرناها ساعتين أو ثلاث ساعات ولم تصل، رجعنا إلى البيت واتصلنا على صديقاتها في الولايات المتحدة الأمريكية، فقالوا لنا هي صعدت إلى الطائرة المتجهة في رحلتها إلى إرتريا، وعلمنا بذلك أنه تم إعتقالها، مؤخرًا اتصلت بجدتي سرا، قالت لي على الأرجح تم اعتقالها من قبل النظام، وكان بالإمكان أن نسمع عنها عبر الآخرين ولكنها مسجونة في سجن معزول عن الآخرين، لا يمكنها التحدث مع الآخرين، لا نعرف أين وكيف هي الآن، الحكومة لا تفصح عن مكان وجودهما ولا عن حالتهما.

قناة آرتي: بحثنا سنتين عن معلومات بشأن المعتقلين فلم نجد في أسئلتنا للحكومة الارترية كنا نستعلم عن بقاء حياة والد حنا ومعتقلين سياسيين آخرين، ولكن لم نتلق عنهم أي معلومات، بعد سنتين من بحثنا في إرتريا لم نتلق أي معلومات من الناشطين الحقوقيين من داخل إرتريا.

يظهر فجأة في الانترنت فيديو يعرض شيئا غير مألوف في إرتريا! مظاهرة علنية في شوارع اسمرا ضد النظام، تجمع الناس في اسمرا، ثم يتم إطلاق رصاص عليهم وهرب الناس.

الحديث عن معتقلي مدرسة الضياء الإسلامية:

في أحد معسكرات اللجوء في الحدود قابلنا أمان ورضوان اللذين أكدا لنا أنهما كانا ضمن المتظاهرين في اسمرا في احتجاج ضد وزارة التربية والتعليم، لأن الحكومة صادرت مدرسة إسلامية واعتقلت أحد شيوخ المدرسة ومديرها، كنا أمام مبنى وزارة التربية والتعليم فأطلقوا علينا الرصاص، أحد المتظاهرين صور ذلك عبر هاتفه المحمول، وبحسب أمان ورضوان، فإن الحكومة إستخدمت هذه المقاطع المنشورة على الشبكة لاعتقال جميع المتظاهرين، ولم يتم الإفراج عنهم بعد، وضعتهم في بداية الأمر إلى سجن عادي، وبعد ذلك نقلوا إلى مكان مجهول لا أحد يعرف أين هم، من ضمنهم أطفال قاصرين اختفوا أيضآ، ينتهى بهم الأمر إلى حفرة تحت الأرض ولذا يفر الكثيرون من مواجهة هذا المصير.

حديث القناة عن اتفاقية السلام:

في شهر يوليو 2018 وقع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي اتفاقية سلام مفاجئة مع الرئيس الجديد في إثيوبيا السيد أبي أحمد، وتم فتح الحدود لفترة قصيرة والتقت العائلات مع بعضها التي حرمت من التلاقي والتواصل بسبب إغلاق الحدود بين البلدين لفترة طويلة، وتعالت هتافات المواطنين ترحيبا بالسلام وكانوا يأملون أن يضع السلام حدا للاعتقالات التعسفية وبسط الحريات والإفراج عن المعتقلين السياسيين في إرتريا، وكان يبدو مستقبل البلاد واعدا.

متحدث من داخل سيارة متحركة: على هذه الخضرة الممتدة يمكن أن يعمل الناس وينتجون إذا توفرت الحرية والسلام، ولكن مع سياسة القهر والقيود ضاعت هذه الفرصة والإمكانيات المتوفرة في الوطن بلا فائدة، بعد أشهر قليلة تم إغلاق الحدود بين البلدين بشكل كامل، وفي الأوضاع الداخلية في الجانب الارتري لم يحدث أي تغيير إيجابي.

اتصل بنا مرة أخرى أحد الناشطين الذين كانوا يمدوننا بمواد الفيلم الوثائقي من داخل إرتريا، حارس السجن السابق وصف يوم توقيع السلام بقوله: كنا نعتقد أن السلام سيغير كل شيء في إرتريا، ولكن لم يتغير شيئا في الحريات وحقوق الإنسان في إرتريا، نحن يجب علينا أن نعرف الناس بالحقيقة في الوضع الارتري فالحقيقة مخفية ومغلقة حتى اليوم، ولذا يجب أن نسلط عليها الضوء و نخرجها للعلن، النظام الارتري يخفي الحقيقة ليستمر في السلطة إلى مالا نهاية.

دِيسْتَا يروي محاولة التوثيق:

يعمل كحارس في سجن (عَدْ أَبِيتُو) بعد إعلان اتفاقية السلام أدخل كمرة مخفية إلى السجن ليصور بها سرا في داخل سجن (عَد أَبِيتُوا) يقول: في البداية جربت الكاميرا في المنزل كيف أستطيع التصوير بها وكيف أشعر بنفسي وأنا أحمل الكاميرا، وبكل صراحة لو تم القبض علي بالكاميرا لكانت العواقب وخيمة على نفسي وعلى عائلتي، كانوا سيقتلونني.

هذا الصورة توضح وصول معتقلين جدد إلى السجن، البعض منهم يبدو مراهقين صغار، وفيهم بعض المهربين، كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كأقصى حد تأتي شاحنة كبيرة بمعتقلين جدد، وهذا السجان يهددهم بحزامه، لذلك كلهم يمشون مسرعين، لذلك لا أحد يستطيع مقابلة أحد، بعضهم قبض عليه مسافرا دون تصريح سفر، أو قطعوا دراستهم بالمدرسة، وبعضهم اعتلقوهم أثناء عودتهم من الجيش إلى أهلهم.

هذا سجن النساء فيه 200 امرأة، بعضهن تم اعتقالهن عند عبورهن الحدود، وبعضهن بتهمة التعاون مع المهرب أو توفير المأوى للمهربين في الريف، هذه الأم التي تظهر في الصورة لا تعرف شيئا عما يدور خارج منزلها، ولا تعرف سبب اعتقالها ومع ذلك تم اعتقالها مع أطفالها ويوجد عدد كبير من الأطفال في سجن (عَدْ أَبِيتُوا).

بِيتَا دِيسْتَا يؤكد صور العذاب:

أكد ما قاله ميخائيل عن تعذيب السجناء في سجن (عَدْ أَبِيتُوا): هذه غرفة الاستجواب،المحققين يضربون المعتقلين أثناء الاستجواب، نحن كحراس فقط نرافقهم ونحضرهم إلى مكان الاستجواب ونعيدهم إلى السجن مرة أخرى، هذا كل ما نقوم به هذه فقط مهمتنا إذا أصيب شخص بجروح خطيرة أثناء الاستجواب، ننقله إلى المستشفى، أحيانا يصلب السجين، حيث يتم تعليقه رأساً على عقب بين عمودين، قدماه إلى الأعلى ورأسه إلى الأسفل ثم ينهالون عليه ضربا بعصا أو بخرطوم مطاطي أو بعقب البندقية، هذا التعذيب لا يتوقف حتى يعترف الضحية بمزيد من التهم، والاستجواب لا يتوقف حتى لو طالت مدة السجن وحتى لو اعترف الشخص بالتهمة الموجهة إليه منذ فترة طويلة فالاستجواب لا يتوقف، يأخذونه للاستجواب من جديد بعد أيام قليلة للاستجواب الأول قبل أن يبرأ جسمه من الجروح الخطيرة التي أصيب بها في الاستجواب السابق، ويكررون ذلك حتى يموت الضحية أو يصبح مقعدا أو يفقد ذاكرته.

قام مايكل في إحدى الزنزانات الجماعية بتصوير هذه المشاهد للمعتقلين وأرسله إلينا قبل أربع سنوات.

مايكل يضيف: رأيت بعض المعتقلين فقدوا ذاكرتهم وجنوا تمامًا بسبب الاعتقال طويل المدى، أعرف بعضا منهم له اثنتا عشرة سنة في السجن دون محاكمة، يوجد في سجن (عَد أَبِيتُوا) أشخاص لم ينظر في قضيتهم أصلاً مثل هؤلاء المعتقلين في هذه الزنزانة، هؤلاء يعرفون فقط تأريخ دخولهم إلى السجن ولا يعرفون تأريخ خروجهم منه، يرتفع عدد المعتقلين كل وقت وحين، عندما جئت بداية إلى السجن كان عدد الحراس ثلاثة وبعد ذلك دخل السجن عدد كبير من المعتقلين الجدد فكثر عدد الحراس.

الحكومة الأرترية تقتحم معسكرات اللاجئين في تقراي:

في نهاية العام 2020 زرنا معسكرات اللاجئين الإرتريين بإقليم تقراي، في ذلك الوقت دخول الصحفيين للمنطقة كان ممنوعا بسبب اندلاع الحرب بين الحكومة الإثيوبية وإقليم تقراي، إرتريا بدورها شاركت في الحرب ضد تقراي وهذا يعني أنهم يريدون الهجوم على معسكرات اللاجئين الارتريين بتقراي، وبحسب رسالة صوتية بعث بها إلينا شاهد عيان قال فيها: أقتحمت قوات إرترية معسكر اللاجئين الإرتريين بالنيران الكثيفة، لأنهم يصفوننا بالخونة، وكانوا يتصرفون ضد الشباب بشكل وحشي جدا، ضربا، اذلالا وقتلا، بعض اللاجئين أخذوهم في مركبات الشاحنات وذهبوا بهم وكل من حاول الهرب من الشاحنة ضربوه بالسلاح، أخذوا كل شيء فقط بقيت المباني عارية بعض المباني دمر بالكامل بسبب قنابل القرانيت والأسلحة الثقيلة.

الحكومة الارترية نفت ذلك وقالت أنها لم تهاجم معسكرات اللاجئين الإرتريين بإقليم تقراي، ولكن صور الأقمار الصناعية تظهر الحريق الضخم بمعسكر اللاجئين الإرتريين والمباني المدمرة في معسكرهيتساتس ومعسكرات أخرى بتقراي.

وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أكد أنه حصل على تقارير موثوقة بأن الجيش الارتري اقتحم معسكرات اللاجئين الإرتريين بإقليم تقراي ونهب المعسكر واغتصب النساء ونكل باللاجئين.

وقال شهود عيان: أن القوات الارترية أعادت اللاجئين إلى إرتريا وادخلتهم في سجن (عَد أَبِيتُوا). وقال الشاهد: أن أهلي وأصدقائي أخبروني بذلك، بعض الأشخاص تمكنوا من الهرب، أما الكثيرون منهم ما زالوا في السجن.

منذ بدء لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة قبل خمسة سنوات تقريبا اتهمت اللجنة إرتريا بجرائم ضد حقوق الإنسان في وستواصل اللجنة في دفع القضية ضد إرتريا لأنه لم يحدث حتى الآن أي تغيير إيجابي علي مستوى حقوق الإنسان، فمازال الاستبداد والقمع والاعتقالات التعسفية ممارس بشكل مفرط، إرتريا لاتملك حتى اليوم دستورا للبلاد ولا توجد حرية صحافة ولا توجد محاكم مستقلة، المواطنون مازالوا يجبرون علي أداء الخدمة العسكرية غير محدودة الأجل، هذا استعباد شعب بأكمله.

حنا: بعد توقيع السلام بين إرتريا وإثيوبيا كان الكثير من أصدقائي يقولون وأخيرا جاء السلام، لكني انا كنت انتظر إلى مآلاته، البعض من أصدقائي كان ينظر إلى بأني متشائمة أو أني ساخطة على النظام، لكني كنت على حق فالمعتقلون مازالوا في السجن لم يفرج عنهم بعد.

المذيع: والدا حنا منذ عشرين سنة في السجن.

حنا بطرس سلمون تتصل مع جدتها:-

ألو؟
من معي؟
مرحبا جدتي كيف حالك؟
أنا بخير كيف حالك انت؟
أنا بخير هل أنت بخير؟
أنا بخير كيف انت مع البرد؟
حتى الآن جيد فقط قليل من الرياح هل توجد لديك اخبار؟
اي أخبار تقصدين؟
أخبار عن أمي وأبي؟
لا يوجد جديد الحال كما هو لم نسمع عنهم شيئا.
لكن الآن توجد تغيرات جديدة في البلد ألم تسمعي بها؟
لا، أنت تعرفين لا يوجد في إرتريا اي تغير، الحال كماهو.

 

تقرير: فيلم وثائقي عن ارتريا - قناة أرتي الألمانية

التقرير بالفيديو يتتبع تفاصيل عن يوميات السجين في أرتريا.

مصدر المادة:

https://zenazajel.net/قناة-ألمانية-تكتب-تقريرا-عن-إرتريا-دول/

Top
X

Right Click

No Right Click