الإسياسية: من حلم إقامة دولة أكسوم وحكم الدولتين إلي انهيار الخيال وحكم الفرد - الحلقة السابعة
بقلم الأستاذ: الحسين علي كرار
الوسائل التنفيذية للاسياسية: مرت ارتريا عبر تأريخها الحديث بتوافق إسلامي مسيحي كان أساسه التوازن في احترام المعتقدات الدينية
والموروثات الثقافية من لغة وتقاليد وأعراف وعادات لكل طائفة وكان هذا التوازن عامل الاستقرار والتعايش السلمي بينهم،
ولكن منذ بروز نجم الجبهة الشعبية بعد مؤتمرها الأول 1976م وتغلغل الاسياسية داخلها حصل خلل في هذا التوازن الذي كان قائما، فالاسياسية أخلت بحقوق المسلمين وعزمت بعدم مساواتهم مع المسيحيين ودمرت ثقافتهم واعتدت علي عقيدتهم وتصرفت في الوطن كملك لها وأصبح تفكيرها هيمنة المسيحيين علي مقدرات الوطن دينيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا وإداريا وفي جميع مناحي الحياة الأخرى ووضعت المسلمين في الكفة الضعيفة التي تطالب بحقوقها ويرفض طلبها بالتعالي والاستفزاز حصل هذ الانحطاط نتيجة لعوامل منها إستقواء الاسياسية بالخارج الغربي، و تمزق المسلمين وضعف إمكاناتهم وخاصة بعد أحداث سبتمبر.
و عندما حصدت الاسياسية ثمار الحصاد في الثمانينات كانت في بداية قوتها وشبابها بينما كان الجانب الإسلامي مرهقا بسبب البناء وتشيد الثورة في بدايتها خلال العشرون عاما التي سبقت ظهورها فكانت هذه الظروف من ضمن العوامل التي ساعدتها للهيمنة فهي لم تسخر قوتها الشبابية عند بروزها لصالح بناء الوطن والمواطنين وإنما سخرتها لصالح قوميتها وعقيدتها، وقد اتبعت وسائل كثيرة للهيمنة تم ذكر بعضها خلال السرد في الحلقات السابقة ولكن يمكننا أن نلخص بعض وسائل الهيمنة التي فرضتها منها:-
1. السيطرة الأمنية والاستخباراتية: يقول مايلز كوبلاند رئيس الاستخبارات الأمريكية في الشرق الأوسط في الستينات من القرن الماضي في كتابه لعبة الأمم بالنسبة للعالم الثالث والدكتاتوريات العسكرية التي كانت ترعاها أميركا لمحاربة السوفيتي في ذلك الزمن، إن أفضل زمن للدكتاتوريين لبناء أقوي جهاز استخبارات لحماية أنظمتهم هو عندما يكون الشعب غافلا ومشغولا بانتصاراته وأفراحه عندها يتوجب علي الدكتاتور أن يكون أنهى بناء جهاز استخباراته في هذا الوقت، فإذا لم يستطيع عمل ذلك في هذه الفترة فإنه لا يكون بإمكانه السيطرة علي الوضع الداخلي ويقول من ضمن حديثه أنهم كانوا كارهين الملك فاروق في مصر لعدم مقدرته حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية وعندما قاد عبد الناصر الانقلاب ضد الملك فاروق يقول المخابرات الأمريكية تعاونت مع عبد الناصر في بداية ثورته في بناء المخابرات المصرية لحمايته ظنا منهم أنه سيتعاون معهم ويقول كان عندنا عملاء في أمريكا اللاتينية من الجنرالات الألمان الذين كانوا يعيشون هناك بأسماء مستعارة خشية ملاحقتهم في جرائم الحرب العالمية الثانية فأوفدنا جنرالين منهم لوضع أسس للمخابرات المصرية بموافقة عبد الناصر وتم ذلك وعندما وضعت الثورة أوزارها كان بناء المخابرات المصرية من أقوي المخابرات في المنطقة ويستدل في قوتها ومقدرتها أنه ذات يوم خرج صباحا بسيارته ومر بشوارع القاهرة ولم يتابعه أحد ولم يحس بشئ حوله و كان يتابع سيره ويراقب من كان خلفه بالمرآة وهو مطمئن أن أحدا لم يتابعه وهو الخبير في ذلك ولكن عندما عاد يقول اتصل به عبد الناصر وقال له صباح الخير إن شاء الله استمتعت بجولتك في القاهرة و يتساءل أتعلمون من أين له المعلومات ولم يتابعني أحد إنهم الحراس في بوابات المنازل كلهم مجندون ولديهم أجهزة الاتصالات وبمجرد خروجي كنت تحت المتابعة حتى عودتي قبل أن يحركوا شخصا واحدا خلفي.
هذا الكتاب كان في السبعينات أكثر الكتب رواجا في المنطقة بسبب معلوماته في العمل الأسود للمخابرات الأمريكية ويضرب فيه المثل بالإمبراطور هيلي سلاسي كأكبر عميل لأمريكا في المنطقة، وهذا ما حصل في ارتريا لقد أنشأت الاسياسية أخطر جهاز أمني ومخابراتي لقمع المواطن في زمن أفراح الاستقلال وعندما هدأت الأفراح وتفرغ الشعب للمشاركة في نظام الحكم وسير عمل الدولة كانت الاسياسية جاهزة بأمنها فسلطت عليه هذه الأجهزة الأمنية بأبشع صور القتل والسجن والقمع والتعذيب فالابن علي أبيه والبنت علي أمها والأخ علي أخيه الكل جاهز للكيد وقتل الآخر، و ضيّقت ظروف العيش الذي تعمدته للإخضاع وغسيل الأدمغة، يقول أحد المواطنين أثناء زيارته اريتريا حذره الأهل أن يكون حريصا في حديثه مع (فلان) من الجيران يقول اندهشت لأن والد ه قتلته الشعبية وعند لقائه يقول تصافحنا بحرارة وجلسنا في مقهى نحكي أيام طفولتنا وتطرقنا في حديثنا لوالده ويقول بكل برودة أعصاب قال له أن والده يرحمه الله قتلته الشعبية ولكنه متأكد أن الشعبية لا تقتل الأبرياء بالتأكيد أن والده كان مذنبا، هؤلاء هم الذين خلقتهم وغسلت أدمغتهم وجعلتهم وحوشها الكاسرة التي تؤرق بهم الناس في مضاجعهم ليلا ونهارا لنشر الرعب وتحقيق الهيمنة.
2. الاغتيالات السياسية: انتهجت أسلوب الاغتيالات وخاصة للقيادات العسكرية الإسلامية لإضعاف المسلمين وإبعادهم عن منافذ القوة حتى داخل جيشها أبعدتهم وتصرفت كأنها الوحيدة التي قاتلت وحررت ارتريا واعتبرت كل ثمرات النضال موروثها وقامت بتجرنة قيادة الجيش كاملة، وإذا نظرنا من قامت باغتيالهم أو فشلت في اغتيالهم نجد أنها لم تقم بذلك عشوائيا وإنما كان من خلال برنامج مدروس لاختيار من تغتالهم لشخصياتهم القوية والمؤثرة فمنهم من اغتالتهم لإضعاف المسلمين والقضاء عليهم كمنافسين لها في ميدان القتال (عافه - حسب - هنقلا - سعيد صالح - ومحاولة اغتيال عبدالله ادريس) ويقول أحد المضطلعين علي التحقيقات التي كانت تجريها السلطات السودانية مع الشخص الذي اغتال القائد محمود حسب إن القاتل كان لا يعرف حسب، وإنما عرفه من خلال صورة قدمت له ليتعرف علي شخصه وتدرب علي صورة مكبرة منها ليقنصه في الرأس وقد تدرب علي قنص الأهداف الثابتة للاغتيال . أو من يشكلون خطرا عليها من المسيحيين وينافسونها في القيادة والقاعدة المسيحية (ولد داويت و سلمون - والمنقع - وغيرهم داخل تنظيمها من الذين لا يتفقون معها في برنامجها) أو من يحملون فكرا ايديولوجيا سياسيا يناقض عقيدتها و منهجها (عجيب - ومحاولة اغتيال جيلاني) فلم يشكلا تهديدا عسكريا مباشرا عليها في الميدان في ذلك الوقت وإنما كانت تخشي من فكر البعث الذي كانا يحملانه ووقوف دول عربية قوية خلفهما حينها، واغتيالات من نوع آخر كاغتيال (هيلي قرزا) في الخرطوم وهو كان يعمل في مجال الاغاثة الدولية وليس في مجال ميدان القتال وذلك لإزاحته من مناطق نفوذها في الغرب حيث كانت له علاقات قوية مع منظمات الإغاثة العالمية وإفساح المجال لجهازها ولتجفيف مصادر جبهة التحرير الارترية في الإغاثة.
3. مبدأ القوميات واللغة الأم يعتبر هذان المبدآن هما الأساس فيما اتبعته الاسياسية لتدمير المجتمع الإسلامي وتمزيقه إلي شتات واسقطت من خلالهما لغة الدين والتفاهم فيما بين المسلمين وهي اللغة العربية وأجبرتهم أن تكون لغة التجرنية لغة التفاهم بينهم ولتحقيق ذلك أشعلت فيما بينهم النعرات التي زرعتها وعمقتها باسم القومية ورفعت من شان اللهجات المنطوقة ووعدت ما أسمته القوميات بكتابة لهجاتها ولكنها فعليا وضعت التجرنية مقام العربية وسخرت أداتها الإعلامية لغسل الأدمغة وجعلت من القوميات حقيقة واقعة واختفت كلمة القبائل المعهودة وجعلت من القوميات في إعلامها ( دولا وشعوبا ) منحتها حقوقا قاصرة علي الرقص وتطوير فنونه وجعلت زي فوطة عبد الله خاني المصنوعة في سوريا قاسم العلاقات المشتركة بينها، حتى جاء دور هذه الدول والشعوب التي تطالب بحقوقها متجاوزة ما خططته لها الاسياسية من دور لطرد اللغة العربية ولكن كما يقول المثل انقلب السحر علي الساحر وظهرت مطالب القوميات التي تريد أن تستوفي حقوقها من قومية التقرنية المهيمنة علي الدولة، وهل ستبلع هذه القوميات عسل التجرنة الذي قدمته الاسياسية بسهولة كما تصورت ؟ فهدف الاسياسية أصلا كان التمزيق لمحاربة اللغة العربية الذي استعصي طردها من قبل حزب الاندنت فقامت هي بتطويع ما استعصى عليهم في تلك الفترة مكملة ما بدؤوه، وكان هذا التصرف في الواقع يعتبر إخلال بالمادة (39) المنصوص عليها في دستور التوافق ومع هذا كانت هذه المادة تحمل قنبلة مؤقتة في طياتها فرضها القس ديمطروس علي الجانب الإسلامي لقبول اللغة العربية ونص المادة: (أ) تكون اللغتان التجرنية والعربية اللغتان الرسميتان في أرتريا. (ب) علي حسب العرف المتبع في ارتريا سيسمح باستعمال اللغات المكتوبة والمنطوقة لدي مختلف عناصر الشعب عند الاتصال بالسلطات العامة كما يسمح لاستعمالها للأغراض التعليمية والدينية ولجميع أو جه التميز عن الرأي) المادة منقولة من موقع إبراهيم المختار ويقول المفسر في الموقع أن الفقرة (ب) وضعت لاسترضاء الجانب المسيحي الذي كان رافضا اللغة العربية، وقيادة الاسياسية لم تكن غافلة عن هذه المادة وفقرتيها اللتين تم تثبيتهما بعد عناء، وبمبدأ غلبة القوة ثبتت الاسياسية مبدأ اللغة الأم للقوميات الذي نستنتج مضمونه من الفقرة (ب) وأبعدت من الفقرة (أ) اللغة العربية والتي كان يعترض عليها القس ديطروس وثبتت اللغة التجرنية التي لم تصمد أمامها تلك اللهجات القبلية المنطوقة، وأحدثت بذلك تغير في المجتمع الارتري بالقوة والدكتاتورية وبشكل مخيف مما نتج عنه تقسيم المجتمع إلي مسيحي مهيمن ثقافيا ومسلم رافض الهيمنة المسيحية وهذا هو الوميض الذي تحت الرماد لأن ما حققته الاسياسية بوسائل القوة وتعتبره من مكاسبها وتتخندق لحمايته يعتبره المسلمون إخلالا بالوحدة الوطنية واغتصاب لحقوقهم و إذلالا لهم ومن الصعب قبوله مهما كلف الأمر عندهم . وقد حكي لي أحد معلمين اللغة العربية الهاربين أنه تم تعينه في قرية في احدي المناطق التي اختارت اللغة العربية في مدارسها وكان مسئول المنطقة متحمسا للغة العربية كما يقول، وعندما دخل الفصل كان آخرون من عملاء النظام حرضوا الأطفال بأن يرفضوا اللغة العربية ويخرجوا من الفصل ويطالبوا بالتجري وهي لغتهم التي يريدون أن يتعلموها، فهل هؤلاء الأطفال وهم من القرى وصل بهم الوعي إلي هذه الدرجة، إنها أيادي لوردات الإسياسية الخفية ينفذها العملاء المدفوعون، ويقول عندما علم المسئول بذلك وهو من المنطقة قال لهم لعنة الله عليهم وعلي أهل هذه القرية التي قدمنا إليها وبعدها يقول حزمت أمتعتي وهربت ودخل مسئول المنطقة السجن ولم يكن له أثر بعد ذلك إلي يومنا هذا.
4. من وسائل الهيمنة تقسيم الأقاليم بما يخدم هيمنة التجرنية: فدولة خرجت من حرب بعد ثلاثون عاما من المفترض أن تتعدد أقاليمها للبناء والتعمير والتنمية وتأسيس البنية التحتية للأقاليم المتضررة التي دمرتها الحرب من طرق ومنشآت ومؤسسات دولة وتطوير إنسانها الذي حرمه الاستعمار من التعليم والصحة والأمن وإيجاد فرص العمل والاستثمار الصناعي والزراعي والخدماتى وإعادة اللاجئين وتوطينهم.
5. ولكن الاسياسية لم يكن كل ذلك في أجندتها، كل ما كان يعنيها كيف تثبت ماحققته من انجازات لحساب اقاليم علي حساب أقاليم أخري ولتحقيق ذلك قلصت الأقاليم من تسعة إلي ستة أقاليم وجعلت أقاليم المناطق الغربية والساحل الشمالي مناطق أمنية لحماية نظامها ورأت فيها مناطق الشرر القادم ولهذا حصرتها أمنيا في ثلاثة أقاليم تسيطر عليها فعليا، مصوع التي تجرنتها وتسيطر من خلالها علي كامل الساحل الارتري الشمالي، وكرن التي تجرنتها وتسيطر من خلالها علي عنسبة ومنخفضات بركا وبارنتو التي تجرنتها وتسيطر من خلالها علي القاش وسيتيت بالإضافة إلي عصب وهو الإقليم الرابع الذي تجرنته وسيطرت من خلاله علي إقليم دنكاليا في البحر الأحمر، وبهذه الرؤيا اعتبرت السكان في هذه الأقاليم هامشيين وأبعدتهم عن التنمية التي حصرتها علي ديارها وما يعنيها سهولة نقل هؤلاء إلي الديار السائبة والحفاظ علي أمنها وسلامتها.
6. الاستيطان: جعلته من أدواتها الاساسية للهيمنة رفضت عودت اللاجئين الذين دمرت أثيوبيا قراهم ومدنهم إلي مناطقهم الأصلية ووطنت بالترحيل الذين لم يصابوا بضرر في ديارهم وأسكنتهم ديار قوم قضت عليهم الحرب، ومن ممارساتها العلنية وبدون حرج أنها وطنت الارتريين الذين طردتهم أثيوبيا بسبب حرب القومية في مناطق المياه ومعظمهم من التجرنية بعد أن استكثرت ذلك علي أصحاب الديار ممن قتلوا وشردوا ودمروا ولجئوا وناضلوا في سبيل قضية التحرير من العودة إلي ديارهم، وإذا أمعنّ النظر فيما قامت وتقوم به الاسياسية من التوطين فنجد مصدره كتاب الأمير لميكيافيلي ونصيحته للأمراء المستبدين الذين يريدون الأمن لمستعمراتهم الجديدة ينصحهم، بإقامة المستعمرات في الأماكن الضعيفة، ولا تكون شاملة، لأنها تثير الأكثرية فكلما كانت محدودة فإن صوت المقاومين لا يقوي، يقول ذلك في الفصل الثاني في كتابه الأمير ترجمة احمد نصيف ومجدي كامل (يجدر بالفاتح أن يؤسس في مداخل الولاية المفتوحة ومخارجها مستعمرات أجنبية وإلا اضطر لاستخدام جيش كثيف داخل البلاد وأشرت بتأسيس المستعمرات الأجنبية، عالما بان هذا يقضي نزع أملاك نفر قليل من أهل الولاية لتعطي للمستعمرين ولا خوف من ذلك علي الفاتح ما دام هذا النفر قليلا ومسلوب الحق ضعيفا فانه لا يستطيع أن يمس الفاتح بأذى ولا يستطيع كذلك هؤلاء الأقليون ان يثيروا غضب الأكثرين ممن لم تغتصب أملاكهم لان من لم يغلب علي أمره في متاعه لا يكون كمن غلب ولو أن المظلومين تمكنوا من تحريك غضب من لم يظلموا سهل علي الفاتح تسكين ذلك الغضب ويقول إن أكثر أهل الولاية يبقون في خوف مستمر ويخلدون إلي السكينة ويرضون بما يمنحون وان المستعمرين لا يكلفون الفاتح شيئا وهم أكثر إخلاصا له كذلك يقول فضلت تأسيس المستعمرات علي تأسيس الحاميات لان ثكنات الجند تستلزم نفقة طائلة ودع أسباب الحقد بين الغالب والمغلوب).
وهذا ما تفعله إسرائيل في فلسطين وما تفعله الاسياسية في ارتريا، وعلي سبيل المثال في منطقة قرست في قلوج أقامت الاسياسية سدا للمياه علي نهر قرست وأتت بالمستوطنين حوله ووزعت عليهم الأراضي وسهلت لهم كل سبل العيش والاستفادة من السد لزرعهم وانتزعت من المواطنين الأصليين أراضيهم الزراعية لصالح هؤلاء ومشاريعها الحزبية ومنعتهم الاستفادة من المياه وسمحت لهم فقط أن يسقوا منه مواشيهم، وجدت أشخاصا من المنطقة ذاهبين إلي القضارف للعمل في المشاريع الزراعية في موسم الحصاد قالوا السبب نزعوا أراضيهم الزراعية وعوضوهم بأخرى غدوها شهر ورواحها شهر وفي منطقة قاحلة وعندما قدّموا شكواهم كانت إجابة لوردات الاسياسية بأن لوّحوا لهم بالخدمة الإلزامية إذا عادوا فتنازلوا عن الأولي وتركوا الثانية لبعدها وسادهم الخوف واستسلموا ودفعتهم الحاجة في البحث عن البديل الآمن، أليس هذا ما قاله مكيافيلي.