المناضل البطل محمد عمر أكيتو رمزُ نُحت فى الذاكرة الوطنية

بقلم الأستاذ:محمد رمضان - كاتب ارترى

يعتبر الشيخ محمد أكيتوا إحدى الشخصيات الوطنية التى أسهمت فى النضال التحررى ضد الإستعمار،

ويحفظ له التاريخ الإرترى رفضه للإستعمار وسياساته وهو فى قبة البرلمان الإرترى الذى كان عضواً لدورتين على التوالى ممثلاً لدائرة عصب!

وقد كان هو من القلة التى طالبت بأن تكون اللغة العربية هى اللغة الرسمية للبلاد بجانب لغة التجرنية وثبتوا المادة: (39) فى دستور 1952م التى تنص بوضوح بأن العربية لغة رسمية فى إرتريا مع لغة التجرنية.

وكان كذلك أحد مؤسسى حركة تحرير إرتريا التى كانت الأرضية الوطنية التى مهدت ميلاد الثورة الإرترية فى الفاتح من سبتمبر 1961م.

وُيعد المناضل محمد عمرمن زمرة الذين كان لهم القدح المعلى فى المسيرة الوطنية بذلاً وعطاء وتضحية كيف لا وهو من أبناء العفر المعروف عنهم بالبسالة والإقدام والإستماتة على المواقف!

وقد أكسب إنضمام العفر للثورة التنوع والشمول والعمق الإستراتيجى الذى كان له كبير الأثر فى تعزيز قوتها وإنتشارها.

أم بخصوص إختطافه الذى ورد فى بعض المواقع الإرترية بأن نظام أسمرا إختطفه من مطار صنعاء وهو فى طريقه إلى جيبيوتى حيث كان فى رحلة رحلة علاجية شملت المملكة المتحدة والسعودية وتحسنت حالته الصحية فقد أكد أحد أقربائه والعُهدة على الرواى الذى ذكر: (بأن المناضل محمد عمر أكيتو لم ٌيختطف لكنه عاد إلى إرتريا وهو الان بمدينة عصب حيث مسقط رأسه وقال إنه النظام إعتقله أكثر من مرة وأطلق سراحه لكبر سنه).

فلو ثبت أن الخبرالذى ذكره قريبه صحيح فهوفضل من عند الله لأننا جميعاً لا نتمنى وقوع مواطن عادى فى سجون نظام أسمرا فضلاً عن رموزنا وقياداتنا الوطنية، وإذا صح خبر إختطافه فهنا تطرح عدة تساؤلات منها:-

أين إعلام التحالف الوطنى الديمقراطى وقواه السياسية من خبر الإختطاف؟

وأين دور التنظيم الديمقراطى لعفر البحر الأحمر؟

لكن للأسف لم نجد من القوى الوطنية من يؤكد أو ينفى الخبر حتى اللحظة! على الرغم من خطورة الموضوع بإعتبارإن إختطاف مواطن من مطارات الدول يٌعتبرعملاً إرهابياً لا يمكن السكوت عليه وقد مارس نظام أسمرا ذلك فى السابق وأغتال الشرفاء من أبناء الوطن فى الداخل والخارج فكان على إعلام التحالف التحرى من الخبر ومتابعته فى حينه وعمل اللازم حيال الإختطاف إذا ثبتت صحته وتمليك الحقيقة للرأى العام الإرترى، ثم أين التنظيم الديمقراطى لعفر البحر الأحمر الذى ينادى بالحق الوطنى لأبناء العفر من هذه القضية حدثت عملية الإختطاف أم لم تحدث لأن الرجل رمزُ وطنى فى المقام الأول وعفرى فى المقام الثانى فكان عليهم إفادة الرأى العام لما حدث للرجل بالضبط لأن المعلومة يمكن أن تتوافر لهم أكثر من غيرهم كنت أتمنى أن تكون مثل هكذا حوادث بمثابة الملمات التى يتوجب علينا فيها جميعاً إظهاروحدة الإنتماء والهدف! وترجمة ذلك بالتجاوب التام مع كل الحوادث التى تحدث لكل إرترى وبذلك نكون قد قطعنا الطريق على من يسعى لبناء هوة بين المجتمعات الإرترية...

وهنا أنتهز السانحة لتوجيه عتب ولوم لأبناء العفرالذين يحملون شعارتقرير المصيرلإقليمهم فأقول إن هذه الدعوة قطعاً لا تشبهكم!

فهل من المنطق أن يكون العفر الذين كانت لها ممالك وسلاطين على إمتداد البحر الأحمر أن يطالبوا اليوم بفصل جزء من تراب الوطن هم أول من أرسوا فيه دعائم للسلطان! ونظاماً للحكم! ألا تعتبر هذه الدعوة هروباً من تحمل المسؤليات الوطنية والتاريخية حيال الظلم والتجنى الذى يلاقيه من الإثنيات الإرترية التى تشاطرهم الدم، والقٌربى، والتاريخ.

إن المرحلة تستدعى على العفر العمل مع الأخرين لإسترداد الحقوق بدلاً من حصر مطالبهم فى تقريرالمصيروبناء دولةٍ على إقليمهم والذى قطعاً ستكون تكاليفه باهظة على المجتمع الذى يستحق اليوم أن يذوق طعم الإستقرار والراحة بدلاً من خوض غمار تجربة جديدة! فكان أجدى لجميع أبناء العفر تقليب خيارالعمل الجماعى لإزالة نظام القهر والإستعباد وبناء دولة إرترية جديدة على أنقاض نظام أفورقى تُحفظ فيها كل الحقوق وتصان فيها الكرامات.

أننى على يقين تام بما حاق بالعفر من ظلمٍ وحيف فضلاً عما يتعرضون له من طمسِ للهوية والقيم وهضمٍ للحقوق كما الكثيرين من المجتمعات الإرترية ولو أنه بدرجاتٍ متفاوتة لكننا اليوم فى عالمٍ يبحث عن المشتركات لينسج عليها الخطط الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والعسكرية ليصبحوا أرقاماً ذات قيمة على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى لا فى زمن تبحث فيه المجتمعات عن الفروقات الجغرافية والإجتماعية لتبنى عليها فكرة الإنفصال والإنقسام!

إنها فى النهاية دعوة مواطنٍ حادب على مصيرأمة ومجتمع ولا يعنى مطلقاً بأننى أعرف لهذا المجتمع أو ذاك مصالحه وأوضح لها خياراته المثلى لكننى إجتهد عبر يراعى فلعلى قد أصيب وإن أخطأت فيحسب ذلك فى خانة الإجتهاد.

فى الختام على القارىء الكريم أن يعذرنى فى خروجى عن النص العام لفكرة المقال فإنما القلب المكلوم كعادته حينما يُنكأ له جرح تسمع أناته ذات اليمين وذات والشمال كحال شعبنا حين يتجاوز محنة تظهر محنةُ أخرى! لكن ثقتنا بإنبلاج الفجر قوية لا تهدها الأحزان ولا تهزها الأحداث، فنسأل الله لقائدنا المناضل محمد عمر أكيتو صحةً وافرة، وعمراً مديداً وأخرةً حميدةً، وحريةً عاجلة ،إن كان معتقلاً،،،

Top
X

Right Click

No Right Click