المناضل المخضرم: حُمد محمد سعيد كلو يتلو كتاب الثورة في الذكرى الـ (55) للثورة - الحلقة الثانية
حاوره الإعلامي الأستاذ: جمال همــــد - عدوليس
منذ الصغر وانت تشعر بنوع من الحزن، هذا الشعور يلازمك، يترسخ في العقل الباطني،
والذاكرة تجتره بين فترة واخرى، هذا الشعور ينتابك، حين ترى أناس من مدينتك يغادرونها نتيجة للحوجة وطلب الرزق ثم يأتي زمن ينسحب الأمر عليك.
الاثيوبيون الذين أحتلوا اريتريا ضيقوا الخناق على الراسمالية الايطالية التي كانت تمتلك شركات تستثمر في الصناعات المتوسطة والخفيفة، وطلبوا منهم إما المغادرة أو ان ينقلوا شركاتهم الى اثيوبيا.
فقد عاصرت المستثمر الإيطالي (ديتا دروسي) ينقل مصنع (شيشيتا) الى مدينة كرن، وفي وقت لاحق أغلق المصنع، وكان ذلك منتظرا. كان مصنع (شيشيتا) ينقل خام المصنع من نهر بركه الذي لا يبعد عنه سوى خطوات، واجه (ديتا دروسي) خسائر كبيرة نتيجة لنقل المصنع وبُعد مراكز الخام، كما واجه العمال مشكلات شتى وقد حاولوا الرحيل إلى حيث مصنعهم لكنهم واجهوا مصاعب كبيرة، واخيرا أغلق المصنع وشُرد العمال. ومدن اريترية اخرى واجهت نفس المسائل من السلطات الاثيوبية.
من هنا بدأت الهجرات الاولى إلى دول الجوار، أول مرة سمعت ان شخصان هاجرا من مدينة اغردات في الخمسينات الى السعودية هما محمد نور عبده بهتا (ميكانيكي)، وابو عيشة لا اتذكر اسم والده ومهنته سمكري سيارات وهو ليس المرحوم ابو عيشة اسطى سيد كما كان ينطقونها اهل المدينة، قيل حينها انهما ذهبا الى السعودية الى مدينة (راس تنورة)، ربما ذهب اخرون من باقي المدن الاريترية لكني اكتب ما اعرف، كانت هناك هجرات ايضا الى السودان منذ قديم الزمان لكنها قليلة، فقد كانت هناك عمالة في مجال جني القطن في مشروع الجزيرة بالسودان، وهذه عمالة كانت موسمية، هذه العمالة تزرع ارضها في اريتريا في موسم الخريف وبعد الحصاد يبدأون بالرحيل مع نهاية شهر سبتمبر ويعملون هناك حتى نهاية ديسمبر من كل عام ثم يعودون الى اريتريا، قلة قليلة منهم يستطيب لهم المقام فيستقرون.
كما ذكرت في الحلقة السابقة كان الناس في مدينة اغردات مشدودين لإذاعة (صوت العرب) ولبرنامج (اكاذيب تكشفها حقائق) بشكل خاص والذي كان يقدمه الاذاعي أحمد سعيد. والاعجاب بالزعيم جمال عبدالناصر وانجازاته السياسية والاقتصادية ودعمه لكل حركات التحرير العالمية، لكن الذي شد الناس اكثر كان بالتحديد في العام 1958م وذلك بإعطاء اريتريا ركنا اذاعيا، كان يذيع فيه الزعيم ولدآب ولدماريام، و كانت برنامجه يبث عصرا بتوقيت المدينة، كان الناس مشدوهين لذلك الركن الاذاعي حيث أول ركن اذاعي لمعارض اريتري يتحدث فيه عن القضية الاريترية.
شهدت ارتريا مظاهرتين عام 1958م واحدة للطلاب وأخرى لكل الجماهير الاريترية. فقد اضربت وتظاهرت معظم المدارس الاريترية وطلاب مدرسة اغردات لم يكونوا استثناء، واذا لم تخني الذاكرة اتذكر اثنان من طلاب مدينة اغردات وهما خليفة طاهر شهابي والشهيد عثمان حُمد، قد تم اعتقالهما من قبل الشرطة.
المظاهرة الثانية فقد شارك فيها معظم شباب اغردات، وهناك صورة مطبوعة في ذهني لا انساها أبدا، وهي ان المواطن محمد همد والذي كان يلقب بـ (محمد الجبال) ومعه المواطن محمد نور عتيل رحمهم الله صعيد لواجهة الجامع وحاولا إزالة اللوحة التذكارية والمكتوب فيها تاريخ بناء الجامع بمكرمة من الإمبراطور هيلي سلاسي. وللعلم اقول هنا ان الإثيوبين كان قد شيدو المسجد الجامع الموجود الآن بعد ان هدموا مسجدا في ذات المكان كان قد شيدته الإدارة الإيطالية.
معظم شباب المدينة خرجوا في المظاهرة يتقدمهم محد جبال ومحمد نور عتيل وعبده حاج الملقب ب(عبده تبيري) واخرين، وحسب المعلومات التي سمعتها ان المنظمين لهذه المظاهرة والمرتبين لها والمحرضين هم عمر محمد عثمان كشواى واخرين، كان ذلك في العام 1958م. عقب المظاهرة التي كانت كبيره وصاخبه وسلمية تم إعتقال محمد جبال واخرين لفترة من الوقت، ثم حولوا الى سجن مدينة بارنتو، ولا اعرف بالضبط المدة التي قضوها وبعد ان أطلق شراحهم ونتيجة لعمليات التعذيب إنهارت صحة محمد وأصيب داخل السجن بمرض السل وتوفى لاحقا رحمة الله.
في نهايو عام 1959م وبداية العام 1960م هاجرت الى السودان، ذهبت الى الخرطوم للدراسة وللعمل، وبعد مضي اربعة اشهر وبالتحديد في ابرايل عام 1960م تم تجنيدي في حركة تحرير اريتريا، كنت صغيرا قياسا بما كنت مقبل عليه، كنت في السابعة عشر من العمر.
أصطحبني المرحوم محمود ابوشنب رحمه الله الى حي (كوريا) بالخرطوم، ودخلنا الى منزل استقبلنا فيه الأخ أحمد سويرا متعه الله بالصحة والعافية، هناك تمت اجراءات تجنيدي من اداء القسم وكيفية إنضمامي الى احدي الخلايا وتلقين الوصايا ..الخ. بعد خروجنا من المنزل اخبرني المرحوم محمود ابو شنب بان مواطني المناضل فيما بعد المرحوم حامد إبراهيم طمبار هو عضوا بالحركة وقد تم تجنيده.
في تلك الفترة لم يكن عدد الاريتريين كبيرا مقارنة بالوضع الحالى، وكان التواجد حسب تقسيمات اريتريا جغرافيا، ففي سوق الخرطوم ونمر2 وجزء من حي نمرة 3 معظم المتواجدين فيها ابناء "كبسا" بكل طوائفهم، ويتقاسم معهم في جزء من حي نمرة 3 ابناء المنخفضات بالاضافة الى تواجدهم في حي السجانة والديوم، ولم يكن الاريترين من سكان حي الجريف بمثل ما حدث بعد ذلك. اما في امدرمان وبحري فقد كان العدد قليل وان وجد فهم من ابناء المديريات الغربية. بالقرب من محطة بص شارع "كترينا" الذي يقع مابين حي نمر 2 ونمرة 3 كان هناك منزل لا ادري ان كان من قبلي بدأت فيه الاجتماعات ام لا لكني وجدت نفسي في احدي الغرف جالسا مع 6 اشخاص انا سابعهم، ما اود توضيحه هنا الحذر من جواسيس وعملاء السفارة الاثيوبية والذي كان يقوده قنصلا نشطا يسمونه (بقلي) وكان متنفذا ويتملك علاقات جيدة في وزارة الداخلية السودانية، كان ذلك زمن حكم الفريق ابراهيم عبود، وكان يحظر العمل السياسي العام وكانت قيادات الاحزاب السودانية وكوادرها تتعرض للاعتقالات بإستمرار نتيجة لنشطاتها، وكان انشطهم وقتها الحزب الشيوعي السوداني ولذلك كان ما يُعرف بالأمن السياسي يتابع نشاطات الاحزاب وفي تلك الفترة. وبين فترة واخرى تقرأ في الصحف ان خلية لحزب ما قد تم اعتقالها، في هذا المناخ كنا نعقد اجتماع الخلية السباعية. لم يكن مسموحا وحسب نظام الحركة ونتيجة للسرية المطلقة التي تطبقها عدد الخلايا التي تكون فرع حركة تحرير اريتريا في الخرطوم، كانت الحركة قد تاسست في 1958/11/2م. وانتسبت انا للحركة في ابريل عام 1960م، يعني بعد عام وشهر او شهرين. يبدء دائما اجتماع الخلية في العصريات وايام الاجازة الاسبوعية وبعد التأكد من إكتمال الخلية يبدأ مسؤل الخلية بتأمين الاجتماع، وهو إجراء ـاميني ويعنى بشكل اوضح لو تمت هجمة من الشرطة وسئلنا لماذا انتم مجتمعون، هنا يمكن ان يقال ان أحد اعضاء الخلية له زواج او وفاة او اي عذر آخر لهذه الاسباب مجتمعين ...الخ ويتفق على الصيغة قبل الدخول في أجندة الاجتماع، ثم بعد ذلك يتم الاجتماع، وفي الاجتماع تتم قراءة دراسات او رسائل وتعميمات أو توجيهات القيادة ثم قراءة ومناقشة في احدي نشرات الحركة أو مناقشة الاوضاع السياسية ثم مناقشة الاوضاع الخاصة بالخلية بشكل عام مثل حالات الغياب، الاشتراكات وامور اخرى.
من الاشياء المحظورة داخل الخلية السؤال عن أسماء القيادة العليا للحركة، علما ان لحركة تحرير اريتريا، برنامج تثقيفي مرحلي للخلية كان يدور حول مفاهيم:
1. التاسيس.
2. التوسع والانتشار.
3. التركيز.
4. التنفيذ.
كان يتم شرح كيفية هذه الخطوات، لكن كان الشرح مدرسيا مبهما وبسيطا.
قيادة فرع الخرطوم هي التي كانت تدير وتشرف على الخلايا وتقوم بالاتصالات الخارجية، كان لا يتجاوز عددهم الخمس أعضاء، لكني اتذكر منهم فقط ثلاثة مناضلين: كانوا الأكثر نشاطا ولهم أدورا ملحوظة وهم:
1. محمود حسين.
2. محمد شفا.
3. احمد سويرا.
من المعلومات التي كانت تصلنا من داخل اريتريا ان الحركة كانت تركيز فقط على المدن أو الحضر بالتحديد، ففي وقت قصير التحقت بها اعداد كبيرة في المدن الاريترية. هذا الزخم عاشته حركة تحرير اريتريا بين عامي 1960 و1961، كما ان هذه الفترة شهدت اعتقالات أعدد كبيرة من اعضائها في اريتريا.
وفي قمة هذا الزخم للتنظيم طُرحت على تنظيم الحركة اسئلة لم تجد إجابات مقنعة، خاصة مع انطلاقة الثورة الاريترية بقيادة الشهيد حامد ادريس عواتى تحت راية تنظيم جبهة التحرير الاريترية.
قيادة الحركة كانت تصف المقاتلين الاوئل في جبهة التحرير الاريترية ب(الشفتا) تارة وتارة أخرى تنعتهم بـ(المتمردين المتهورين)، ثم تتراجع فتصفهم بالثوار وتصف خروجهم للميدان هو نوع من أنواع التسرع والإستعجال، وإنها ستسارع لمعالجة هذا الأمر، هذه المواضيع كانت حديث ومناقشات الخلايا، وكانت هناك امور كثيرة لايحتملها هذا السرد إلا بالشكل المختصر الذي سردناه.
بدأت حركة تحرير اريتريا تواجه مأزقها من خلال عدم الرؤية الموضوعية للثورة التي انطلقت في الفاتح من سبتمبر 1961م وقيادة الحركة كانت تناور وتماطل ثم بدأت تفقد قواعدها لان قيام الثورة بقيادة الشهيد حامد ادريس عواتى ألهبت مشاعر الاريتريين واندفع الشباب الى الميدان واخروين إلتزموا في خلايا جبهة التحرير الاريترية واعني في داخل اريتريا.
أما في السودان لا اعرف كيف كان الامر في باقي المدن السودانية اما في الخرطوم فقد كانت عضوية الخلايا في كل اجتماعاتها لم تجد إجابات شافية، وهكذا بدأ تنظيم الحركة يفقد دوره جماهيره.
في العام 1962م شهد فرع الخرطوم حدثا خطيرا وكان له تأثيره فيما بعد فقد عقدت قيادة الفرع إجتماعا عاما في صيف ذلك العام وفي حديقة عامة مستقلة الإزحام في الحديقة حتى لا تلفت النظر، كانت الحديقة امام مكتب منظمة التحرير الفلسطينية سابقا في حي نمر2 وحولها بعض السفارات، ويمكن وصف الحديقة تلك بإنها في وسط نمرة أتنين حيث الطريق القام من السوق الكبير بالخرطوم يشق سوق حي نمرة 2 يصل الى الحديقة يتفرع عنه شارعان الاول يتجه شمالا الى حي العمارات وهو يحاذي "ترب فاروق" والآخر يتجه الى الديوم الشرقية عابر فندق الزهرة سابقا ولاحقا مكتب الاتحادي الديمقراطي.
جلست قيادة الفرع وسط الحديقة على ما أذكر، وكانت تتكون من خمسة افراد لكني لا اتذكر منهم سوى الثلاثة المذكرين اعلاه. بدأوا لقائهم ومعهم بعض البيانات والوثائق بتنوير عام، لكن قيادة الفرع غاب عنها ان وزارة الداخلية السودانية في تلك الفترة كانت قد اصدرت قرارا بمنع شرب الخمر في الحدائق ليلا، قيادة الفرع وهي منهمكة في اجتماعها طوقتهم الشرطة وهجمت عليهم وعند التفتيش فوجئت الشرطة بالبيانات والوثائق واتصلوا بضابطهم المناوب وقالوا له انهم اعتقلوا مجموعة من الشيوعين ومعهم بيانات.
الضابط وصل الى الحديقة واطلع على البيانات ففوجئ بشيء آخر لم يعرف عنه شيئا ولم يسمع به من قبل، وهنا جدير بالتنويه انه لم تكنتسمية اريتريا او الوطن الاريتري معروفة بالتحديد في الخرطوم، ربما تكون معروفة في شرق السودان وفي الخرطوم عند الصفوة كالمثقفين والمحامين والصحفين وقادة الاحزاب.
الضابط اتصل بمسؤول الأمن السياسي في وزارة الداخلية واخبره بانهم اعتقلوا عدد من الناس ومعهم بيانات شرحهها له بالتفصيل، مسؤول الامن السياسي طلب من الضابط احضار هؤلاء الاريتريين الى الوزارة وإدخالهم عبر الباب الخلفي.
دخل اعضاء القيادة الفرعية ومعهم الضابط الى مكتب حكمدار الأمن السياسي، وقد استقبلهم بترحاب حذر، وخلاصة ما قاله لهم هو "إننا نشاهد ولاول مرة عمل سياسي نبيل، لكني اطلب منكم الحرص والحذر حتى لا تتعرضوا لاعتقال آخر تنتج عنه امور غير حميدة". هذا الاعتقال بجانب المسائل التي كانت تثار من العضوية حول عن عدم قدرة الحركة في تحديد رؤيتها تجاه جبهة التحرير الاريترية، وطلب الخلايا ان تتحول قيادة الفرع الى قيادة ظل لانها كشفت وينتخبوا اخرين لادارة الخلايا لكن قيادة الفرع كانت عنيدة ورفضت كل المقترحات، هذا الموقف وغيره سبب خلافات كبيرة ادى الى إنشقاق الحركة.
اذكر هنا ان الخلية التي كنت عضوا فيها وخلية اخرى كان يديرها الاخ اسماعيل حسبو وخلية ثالثة في بحرى قد اعلنوا إنشقاقهم وانضمامهم لتنظيم جبهة التحرير الاريترية في الخرطوم. بعد مضي شهور من الانقسام في فرع الخرطوم، هجمت قوة من الشرطة على منزل في حي السجانة يقطنه عدد من الاريتريين ومن بينهم الزميل احمد سويرا ومحمد شفا وعدد اخر، هذا المنزل يقع خلف ما كان يسمى (البيت الابيض) في حي السجانة. الزميل احمد سويرا كان محظوظا ويبدو ان احد المسؤلين كان يعرفه فتمكن من اخراجه من الاعتقال اما الآخرون فقد تم تسليمهم لاثيوبيا.
عملية تسليم الارتريين لاثيوبيا من قبل نظام عبود حركت قوى سياسية وطنية، و من بينها نقابة المحامين وما يمكن ذكره هنا من المحامين احمد سليمان، و فاروق ابوعيسى، وميرغني النصر، والرشيد الطاهر بكر ونذكر أيضا القطب السيالسي محمد جبارة العوض، ومحمد احمد عواض، والاستاذ محمود محمد طه زعيم الجمهوريين، والشيخ الصادق عبدالله عبدالماجد والشيخ يسن عمر الامام من ألاخوان المسلمين.
كان إبرز حدث لهذه المناسبة هو موكب المحامين احتجاجا على التسليم، هذا الحدث اسس لاول مرة لتداول المسألة الاريترية في اوساط المثقفين السودانين. بعد النصف الثاني من العام 1962م انضمت الخلايا الثلاثة انفة الذكر الى تنظيم جبهة التحرير الارترية، في تلك الفترة لم يكن فرع الجبهه ايضا كبيرا بمعنى ان القاعدة الجماهيرية لهذا التنظيم كانت تتوسع تدريجيا.
بعد الانضمام لجبهة التحرير الإريترية وتوسع القاعد الجماهيرية قام المغفور له ابوبكر حاج ادريس ومعه المغفور له محمد على محمود بخيت بتشكيل لجنة فرعية جديدة للجبهة تم اختياري عضوا فيها، كان رئيس اللجنة محمد على محمود بخيت والمغفور له عمر جابر عمر. كان عمر جابر وقتها يدرس بجامعة الخرطوم كلية البيطرة ولم يكن راضيا عن ذلك وكان يتمنى ان يدرس الطب البشري، ولاول مرة التقي به في اجتماع اللجنة الفرعية وكان ايضا في اللجنة جعفر محمد وكان يعمل في الجيش السوداني، كان هناك اخرون في اللجنة لكني لم اتذكرهم الان.
ابوبكر حاج ادريس ومحمد على محمود بخيت هما مؤسسي فرع جبهة التحرير الارترية في الخرطوم لكن في تلك الفترة كان المرحوم ابوبكر حاج ادريس قد وجد منحة دراسية في جامعة الكويت حيث توفى هناك.
ونواصل في الحلقة الثالثة...