إعداد: فريق ادارة المنبر الارترى للحوار الحر

فى حلقة جديدة من مواصلة السرد وقراءة التاريخ كان ضيف المنبر الارتري للحوار الحر الاستاذ ابراهيم محمود قدم وقد تناول

تجربة جبهة التحرير فى بدايتها، وفى مطلع الامسيه تقدم بالاعتذار لعدم حضوره فى الامسيه السابقه ومن ثم عرج على ذكرى معركة تقوربا الملحمة الاولى لجبهة التحرير مع العدو الاثيوبي وكان ذك قبل 40 عام وبعد مرور اربعين عام على هذه الملحمة مازال الوطن ينزف واسير لنظام استبدادى وقال فى مطلع حديثه عندما يتذكر تقوربا بالتاكيد يتذكر كل المناضلين فى الشتات الذين صنعوا هذه المعارك والبطولات وكان لهم الفضل فى انجلاء العدو وها هم محرمين من ارتريا والتمتع بإستنشاق عبيرها ونسيمها وإحتضان ثراها ومن ثم قبرا يسعهم ويوارى اجسادهم.

وقال كان يجب علينا ان نرد الجميل للذين ضحوا من اجلنا ولولا هؤلاء الابطال رفاق عواتى لما كانت ارتريا اليوم.

وفى هذه اللحظة التاريخيه العصيبه من تاريخ ارتريا يجب علينا استعادة القاطره الى الاتجاه الصحيح وذلك ياتى عبركم ايها الشباب بوحدتكم وتماسكم حتى نستعيد ارتريا الوطن الذى نحلم به حتى يسع جميع ابناءه وتظل وطن المحبه والعداله والسلام.

وتوقف كذلك الاستاذ ابراهيم محمود قدم على الكارثه التى حلت بالارتريين فى معسكر ام قرقور بسقوط صهريج ماء عليهم واصابة العشرات، واردف قائلا كأن الموت يبحث عن الارتريين فى كل مكان. يجب علينا ان نصعد وتيرة النضال حتى نتخلص من الظلم القائم ونعود الى وطننا فى اقرب وقت. وكما توقف على الذكرى السنويه للشباب الذين استشهدوا غرقا فى البحر المتوسط.

وعرج كذلك على الاجتياح الاثيوبي لبعض المناطق الارتريه وقال فى هذه الايام اذ يشعر الاثيوبيين بنشوة الانتصار. وهذا يرجع الى هزالة النظام القمعى وعبثه بالسيادة الارتريه، اذا ما تواجد الرعيل والمناضلين الذين قاموا بتاسيس الثورة فى هذه الايام لما جرى هذه العبث على السيادة الارتريه، نعود الى الوراء قليلا عندما انتفض الارتريون على نظام هيلي سلاس ورفعوا على وجهه اشارة العصيان والرفض كان الاثيوبيين يرونه الرب الاعظم وفى نوم عميق وهذا يشير على الوعي المتقدم للرعيل وكل المناضلين نجد ان النظام القمعى المتسلط فى ارتريا مرمق الكرامه والسيادة الارتريه فى التراب.

وللاسف هناك لغط كبير بين الارتريين ومنقسمون الى مؤيد ومعارض للاجتياح الاثيوبي. ونجد المعارضة الارتريه فى توهان ولا تدري ما الصواب وما الخطأ. التوقيع على بياض لاثيوبيا لكى تفعل كما تشاء فانه يعد بمثابة جريمه مهما كان الموقف من النظام وجرائمه لايمكن مساومة السياده بذلك واتاسف للاطاله على هذه الاحداث ولكن شهر مارس اجبرنى على ذلك لما فيه من احداث ومشاهد للوقوف عليها.

عودة الى السرد والقراءة لقد كنت توقفت عند اللقاء السابق فى بدايات الحركة الوطنيه مع تزامن دخول الانجليز الى ارتريا لقد قمت بتجميع المعلومات الى هذه المحطة من تاريخنا الحافل بالاحداث. فبالعودة الى الحركة الوطنيه ومجموعة حب الوطن اى الوطن ارتريا فهذه المجموعة اختطفت هذا الحب وحولته الى حب اثيوبيا (الانتدنت) فبعد ذلك تجمع الوطنيين حول الرابط الاسلاميه ومن ثم الكتلة الاستقلاليه ومن ثم حركة تحرير ارتريا وهى بدورها قامت بتهدئة الوضع المتصدع والملتهب، فقامت هذه الحركة بتوحيد صف ابناء الوطن وجمع الطرفين المطالبين بالحرية والاستقلال والمطالبين بالوحدة والانضمام الى اثيوبيا، وكانت هذه الخطوة بمثابة انقاذ للوطن وهى كانت بمثابة محاوله لملمة الاطراف الارتريه بمختلف انتمائاتهم الفكريه والتاريخيه والجغرافيه للإنضوء تحت لواء حركة تحرير ارتريا ومن ثم تكونت جبهة التحرير الارتريه كما اسلفت فى الحلقة السابقه والخيار الواحيد الذى كان متاحا حمل السلاح ومواجهة العدو بالقوة العسكريه. وبما ان القناعات تشكلت بذلك على انتزاع الحق بقوة السلاح لما كان يتمتع به نظام هيلي سلاسي من تسليح وعتاد والتفاف حوله العالم الخارجي وعلى راسهم امريكا واسرائيل.

لقد كان تأثير الثورة الجزائريه حاضرة فى الساحه الارتريه وبالمثل كانت ثورة 23 يوليو بقيادة جمال عبد الناصر وتاثيرها على المنطقة دفع الطلاب الارتريين فى الازهر الشريف وبقية الجامعات المصريه للتفاعل والتجاوب مع حركة تحرير ارتريا بالاضافة اللاجئين الارتريين فى السودان مما دفع الشيخ ابراهيم سلطان والشيخ ادريس محمد ادم والسيد ولدأب ولدماريام والشيخ محمد صالح محمود الذى كان صحفى فى الجرائد التى تصدر فى عهد الاستعمار الايطالي والشيخ ادم ادريس نور بوضع اللبنة الاولى للنضال والمقاومة وكما ذكرت الطلاب أنفاً هداهم تفكيرهم لابد من حمل السلاح فى وجه الاستعمار الاثيوبي بقيادة الشيخ ادريس محمد ادم ومن ثم كانت هناك اتصال بالقائد الشهيد حامد ادريس عواتى وايضا عبر مشايخ منطقة بركة على وجه الخصوص مما ادى الى الانطلاقه الاولى للكفاح المسلح فى منطقة ادال فى الفاتح من سبتمبر 1961 م وكانت الشرارة الاولى للعمل المسلح وانطلقة جبهة التحرير الارتريه بقيادة حامد ادريس عواتى ولم تنطفىء تلك الشعلة حتى بلغت اسمرا ولقد تحررت الاراضى الارتريه وكل ما يتعلق بها وللاسف الانسان الارتري مازال اسير ولم ينال حريته وبناء على ذلك مازالت حريتنا منقوصه ولم تكتمل بعد. فيجب علينا ان ننهض وننتفض من اجل ان نعانق نسيم الحرية وعبيرها.

من الشيء المؤكد ان الشعب الارتري تواق الي الحريه والديمقراطيه وهذا ما جعل الشهيد حامد ادريس عواتى ورفاقه لكى يتمسكوا بالنضال والعمل المسلح لثقتهم بالله وثم فى الوطن والشعب الذى وقف من خلفهم وآذرهم، وهذه كانت بمثابة قوة دفع لحامد ارديس عواتى والرجال الذين كانوا من حوله وكذلك الاحرار الذين كانوا منتسبين للجيش السودانى الذين ساندوا ودعموا الثورة الارتريه وبالتحديد الذين كانوا بين منطقتى القضارف وكسلا وعلى راسهم الشيهد محمد ادريس حاج والشهيد طاهر سالم والشهيد عمر إزاز والشهيد محمد عبدالله عمر ابوطيار والشهيد عمر دامر والشهيد عثمان ابو شنب والشهيد محمود ديناى لا ندرى هل استشهد ام يظل حياً؟ هؤلاء الذين كانوا على جاهزيه تامه واخذوا قسطهم من التدريب وكانوا مهيئين لمهمتهم القتاليه وتركوا كل ما حولهم وانطلقوا الى ارتريا ليكونوا عونا للثوار.

وسخروا كل امكانياتهم من اجل الوطن. وثم بعد ذلك التحق بهم الارتريين الذين كانوا فى البوليس الاثيوبي ومن قبل كان لهم ارتباط بحركة تحرير ارتريا وثم كانوا نوواة العمل المسلح بجبهة تحرير ارتريا وعلى راسهم الشهيد عمر ناصر والشهيد ولالوو والشهيد قمحت والشهيد على احمد جميعهم كانوا اضافات حقيقه للعمل المسلح وشعلة الثورة برغم التسليح كان بدائ جدا، للاسف السلاح الذى كان يمتلكه الثوار بسيط للغاية مقابل تسليح العدو ويعتبر من احدث الاسلحة لدى الثوار ابو عشرة وكان العدد بسيط جدا وكذلك ابو خمسه ومعظم الثوار كانوا مجردين من السلاح (كولى) وكانوا يتربصون للعدوا حتى يتسنى لهم التسليح وهذه وسيله كل الثورات، وكانت البداية منذ معركة هيكوتا التى كان فيها الشهيد قندفل من البوليس والشيهد عمردين ومعركة جنقرين وغيرها من المعارك التى اتيحت للثوار التسلح بسلاح العدو.

ولقد استمرت الثورة هكذا ولم تتوقف يقدم هذا والاخر يستشهد والاخر ينتظر التسليح.

اذ نقف فى هذه اللحظات على دور القيادة السياسيه العاليا وما قاموا به نحوا بلورة القضيه وعكسها بصورها جيدة لدى العالم العربي برئاسة القائدين الشيخ ادريس محمد ادم والشهيد عثمان صالح سبي وادى ذلك الى مناصرة الدول العربيه للثورة الارتريه وبروز جبهة التحرير الى الافق العربي وتعاطى كل الدول مع قضية الشعب الارتري وعلى راسها سوريا الشقيقه وكان ذلك مابين االعامين 1964 و 1965 وكانت هناك بعثات للتدريب وبعد ان يتم تدريبهم يبعثونهم بعتادهم وسلاحهم الذى تدربوا عليه ومنا هنا بدأ السلاح يتدفق على الثوار مثل السيمنوف النصف آلى، وكما اسفلت سابقا كذلك البوليس الارتريين الذين انسلخوا من العدو الاثيوبي كانوا ياتون الى الثورة وهم مسلحون وكان لهم دور فى تدفق السلاح على الساحه الارتريه من ابو عشرة الى ان وصل الى نصف الآلى والسيمنوف.

وفى هذه المحطة الهامة من تاريخ ارتريا نتوقف على الدور الاساسي والمنسي للفلاحين والرعاة الذى حملوا الثورة على اكتافهم و بالتحديد فى منطقة بركه .اذ كانوا يقدمون الدعم المالى ويحتون المناضلين ويقدمون لهم المعلومة والمعونة. الكل يعلم ان الفلاح والراعى لا يملك شيء سوى قوت يوميه ولا يبخلون على الثوار ويصل الامر الى حرمان ابنائهم واسرهم من اجل تقديم الدعم والسند للثوار.

كانوا يضمدون الجراح ويهتمون بالثور ولكن للاسف الكل تناسي دورهم ودور الريف الارتري. اذ كان يتوجب الاهتمام بهذا الانسان وتطويره وتنمية تلك المناطق من حفر الابار والتعليم والصحة. وللاسف الكل هرول الى اسمرا وتركوا الانسان البسيط يحتضن همومه ومعاناته ولاسيما انهم كانوا وقود الثورة وهذه الاشياء معلومه لكل الشعب الارتري.

للاسف قدم هذا النظام الجائر وصادر كل الاراضى لصالح جماعة اسياس ومن يتبع هوى الاستبداد فهناك من تم نقلهم من مناطقهم واستبدلوهم بسكان اخريين مثل مناطق غرست وفانكو وانبرى وانشاؤ عليها السدود وللاسف لم يتسائل احد اين ذهبت هذه القرى واهلها؟؟ والشيء المدهش والمستغرب هناك من تم استجلابه لكى يعيش فى تلك المناطق الزراعيه الغنيه وعلى راس هذه القرى قرية الشهيد حامد ادريس عواتى التى تقع فى حضن جبل حامد مما لاشك فيه طالما هناك سد فى غرست وفانكوا سوف يكون مصير هذه القريه وغيرها الزوال والفناء لكى يتمتع على رافاة الجنرالات من صقور النظام.

عندما تكون ارتريا لكل الارتريين نترك لكم لكى توثقوا دور هذه المناطق واهلها فقط نضع امامكم مفاتيح التاريخ حتى تنقبوا تاريخكم الناصع ايها الشباب.

اذا مد الله فى الاعمار سوف نكمل ما تبقى من شهادة المناضل ابراهيم محمود قدم فى مقال اخر.

• السابق
• التالي