الإسياسية: من حلم إقامة دولة أكسوم وحكم الدولتين إلي انهيار الخيال وحكم الفرد - الحلقة السادسة

بقلم الأستاذ: الحسين علي كرار

طبيعة الاسياسية الطائفية و جذورها التاريخية: في كتابه لم نفترق يقول المؤلف الم سقد تسفا (عند حزب الاندنت أصبحت عبارات

دولة أكسوم

أثيوبيا هي البلد الذي يسود فيه الأحباش ويخضع فيه الأوروبيون ولا يخرج فيها العربي ولا أي مسلم عن السيطرة، تراها في مختلف الخطب القومية وتكتب حتي علي الجدران وكانت توجهات حزب الاندنت هي توجهات أثيوبيا نفسها التي تري أن الديانة المسيحية هي الديانة السائدة التي لا يمكن تحديها وأنها الأعظم شأنا من الناحية الطبيعية والروحية في المنطقة ويضيف ويقول ولم يكن هؤلاء قادرون علي أن يخطر ببالهم أو يتصوروا أن من حق المسلمين أن يشاركوا علي قدم المساواة مع المسيحيين في ممارسة السلطة والإدارة).

وحقيقة هذا الكاتب نثني عليه لموضوعيته في تناول الأحداث في كتابه في تلك المرحلة التي وثقها بحياد و ما هو واضح في الواقع الحالي لا يوجد فرق بين أولئك الداعون وهؤلاء الذين يحكمون، أليست هي نفس الدعوة ونفس الممارسة ونفس الجذور التي يريدون أن يحكموا من خلالها فإذا عدنا إلي آخر ثلاثة أباطرة حكموا أثيوبيا وهم الملوك يوهنس ومنيليك الثاني وهيلي سلاسي سنجد أسلوبهم لإخضاع المسلمين واحد وإن كان أسلوب الامبراطور هيلي سلاسي أكثر دهاء ربما لتطور مفهوم عصره فنحن نعرف غزو يوهنس ورأس الولا لارتريا لإرغام المسلمين ليعتنقوا المسيحية و ما فعلوه بالمسلمين في أثيوبيا أدهي وأمر ولكن أشهر قصة يمكن أن نرويها في تلك الفترة في أثيوبيا هي قصة الملك ليج إياسو وهو ابن الأمير محمد علي الذي اعتنق المسيحية قهرا وعرف بالرأس ميخائيل بسبب هزيمته علي يد الملك منيليك وبدعم غربي وخاصة إيطاليا التي كانت في ارتريا وخلاصة القصة في كتاب مؤلفه مصري لم تسعفني الذاكرة باسم كاتبه عنوان الكتاب ليج إياسو ملك الحبشة ملخص ما يقول الكاتب (تغلب الملك منيلك الثاني علي أمير اقليم وللو الأمير محمد علي كما تغلب وقضي علي بقية الأمارات الإسلامية في أثيوبيا، ولقد استسلم الأمير محمد علي لمنيليك بشروط : أن يعتنق الأمير المسلم المسيحية مع حاشيته ويمنح لقب الرأس ويسمي الرأس ميخائيل وتقام له طقوس الديانة المسيحية ويزوجه الملك منيليك ابنته الوحيدة ويضمن له مقابل ذلك سلامة بقية المسلمين ولا يجبرهم لاعتناق المسيحية ولا يهدم مساجدهم ولا يحولها إلي كنائس، فقبل الأمير بهذه الشروط لحماية المسلمين ومساجدهم، وأنجب ميخائيل من زوجته هذه بنت تسمي أتيجي منن وأخوها ليج إياسو، وعندما مات الملك منيليك كانت ورطت الكنيسة الأثيوبية المتعصبة هو من يكون الملك خلفا له فكان الانقسام داخلها شديدا لأن قسما منهم كان يعترض أن يكون ليج إياسو ابن بنت الملك منيليك و ابن المسلم الذي اعتنق المسيحية بالإكراه أن يكون ملكا لهذه الإمبراطورية المسيحية العتيقة وسوف لا يكون مخلصا لمسيحيتها وكان الرأس تفري مكنن (هيلي سلاسي) وهو من سلالة العائلة الحاكمة علي رأس من كانوا يقولون بذلك ولكن الكنيسة بمعظم قساوستها رفضت هذا الرأي لمنزلة الملك منيليك عندهم، فوافقت الكنيسة أن يكون ليج إياسو ملكا علي أثيوبيا).

ويقول أن تفري مكنن (هيلي سلاسي) كان كثير التحرش بليج أياسو وكان يشك في ولائه للمسيحية فطلب من الملك ليج إياسو أن يتزوج كريمته أتيجي منن ليكون قريبا من القصر فوافق الملك علي ذلك وتم الزواج، ولكن ليج أياسو اشهر إسلامه وقام ببناء المساجد للمسلمين فاهتزت أثيوبيا المسيحية اهتزازا كبيرا بهذا الحدث فعزلته الكنيسة وقامت حرب قتل فيها والده الرأس ميخائيل لأن العائلة كانت تخفي إسلامها ووقع ليج إياسو أسيرا وأودعوه السجن ولم يعدموه إكراما لجده منيليك، وسجن في جيبوتي وقتله هيلي سلاسي في سجنه اثناء هروبه من الإحتلال الإيطالي خشية أن يخرج من السجن ويصبح ملكا) ولكن الكاتب السوداني احمد طه وهو يكتب كثيرا عن أثيوبيا يقول (إنه مات في ظروف غامضة)، وتولت العرش بعده الملكة زوديتو كريمة الملك منيليك الثاني تحت وصاية الرأس تفري مكنن وبعد وفاتها اعتلا العرش بنفسه واختار لقب الإمبراطور هيلي سلاسي، وظهر عندما عاد من منفاه بعد الحرب العالمية الثانية كزعيم ديني وقومي وسياسي يتبع أسلوب نظرائه في الخفاء و يظهر أمام العالم كإمبراطور مسئول عن عموم شعب أثيوبيا بالتحضر والحداثة، و في الواقع كان المكمل لما تركه له أسلافه لقهر المسلمين، وكما نعلم أن الكنيسة الأرتيرية كانت جزء لا يتجزأ من الكنيسة الأثيوبية وامتدادا لها، وما تتبعه الاسياسية في أرتريا هو نفس أسلوب الإمبراطور هيلي سلاسي الذي ينتمي إليه حزب الاندنت الملهم الروحي للاسياسية، لأن الأساليب القديمة التي كان يمارسها الاباطرة السابقون لم يقبلها العصر الحديث، فإذا كان الأباطرة الأثيوبيين قهروا المسلمين عسكريا ودمروا أماراتهم ومساجدهم فإن الإمبراطور هيلي سلاسي قضي علي كل تراث لهم واستبدل أسماء مدنهم وقراهم بأسماء جديدة فمدينة هرر مثلا وهي كانت عاصمة إسلامية ذات شهرة واسعة اختفي اسمها من الوجود، وكان في عصره غير مسموح للمسلمين بالوظائف العليا في الدولة ودخول الجيش ووجودهم فيه لا يتعدي المجند والجندي ولا مكان لهم في الرتب العسكرية العليا ويقول أحد سكان أديس أبابا وقتها إن أعيان المسلمين في المناسبات عند ما كانوا يزورون الإمبراطور كان يقول لهم إن نبيكم محمد يقول ابتعدوا عن الأحباش فإنهم مقاتلون أشاوس وذلك لتخويفهم وصفة الحبشة كانت عنده قاصرة علي الأحباش المسيحيين، و لم يسمح لهم ببناء المساجد، وغمر مدنهم وقراهم بالكنائس، ولم يسمح لهم كذلك أن يتعلموا دينهم ولا أن تقدم لهم المساعدات من الدول الإسلامية التي تريد أن تمنحهم منحا مجانية و أن بعض القيادات الارترية كانت تتعاطف مع المسلمين الأثيوبيين في الدول العربية لإتاحة فرصة الدراسة لهم في المعاهد الإسلامية، ولكن بعد مجيء منجستو في الحكم وجد المسلمون الأثيوبيون بعضا من حقوقهم وهي من الغرائب لأن منغستو كان شوعيا لا يؤمن بالديانات السماوية ولكن مؤمنين المسيحية في أثيوبيا طمروا المسلمين تحت الأرض ليظهروا أثيوبيا دولة مسيحية خالصة خالية من بقية الأديان.

هذه هي الجذور الأساسية والمنبع والامتداد الطبيعي والتاريخي للإسياسية الذي تستقي منه عقيدتها الدينية وفكرها السياسي وأسلوبها غير الخافي لتحويل ارتريا إلي دولة مسيحية وجعلها من بين مكونات العالم المسيحي في منطقة الشرق الأفريقي الأصولي ويضعف فيها دور الإسلام والمسلمين، وتختفي كل المعالم التي لها صلة بالإسلام. و تمارس الإسياسية أساليبها التي لا تخطئها العين.

1. ولترسيخ مسيحية الدولة ولمن لا يعرف ارتريا ولم يزرها يعرفها من خلال إعلامها وفضائيتها ولذ ا تجد الكاميرات مسلطة علي أبنية الكنائس والأديرة لإظهار بعضها كتاريخ أثري يرسلون إليها السياح وبعضها الآخر كمباني حضرية ولكن في ارتريا توجد كذلك حضارة إسلامية ولها مساجدها وأثارها ولكنها مخفية ولا توجد في فضائيتهم إلا صورة واحدة لمسجد الخلفاء الراشدين يأتون بها لذر الرماد في العيون آلا توجد في اسمرا مساجد أخري وكذلك يفعلون ذلك في الأقاليم دون الإتيان بمسجد، وبعد أن تمر الكاميرات علي كل هذه الكنائس ماذا سيعتقد هذا المشاهد من خلال ما تشاهده العين، ويقول خبراء الدعاية والترويج إن ما تشاهده العين من الحواس الخمسة يعادل 80% من التأثير علي الإنسان وكثيرون شاهدوا أفلام الإسياسية الوثائقية التي بثتها قناة الجزيرة وما تحمله من إثبات الحضارة المسيحية وتجاهل الحضارة الإسلامية، لا أريد أن أقول زوروا لأن الحضارة المسيحية هي جزء من حضارة ارتريا ولكنهم يخفون ويدمرون الحضارة الإسلامية التي تمس المسلمين ويعملون لمحوها وإزالتها عبر الموت البطيء الذي رسمته الاسياسية هذا هو مغزى الكاميرات المسلطة علي الكنائس.

2. بحجة محاربة التطرف الديني الذي ساد العالم بعد أحداث سبتمبر انتهزت الاسياسية الوضع الدولي فمنعت كل نشاط إسلامي ووضعته تحت رقابتها وإدارتها وضيقت علي أنشطت المعاهد الدينية وكل ما يتعلق بالمسلمين من أنشطة وبناء المساجد وترميمها ومنعت كل عون خارجي في هذا المجال وحقيقة إن وضع المسلمين حاليا أسوأ من وضعهم أبان الاستعمار الأثيوبي مع أن هذا ارتري وذاك أثيوبي خاصة في الدين واللغة العربية حيث كانت حرية الدعوة والعبادة مع ضيقها أفضل في ذلك الوقت وقرأت في إحدى المواقع أن أحد المدرسين الأمريكيين الذي كان مدرسا في مدينة أغردات في بداية الستينات من القرن الماضي وفي لقاء مع طلبته السابقين في فندق في إحدى الدول العربية كان يتحدث عن تلك الفترة التي عاشها في المدينة وقال إنه زار ارتريا بعد الاستقلال وذهب إلي مدينة أغردات وقال إن سكانها كانوا يتحدثون في ذلك الوقت باللغة العربية ولكنه وجد هم يتحدثون الآن بلغة التجرنية، وكذلك كانت مدرسة الجالية العربية في أسمرا منارة للعرب والمسلمين في ذلك الوقت ولكن الاسياسية رأتها نارا في قلب عاصمتها فأطفأتها بحقدها ولا ننسي لغز تعريب النشيد الوطني الارتري بجانب التجرنية ولكنه مظهر بلا عمل وكذلك ألا عيب رفض العربية بحجة اللغة الأم ثم وضع الخيار علي أساس ضيق ومحارب أن تدرس لمن أراد ذلك من القوميات كل هذه الهرطقة هي محاربة واضحة للعربية في ارتريا واستمرار علي خط أباطرة أثيوبيا وسأحكي قصة أن مغتربين من أحد الأقاليم الإسلامية بعد الاستقلال اجتمعوا وفرضوا مبالغ معينة علي أفراد المنطقة لبناء مدرسة كانت مبنية بالقش وتدرس اللغة العربية وعندما وصلت المبالغ للإقليم استلمتها إدارة الإقليم وبلغهم لوردات الاسياسية بأن سعيهم مشكور وأنهم في حاجة لهذه المبالغ لبناء مدارس في منطقة أخري ومن يومها لم يتشجع أحد لفعل ذلك مرة أخري ولكن تجد في مناطق المرتفعات تعرض مثل هذه التبرعات علي الفضائية وبافتخار وحثهم علي ذلك.

3. إذا دققنا النظر في من أودعتهم السجون بعد الاستقلال سنجد هناك من اختلف معها في الرأي وهم كثيرون وهناك من لا حقته أجهزتها الأمنية نتيجة معلوماتها الكاذبة وهم كثيرون ولكن ما قامت به من اعتقالات في ليلة واحدة بشكل مخطط عم كل أنحاء ارتريا وبشكل جماعي نجد من استهدفتهم في تلك الليلة في معظمهم كانوا ممن تعتقد أنهم ينتمون للإسلام و العروبة ومعظمهم طلاب خريجون من جامعات الشرق الأوسط والخليج وكانت انتماءاتهم السابقة لفصائل أخرى ولكن بعد الاستقلال فضلوا أن يكونوا مواطنين في بلدهم بغض النظر عن من يحكم، وهؤلاء لا يعرف أحدا مصيرهم فقضيتهم ليست أمنية ولا قضية سياسية عادية ولكن الاسياسية أخذتها بأنها قضية جوهرية تمس هوية الدولة وعقيدتها وثقافتها وأن وجودهم مخالف لشريعتها و سيمزق هوية التجرنة التي فرضتها ولا مهاودة لمحاربة مثل هؤلاء غير المرغوبين وبث الخوف والرعب علي من تعتقد سيمسون محظوراتها فحكمت عليهم بالإعدام في جنح ظلمات السجون وبالمصير المجهول.

4. ربطت الإسياسية ارتريا بدول شرق أفريقا المسيحية بعلاقة متميزة كينا أوغندا تنزانيا بروندي رواندا وجنوب السودان كل ذلك من أجل إبعاد أرتريا عن المنطقة العربية والاسلامية وربطها بالدومينو الغربي المسيحي في المنطقة هذه الدول عندما كنا في النضال كان موقفها معروفا من قضيتنا ووقوفها مع أثيوبيا وكذلك اصطدم موقفها مع الإسياسية في حربها الأخيرة مع أثيوبيا ولكن مع هذا تعتبرالاسياسية ارتريا من ضمن هذا الدومينو المسيحي.

5. أغرقت البعثات التبشيرية كل المناطق الإسلامية بالكناس وغضت الاسياسية الطرف عنها وتم بناء الكنائس في السهول وفي الوديان وفوق التلال في المدن والقرى الإسلامية النائية في وقت تحاصر فيه المسلمين حتي في ترميم المساجد فحرمتهم من بناء المساجد والمعاهد وما كان موجودا سابقا وضعته تحت إدارتها وهيمنتها وتقضي عليه ريدا رويدا وحرمت المسلمين من الاستعانة بالمنظمات الإسلامية الخيرية في شئونهم الدينية وغطت بالكناس مناطقهم لخدمة أفراد معدودين علي الأصابع وفدوا إليها ومن نفاقها الواضح عندما تم افتتاح مسجد كرن الذي بنته دولة قطر رأينا إعلام النظام بفضائيته يسلط عليه الأضواء لتظهر الاسياسية إنصاف المسلمين في بناء المساجد ولكنها لم تسلط الضوء علي الكنيسة الجديدة الزرقاء في كرن ذات الطوابق التي تغطي شاشة فضائيتها ولم تخبرنا وسائل إعلامها كم عدد الكنائس التي بنيت داخل كرن وحولها بصمت مطبق، فإذا خرجت من مدينة أغردات ستمر بمقلو وبارنتو وقونيا وهيكوتا وتسني وكلها مدن وقري إسلامية ستجد الكنائس مقامة علي الطرقات وفوق التلال وسوف لا تجد مسجدا واحدا حتي مسجد مدينة بارنتو هو من زمن الطليان مسجد صغير لا يسع المائتين فردا. وإذا خرجت من أسمرا في طريقك إلي مصوع ستجد مع الكنائس الجديدة الصلبان المنحوتة بالحجر علي الطرقات دلالة علي مسيحية الدولة وحدثت كلها في عهد الاسياسية وسوف لا أقول إذا خرجت من كرن إلي مدينة نقفة وقرورة لأن الايطاليين من حظها لم يتركوا لها طريقا معبدا فهل ستمنحها الاسياسية الحاقدة ذلك.

هذه هي طبيعة الاسياسية الطائفية حددت من طرف واحد هوية الدولة الارترية كدولة مسيحية تقرنياوية متغطرسة ومتعالية أخذتها للدول المسيحية الأفريقية وأبعدتها عن العمق الإسلامي وبترتها عن محيطها الإقليمي، لتروج في أفلامها الوثائقية الانتقائية التي تظهر فيها عمق التاريخ المسيحي وتبعد عمق التاريخ الإسلامي، فالدولة الارترية اليوم هي دولة الإرادة الواحدة والطرف الواحد والثقافة الواحدة والقومية الواحدة والديانة المخدومة الواحدة،بينما نجد أثيوبيا نبذت ماضيها وأسلوبها التقليدي تجاه المسلمين فأقرت بحقوقهم وأعطتهم كثيرا من الحريات الدينية والسياسية وأشركتهم في حكم الدولة ولكن الاسياسية عادت بالمسلمين الارتريين وهم دعاة التسامح والاستقلال ورواد التحرير إلي الوراء وأقعدتهم علي الكراسي التي غادرها المسلمون الأثيوبيون الذين تحرروا ونفضوا عنهم غبار الماضي لتستعيره الاسياسة من هناك وتفرضه علي المسلمين الارتريين وتأتي بهيمنة دولة أكسوم بفظاعتها التي كان يرتكبها أباطرتها في ذلك التاريخ، فترتكب اليوم بحق المسلين فظائعها الدينية والقومية والثقافية والتهجيرية وتحولهم بأسلوبها القهري إلي أداة طيعة يقبلوا قهرها وبما تفرضه عليهم من الطمس والحرمان والفقر والتجهيل وتجعلهم في حروبها العبثية وقودا لنارها.

Top
X

Right Click

No Right Click