تقرير حالة حقوق الإنسان في إريتريا ٢٠٠٥ القسم الثالث

سماديت كوم Samadit.com

إعداد: مركز سويرا لحقوق الإنسان

القسم الثالث - الاعتقالات التعسفية وأوضاع السجون:

(1) الاعتقالات التعسفية:

تمارس الحكومة الإريترية الاعتقال التعسفي على نطاق واسع منذ نيل البلاد حريتها في عام 1991، فشخص مثل الجنرال (بتودد أبرهة)، وهو مناضل سابق في الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا التنظيم الحاكم الآن، معتقل منذ 1992 في زنزانة انفرادية دون أن يقدم للمحاكمة، وهناك معلومات عن إصابته بالجنون بسبب طول فترة حبسه انفراديا. وقد اعتقل بتودد بتهمة الفساد لكن من يعرفون قصته يقولون أن السبب الحقيقي لاعتقاله هو توجيهه انتقادات علنية لرئيس الدولة. وكانت الحكومة قد أطلقت سراحه مدة قصيرة أبان الحرب مع إثيوبيا في 1998 ثم عادت واعتقلته عندما بدأ ينتقد علنا مرة أخرى رئيس الدولة، أسياس أفورقي. وبسبب منع السلطات السؤال عن المعتقلين وبسبب الطريقة التي يتم بها تنفيذ الاعتقالات؛ حيث تتربص الأجهزة بالأشخاص الذين تريد اعتقالهم وتعمل على إلقاء القبض عليهم في أوقات وأماكن لا يتواجد فيها شهود على العملية، فإنه من الصعب التفريق بين حالات الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي.

الاعتقالات بين الإسلاميين ومناضلي جبهة التحرير الإريترية:

في عام 1994 وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين إريتريا والسودان شنت الأجهزة الأمنية الإريترية حملة اعتقالات واسعة بين المسلمين الإريتريين، فاعتقلت مئات الأشخاص بتهم الارتباط بحركة الجهاد الإسلامي الإريتري، وكان أغلب المعتقلين من معلمي المعاهد الدينية أو من العاملين بمنظمات الإغاثة الإسلامية مثل علي محمد موسى الموظف بهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والذي اعتقل في 1995/12/5، ومنذ تاريخ اعتقاله لم تسمح السلطات لذويه بزيارته كما لم تصرح بمكان احتجازه. أيضاً اعتقلت تلك السلطات محمد سعيد عبد الله وهو صاحب متجر في أسمرا بتهمة التعاون مع حركة الجهاد الإريتري وغير هؤلاء كثيرون.

وفي عام 1995 شنت تلك الأجهزة حملة اعتقالات ضد أشخاص كانوا أعضاءً في جبهة التحرير الإريترية، التنظيم الذي بدأ الكفاح المسلح من أجل التحرير وخسر دوره العسكري لصالح الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا بعد حرب أهلية اندلعت بين التنظيمين. ويقال أن هؤلاء الأشخاص اعتقلوا بسبب ممارسات تقع في إطار الخلافات الوطنية أبان مرحلة النضال الوطني في الستينات.

وبين هؤلاء الأشخاص:-

1. محمد عثمان داير: اعتقل يوم 1995/5/25 عندما غادر فندقه في العاصمة أسمرا ليلاً لشراء بعض احتياجاته الشخصية ولم يعد للفندق مرة أخرى. وداير مناضل قديم من أجل الحرية، التحق بجبهة التحرير الإريترية في عام 1964، وعاد إلى إريتريا بعد التحرير، وهو مصاب بداء السكري وعندما اعتقل كان في نهاية الخمسينات من عمره. لم تسمح السلطات لذويه بزيارته ولا يُعرف المكان الذي يحتجز فيه ولم يقدم للمحاكمة.

2. محمود ديناي: من أوائل المناضلين من أجل الحرية، التحق بجبهة التحرير الإريترية في مطلع ستينات القرن الماضي وعين قائداً للمنطقة العسكرية الأولى عندما أُسست المناطق العسكرية في عام 1965. اعتقل يوم 1995/10/10 عندما كان رئيساً لبرلمان إقليم بركة - القاش، وفي أوائل الستينات من عمره. لم تسمح السلطات لذويه بزيارته ولا يُعرف مكان اعتقاله كما لم يقدم للمحاكمة.

3. سليمان زكريا: مناضل سابق في نفس المنطقة العسكرية التي كان يقودها محمود ديناي، اعتقل بتاريخ 1995/10/16 وكان حينها في الستينات من عمره. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته ولا يعرف المكان الذي يعتقل فيه كما لم يقدم للمحاكمة.

وفي إطار حملة اعتقالات ضد أعضاء سابقين في جبهة التحرير الإرترية – التنظيم الموحد والمجلس الوطني اعتقلت السلطات الآتية أسماؤهم:-

1. صالح عثمان أري: مناضل سابق في أحد فصائل جبهة التحرير الإريترية - المجلس الوطني، عاد إلى إريتريا بعد التحرير. اعتقل بتاريخ 1995/10/3 في مدينة كرن وكان عند اعتقاله في الأربعينات من عمره. لم يسمح لأسرته بزيارته. وقد زارت زوجته التي تقيم في السودان إريتريا ثلاث مرات من أجل السؤال عنه وقابلت العديد من المسؤولين من أجل ذلك لكن لم يسمح لها بمقابلته ولم تبلغ حتى بمكان احتجازه كما لم يقدم للمحاكمة.

2. محمد خير موسى : مناضل سابق في أحد فصائل جبهة التحرير الإريترية- المجلس الوطني اعتقل في 1995/10/10 في مدينة كرن عندما كان مسؤولاً عن مكتب العمل في إقليم عنسبة، وكان في أواخر الخمسينات من عمره عند اعتقاله. لم تصرح السلطات لأسرته بزيارته ولا يعرف المكان الذي يحتجز فيه كما لم يقدم للمحاكمة.

3. إبراهيم محمد إبراهيم: مناضل سابق في جبهة التحرير الإريترية - التنظيم الموحد. اعتقل في 1995/10/10 في مدينة أغردات حيث كان يعمل قاضياً في المحكمة الإقليمية في إقليم بركة - القاش. كان عند اعتقاله في مطلع الخمسينات من عمره. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته كما لا يعرف المكان الذي يحتجز فيه ولم يقدم للمحاكمة.

4. محمد صالح محمود: مناضل سابق في جبهة التحرير الإريترية - المجلس الوطني التحق بصفوف الثورة في أواخر السبعينات. اعتقل في 1995/10/10 بمدينة أغردات حيث كان يعمل قاضيا في المحكمة الإقليمية لبركة - القاش. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته كما لم يقدم للمحاكمة.

5. محمود خالد: مناضل سابق في جبهة التحرير الإريترية عاد إلى إريتريا بعد التحرير. اعتقل في 1995/10/10 بمدينة أغردات حيث كان يعمل موظفا في بلدية المدينة. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته ولا يعرف المكان الذي يحتجز فيه كما لم يقدم للمحاكمة.

6. الأمين حامد كرار: كان مسؤولاً عن الجمعيات التعاونية في إقليم البركة - القاش. اعتقل في مدينة أغردات بتاريخ 1995/10/10. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته ولا يعرف المكان الذي يحتجز فيه كما لم يقدم للمحاكمة.

7. محمد إدريس أبو عجاج: من أوائل المناضلين في الثورة الإريترية التي التحق بها في مطلع الستينات. اعتقل في مدينة أغردات في 1995/10/10. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته كما لا يُعرف المكان الذي يحتجز فيه ولم يقدم للمحاكمة. كان عند اعتقاله في بداية الستينات من عمره.

8. محمد علي إبراهيم: من المناضلين الأوائل في الثورة الإرترية والتي التحق بها في مطلع الستينات. اعتقل في 1995/10/10. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته ولا يُعرف المكان الذي يحتجز فيه ولم يقدم للمحاكمة.

9. إسماعيل إدريس كركاس: مناضل سابق في جبهة التحرير الإريترية - المجلس الوطني. عاد إلى إريتريا بعد التحرير. اعتقل في نهاية نوفمبر 1995. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته ولا يُعرف المكان الذي يحتجز فيه كما لم يقدم للمحاكمة.

10. إدريس ديناي مناضل سابق في جبهة التحرير الإريترية التحق بها في الثمانينات. عاد إلى إريتريا بعد التحرير. اعتقل في نهاية نوفمبر 1995 وكان حينها في الثلاثينات من عمره. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته ولا يُعرف المكان الذي يحتجز فيه كما لم يقدم للمحاكمة.

11. محمد باني أعتقل في عام 1996 في مدينة صنعفي وهو مناضل سابق في جبهة التحرير الإريترية. لم تسمح السلطات لأسرته بزيارته ولا يعرف المكان الذي يعتقل فيه كما لم يقدم للمحاكمة.
استمرت الاعتقالات التعسفية طيلة عقد تسعينات القرن الماضي وشملت مئات الأشخاص وقد وُجهت بالدرجة الأولى ضد مناضلي جبهة التحرير الإريترية ومتهمين بالانتماء لحركة الجهاد الإسلامي الإريتري. ويمكن القول إنه لم يطلق قط سراح أي من الذين اعتقلوا بتهم الانتماء لجبهة التحرير الإريترية أو الجهاد الإريتري. وهناك تقارير غير مؤكدة عن أن حوالي مائة وخمسين من الذين اعتقلوا في هذا العقد تم إعدامهم.

اعتقال مجموعة الإصلاحيين:

مستغلة انشغال العالم بالتفجيرات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية، شنت الحكومة الإريترية حملة اعتقالات كبيرة ضد مجموعة من قيادات الحزب الحاكم كانت قد طالبت بالإصلاح وبتطبيق الدستور المجمد منذ إقراره في 1997. فقد اعتقلت بتاريخ 2001/9/18 أحد عشر قياديا والعشرات من الكوادر الحزبية والحكومية وهي تحتجزهم منذ ذلك الوقت في مكان مجهول. ولم تسمح لأسر أي منهم بزيارتهم كما لم تقدم أي منهم للمحاكمة، مع أن رئيس الدولة وغيره من المسؤولين الحكوميين والحزبيين اتهموهم بالخيانة العظمى. وقد جاء هذا الاتهام أيضا في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية الإريترية بتاريخ 2004/3/22 إلى اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب رداً على قرار اللجنة بخصوص القضية التي رفعها المواطن الإريتري موسي أفريم ضد الحكومة الإريترية لاعتقالها مجموعة الأحد عشر إصلاحياً. وجاء في الرسالة المذكورة (إن هؤلاء الأشخاص اعتقلوا بسبب تآمرهم ومحاولتهم قلب الحكومة الشرعية للبلاد ولتؤاطهم مع قوى أجنبية معادية للمساومة على سيادة البلاد ولتقويض الأمن الوطني الإريتري وتعريض المجتمع الإريتري ومصالح الشعب الإريتري للخطر، وإن الشاكي، موسي أفريم نفسه مشترك في هذه المؤامرة).

وكانت اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب قد اتخذت في دورتها الرابعة والثلاثين المنعقدة في قامبيا بتاريخ 2003/11/20 قراراً بخصوص الشكوى التي تقدم بها موسي أفريم اعتبرت فيه الحكومة الإريترية في خرق للمواد 2 و6 و7(1) و 9(2) من الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب وطالبتها أن تأمر حالاً بإطلاق سراح مجموعة الإصلاحيين الأحد عشر ووصتها بتعويضهم عن فترة اعتقالهم. والأحد عشر شخصاً هم:-

1. بطرس سلمون: أحد المناضلين الأوائل في الجبهة الشعبية تقلد المسؤولية عن أمن الجبهة سنوات طويلة، وبعد التحرير تقلد عدة مناصب وزارية بينها الخارجية والدفاع وكان قبل خلافه مع الرئيس وزيراً للثروة السمكية. وهو متزوج وله أربعة أطفال.

2. محمود أحمد شريفو: أحد المناضلين الأوائل التحق بالثورة الإريترية في منتصف الستينات وهو أحد مؤسسي الجبهة الشعبية. تقلد العديد من المناصب المهمة في الجبهة في مرحلة النضال الوطني وبعد التحرير كان وزيراً لعدة وزارات كانت آخرها وزارة الحكم الاتحادي وكان يعتبر أيضاً من الناحية البروتوكولية الرجل الثاني في الدولة. متزوج وله عدة أطفال.

3. هيلي ود تنسئي: أحد المناضلين الأوائل في الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا. كان وزيراً للخارجية وقبلها وزيراً للاقتصاد. وقد وقع على اتفاق الجزائر بالإنابة عن الحكومة الإريترية في ديسمبر 2000. متزوج وأب. وهو مريض بداء السكري.

4. عقبة أبرها: رئيس سابق لهيئة أركان الجيش ووزير سابق، مريض بالربو. هناك معلومات غير مؤكدة ذكرها لمركز سويرا بعض المجندين الهاربين أن الجنرال عقبة أبره توفي العام الماضي بسبب عدم حصوله على الرعاية الصحية الضرورية، وأنه دفن في مقابر الشهداء في مدينة قندع التي تبعد 45 كيلومتر من أسمرا.

5. برهاني قبر قرزقهير: جنرال وقائد سابق لقوات الاحتياطي، عضو في قيادة الجبهة الشعبية منذ عام 1977. هناك معلومات غير مؤكدة بأنه توفي جراء التعذيب.

6. أستر فساهسيون: الزوجة السابقة لمحمود شريفو، مديرة سابقة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مريضة بقرحة في المعدة.

7. صالح كيكيا: مسؤول سابق عن مكتب رئيس الدولة، وزير سابق للمواصلات والاتصالات، متزوج وأب لعدة أطفال.

8. حامد حمد: سفير سابق لدى كل من السعودية والسودان، رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية متزوج وأب لعدة أطفال.

9. إستافانيوس سيوم : جنرال سابق، مسؤول عن ضرائب الدخل.

10. قيرمانو ناتي : حاكم إقليم سابق.

11. برخت قبر سلاسي: سفير سابق لدى ألمانيا ووزير سابق للإعلام والثقافة.

ومن بين الكوادر الذين اعتقلوا عام 2001 والأعوام التي تلته:-

1. إدريس أبعري: كاتب ومدير سابق في وزارة العمل، من معوقي حرب التحرير.

2. كيداني كبرآب.

3. تسفاي قرما.

4. ألازار مسفن: حاكم سابق لمدينة كرن.

5. كيروس أوير: مدير عام سابق لمصلحة السياحة.

6. بسرات يماني: قنصل سابق في فرانكفورت.

7. فيرون ولدو: مدير في وزارة التجارة والصناعة.

8. إبراهيم سراج: دبلوماسي في السعودية.

9. أكليلو مقوس .

10. برهي تسفا ماريام، مهندس.

11. اريماس دبساي: سفير سابق في الصين، من أوائل الذين قدموا للمحاكمة بتهمة الفساد أمام المحاكم الخاصة في عام 1997، أطلق سراحه بعد انتهاء فترة عقوبته ثم اعتقل مرة أخرى في نوفمبر 2003.

12. قرماي يوهنس: رياضي، اعتقل في نوفمبر 2003.

13. العقيد شرطة يماني فسهاي (ود رقو): اعتقل في نوفمبر 2003.

14. محمد عثمان، السكرتير السابق لبرلمان إقليم بركة - القاش.

15. سلمون هبتوم: رئيس دائرة سابق في وزارة المواصلات.

16. إبراهيم سعيد: مسئول سابق في مفوضية الإغاثة وإعادة التأهيل.

17. الجنرال هبتيسون حدقو: القائد السابق لسلاح الطيران، اعتقل في نوفمبر 2003 وكان قد اعتقل قبلها لعدة شهور.

18. مريم حقوس: اعتقلت في 2001/10/6 عندما كانت مسؤولة عن السينما.

19. أحو محمد أحو : كان سكرتيراً لبرلمان جنوب البحر الأحمر، اعتقل في 2002. لم يقدم للمحاكمة.

20. علي محمد إبراهيم: اعتقل في 2002 ولم يقدم للمحاكمة.

21. تولدي قبر مدهن: نقابي عمالي، اعتقل في 2005/3/30 ولم يقدم للمحاكمة.

22. منئسي اندزيون: نقابي عمالي، اعتقل في 2005/3/30 ولم يقدم للمحاكمة.

23. هبتوم ولد مكئيل: نقابي عمالي، اعتقل في 2005/4/11 ولم يقدم للمحاكمة.

وفي أكتوبر 2001 اعتقلت أجهزة الأمن الإريترية اثنين من الموظفين الإريتريين في السفارة الأمريكية في أسمرا بتهمة التجسس لصالح السفارة. والشخصان هما:-

1. علي الأمين.

2. كفلوم قبر مكئيل.

وقامت السلطات في نفس الفترة التي اعتقلت فيها مجموعة الإصلاحيين باعتقال عشرة من الصحفيين الذين كانوا يعملون في الصحف المستقلة، وأوقفت هذه الصحف عن الصدور. وبعد أن قام الصحفيون المعتقلون بإضراب عن الطعام في نهاية مارس 2003 للمطالبة بإطلاق سراحهم أو تقديمهم للمحاكمة نقلتهم السلطات من سجن للشرطة في العاصمة أسمرا إلى مكان مجهول ولم تسمح لذويهم أو أية جهة مهتمة بزيارتهم كما لم تقدمهم حتى نهاية العام الماضي للمحاكمة. وخلال الشهور اللاحقة اعتقلت السلطات عدداً آخر من الصحفيين بينهم صحفيون يعملون في الإعلام الرسمي.

وفي نفس العام اعتقلت الحكومة مجموعة من كبار السن حاولوا التوسط بين الرئيس ومجموعة الإصلاحيين وبين هؤلاء حسن كيكيا وهو رجل أعمال عرف بدعمه للجبهة الشعبية لتحرير إريتريا في فترة النضال الوطني، وصونبرا وهو أيضا رجل أعمال عرف بتأييده للجبهة الشعبية، ويونس عبده وهو رجل إعمال مؤيد للجبهة الشعبية. وبينما تم إطلاق سراح الأخيرين لا يزال حسن كيكيا في سجن (ونجل مرمرا) في أسمرا.

وبسبب سؤالهم عن المعتقلين، اعتقلت السلطات سليمان موسى حاج وعلي محمد صالح ودكتور محمد شوماي. وبينما أطلقت سراح الأخيرين خلال هذا العام لا يزال سليمان موسى حاج في السجن ويقال إنه حوكم وأن فترة عقوبته ستنتهي قريبا.

اعتقالات لأسباب أخرى:

وهناك الكثير من المعتقلين لأسباب غير سياسية في السجون الإريترية وقد التقى بعضهم في سجن (ونجل مرمرا) بأسمرا المسرحي السوداني والمعتقل السابق في نفس السجن لسان الدين الخطيب. وبين الذين ذكرهم:-

1. أسانيت دبساي: وهي مناضلة سابقة في الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا وعازفة جيتار، معتقلة في السجن بسبب ذهابها إلى المحكمة وطلبها الطلاق من زوجها المتنفذ السفير السابق في كينيا. ويزور المتحري أسانيت كل ثلاثة أشهر ويسألها فيما إذا كانت قد غيرت رأيها في موضوع الطلاق، وعندما تجيب أنها مصرة على الطلاق كان يعيدها للسجن. وتقول أسانيت إنها تفضل السجن على العودة لزوجها الذي يضربها باستمرار.

2. مقوس تسفا ماريام: مسجون منذ 1995 عندما اختطف من إثيوبيا بسبب اتهامه باختلاس أموال حكومية وعندما لم تجد جهات التحقيق ما يدينه طلبت منه إحضار ضامن لإخراجه من السجن لكنه رفض إحضاره ما دام لم تثبت عليه أية تهمة.

3. محمد جمع عبد القادر: اعتقل في 1999 لأن بعض المسلحين من حركة الجهاد طلبوا منه أن يشتري لهم سكر وقد بلغت عنه اللجنة الشعبية في قريته لدى جهاز الأمن وعندما اعتقل كان في الثمانين من عمره.

4. قشي محاري تسفا ماريام: اعتقل في 1997 بتهمة التعامل بالربا. لم يقدم للمحاكمة.

5. منصور ولداي: اعتقل عام 1998 بتهمة التعامل بالربا ولم يقدم للمحاكمة.

6. آدم برهان بيان: اعتقل عام 1998 بتهمة التعامل بالربا ولم يقدم للمحاكمة.

اعتقال أستر يوهنس:

في 2003/12/11 اعتقلت السلطات الأمنية في مطار أسمرا أستير يوهنس زوجة الوزير السابق بطرس سلمون والمعتقل ضمن مجموعة الإصلاحيين منذ سبتمبر 2001. وكانت أستير عند اعتقال زوجها تحضر لرسالة ماجستير في الولايات المتحدة وقد عادت بعد أن تلقت ضمانات من السلطات بعدم التعرض لها. لكن لم يُسمح لها حتى برؤية أطفالها الذين كانوا في انتظارها بالمطار مع جدتهم التي آلت إليها مهمة رعايتهم بعد اعتقال والدهم. ومنذ اعتقالها لم تسمح الحكومة لأية جهة بزيارتها بمن في ذلك أسرتها ويقال إنها محتجزة في سجن (ونجل مرمرا) في أسمرا.

اعتقال المتهمين بالتهرب من أداء الخدمة الوطنية:

يمكن القول إن الاتهام بالتهرب من أداء الخدمة الوطنية أو الفرار أثنائها داخل البلاد أو إلى خارجها هو السبب الرئيس للاعتقالات منذ انتهاء الحرب مع إثيوبيا. فهناك آلاف من المعتقلين بسبب هذه التهمة موزعون على معتقلات أهمها معتقل (عدي أبيتو) بالقرب من أسمرا وسجن دهلك في الجزيرة التي تحمل نفس الأسم وفي السجون التابعة لقادة المناطق العسكرية.

ولأية وحدة عسكرية سجن خاص بها تحبس فيه المتهربين من أداء الخدمة الوطنية أو الفارين منها أو الذين يرتكبون مخالفات أثناء الخدمة العسكرية. وقائد الوحدة هو الذي يصدر الأحكام على المعتقلين ولا يعرف أي معتقل مدة العقوبة التي صدرت ضده إلا عندما تنتهي مدة سجنه ويحين وقت إطلاق سراحه عندها يبلغ أنه أنهى مدة العقوبة. وغالبا ما يحاكم الشخص الذي يحاول الهروب إلى السودان بثلاثة أعوام بينما يحاكم الذي يحاول الهروب إلى إثيوبيا بخمسة أعوام بسبب حالة الحرب مع هذه الدولة.

وفي الخامس عشر من يوليو الحالي اعتقلت السلطات المئات من آباء وأمهات وأقارب الشباب والفتيات الذين فروا إلى خارج البلاد أو لم يسلموا أنفسهم لأداء الخدمة الإلزامية أو فروا من وحداتهم العسكرية وأغلبهم محتجز في سجن عد قيح أو في سجن (ماي سروا). وتخير السلطات هؤلاء المعتقلين باستمرار حجزهم أو دفع غرامات مالية تبلغ الخمسين ألف بر (أكثر من ألفي دولار).

الاعتقالات وسط أسرى الحرب المفرج عنهم:

اعتقلت السلطات عام 2002 في سجن أبيتو وسجون أخرى أكثر من ألفي جندي كانت إثيوبيا قد أسرتهم في حرب (1998-2000) وأطلقت سراحهم في إطار برنامج تبادل الأسرى الذي أشرف عليه الصليب الأحمر الدولي. وكانت تهمة هؤلاء الاستسلام لإثيوبيا والتفريط في السلاح الشخصي. وقد عُذب على وجه الخصوص الذين تحدثوا لوسائل الإعلام الإثيوبية، وغرمت السلطات أي من هؤلاء قيمة السلاح الذي فقده أثناء أسره ولم يعف من ذلك حتى الجرحى الذين لم يكن بإمكانهم الانسحاب أمام تقدم القوات الإثيوبية. وأطلق سرح أغلب هؤلاء خلال عام 2004 بعد أن أمضوا أكثر من عامين في السجن ودفعوا الغرامات التي عليهم مقابل الأسلحة التي اعتبروا إنهم فرطوا فيها.

الاعتقالات وسط الطوائف الدينية:

هناك المئات من المعتقلين لأسباب تتعلق بمعتقداتهم الدينية خصوصاً بين الطوائف المسيحية الصغيرة مثل الجهوفا. ويوجد في السجون الإريترية أشخاصاً أمضوا أكثر من عشرة أعوام بسبب معتقداتهم الدينية وفي مرات كثيرة تخير الحكومة المعتقلين بين التخلي عن معتقداتهم أو استمرار حبسهم.

أقدم المعتقلين لأسباب تتعلق بمعتقدهم الديني:

باولوس إياسو، نقدي تخلي ماريام وإسحق مقوس: هؤلاء ينتمون لطائفة (الجهوفا) اُعتقل الثلاثة في 1994/9/24 بسبب رفضهم أداء الخدمة الإلزامية لأسباب تتعلق بمعتقدهم الديني. وهم محتجزون في سجن بمعسكر (ساوا) ولم يسمح منذ ذلك الوقت لأسرهم بزيارتهم كما لم يقدم أي منهم للمحاكمة علما أن أقسى عقوبة ينص عليها قانون هذه الخدمة لمثل هذه الحالات هي ثلاثة أعوام.

ومن بين المعتقلين لأسباب تتعلق بمعتقداتهم الدينية:

1. هيلين برهاني: وهي مغنية كنسية تنتمي للكنيسة البروتستانتية، اعتقلت في مايو 2004.

2. حاج إدريس: إمام جامع في عدردي ينتمي لجماعة أنصار السنة وهي جماعة لا تشتغل بالسياسة. اعتقل في نوفمبر 2003، محتجز في سجن (ونجل مرمرا) ولم يقدم للمحاكمة.

3. طه عبد القادر: في العشرينات من عمره ينتمي لجماعة أنصار السنة وكان ينشط في الدعوة في مسجد (قزا باندا) بأسمرا. اعتقل في 2004، يحتجز في سجن (ونجل أسمرا) لم يقدم للمحاكمة.

4. حياة إبراهيم نور حسين: تنتمي لجماعة أنصار السنة. اعتقلت في نوفمبر 2004، تحتجز في سجن (ونجل مرمرا) ولم تقدم للمحاكمة.

5. كيداني قبر مسقل: أحد كهنة كنيسة (Full Gospel). اعتقل في مارس 2005 وهو في الخمسينات من عمره. نقل من مركز للشرطة في أسمرا إلى سجن (سمبل).

6. فانويل محرتآب أحد كهنة كنيسة (Full Gospel) اعتقل في مارس 2005 . نقل من مركز للشرطة في أسمرا إلى سجن (سمبل).

7. قبر مدهن قبر قرقيس: قس في الكنيسة الأرثوذوكسية أكبر كنيسة في البلاد.

8. دكتور تخلي آب منغستآب: قس في الكنيسة الأرثوذوكسية.

9. دكتور فظوم قبري نقوس: قس في الكنيسة الأرثوذوكسية.

الاعتقالات وسط الصحفيين:

تُعتبر إريتريا أكبر سجن للصحفيين في إفريقيا حسب المنظمات المعنية بالحريات الصحفية في العالم. فهناك حوالي خمسة عشر صحفيا في سجونها. وقد اُعتقلت أكبر مجموعة من الصحفيين إثر الحملة التي استهدفت الإصلاحيين في سبتمبر 2001 عندما اعتقلت السلطات عشرة صحفيين يعملون في الصحف المستقلة وهم:-

1. يوسف محمد علي: رئيس تحرير سقيناي.

2. ماتيوس هبتآب: رئيس تحرير مقالح.

3. داويت هبتي مكئيل: مساعد رئيس تحرير مقالح.

4. مدهني هيلي: مساعد رئيس تحرير وعضو مجلس صحيفة كيستي ديبانا.

5. تمسقن قبري يسوس، مساعد رئيس تحرير وعضو مجلس كيستي ديبانا.

6. إيمانويل أسرات، رئيس تحرير صحيفة زمن.

7. داويت إسحاق إريتري يحمل الجنسية السويدية، صحيفة سيتيت.

8. فسهي يوهنس: صحيفة سيتيت.

9. سعيد عبد القادر: رئيس تحرير صحيفة أدماس.

10. سيوم سهاي: مصور يعمل لحسابه.

وبينما احتجز المعتقلون في البداية في مركز للشرطة في العاصمة أسمرا، تم نقلهم- بعد إضرابهم عن الطعام في نهاية مارس 2002 للمطالبة بإطلاق سراحهم أو تقديمهم للمحاكمة - إلى مكان مجهول ما عدا الصحفي داويت إسحق الذي كان أثناء الإضراب في المستشفى ونقل منه إلى سجن (ونجل أسمرا)، ولم يسمح لأسر الصحفيين المعتقلين بزيارتهم كما لم يقدموا للمحاكمة.

وفي مارس 2002 اعتقلت الأجهزة الأمنية ثلاثة من الصحفيين الذين يعملون في الإعلام الحكومي وهم:-

1. حامد محمد سعيد ويعمل في التلفزيون الحكومي.

2. وسعدية أحمد وتعمل في التلفزيون الحكومي. وقد أطلق سراحها في بداية أكتوبر 2004.

3. صالح الجزائري ويعمل في الإذاعة الحكومية (صوت الجماهير).

وفي يوليو 2003 اُعتقل أكليلو سلمون المراسل المحلي لصوت أمريكا تحت حجة إنه لم يؤد خدمته العسكرية بينما تهمته الحقيقية هي إرساله تقريراً عن استقبال الأسر الإريترية للإعلان عن أسماء الشهداء الذين سقطوا في حرب السنتين مع إثيوبيا (1998-2000) واُعتبر تقريره في صالح إثيوبيا، ولا يُعرف المكان الذي يحتجز فيه أكليلو كما لم يقدم للمحاكمة. وبإضافة الصحفي قبر هوت قلتا الذي كان قد اختطف في فبراير 1988 من مدينة كسلا السودانية ثم أطلق سراحه واعتقل مرة أخرى عندما كان يعمل في إحدى الصحف المستقلة يكون عدد الصحفيين المعتقلين في إريتريا أربعة عشر صحفياً.

الاعتقالات وسط السودانيين:

شملت الاعتقالات التعسفية العديد من الأجانب الذين يقيمون في البلاد أو جاءوا لزيارتها. ويعتبر السودانيون الأكثر تضرراً منها حيث يوجد العشرات منهم في مختلف سجون البلاد بتهم مختلفة أهمها التجسس لصالح الحكومة السودانية. ومن بين المعتقلين في السجون الإرترية:-

1. أسامة طالب سلام: اعتقل في 2003 ولم يقدم للمحاكمة.

2. محمد إسماعيل موسى: اعتقل في 2000 ولم يقدم للمحاكمة.

3.موسى محمد موسى: اعتقل في 2003 عندما كان يعمل في مركب زارت مصوع ولم يقدم لمحاكمة.

4. أبو بكر التيجاني: اعتقل في 2003 ولم يقدم للمحاكمة.

5. محمد الحسن إحيمر: اعتقل في 2004 ولم يقدم للمحاكمة.

6. نصر الدين أبو الخيرات: اتهمته الحكومة الإريترية بمحاولة اغتيال الرئيس أسياس أفورقي وهو مسجون منذ تاريخ اعتقاله في 1997/6/26.

7. عبد العظيم محمد: اعتقل في منتصف 2002 ولم يقدم للمحاكمة.

وهناك سودانيون لا تعرف أماكن احتجازهم ومنهم:

1. صلاح فضل الله حامد المعروف بالحلاوي: وهو أقدم معتقل سوداني حيث اعتقل في مطلع عام 1995 ولم يقدم للمحاكمة.

2. وليد التوم: وهو ضابط سابق في الجيش السوداني ثم في جيش حزب الأمة، عاد إلى السودان عندما عاد إليه قادة حزبه، ثم سافر إلى مصر وتزوج من مصرية وسافر إلى إريتريا في 2003 لتمضية شهر العسل فيها حيث تم اعتقاله وسُلمت زوجته للسفارة المصرية في أسمرا ولم يقدم للمحاكمة.

3. علي برعي: اعتقل في أغسطس 2002 ولم يقدم للمحاكمة.

4. عبدالله أدروب: اعتقل في 2003 في قرماياكا القريبة من الحدود السودانية وصودرت عربته (اللوري) ولم يقدم للمحاكمة.

5. معتز عبدالله الجاك: اعتقل في 2000 ولم يقدم للمحاكمة.

(2) أوضاع السجون وأساليب التعذيب:

توجد في إريتريا مئات السجون منتشرة في أنحاء البلاد المختلفة. وبجانب السجون المعروفة في مراكز الشرطة والتابعة لإدارة السجون والموجودة في معسكرات الجيش، هناك عشرات السجون السرية. وتعد سجون نخرة في جزيرة دهلك وماي سروا في ضواحي أسمرا وسجن عد عمر في إقليم بركة - القاش أسوأ السجون في البلاد وأكثرها قسوة. وتوجد أقبية في كل السجون الإريترية مخصصة للمعتقلين السياسيين الذين لا تسمح السلطات بزيارتهم .كما تستخدم هذه الأقبية لمعاقبة مرتكبي المخالفات من السجناء الآخرين.

وهناك سجون في العراء مثل تلك الموجودة في معسكرات الجيش في عدي أبيتو بالقرب من أسمرا وفي بارنتو وغيرها من المناطق. وهناك سجون تستخدم فيها الحاويات كزنازين في عصب وفي معسكر (ساوا) بغرب البلاد علما أن المنطقتين من أكثر أجزاء البلاد حرارة. ويوضع في الحاوية الواحدة أكثر من خمسين شخصاً مما يضطر المعتقلون للنوم بالتناوب. ولا يسمح للمعتقلين بالاستحمام في السجون الإريترية سوى مرة واحدة في الأسبوع. ويستحم السجناء في السجون المكشوفة في برك مياهها آسنة ومن يفوت دوره لأي سبب عليه الانتظار لأسبوع آخر. كما لا يسمح للسجناء بقضاء حاجتهم سوى مرة واحدة في اليوم الأمر الذي يضطر بعضهم لاستخدام العلب للتبول في مرات كثيرة. ويتسبب عدم الاستحمام والتبول داخل الزنازين في انتشار القمل بين المعتقلين.

وأغلب السجون لا يوجد بها أطباء الأمر الذي يتطلب نقل المرضى إلى أماكن بعيدة للحصول على العلاج. وبسبب سوء التغذية حيث يعطى السجين رغيفاً وكوب شاي مرتين في اليوم فقط يأتي الكثير من السجناء إلى المستشفيات في حال مذرية وغالباً ما يتوفى الذين يأتون من هذه السجون . ويجبر السجناء في سجن نخرة من المبعدين والمتهمين بالتهرب من أداء الخدمة الإلزامية على العمل لصالح البحرية الإريترية وهم حفاة في منطقة معروفة بحرارتها الشديدة.

وقد أصيب بعض الذين أفرج عنهم من المبعدين من مالطا بالشلل مما أضطر ذويهم لحملهم على أعناقهم عند إطلاق سراحهم، كما أصيب جل المعتقلين بأمراض جلدية وبتساقط الشعر. ويجبر بعض القادة العسكريين السجناء للعمل في مزارعهم أو على بناء منازل لهم دون مقابل. ويقول سجين سابق هو تسفاي تسفاظين في إفادة لمركز (سويرا) إنه عمل في مزرعة يملكها بصورة مشتركة مع أحد الأثرياء قائد لواء يدعى (ودي قلتا) أثناء اعتقاله. وكان تسفاي قد أمضى أغلب فترة سجنه في زنزانة تحت الأرض بالقرب من مدينة بارنتو. ويتعرض السجناء لأساليب متنوعة من التعذيب بينها تعريضهم للوقوف تحت الشمس حتى يغمى عليهم، الجلد والضرب بالعصي، ربط اليدين والرجلين على شكل الرقم (8)، الربط بالطريقة المعروفة بـ(الهيلكوبتر)، والربط على الأشجار. ويقول المسرحي السوداني لسان الدين الخطيب - الذي اعتقل في 2002/12/4 وأطلق سراحه في 2004/10/14 دون أن توجه له أية تهمة وأمضى فترة اعتقاله في سجن (ونجل مرمرا) في أسمرا - إنه وضع في الأيام الأولى في زنزانة تحت الأرض؛ حيث لم يكن يعرف حلول الليل إلا عندما تضاء لمبة صغيرة موضوعة على سقف الزنزانة.

وقال إنه سمع في أول يوم له في السجن أصوات صراخ امرأة كانت تتعرض للجلد بالقرب من زنزانته وإنه ظل يسمع مثل هذا الصراخ طيلة الأيام التي أمضاها في هذه الزنزانة. وتمارس عقوبة الجلد في السجون الإريترية خصوصاً لأخذ الاعترافات من السجناء بجانب وسائل التعذيب الأخرى. وجاء في إفادة أدلى بها لمركز (سويرا) معتقل سوداني آخر هو الصحفي أمير بابكر عبدالله: إنه اعتقل في أسمرا بتاريخ 2004/4/1 ونقل إلى رئاسة الحدود الإريترية في المدينة وأمضى أربع وعشرين ساعة في مكاتبها وقد ربطت ذراعاه إلى كرسي ثم نقل بعد ذلك إلى سجن (Truck B) في أسمرا ليوضع هناك في شاحنة مع حوالي 150 معتقلاً إريتريا وُينقل إلى غرب البلاد يوم 2004/4/2.

ويقول بابكر إنه تم إنزال بعض المعتقلين في كل من سجون هيكوتة و(ساوا) و(كيرو)، وعندما وصلت الشاحنة في اليوم التالي إلى آخر محطة لها وهي سجن يسمى (أدر سار) يقع بالقرب من قرماياكا ويتبع للمخابرات الإريترية كان بها حوالي 50 معتقلاً. وقد بني سجن (أدر سار) تحت الأرض ولا يظهر منه للعيان سوى مكاتب الإدارة. وبالسجن ثلاثة عنابر مساحة أكبرها 12×4 والثاني والثالث 9×4 متر. كما توجد بالسجن 12 زنزانة مساحة أكبرها 2×2 متر وهي قد خصصت للنساء. ويقول أمير إنه كان واحداً من تسعين معتقلا يشتركون في زنزانة مساحتها 9×4 متر. ويتم تشغيل المعتقلين في هذا السجن في تكسير الحجارة من الجبال المحيطة بالسجن في درجات حرارة عالية وكان الغذاء الذي يقدم لهم عبارة عن رغيف يابس وماء ساخن. وهناك تقارير عن حالات اغتصاب كثيرة خصوصاً في سجن (ونجل مرمرا) في أسمرا والذي يفترض إنه سجن للتحقيق، حيث يستدعى الضباط بعض السجينات ليلاً ويعتدوا عليهن جنسياً.

تـابـعـونـا... في القسم القادم

Top
X

Right Click

No Right Click