الباشا صالح كيكيا... وانجازاته التعليمية في حرقيقو
بقلم الأستاذ: أحمد السيد عثمان - كاتب وبـاحث ارترى
نور أرى ملأ الفضاء بريقاً - في الشاطئ الغربي من مصوع في حرقيقو: انبعث نور في حرقيقو في عام 1944م
وهي تشييد مدرسة حرقيقو الإبتدائية والإعدادية بنين وبنات بالإضافة إلى قسم فني ـ من الحدادة والنجارة والكهرباء. تتميز حرقيقو بشدة حبها للعلم والمعرفة، كما حباها الله شاطئ جميل يأخذ بالألباب.
وفي هذه المدينة الغراء شيد إبنها البار ”الباشا صالح أحمد كيكيا“ عام 1944م مدرسة إبتدائية وإعدادية بنين وبنات، بالإضافة إلى قسم فني للنجارة والحدادة والكهرباء، وقد جعل الدراسة فيها مجاناً كي تستوعب جميع طبقات الشعب دون إستثناء، ومن ذلك الوقت غدت حرقيقو مركز إشعاع علمي لجميع أفراد المنطقة كلها دون تمييز ـ حيث كان يتوافدون إليها لطلب العلم من جميع أنحاء إرتريا. وفي هذا السياق فقد أنشأ للمدرسة أوقاف خاص بها يتولى إدارة شئونها المالية ومتطلباتها الإدارية. والجدير بالذكر أن الشعب يمتاز فيها بحب العلم، لذا لقد كان إقبال الشباب من الجنسين على التعليم بدرجة عالية منقطع النظير.
أما بخصوص، إدارة المدرسة ومدرسيها ـ فقد كانت تدار في باكورة إنشائها بالإخوة السودانيين يتتابعون في إدارتها مثل الأستاذ/ ساتي ـ ثم الأستاذ/ طيفور وأخيراً الأستاذ/ عثمان منتاي ـ حيث كانوا يديرونها بكل جد وإخلاص. رحم الله الجميع ثم بعد فترة من إدارة المدرسة بالإخوة السودانيين ـ فقد وصل إلى حرقيقو كوكبة من أبنائها المنبعثين إلى أديس أبابا، والذين تخرجوا من معهد المعلمين وهو الأستاذ/ عثمان صالح سبي، وكان أول مدير مدرسة من أبناء حرقيقو. ثم إلتحق بالتدريس الأستاذ/ أيفين Evin وزوجته.
وبعد فترة من الزمن تولى إدارة المدرسة كوكبة من أبناء حرقيقو وهم:-
• الأستاذ/ محمد عبد القادر شيخ،
• الأستاذ/ سليمان عبد القادر،
• الأستاذ/ محمد عبد الرزاق،
وكان آخر مدير لها الأستاذ/ عثمان محمد شلال.
أما بالنسبة لإدارة قسم البنات فكن:
• الأستاذة/ آمنة ملكين،
• الأستاذة/ من عائلة سعد الدين،
• الأستاذة/ فاطمة.
وبخصوص ما طرأ في المدرسة بوصول مبعثين وتوليهم الإدارة فقد تميزت المدرسة بإدخال وتطوير مناهجها وغدت فعلاً مركز إشعاعي للمنطقة.
منهج المدرسة: لقد كانت اللغة العربية والإنجليزية تدرسان فقط في المدرسة بجانب التربية الدينية إلى عهد الإستعمار الأثيوبي، ثم تحول المنهج إلى الأمهرية والإنجليزية والعربية بجانب التربية الدينية.
البعثات التعليمية:
وفي هذا السياق، أنه نظراً لإزدياد عدد من أنهوا دراستهم الإعدادية، بدأ الباشا نظام البعثات مجاناً ومنهم على حسابه الخاص في الداخل إلى أديس أبابا والخارجي إلى القاهرة.
ويسعدني أن أذكر بعض ما تسعفني بهة الذاكرة والكوكبة المبتعثة حيث كانت هذه البعثات إلى مصر وأديس أبابا.
أولاً - مجموعة سافرت إلى القاهرة على حسابها الخاص {أول دفعة}:-
• علي محمد سعيد برحتو،
• المحامي/ محمد إبراهيم بشير،
• الأستاذ/ عبد الله خيار،
• الأستاذ/ عثمان خيار،
• الأستاذ/ عثمان إبراهيم بشير من المغرب (لغة فرنسية)،
المجموعة الأولى إلى أديس أبابا وهم الذين إبتعثهم الباشا على نفقته الخاصة.
{أ} المبتعثين إلى معهد المعلمين بأديس أبابا وهم:-
• عثمان صالح سبي،
• محمد عبد القادر شيخ،
• محمد حسن كيكيا،
• محمد سعيد بشير،
• السيد عثمان سيد علي.
{ب} المبتعثين إلى معهد الطيران بأديس أبابا وهم:-
• رمضان السيد أحمد مدني،
• سعيد طيواي،
• محمد علي بدوي عمريت.
ومن ضمن أفراد المجموعة الأولى فقد واصل أحمد السيد علي، عبد الله إدريس خليفة الدراسة في جامعة أديس أبابا.
المجموعة الثانية إلى مصر:-
• محمد علي عمرو،
• محمد علي أفعرورة،
• رمضان محمد نور،
• محمود إدريس بشير،
• صالح إدريس طيواي،
• محمد سعيد دافله،
• عبده الأمين منسعاي،
• إبراهيم محمود منتاي،
• نافع محمد طيواي،
• عبدالله أحمد خليفة،
• عثمان أبو بكر.
وأيضاُ فقد إبتعث من الباشا من أبناء المنطقة كل من موسى ياسين في البحرية ومحمد ياسين إلى الكلية العسكرية.
يوم الأباء بمناسبة إنتهاء العام الدراسي
لقد كان الباشا صالح أحمد كيكيا الرائد والسباق في هذا العمل التعليمي الخير الضخم في المنطقة بل أجزم في إريتريا كلها، ويجب أن نفتخر به ونجعل هذا في حدقات عيوننا، حيث ثماره الجليلة ما زالت مستمرة جيل بعد جيل.
لله درة رجلاً
سعى للعلا للأجمعينا
فله الشكر جزيل لما بنى
من علا لبني إرتريا أجمعينا
القصيدة الشعرية التي ألقاها السيد المحضار ونشرها الاستاد ياسين محمود با طوق بمناسبة إفتتاح الصرح الكبير مدرسة باشا حرقيقو عام 1944م.
الباشا صالح أحمد كيكيا ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.