تقرير للامسيه التاريخيه بغرفة البالتوك مع المناضل إبراهيم قدم - الحلقة الرابعه

إعداد: فريق ادارة المنبر الارترى للحوار الحر

فى بداية حديثه الاستاذ ابراهيم محمود قدم عرج على انطلاق الثورة بقيادة حامد ادريس عواتى وثم تدفق المناضلين الذين قدموا من

السودان وفى المرحلة الاولى كان تعداد الثوار لا يتجاوز فصيله واحدة الى ان استشهد القائد حامد ادريس عواتى واستلم الرأى من بعده القائد الشهيد محمد ادريس حاج. ومن ثم بعد ذلك العدد تزايد الى فصلتين وفى معركة تقوربا كان عدد جيش جبهة التحرير قد وصل الى ثلاثة فصائل.

إبراهيم محمود صالح قدمبرغم من ضعف التسليح استطاع الثوار بإيمانهم وصمودهم ان يستمروا فى القتال حتى إلتف حولهم الشعب الارتري الى ان وصل جيش التحرير الى سرايا وثم كتائب وألويه وفرق، ويرجع هذا الإلتفاف الى اللبنة التى وضعتها القيادة السياسيه والعسكريه فكانت ادوارهم وجهودهم متكامله وكذلك دور المرأة الارتريه كان حاضر فى كل مراحل الثورة والنضال وكما اسلفت ان دور الريف كان منسي كذلك دور المرأة لايقل عن ذلك فى النسيان.

المرأة الارتريه كانت تعد الطعام وتجلب الماء ولاسيما من سنه السابعه الى سن السادسه عشر كن يجلبن الماء والطعام عندما الثوار ياتون الى القريه. لقد ذكرت فى اللقاء السابق ان شهر مارس حافل بالاحداث مرورا بمعركة تقوربا وعيد المرأة ولاسيما الاحتفال بهذا اليوم يعتبر تكريماً للمرأة الارتريه وما قامت به نحو الثوار ابان الكفاح المسلح وكان يجب علينا ان نهتم بهذا اليوم تعزيزا للدوار الذى لعبته المرأة الارتريه.

ولولا صمود المرأة الارتريه لما صمد الثوار فى المعارك وفى مصيرة الكفاح المسلح، نجد ان الذين قدموا من السودان ليلتحقوا بالثورة كان خلفهم نساء شجعوهم وازروهم لكى يلتحقوا بالجبهة، بالفعل لولا الامهات اللاتى تحملن تبعات الاسرة لكان إلتفت المناضلين الى الواراء وبهذا نستطيع ان نقول خلف كل شهيد امرأة شهيدة تحملت اعباء الثورة وإفتقدت الابن والزوج فى المنزل. وللاسف الكل تناسى دور المرأة الارتريه.

بالعودة مرة اخرى الى الريف الارتري الذى تم تهميشه ، بينما كانت هذه المناطق نواة الثورة حتى عمت الثورة كل انحاء ارتريا نعم بصبر هؤلاء المناضلين وصبر اسرهم وتحمل مشاق الثورة. بينما نحن فى سردنا للتاريخ الارتري نجد اسماء كبيرة كان لها دورعظيم فى جبهة التحرير وكان اثرها واضح فى الساحه.

وبما ان المرحلة التاريخيه الاولى من تاسيس جبهة التحرير 1965 م كانت الجبهة منحصره فى منطقة قاش بركة وكانت العمليات العسكريه فى ذلك الوقت شاقه وصعبه جدا على سبيل المثال: اذا اراد المناضل ان يقوم بعملية فى جنقرين او عنسبا او مناطق اخرى ينطلق من قاش بركة وثم يعود الى معقله الذى انطلق منه، وهذا الامر كان مكلف جدا مما دفع القيادة العليا الى التفكير فى إنتساب ابناء المناطق الى مناطقهم وبهذا تمددت على المستوى الجغرافى وغطت كل انحاء ارتريا من المنخفضات والمرتفعات.

وقد ذكر الاستاذ ابراهيم فى حديثه يجب ان لا نحاكم التاريخ وفقا للمعطيات الجاريه فى الوقت الراهن واشار الى ان قرأته للتاريخ تعود الى مابين 1961 والعام 1965 وبينما نحن الان فى العام 2012 م وبذلك المحاكمة من هذا المنطلق سوف تكون المحاكمة خاطئه، يجب ان نضع عامل الجغرافيا والزمان والمكان فى الحسبان والظروف التى كانت تحيط بالثورة، يجب ان لانقارن الاحداث بمنظور اليوم والعوامل المتوفرة حالياً.

هناك فرق كبيرة مابين اليوم والامس فى كل الجوانب ومنها العلم والتسلح وغيرها ونحمد الله اليوم عدد كبير من الارتريين تحصلوا على مراتب علميه ومؤهلات اكاديميه وهذا يرجع الى اللجؤ وتواجدنا فى المهجر، ربُ ضارة نافعه ونحمدالله نحن المسلمين اليوم فى افضل حال من الامس من الناحيه التعليمه وبالذات فى السودان ابواب الجامعات كلها مفتوحه امام طلاب التعليم وفى السابق كانت هناك منح توفرت لجبهة التحرير وقوات تحرير شعبيه وعبر هذان التنظيمان كثير من الدول العربيه فتحت ابوابها التعليميه للارتريين والكثير استفاد من هذه المنح.

وبتناولنا للتعليم والمنح الدراسيه كان علينا لزاما ان نقف على دور الشهيد عثمان صالح سبي وما قام به نحو التعليم وفتح افاق فى هذا الاتجاه ولاسيما انه قام فى تأسيس مدارس جهاز التعليم فى السودان للاجئين الارتريين. لذلك عندما ذكرت عامل الزمان والمقارنه والمحاكمه بناء على هذه الاشياء حتى لا يذهب البعض للوم والعتب والسخط على تلك الفترة فهناك مفارقه زمانيه ومكانيه.

بالعودة للقراءة: عندما إزداد عدد جيش التحرير فى العام 1965م اخذت القيادة العليا لجبهة التحرير الاستفادة من التجربة الجزائريه فى تقسيم الاراضى المحرر الى مناطق حتى يسهل عليهم الإدارة وكذلك تيمنًا بهذه التجرية الثوريه الثرة التى انتزعت استقلالها من المغتصب الفرنسي.

ورأى المجلس القيادى الاعلى ان هذه التجربة يمكن تطبيقها فى ارتريا وبذلك تم تقسيم ارتريا الى خمسة مناطق وهى: المنطقة الاولى والثانيه والثالثة والرابعه ومن ثم المنطقة الخامسه.

المنطقة الاولى كانت بركة والقاش والمنطقة الثانيه كرن والساحل والمنطقة الثالثة اكلى قوزاى وسراي والمنطقة الرابعه سمهر ودنكاليا ومن ثم اضافوا الى هذه المناطق منطقة خامسه وهى حماسين والعاصمة اسمرا. وهناك من يتسأل اليوم هل اذا ما نجحت تجربة فى منطقة ما، نستطيع نقلها ونسخها بالكربون فى وطننا؟. هل الواقع الارتري يساعد على نجاح كل التجارب الاخرى؟ وهل هناك وعي للثوار الارتريين يساعد فى التطبيق؟ هذا ما كان يحتاج الى دراسة ومراجعه بناءاً على المعطيات الحاليه اما اذا وضعنا كل الظروف المحيطه فى السابق فنجد العذر لهم والتبرير. بالتاكيد اذا كنت انا شخصيا فى مكانهم كنت عملت بذلك وطبقت التجربة وفقا للمعطيات السابقه.

نعم عند تطبيق هذه التجربه ظهرت بعض الاشكاليات فى توزيع القيادة للمناطق والاختيار. وثم طلب الاستاذ ابراهيم محمود قدم من الحضور بالسماح له لكى يعود الى الوراء قليلا وقال: كانت قيادة المجلس الاعلى معظمهم متواجدين فى القاهرة وعلى راسهم الشهيد ادريس محمد ادم والشهيد عثمان صالح سبي ومن بعد ذلك انتقل الى سوريا وايضا الشهيد ادريس قلايدوس والشهيد محمد صالح حُمد وبما انهم كانوا فى الخارج فكانت رؤيتهم يجب ان تكون هناك قيادة فى المنتصف تربط بينهم وبين الثوار الذين يحملون السلاح فى الداخل، فلذا فكروا فى انشاء قيادة ثوريه بكسلا من اجل ان تكون حلقة الوصل والربط بين الميدان والقاهرة للاسف لم تكون هناك وسائل اتصال متقدمة تربطهم بالميدان والاخبار كانت تتوارد عبر الرسائل وسفر الافراد اما المقارنة باليوم العالم اصبح قرية بسبب تطور عوامل الاتصال والتقنيه.

ومن ثم بعد تقسيم المناطق تحولت القيادة الثوريه الى قيادة المناطق الخمسة، فكان من الضرورى دراسة الوضع وإعادة النظر قبل الشروع. وكانت هناك اشكاليه فى تواجد المجلس القيلدى الاعلى فى الخارج، اذا كان جزء من هذه القيادة فى الداخل كانت النتائج حاتكون افضل. ولهذا السبب كانت هناك مسافه جغرافيه فاصلة مابين القاهرة وكسلا والمناطق التى يتواجد فيها جيش التحرير وهذه الاشكاليه ترجع الى بعد القيادة السياسيه من الميدان والثوار. بالرجوع الى المناطق كان قائد المنطقة الاولى الشهيد محمود ديناي ومعه احمد ادم عمر ومعه قدنفل و ابو عجاج، وفى المنطقة الثانيه الشهيد عمر إزاز ومعه الشهيد جيكين.

بالتاكيد الكليات العسكريه التى فتحت ابوابها فى كل من العراق وسوريا وثم بعثتين الى كوبا والصين أتت اكلها وادت الى دفع الثورة وتطوير وسائلها واداوتها فى مواجهت العدوا وكذلك يعود الى السلاح الذى كان فى يد الثوار والتدريب العالى.

وبعد تقسيم المناطق تم تكليف الشهيد عمر دامر بقيادة هئية التدريب ولم يتوقف الامر على ذلك بل كانت كل فصيلة وسريه تدرب المجندين الجدد الذين يلتحقون بالثوار وهذا ما ادى الى التطور فى الكم والكيف.

وأود ان أتوقف هنا فى العام 1965م ونكمل ما تبقى فى الحلقات القادمة ان شاء الله وبعدها نستطيع ان نتناول المؤتمر العام الاول ومن ثم المؤتمر العام الثاني فى الحلقات القادمة حتى لا تمل الناس.

اذا مد الله فى الاعمار سوف نكمل ما تبقى من شهادة المناضل ابراهيم قدم فى مقال اخر فريق المنبر الارتري للحوار الحر

Top
X

Right Click

No Right Click