تقرير حالة حقوق الإنسان في إريتريا ٢٠٠٥ القسم الثاني
إعداد: مركز سويرا لحقوق الإنسان
القسم الثاني - الاختطاف واستخدام القوة القاتلة:
1. الاختطاف:
مارست الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا عمليات الاختطاف قبل تحرير البلاد في عام 1991؛ حيث اختطفت أجهزتها الأمنية العديد من الأشخاص مثل الصحفي قبرهوت قلتا الذي اختطف في فبراير 1989 من مدينة كسلا السودانية القريبة من الحدود الإريترية. وبعد التحرير وفي 1992/4/26 اختطفت هذه الأجهزة المناضلين تخلي برهان قبري ظادق (ودي باشاي) وولدي ماريام بهلبي عضوي اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الإريترية - المجلس الثوري، من نفس المدينة التي اختطف منها قبرهوت قلتا. وبينما أطلقت السلطات سراح قلتا في 1997 ثم عادت واعتقلته مرة أخرى في 2000 لم تفرج أو تصرح عن أماكن احتجاز ودي باشاي وبهلبي حتى الآن. وهناك آخرون غير هؤلاء اختطفوا قبل وبعد التحرير ولم يسمع أي شيء عن مصيرهم.
وقد استمرت عمليات الاختطاف بعد التحرير حيث اختطفت الأجهزة الأمنية في 1997/2/5 قبري برهان زرئي رئيس الحركة الديمقراطية لتحرير إريتريا من مدينة الحمرا الإثيوبية القريبة من الحدود الإريترية ولا يعرف حتى الآن مكان اعتقاله أو فيما إذا كان حيا أو ميتاً. واختطفت السلطات الإريترية أشخاصاً آخرين من إثيوبيا بتهم غير سياسية، مثل مقوس تسفاماريام، وبعض هؤلاء أطلق سراحهم ولا يزال البعض الآخر في السجون الإريترية.
وفي 2001/1/5 قام عملاء لجهاز الأمن الإريتري بمحاولة اغتيال عضو جبهة التحرير الإريترية آدم خير في معسكر للاجئين الإريتريين في الشقرآب القريبة من الحدود الإريترية بينما فشل القتلة في إصابة المستهدف الرئيس قتلا طفليه منتصر (ثمانية أعوام) وصابرين (ستة أشهر).
2. استخدام القوة القاتلة:
تستخدم قوات الأمن الإريترية القوة القاتلة دون مبررات موضوعيةأ وقد تسبب سلوكها هذا في موت عشرات الأشخاص الذين أطلقت الرصاص عليهم بسبب احتجاجات سلمية أو لمحاولة الهروب من أداء الخدمة الإلزامية. وأخطر جريمتين هما اللتين وقعتا في معسكر (ماي حبار) لمعوقي حرب التحرير، وفي معتقل عدي أبيتو الذي تم تجميع آلاف المتهمين بالتهرب من الخدمة الوطنية به.
جريمة ماي حبار:
في 12/7/ 1995 قام معوقو حرب التحرير وعددهم 1500 بمسيرة من معسكرهم في (ماي حبار) إلى أسمرا للاحتجاج على أوضاعهم وبقصد تسليم مذكرة لرئيس الدولة أسياس أفورقي بهذا الخصوص. وبعد أن ساروا مسافة عشرة كيلومترات تصدت لهم وحدات من الجيش وطلبت منهم العودة إلى معسكرهم وعندما رفض المعوقون العودة وأصروا على التقدم صوب العاصمة لتسليم مذكرتهم أطلقت وحدات الجيش النار عليهم فأردت ستة قتلى وجرحت 15 ولاحقاً قامت السلطات باعتقال 50 من المعوقين لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
جريمة عدي أبيتو:
وشهد معتقل (عدي أبيتو) في نوفمبر 2004 أكبر عملية قتل يتعرض لها سجناء في البلاد عندما حاول عشرات الآلاف من المحتجزين، بينهم من أدى الخدمة أو أعفي منها أو حتى يعمل في الدوائر الحكومية، كانت السلطات قد اعتقلتهم في حملة واسعة في نهاية أكتوبر 2004 بمحاولة كسر جدران المعتقل - بسبب ضيق المكان وانتشار الروائح القذرة بعد أن أمضي هؤلاء الأشخاص أسبوعاً في المعتقل الذي ليس به حمامات تكفي لاستخدام هذا العدد الكبير من المعتقلين - للهروب ورد الحراس بإطلاق النار على الهاربين فقتلوا ثمانية وعشرين شخصاً وجرحوا العشرات. ولم تفصح السلطات حتى الآن عن الأماكن التي دفنت فيها الموتى كما لم تسمح لذوي الجرحى بزيارتهم في المستشفى. وقد تمكنت السلطات من إعادة اعتقال أغلب الفارين بينما لم تتمكن من القبض على آخرين تمكنوا من الاختباء داخل البلاد أو الهروب إلى الدول المجاورة كما تم إطلاق سراح البعض الذي اعتقل عن طريق الخطأ كما قالت السلطات المختصة.
تـابـعـونـا... في القسم القادم