سيرة الشيخ محمد عمر سليمان اللولا - أبو سليمان
بقلم الأستاذ: علي عافه إدريس - كاتب ومحلل سياسي ارتري
من قديم الزمان كان ومازال للمجتمعات والأقوام ثلة قليلة من رجال عظام يشار إليهم بالبنان
من بين الجميع مما لهم من سمة الزعامة و القيادة والريادة فيعدون من الأفذاذ النادرين في التاريخ فيتصدرون حياة مجتمعاتهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية وبالتأكيد شيخنا أبو سليمان كان من هؤلاء.
طلب مني إخوة أفاضل الكتابة عن سيرة الشيخ أبو سليمان رحمة الله عليه رغم معرفتهم صعوبة ذلك في ظل تواجدي بعيداً عن الأماكن التي يمكن أن أتحصل منها على معلومات الشيخ رحمة الله عليه، وأنا في الحقيقة قد قبلت هذا التحدي لسببين أولهما رغبتي في تكريم رمز من رموزنا، و ثانيهما معرفتي الكبيرة بمن كانوا قريبين من الشيخ وإمكانية الوصول إليهم حتى لو كان ذلك عبر التليفون، وأنا أجمع المعلومات عن الشيخ قد مررت بلحظات أحسست فيها بالفشل ولحظات أخرى أحسست فيها بالتقصير في نقل صورته الحقيقية فقد كان يرحمه الله كالجبل الأشم، لذا أرجو أن يعذرني القراء إذا كانوا قد وجدوا ما سوف يقرؤونه عن سيرة الشيخ أقل من المتوقع وإنما ذلك راجع لفشلي، وكان الله من وراء القصد.
نسبه ومولده:
هو محمد عمر بن سليمان بن إدريس بن سليمان بن شوم أحمد اللولا بن علي داينا بن إدريس بن علي داينا (ويعني الحكيم)، ينحدر أصله من قبيلة أساورتا بيت تحاتيت التي تنحدر من أحمد أيدو بن عمر أساور الجد الأكبر وهم علي وفاق تام مع من لا يعتدي عليهم وأشداء علي من بغى واعتدى عليهم أذا فلا غرابة أن يتصف بتلكم الصفات الجميلة والحكمة العظيمة التي ورثها عن أهله وأجداده العظام.
ولد رحمة الله عليه في عقمبسا علي سفح جبل قدم قبل عام من الحرب العالمية الأولى (عام 1913م تقريباً) وهو موطنه الأصلي إلا أن أسرة عد اللولا لم تكن من الأسر المستقرة آنذاك وإنما كانت متنقلة في رحلتي الجنوب والشمال حيث ترتحل جنوبا فتتوغل داخل أراضي تجراي، وتعود مرتحلة إلي موطنها الأصلي في كل من سفح جبل قدم، أو سهول فراري و هضاب (عقمبسا)، وبالتأكيد أن تلك التنقلات بين الشمال والجنوب كانت تتطلب في تلك الفترة الكثير من صفات قوة الشكيمة واليد الباطشة، ولولا هذه الصفات لما استطاعوا أن يعيشوا متنقلين جنوبا وشمالا في زمن عمت فيه الفوضى وكثر فيه قطاع الطرق والشفتا المسلحين، وقد خلقوا ليعيشوا بين نارين نار تجراي الذين عرف عنهم القدر والخيانة ونار الشفتا وقطاع الطرق الذين لم يكونوا ليعطفوا على أحد، ورغم ذلك أن كلاهما كان يتعاملا معهم باحترام، بل كانوا حماة لمن يكون معهم ونجاة لم يستنجد بهم من الضعفاء والمسافرين مسلمين كانوا أم مسيحيين.
نشأته:
نشأ الشيخ محمد عمر سليمان اللولا يتيماً مع خاليه نافع أحمد اللولا والحاج عثمان اللولا رحمة الله عليهما، فقد مات أبوه وهو صغير لم يتجاوز السادسة من العمر، وله خمس من الإخوة والأخوات (اثنان ذكور وثلاث إناث) وهو كبيرهم، فكفلهم خاله طيب الذكر الحاج عثمان اللولا رحمة الله عليه فأحسن تربيتهم إلى أن أشتد عوده وبلغ سن الرشد فآلت إليه إعالة أسرته الفقيرة فما كان له إلا أن يحزم أمره ويشد ساعده لتحمل هذه المسؤولية فبدأ بجد واجتهاد وعمل بشكل دؤوب ومتواصل مذللاً كل الصعاب متحديا حياة اليتم، وبؤس و شقاء الفقر ومن خلفه إخوته الصغار إلى أن تبدل حالهم من عسر إلى يسر، ومن ضيق إلى سعة حتى شقوا طريقهم فتكاثرت أغنامهم وأبقارهم قليلة العدد لتصبح قطعان فضلا عن زراعة المساحات الشاسعة من الأراضي فكانت هذه أولى تجارب المسؤولية التي نجح فيها الشيخ محمد عمر اللولا وأكسبته خبرات مهمة في بداية حياته.
مآثره:
في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية تفجرت منطقة القرن الأفريقي بحالة من الفوضى وسادت مظاهر الفساد والظلم وانتشر الرعب والخوف، نتيجة لغياب السلطان فاندلعت الحروب، و ظهرت مجاميع متعددة من قطاع الطرق والشفتا فأصبح القوي يأكل الضعيف وظل الهلع مستشري و أصبح الكل يريد أن ينوء بنفسه من هذه الضائقة ويبحث طرق الخلاص وأطواق النجاة ومواقع الاحتماء، ولم يسلم من هذه الحالة إلا القليل الذي استطاع أن ينظم نفسه ويسلح بعض أفراد قبيلته ليحمي بها عرضه وأرضه وماله واذاء هذه الحالة كان لابد لفخيذة بيت داينا (عد اللولا) أن تنظم نفسها وتتخذ من القرارات ما يمكنها من حماية نفسها وأموالها، و لدرء هذه المخاطر المحدقة والويلات الماثلة أمامها من جراء اعتداء مجاميع الشفتا المنتشرة، قام جدهم الأكبر الشوم الحاج محمد اللولا بتكوين خلايا من الشباب للدفاع عن النفس وحماية العرض والأرض والمال فأسندت هذه المهمة للشيخ محمد عمر سليمان اللولا ليخوض غمار هذه التجربة مع إخوته الشباب من آل داينا في صولات وجولات ومطاردات، وهنا برزت سمات الشخصية القيادية للشيخ في مجال القتال والحروب من شجاعة وإقدام، وتخطيط وحكمة، وذكاء وفطنة فأصبح أكثر قنصا وتصويبا حتى عرف بين الأعداء أنه يصيب في المقتل ويردي خصمه قبل الأجل المحتوم وذلك جعلهم يعملون له ألف حساب ويتحاشون الدخول معه في قتال أو صدام.
ومن بعض مواقف حماية العرض والأرض والمال أيضاً تمكن الشيخ محمد عمر سليمان اللولا في بداية الستينيات من استرداد أبقاره التي سرقها مجموعة من إقليم تجراي بعد أن امضي أكثر من عام في البحث عن سارقيها رافضا عروض أهله بالتعويض عن الأبقار المسروقة إلى أن تمكن من الوصول إلى إقليم تجراي الأثيوبي واسترد أبقاره رغم المخاطر فعاد إلى أهله سالما غانماً بعد عام من غيابه وبذلك استقبل استقبال الأبطال المنتصرين مدحاً وغناءاً، وقد ذكرنا هذه القصة حتى تكون نموذج لكثير من المواقف المشابهة التي تكررت مع شيخنا وكان بودنا أن نذكر تلك المواقف بالتفصيل إلا أننا رأينا أن نختار ذكر موقف واحد من المواقف المتشابهة حتى لا نطيل على القارئ فنحن لسنا بصدد كتابة قصة حياته، إنما أردنا أن نظهر النموذج الذي كان يمثله الشيخ في الرجال.
وموقف أخر يحتاج الوقوف عنده، في عام 1963-1964 قام الشيخ محمد عمر سليمان اللولا بضمان احد المتهمين بالجاسوسية من قبل مسئولي المنطقة العسكرية الرابعة التي كانت بقيادة القائد عبدالكريم أحمد رحمة الله عليه حيث كان قد دست عليه تلك التهمة زورا وبهتاناً من قبل أحد خصومه وكان المتهم يحتاج إحضار شهود براءته الذين ارتحلوا مع أبقارهم وقد أحتاج لمن يضمنه حتى يحضر الشهود، فلم يجد من يضمنه خاصةً وأن الجريمة التي إتهم بها كان جزاءها الموت وأن هروبه يعني موت ضامنه، فلم يكن هناك من يجازف تلك المجازفة إلا شيخنا الجليل لعلمه بالحقيقة رغم أن التهمة كان جزاءها القتل إلا أن ذلك لم يخيفه وإنما كدأبه دائماً وقف بجانب الحق بغض النظر عن النتيجة.
ومن المآثر التي لا زال الناس يذكرها لشيخنا، أنه في عام 1966 اثر هجوم قامت به قوة من الكماندوس لقرية عد اللولا أسرع شيخنا حاملا بندقيته وتحصن في منزل يقع طرف القرية في منعطف ضيق بعد أن وجه الشباب من خلفه أن لا يطلقوا أي رصاصة إلا إن فعل هو ذلك، فقال وهو موجهاً كلامه لتلك القوة في الوقت الذي كان يصوب بندقيته نحوهم من فتحة المنزل قفوا أيها الأوغاد أبناء الثعالب لا تبرحوا أماكنكم والله آجالكم مكتوبة علي كفي سأجعلكم جيفا مكومة بعزة الله وجلاله وشرف الحرائر من خلفي وبركات الشيخ محمود ستثكلكم أمهاتكم يا جبناء.. قفوا.. قفوا.. وكانت كلماته تلك قذائف حق قذفت الرعب في قلوب القوة الزاحفة وجعلتهم يفكرون قبل أن يخطوا خطوة أخرى إلى الأمام وكأن الدماء توقفت فجأة في عروقهم فاظعنوا لأوامره فوقفوا في مشهد مهين كأنهم خشب مسندة، وبعد برهة من الوقت طلبوا منه أن ينسحبوا فسمح لهم بذلك بشرط أن لا يعودوا مرة أخرى.
مواقفه الإجتماعية:
كان للشيخ رحمة الله عليه كم هائل من المواقف القوية الجميلة التي من النادر أن تجدها في زماننا هذا، فقد كان نجماً يضئ ويتوهج أينما حل، رجل ظل يكافح لسنين طويلة وفي زمان كله ضعف وهوان، يعلم الناس في كل ساحة وميدان، العدل، وكيف أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى، وكيف تكون قوة الله في الأرض، وأبا سليمان رحمة الله عليه كان أقوى ما يكون عند الأقوياء وأضعف ما يكون عند الضعفاء لهذا كان عظيماً، و كان زينة المجالس التي لم يكن ليسمح له التخلف عنها إن كان صحيحاً أم مريضاً، وقد كان لشيخنا الكثير من المواقف الجميلة إلا أن أجملها على الإطلاق هو موقفه من الفتنة الكبرى التي حدثت بفعل فاعل بين أهلنا الأساورتا والساهو، فيوم ذاك تباينت الصفوف و تراصت وجُهزت الأسلحة وأصبح الموت ماثلاً أمام الجميع ولا مناص من المعركة بين الأشقاء و كان الجميع يعلم مدى دمويتها، ورغم ذلك لم يكن هناك سبيلاً للتراجع عنها، فيظهر في تلك الظروف الصعبة أبو سليمان رابط الجأش قوياً من غير سلاح برفقة فضيلة الشيخ عرفه محمد أحمد ويسعى بين طرفي أهله يُفهم العاقل ويترجاه ويزجر السفيه ويخوف المشاءين بالفتنة بين الناس فإستطاع مع الخيرين من أبناء الأساورتا والساهو أن يسحب فتيل الاشتعال من الأزمة وأن يهدئ النفوس الثائرة، ولم يكتف بذلك بل ذهب في وفد كبير إلى حيث كانت تحاك المؤامرة بليل في مكتب الجبهة الشعبية وبذلك نقل المعركة لموقعها الصحيح حيث كان يجب أن يقاتل الجميع، يرحمه الله لم يكن يقاتل إلا في المعارك الصحيحة.
مواقفه السياسية:
كغيره من عظام الشعب الأرتري كانت له آراءه ومواقفه السياسية، إلا أن الرجل يرحمه الله لم يخلط بين مواقفه السياسية وقضية اللاجئين التي كانت قضيته الأساسية، لهذا عندما قررت الحكومة الأرترية ترحيل اللاجئين دون إعانات وتسكينهم في مناطق على الحدود السودانية بخلاف ما كان يحلم به اللاجئين حيث العودة لمراتع الصبا، وقد كانت المعسكرات التي تقرر نقل اللاجئين إليه ظروفها أسوأ من ظروف المناطق التي قدموا منها، رفض رحمة الله عليه هذه المعاملة المهينة التي قضى جزء كبير من حياته وهو يرفضها من معتمدية اللاجئين السودانية، وهو لم يكن ممن يساوم على حريته وكرامته، فأبى العودة الزاحفة على البطون، وفضل العيش لاجئاً إلى حين حتى أدركه الموت، فمات في منفاه بمعسكرات اللاجئين بسمسم في مخيم أم سقطة.
و رغم أن شيخنا لم يتبوأ المناصب السياسية لأنه كان يعمل في مجال أكثر حيوية ومع هذا تم تعيينه مسؤول لجنة عد اللولا من قبل قائد المنطقة الأولى القائد محمود ديناي فك الله أسره وقد كانت مهمة تلك اللجنة حماية الشعب والثورة وقد استمرت رئاسته لتلك اللجنة إلى أن غادر ارتريا مهاجراً إلى السودان بعد مذابح عام 1967م، كما كان خلال الفترة من 1968 حتى 1970م عضو اللجنة الشعبية الارترية بكسلا التي كانت إحدى محاور العمل السياسي الارتري حيث تمخضت عنها قوات التحرير الشعبية، وفي الفترة من 1971م حتى 1976م كان رئيساً لفرع الاتحاد العام لعمال ارتريا التابع لقوات التحرير الشعبية، وكان أيضاً يرحمه الله عضو اللجنة الرباعية التي كانت تمثل مناطق اللاجئين الست أمام إدارة معتمدية اللاجئين و كانت أهم مهامها المطالبة والمحافظة على حقوق اللاجئين.
وفي عام 1976م بينما شيخنا أبو سليمان في الخرطوم ضمن وفد كان يضمه والشيخين الجليلين موسى اراحو وصالح مصري في مهمة رسمية لإدارة معتمدية اللاجئين السودانية بالخرطوم لمناقشة أوضاع اللاجئين في معسكرات سمسم الستة، وبعد إنتهاء المهمة التي من أجلها حضروا، تم إبلاغهم من قبل المعتمدية أن السفارة السعودية تسأل عن ممثلين لمناطق اللاجئين الأرتريين وبمراجعتهم للسفارة تم تكليفهم بالإشراف على بناء مسجدين بأكبر منطقتين من المناطق الستة وهما منطقتي أم سقطة و زرزور وقد أنجزوا بناء مسجد زرزور بسهولة ويسر إلا أن مسجد أم سقطة (المنطقة التي كان يمثلها شيخنا في اللجنة) قد جوبه بالكثير من العراقيل والمكائد التي حيكت لتعطيل بناء المسجد من قبل بعض الأفراد المتنفذين وبعض الشخصيات ذات التوجه الشيوعي من وراء حجاب وذلك بمبرر أن اللاجئين في حاجة لذلك المبلغ الذي سيبنى به المسجد أكثر من حاجتهم للمسجد في الوقت أن أم سقطة على الرغم من أنها منطقة مكتظة بالسكان إلا أنه لم يكن بها مسجداً به الحد الأدنى من مواصفات المساجد، فكل الذي كان موجوداً هو عبارة عن رواكيب، كما أن المحسن الذي تبرع بالمال قد تبرع به لأجل بناء مسجد، فهل من الأمانة صرف المبلغ في موضع أخر غير الذي أراده صاحبه؟ ثم كم سيكون نصيب الفرد في حالة توزيعه على منطقة مثل منطقة أم سقطة؟ هذه كانت حجج أبو سليمان رحمة الله عليه وقد جربوا معه كل سبل الترغيب والترهيب والسجن إلا أنهم لم يفلحوا معه، وذلك بفضل الله وقوة شخصيته وقدرته علي تحمل المسؤولية وحكمته في حل المشاكل وإقناعه لشيوخ القبائل، فتمكن من إكمال بناء مسجد أم سقطة الذي أصبح معلماً بارزاً يراه كل من يزور المنطقة.
لكل تلك الصفات التي ذكرناها تم اختياره من قبل إدارة معتمدية اللاجئين السودانية مستشاراً لها بشأن قضايا اللاجئين المعيشية والإدارية والتعليمية والصحية، وكذلك حذت حذوها منظمة أكورد الجنوب أفريقية (الوكالة الدولية للبحث والتنمية) العاملة في معسكرات اللاجئين وإتخذت منه مستشاراً، فقد كان رحمة الله علية يتمتع بالقبول لدي كل الأوساط، وكانت لديه القدرة والحكمة في حل المشاكل التي تظهر بين حين وأخر وما كان يرد له رأيا ولا يرفض له طلبا وبالتالي لم يكن فقد لأسرته وقبيلته فحسب بل كان فقد للجميع.
وفاته:
توفى الشيخ أبو سليمان رحمة الله عليه يوم الأحد الموافق 2011/4/3م في منطقة أم سقطة كبرى مناطق اللاجئين الأرتريين في مشروع سمسم لإسكان اللاجئين وقد شيعته إلى مثواه الأخير جموعاً غفيرة لم يحدث وأن اجتمعت لتشييع أحد غيره، فمن جاء إلى أم سقطة من المعسكرات الأخرى لعيادته في مرضه الذي لم يمهله طويلاً أنضم إلى جموع أم سقطة مشيعاً فتراصت صفوف المشيعين للصلاة على جثمانه الطاهر في أرض فضاء و منظر مهيب تعددت الصفوف وتباعدت عن الإمام، فأخذت صفوف المشيعين تتطاول بالعرض، وقد بكته معسكرات سمسم الستة قبل أن يبكيه الشعب الأرتري في الداخل والشتات اللهم أرحمه وأجعل الجنة مثواه .
تصويب لبعض المعلومات التي وردت في سيرة الشيخ محمد عمر سليمان ـ اللولا:
على الرغم من أنني كنت أعتقد أنني قد تحريت الدقة في كتابة سيرة شيخنا محمد عمر سليمان رحمة الله عليه إلا أنه قد أتضح لي وقوعي في الكثير من الأخطاء التي رأيت أن أصوبها، وأنا أدين باكتشاف تلك الأخطاء للأستاذ محمد آدم حاج اللولا، كما أنني أتقدم بالاعتذار منه لأنني قد اقتبست مقطعين من مقاله (ترجل الفارس محمد عمر سليمان اللولا) وأن الأمانة العلمية كانت تقتضي أن أشير إلى ذلك إلا أنني سهوت عن ذلك لهذا وجب الاعتذار منه، أما الأخطاء التي أود أن أصوبها فهي كالأتي:-
التصويب الأول:
لقب "اللولا " أُطلق على الشيخ سليمان بن عنتورة ابن شوم أحمد، وهو جد والدة الشيخ محمد عمر سليمان، فهو لقب قريب العهد، ويطلق على أسرة صغيرة من العشيرة .
التصويب الثاني:
أن الشيخ محمد عمر سليمان ينتمي لفرع ادفير عرى بن عمر أساور وأن تسمية بيت تحاتيت قد وردت بالخطأ مني نتيجة لترجمة تسمية (أساورتا السفلى) وقد علمت أن هذه تسمية غير معروفة في المنطقة التي ينتمي إليها شيخنا لهذا وجب التصويب.
التصويب الثالث:
هضبة عقمبسا غير قمة جبل قدم أو سفوحه فهما منطقتان بعيدتان عن بعض، ومواسم الأمطار مختلفة فيهما؛ ولهذا السبب كان يتم الإرتحال بينهما موسمياً سعياً وراء موارد الماء والكلأ لمواشيهم!
التصويب الرابع:
لقد ورد بالسيرة الذاتية المقطع الأتي (إلا أن مسجد أم سقطة قد جوبه بالكثير من العراقيل والمكائد التي حيكت لتعطيل بناء المسجد من قبل بعض الأفراد المتقنفذين وبعض الشخصيات ذات التوجه الشيوعي) وقد أتضح لي أن الأمر لم يكن به شيوعيين إنما الذين اختلفوا كانوا كلهم مؤمنين يؤمهم إمام واحد.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.