رجال ومواقف الحاج عثمان أحمد هندى (اتقوا الله) الفارس الطعّان

بقلم الأستاذ: عبدالفتّاح ودّ الخليفة - المملكة المتحدة

قـال الله سبحانه وتعـالى فى سورة الأحزاب الآية (22): (من المؤمنين رجالٌ صدقو مـا عـاهدواْ الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم

من ينتظر وما بدّلو تبديلا) صدق الله العظيم.

الحاج عثمـان أحمد هندى من الرّجال القلائل فى إرتريا الّذين عـانو فى سبيل وطنهم ورفضو الرّكوع للمخطّطات الإثيوبية حتى آخر رمق فى حياتهم العامرة بالصدق والإحسان وتقوى الله، كان يدرك مدى خطورة المخطّط الإثيوبى الهادف إلى طمس الهوية، وإذابة الكيان الإرترى القائم على التسامح والتعاضض بين مكوّناته بمختلف معتقداته وأعراقه... وأيضا الذى كـان يهدف فيما يهدف إلى نهب خيرات البلاد الحاضر منها والواعد.

وما قولته الشهيرة تلك (إتقو الله فى إرتريا) إلا شاهدا وتعبيرا عن الرّفض لكلّ الأساليب الملتوية الّتى إتبعهـا زبانية الإمبراطور البائد (هيلى سلاسى) ومنهم ممثّله (أندأراقاتشو ماساى) وعميله المخضرم ونائبه (أسفها ولدى مكئيل) الّذى لم تطب نفسه إلا وأن يقبّل حذاء الملك فى يوم الإنقلاب عليه عـام 1960 والتى تناقلتها الصحف الأجنبية والمحليّة ولا زالت منشورة فى كثير من كتب التأريخ لتصرخ شـاهدة على مدى الخضوع والخنوع لغير الله، وإستحقار النفس و بيع الوطن والقضية بملاليم الإمبراطور التى لا تدوم ولكن (الحاج عثمان).. رفض التهديد والوعيد وتمسّك بحبل الله الواحد الدائم.

إن مصوّع وضيعاتها وضواحيها الّتى أنجبت الكثير من زعمائنا مثل: الشيخ محمّد نور حسن نائب، ويسين باطوق وعثمان حيوتى.. والباشا صالح أحمد كيكيا أنجبت ايضا الحاج عثمان الّذى ترعرع فى كنف زعماء الرّابطة الإسلامية وشيوخها ليكون بعد فترة قصيرة أحد زعماءها وممثل مدينة مصوّع فى البرلمان الإرترى فى دورته الثانية عام (1956-1960) بمعيّة الآباء المخضرمون: محمّد على شيخ الأمين، والباشا صالح أحمد كيكيا، وسيّد محمّد على مالكى، وأصبح زعيما وطنيّا مشهورا على نطاق الوطن الحبيب عندما وقف ضدّ حكومة (ربيب) هيلى سلاسى (أسفها ولدى مكئيل) ومخطّطاتها والمدعومة من ممثّل الإمبراطور(ماساى) وأعوانه من الإثيوبين والإرتريين فى حرم البرلمان الإرترىوخارجه.

قال الحاج عثمان فى الجلسة المهزلة للبرلمان الإرترى، يوم الضمّ المزعوم المدعوم بالتصويت المزوّر ذاك اليوم الأكثر سوادا فى تأريخ الشعب الإرترى.

يوم حبكت المؤامرة وتواطأ من تواطأ من أعضاء البرلمان من حزب (الوحدة مع إثيوبيا) وبعد التهديد والوعيد من ممثل الملك وجهابزة (الأندنت) وعلى رأسهم القسّ (دميطروس قبرى ماريام) والّذى لقّب زورا وبهتانا بـ (ملأكى سلام) وتعنى بالعربية (رسول السلام) ثمّ تكرّم عليه الإمبراطور البائد بلقب (نبرى إيد - أكسوم) وذالك الّلقب لا يمنحه الملك إلا للمخلصين من خدامه وإن كان على حساب شعبهم وكرامته وسيادته.. إكتمل السناريو وأصبح الوضع جاهزا للتصويت وتسليم مصير الشعب الإرترى إلى الأمحرا.. ولم يشهد البرلمان نقاشا حول الموضوع بل تصويتا فقط.

وعندما جاءت لحظة الحقيقة لتمتحن معادن الرّجال فلم يرى الحاج عثمان إلا أيدى مرتجفة خائفة ترفع مؤيّدة، وأخرى متذبذبة، ورؤوس منكوسة ومن صدح بقول الحق ّ لا يسمع ولا يجد أذنا صاغية، لأن الأمر كان قد حسم من منازلهم فى جلسات خاصّة بين (القس ديميطروس، وحرقوت أباى، وبلاتا دمساس، وتسفاهنّس برهى)، وغيرهم ممّن باع الذمّة وباع معها الوطن.. غير آبه بالثمن الّذى سوف يدفع، والأرواح التى سوف تزهق، ولا زلنا نعانى من تبعاتها حتّى اليوم.

فما كان من الحاج عثمان الّذى عرف بالوقار والإتّزان، إلا أن يغضب ويسمع غضبه للكل ويرفع صوته عاليا، قاصدا بذالك إن يقول: إن لم تهابو المساءلة أمام شعبكم، فاتقو الله الذى سوف يسألكم عن الأمانة التى حمّلها لكم شعبكم، وأطلق شعاره الّذى أصبح إسمه الثانى أو مرادفا له فى حياته وحتى بعد مماته... (إتقو الله فى شعب إرتريا) لأنه رآى الظلم الجلى.. وتابع بأم عينه حلقات المؤامرة وتحمّل فى سبيل ذالك كلّ الضغوط النفسية والأرهاب من رجال (الجنرال تدلا عقبيت سيئ السمعة) ومحاولات القتل، ومتحديا كلّ الأذناب والمخابرات وعصابات (الشفتة). ورفض كلّ الإغراءات وشراء الذمم.

قالها بصوت عال هزّ أركان القاعة، ورمى بعمامته فى وجه المنتفعين والمتآمرين والمتخاذلين والجبناء.. وأمام ممثل الإمبراطور والوزراء والوكلاء.. وحينها وعندما وفّر البعض أسباب التمكين لإثيوبيا وإمبراطورها (رأس تفرّى) على إرتريا وإكتملت حلقات التآمر كـان لا يملك الحاج عثمان إلا اللجوء إلى هدى قرآنه وسنّة رسوله وممتثلا بحديث رسول الله الّذى يقول: (من رآى منكم منكرا فليغيّره بيده و وإن لم يستطع فبلسانه وأن لم يستطع فبقلبه وذالك أضعف الإيمـان) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

وأنطبق عليه قول الشاعر:

وأثبتْ بصبرك تحت ألوية الهدى: فالصبر أوثق عدّة الإنسان

وأطعن برمح الحقّ كلّ معـاندِ:لله درّ الفارس الطعّـان

وأحمل بسيف الصّدق حملة مخلصِ: متجرّدا لله غير جبان.

كـان الحاج عثمان من أهل الحل والعقد فى أهله فى الثغر الحبيب مصوّع وفى ضاحية مصوع (حطملو) وهبه البارئ الوعى بفقه المصالح والمفاسد فكان يرى الأمور كما ينبغى أن ترى.. وكان حنفيّا قوىّ الإيمـان لم تغره الدنيا ومفاتنها من العمل بقول الله ورسوله واضعا أمانة البلاد والعباد نصب عينيه، ولذالك لم يتنازل عن ما لا يملك، حقّ التنازل عن السيادة!!، فتلك أمانة وصاحبها هو الشعب المقهور والّذى كان لا يملك حينها شيئا من أمره، يوم تهافتت عليه الأيدى الغادرة فى الظلام لتسرق إرادته ومصيره.

يحكى أن الحاج عثمان سمع أن الملك (هيلى سلاسى) أرسل فى عام 1947 مساعدات مالية لشباب الرابطة الإسلامية كمساعدة وفتح مكتبا لهذا الغرض تحت إشراف الزعيم (محمّد عمر قاضى). فى مصوّع.. فما كان من الحاج عثمان إلا وأن هرع إلى المكتب المذكور ليقول للجموع التى تنتظر الحسنة والمنّة من الملك تحت إشراف أيدى إرترية، أوقفو المهزلة!! تلك نقود يريدون أن يشترو بها ذممكم فهل أنتم بائعون؟...

فانتفض شابا ليقول له: يا حاج عثمان!! نحن لنا أسر ومسؤولون عنها والعوذ قتل فينا روح الشباب، أمّا أنت والحمد لله تملك محلا تجاريا وحالك مستورا...!! فما كان من الحاج الثائر إلا أن رمى بمفتاح متجره أمامهم قائلا: خذو ما تشاؤون وبيعو المتجر إن شئتم وقسّموه بينكم ولا تفرّطو فى أرضكم وسيادتكم!!!

إن هذه النقود التى توزع عليكم اليوم هى التى سوف تكمم أفواهكم غدا.. يوم تسرق السيادة وتنتهك حرمة البلاد، فيقو ولا تكونو إمّعة بل كونوأقوياء أشداء والمؤمن كيّس فطن.. كما يروى نجله (الأستاذ عبدالعزيز) و بذالك تراجع كثيرمن الشباب من تلقى تلك المنحة المشبوهة من الملك.. وتلك وقفة لم ينسها التأريخ للحاج عثمان أحمد هندى فعظم شأنه ورفع قدْره فى الثقر الحبيب مصوّع.

وعند مناقشة الميزانية فى الجمعية الوطنية (البرلمان) (1959) سأل الحاج عثمان ورفاقه الأحرار وزير المالية (تسفاهنّس برهى) عن مصير أموال الشعب، ونصيب مدينة مصوّع من دخل الميناء، وطلبو إيضاحات وتقرير مفصّل حول الأمر.. لم يجدو الإجابة الشافية فى قاعة البرلمان، ولكن الوزير بدهائه ومكره طلب منهم أن يأتو إلى الوزارة وهناك يناقشهم فى الأمر ويعطيهم تقارير حول الموضوع...

فذهب الحاج بمعيّة أحد أعضاء لجنة مناقشة الميزانية وهو البرلمانى الحر المستقل، والّذى أصبح مستقلا بعد أن إنكسف له المستور (السيد تسفاى زرئى مكئيل - أحد ممثلى إقليم سرايى)... فما كان من الوزير إلا أن أحضر له شربا مسموما ليتخلّص منه ومن تساؤلاته المتكرّرة والمزعجة ولأن الوزير كان قد ضيّق عليه الخناق من البرلمانيون الأحرار حول الميزانية ومصير أموال البلاد منهم (الشيخ عمر أكيتو، وبلاتا برهانو إحمدين والحاج عثمان هندى، والسيد زرئي مكئيل وغيرهم من البرلمانيون الأحرار) فأراد الوزير أن يسكتهم مرّة وإلى الأبد !! ومجيئ الحاج عثمان إليه فى مكتبه كانت الفرصة للتخلص منه ولكن الحاج عثمان المؤمن القوىّ بربّه وبعدالة قضيّته كان الله الّذى فطره يجعل له مخرجا من كلّ مكيدة، يدبّرها له الأشرار إخوان الشياطين، وكان يدرك تمام الإدراك خطورة مواقفه على حياته ولكنّه لم يأبه لا بالتهديد ولا بالوعيد وتلك لم تكن الأولى ولا الأخيرة كما ذكر هو بنفسه، أمّا زميله البرلمانى الحرّ المستقل والّذى رافقه فى محادثة الوزير (السيّد تسفاى زرئمكئيل).. قتلته عصابات (الأندنت) المسلّحة بالقرب من قريته فى (سراى) وهو متّجها إلى أسمرا، كما ذكر الحاج عثمان فى حديث لنجله الأستاذ (عبدالعزيز عثمان) مسجّل فى شريط (كاسيت).

الحاج المناضل ورفاقه الأحرار فى البرلمان كانو قد بدأو فى عمل منظّم وشكّلو خلية نشطة لمواجهة المخطّط الإمبراطورى وأعوانه فى البرلمان، ولكن قد إنتصر الشرّ وتمّت المسرحية الممسوخة المشروخة وتمّ التصويت المزوّر للإنضمام والإستسلام، وحلّ البرلمان ونزع العلم الوطنى وألقيت الشّارات وبدّلت الأختام وذالك فى عام النكسة الإرترية عام 1960، ودخل الشعب الإرترى فى مستقبل مظلم وتحدى جديد.

والقس دميطروس الّذى أرهب الأحرار فى البرلمان الإرترى وخارجه وكان عدوا لدودا لكلّ من قال (لا للوحدة مع إثيوبيا)... ومن ضمنهم الحاج عثمان ولكن عندما إقتضت المصلحة، أتى إلى الحاج عثمان هندى بعد إنفضاض البرلمان بفترة فى مصوع ليطلب منه بعضا من مستلزمات بناء كنيسة ولأن العمل تجارى رحّب الحاج عثمان وأوعد بالتعاون.. ولكن لأن الجهة المانحة كانت خارجية أراد القس دميطروس التلاعب فى الأراق والحسابات ليستفيد هو من الفروقات بين السعر الحقيقى والمزوّر ورفض ذالك الحاج عثمان بشدة فخرج القسّ من مكتب زميله فى البرلمان وهو غير راضِ وهو يقول: (أيى ودى هندى كمآ إيلكا ألّخا)... لا زلت يا ود هندى كما كنت لم تتغيّر!!!

وفى حضمّ الإنكسار الإرترى حينها بان للحاج عثمان أحمد هندى ورفاقه النّور فى نهاية النفق المظلم فشدّو الأحزمة وعزمو على الفعل، وبحثو فى أسباب التمكين فوجدوها فى العمل المنظم السرّى، فتركو قاعات البرلمان المتخاذل والمغلوب على أمره، إلى ساحات الكفاح فما كان منهم إلا أن أقسمو بالولاء والبراء (لحركة تحرير إرتريا) (1960) كما ذكر المناضل والمؤرّخ المرحوم (محمّد سعيد ناود) فى كتابه (حركة تحرير إرتريا) الحقيقة والتأريخ وكان الحاج عثمان أولهم وتبعه رفاقه وهم: محمّد صالح موسى أبو داوود (عدى قيّح) (الّذى شارك فى مؤتمر الحركة فى أسمرا عام 1960). وصالح محمّد صالح حمّد أشكح... وبلاتا برهانو إحمدين والشيخ محمّد على شيخ الأمين عبدالقادر (من إمبيرمى) ومحمد عمر أكيتو والشيخ سعيد سفاف.. ( قندع).

صمد الحاج عثمان رغم الإعتقال والمتابعة المستمرّة من المخابرات الإثيوبية ولم يغادر أرضه وشعبه بالرّغم من توفّر الإمكانية لوجود الكثيرين من اهله وعشيرته فى بلدان الخليج والّذين عرضو عليه بسخاء إمكانية توفير العيش المناسب خارج وطنه إرتريا، وأخيرا عرض عليه ورثة حكم (هيلى سلاسى) العمل معهم وبضمان إعطاء الحكم الذاتى لأقاليم المنخفضات، ولكن ما كان من الحاج عثمان إلا أن رفض مبدأ تقسيم إرتريا إلى منخفضات ومرتفعات وتمييع قضيّة الوطن الإرترى وتمسّك بوحدة الأرض والشعب.. وبفراسة السياسى المخضرم والمتابع كان يعلم أن النصر قادم وزوال حكم (منقستو هيلى ماريام) لا محال قريب وسوف يزول إلى حكم بارئه كسلفه البائد..

ولكن مشيئة الواحد القهّار خالق البحار والأنهار وخالق اللّيل والنّهار حكمت أن يرحل الحاج عثمان عن دنيانا الفانية دون أن يرى فجر الحريّة، رحل حين كان أبناءه قاب قوسين أو أدنى من مدينة سكناه (أسمرا) فرحل الحاج عثمان أحمد هندى بعد أدائه صلات المغرب فى خشوع فى يوم22-5- 1989.. فقط قبل عامين ويومين من دخول الثورة إلى العاصمة أسمرا وهروب عناصر نظام منقستو... ليوارى جسده الطّاهر فى أرضه ومنبته إرتريا.

رحم الله الحاج عثمان بقدر شجاعته وثباته وإخلاصه لوطنه والتفانى فى وحدة أرضه وشعبه.

فهذا قليل من كثير من قصّة الحاج عثمان هندى وبحق هى قصّة رجل وموقف، ورث الجرأة والصدق فى المواجهة وعدم التفريط فى الحق والحقوق من جدوده وآباءه الأولين.

ينتسب الحاج عثمان لأسرة شريفة متديّنة نزحت من بلاد (الهند) إلى (زولا) فى بدايات القرن السابع عشر بقيادة زعيم الأسرة (محمّد حنيف) كما ذكر لى نجل الحاج عثمان (عبدالعزيز عثمان أحمد هندى) الّذى يقطن فى ألمانيا الغربية، وحصل منها على شهادة الماجستير فى العلوم الرياضية والّذى جمع كلّ الوثائق التى تخصّ والده بالإضافة لتسجيلات صوتية لمقابلات أجراها مع والده ليضعها فى كتاب ليملّك الشيب والشباب سيرة الرّجل العطرة من (المهد إلى اللحد) قلت لإبنه الّشّاب الهمام سرْ على بركة الله ونحن نشدّ من أزرك لتعرّفنا بما خفى وما لم يُعلم من سيرة الرجل.

ولكن مع مرور الزمن وتطوّر ميناء مصوّع نزح الجد (محمّد حنيف) إلى مصوّع لوجود سوق أكبر لما إشتهرت به الأسرة من العمل فى تجارة الأخشاب والنّجارة فأقامت الأسرة فى (رأس مدر) فى قلب مصوّع عندما كـانت تحكم من قبل الأتراك ولكن يقول (الأستاذ عبدالعزيز) نجل الحاج عثمان: أحد الأجداد نزح إلى إقليم تقراى الإثيوبى كما ذكر الوالد وعاش هناك ويظهر أن ذالك كان فى عهد الملك (يوهنس) ولكن وقع الخلاف بين زعيم (آل هندى) فى تقراى وكان إسمه (عبدالعزيز هندى) وحكّـام (تقراى) ولكنه لم يرجع إلى إرتيريا حيث الأهل بل حمل السلاح كما يفعل الأحباش عادة وخرج إلى الجبال متمرّدا... وإنقطعت أخباره بعد ذالك ولكن بقيّة الذرية لا زالت تعيش هناك.

وأما الفرع الّذى بقى من الأسرة فى رأس مدر شدّ الرّحال إلى (حطملو) وولد الحاج عثمان هناك عام 1913 فى تلك الضّاحية مع إخوته، إثنتان من الإناث وثلاثة من الذكور، وترعرع ولعب بين حواريها وواديها (محاز) وحطملو (تحات) السفلى وحطملو (معدى) و(عيلا قول).. تعلم القرآن على عدّة شيوخ فى مسقط رأسه وجلس عند الشيخ (محمّد تـاجو) والذى كـان مشهورا بعلمه فى كلّ مصوّع وما جاورها جلس عنده لينهل من علوم الشيخ فى الفقه وعلوم الحديث والتوحيد، ثمّ جلس عند الشيخ عثمان أحمد ردأ طالبا للعلم والمعرفة، ولكن الحاج عثمان هكذا بالفطرة كان شديد التطلّع والقراءة يقول أبناءه وأحفاده إنّهم كانو يتصفحون كتبه ومجلاته من بعده مثل: مجلة (الدكتور) المشهورة حينها ويقول: (إبنه الأستاذ عبدالعزيز): تجد دائما وابدا مجلة المصور وآخر ساعة المصريّتين والمصحف الشريف فى مجلسه ومكان عمله).

ولكن عندما إشتدّ عوده وبعد وفاة والده ولأنه كبير الأسرة كان يجب عليه تحمل أعباء القيادة والريادة فى أسرته الصغيرة والكبيرة... فعمل فى ورشة للنجارة يملكها الإيطالى (نيرو) فى (حطملو معدى)... ثمّ أسّس عمله الخاص بإنشاء ورشة فى (عيلا قول) وأتبعها بورشة أخرى فى داخل مدينة مصوّع ومستودعا لمواد البناء، كان يديره بإقتدار شقيقه المرحوم السيّد حسين أحمد هندى... وكانت الفرصة للشيخ ليظهر مهاراته وكفاءاته عند بدأ مشروع تشييد وتحسين مدينة مصوع فى أيام إدارة المرحوم الزّعيم (محمّد عمر قاضى) مديرا لمديرية سمهرعام 1967... وكـان أيضا للحاج عثمان سهم المشاركة فى بناء مشروع (شاطئ قرقسم) المشهور فى مستهل عام 1970.

للحاج عثمان ثمانية من الذريّة الصالحة والناجحة بإذن الله ثلاث من الذكور: أكبرهم السيّد محمّد عثمان هندى يعيش فى أرض الحرمين، والأستاذ عبدالعزيز عثمان فى ألمانيا الغربية، والسيد أحمد عثمان فى أستراليا، وإثنتان من الإناث فى الدنمارك وأخرى فى كندا، وباكورة ذريّته وطيب ختامها تعيشان فى الوطن الحبيب إرتريا.

رحم الله الحاج عثمان أحمد هندى... بقدر عطاءه لوطنه، وصبره وتحمّله تبعات ذالك طوال حياته وفى داخل وطنه.

Top
X

Right Click

No Right Click