حوار مع فخامة السيد أسياس أفورقي رئيس دولة إرتريا
حاوره الإعلامي الأستاذ: لم يخسر أي شيء - كاتب وصحفي ارتري
هل خسرنا شيئا يوم اختلفت مع جبهة التحرير وأسست تنظيم مسيحي (سلفي ناظنت) ووضعت وثيقة (نحن وأهدافنا) ؟
لم نخسر شيئ لأن الجبهة كان تنظيم رجعي، ويقتل المسيحين، وكانت قيادته عبارة عن عقلية قبائلية متخلفة.
لكن ألم تؤسس الجبهة مشروع وطني وتم استيعابك فيه من أديس أبابا حيث كنت تدرس في بلد العدوا المحتل وهم كانوا يقاومون بكل طاقاتهم هذا الاستعمار في الداخل والخارج ؟
هذه كانت مجموعات إسلامية مرتبطة بالدول العربية.
لكن هل عواتي كان ضمن هذه المجموعات التي كانت تنشط في الدول العربية وتستقبل الزعماء المطاردين من البلد مثل الشيخ ابراهيم سلطان وأبونا ولداب ولدي ماريام وغيرهم ؟
لا... لم يكن معهم ولكن هو كان يعمل مع الشفتة لسرقة أبقار القرى المسيحية في القاش والقرى الاثيوبية المسيحية.
الا ترى هذه التصنيفات دفعتنا ثمنا غاليا في مسيرتنا النضالية وفقدنا الثقة على الجيل المؤسس للنضال الوطني ؟
لا... لم نخسر شيئ لأننا استطعنا أن نتجاوز هذه العناصر الفاسدة والقبلية، واصحاب المشاريع الجهادية والعربية.
لكن جبهة التحرير لم تكن قبلية ولا إسلامية ولكنها كان فيها تيار ماركسي وشيوعي واسلامي وعربي وكانت تضم كل التوجهات الوطنية... الاترى عندما أسست أنت ومن معك مجموعات ماركسية (حزب الشعب السري) للسيطرة على دولاب الثورة الارترية قد خسرنا البرنامج الوطني الثوري المعتمد على الحرية والتعددية ؟
لا لا.. لم نخسر شيئ بل تجاوزنا عبث الجبهة بالنضال وزرع الفتن والمناطقية والقبلية والرجعية التي كانت تعشعش في أدمغة قادتها المتخلفين !
إذا كان قادة جبهة التحرير كما تصفهم فما هو السبب الذي جعلكم تقومون بتصفية المثقفين من أبناء المسيحين الذين عرفوا (بمنكع)! ألا ترى قد خسرنا عقول نيرة كانت تريد أن نبني كذلك تنظيم ثوري ديمقراطي تعددي ؟
لا لا أبدا... لم نخسر أي شيء هولاء كانوا شراذم تنشر الفتن وتريد تعطيل البندقية وعرقلة القيادة وبث الفتن داخل المقاتلين !
لكن ألا تظن أن قيادة الثورة أصبحت مخيفة وعنيفة وتقمع كل من يخالفها الا ترى هذه المشاعر داخل المقاتلين والشعب العادي خسارة كبيرة قد تؤخر إنجاز مهمة التحرير لسنوات، وتسبب غياب العدالة ؟
أبدا لم نخسر شيئ كان لابد من إذابة هولاء عن الوجود حتى تستطيع القيادة أن تتفرغ لمجابهة العدوا وتأطير الجماهير خلف البندقية.
ألا ترى تأسيس تنظيم مناوئ لجبهة التحرير هو الذي أدى إلى خسارة كبيرة حيث انشطرت الثورة إلى عدة تنظيمات متناحرة ؟
لم نخسر اي شيء هولاء كانوا مجرد مجموعات عميلة تقتات على حساب الشعب الإرتري، وتنام في الفنادق.
أليس استعانتكم (بوياني تجراي) وضرب جبهة التحرير وطردها من الميدان خيانة وطنية وخسارة أدت إلى إزهاق الأرواح وسابقة خطيرة أن يستعين الأخ على أخيه بقوات أجنبية ؟
في كل أسئلتك تكرر خسارة خسارة !! كان لابد من طرد الجبهة بأي ثمن أنا لا أريد مشروع جهادين والقومية العربية والقبلية والطائفية والتخلف، وقلت لك لم نخسر اي شيئ لأننا في الأخير حررنا بلدنا.
لا تغضب السيد الرئيس من أسئلتي البسيطة لكن أليست تصنيفاتك هذه للشعب الارتري هي من خلقت أزمة كبيرة وجلبت خسارة عظيمة بأن تنشطر الثورة وتتقسم ؟
إذا ما عاجبك كلامي أشرب من موية البحر ومش حنخسر أي شيء لأننا عندنا بحر يكفيك ويكفي غيرك.
طلب بسيط: طيب أنا حأشرب من بحرنا الكبيرة لكن بقي لي أسئلة خطيرة لم يستطع أن يجيب عليها أحد غيرك، وسوف تكون خسارة كبيرة أن يتوقف اللقاء عند هذه النقطة، ولذلك اسمح لي ببعض الأسئلة الخفيفة.
لماذا إعتقلتم الأستاذ المناضل/ محمد مرانت نصور ؟ ألا ترى إعتقال مناضل بقامة مرانت الذي ضحي من أجل ارتريا بكل ما يملك خسارة كبيرة ؟
لا لم تكن خسارة فمثل هذه الشخصيات يمكن تستمر في مقاومة الدولة إذالم يعجبها النظام.
طيب إذا كان مرانت مناضل صعب المراس ومخيف فلماذا اعتقلتم المعلمين والمشايخ ألا ترى هذه خسارة كبيرة لعقول نيرة بإمكانها تربي الأجيال على الفضيلة وحب الوطن ؟
لا ليست خسارة لان الوطن من يحبه كان يقاتل له في الخنادق ويضحي من أجله.
لكن الم توظفوا الخبرات التي كانت تتعامل مع الإستعمار الاثيوبي وبعضهم كان يذبح ويقتل ويتجسس على شعبنا الا ترى هذا التصرف جعلها نخسر كل من يحب الوطن ونقرب من يكره الوطن ؟
لا لا لم نخسر شيء هولاء عندهم خبرة ونحن استفدنا من خبراتهم.
طيب لماذا رفضتم الخبراء الذين كانوا خارج ارتريا حيث كان عندنا شخصيات كثيرة تعمل في مجالات اقتصادية ودبلوماسية وسياسية وتعليمية... أليس عدم استيعابهم خسارة كبيرة ؟
لا لا... ليست خسارة هولاء اين كانوا عندما كنا نسف التراب ونموت هولاء كانوا يتمسحون بالكريمات وينامون على أسرة الحرير.
طيب لماذا عرقلتم عودة اللاجئين حيث لم يزل الآلاف خارج الوطن... أليس حرمانهم خسارة كبيرة لارتريا وظلم لا يمكن تبريره ؟
لا ليست خسارة ولا ظلم هولاء ألفوا حياة وعادات غير تقاليد وعادات شعبنا وخاصة في السودان تأثروا بالمشروع الحضاري السودانى !
لماذا دخلتم الحروب مع دول الجوار وتسببتم في إزهاق ارواح أغلى شباب الوطن وجندتم البقية وتعطل مجال التعليم والتنمية... اليست هذه خسارة فاضحة ؟
ليس خسارة بل بالعكس نحن هيئنا بيئة تعليمية لا توجد في أي مكان في العالم حيث وفرنا لهم في ساوا الطعام والصحة والرياضة ولا توجد أي مشاغل بالسوشيال ميديا المخرب الذي دمر حياة الطلاب في العالم.
لكن أنتم تخضعونهم لتدريب عسكري وخدمة إجبارية بلا سقف ولا زمن... اليست هذه خسارة في مجال الاستقرار والتنمية حيث اصبح الشباب يترك لكم البلد ويغادر إلى الخارج ؟
معذرة السيد الرئيس وآسف على المقاطعة... أرجوا ولو لمرة واحدة تعترف بخسارة واحدة أو نصف خسارة... يضحك الرئيس ويقول: (نحن لا نخسر أبدا) ونحن (لا نقبل أي ضغوط ولا مؤامرات قوة دولية واقليمية علينا)... اسف مجددا على المقاطعة... السيد/ الرئيس يشتاط غضبا وبما أنني أخاف أن اخسر هذا الحديث الشيق مع سيادته... هززت رأسي قائلا: أكيد أكيد... نحن لا نعرف الخسارة ابدا... فوطنا يستاهل يموت له نصف الشعب ويسجن النصف الثاني... أبدا ليست خسارة... تفتحت أسارير الرئيس وقال: نعم لم نخسر أي شيئ !!
وأنا حتى لا نخسر بسمة السيد الرئيس سوف اعتذر له عن هذا الحوار غير المعتاد وكان ينبغي أن تعد الأسئلة مسبقا وتعرض على سيادته أولا... وأيضا اعرف أن هذه خسارة كبيرة لقيم الرئيس أن يفاجئه الصحفي بأسئلة من غير ترتيب وحتى لا نخسر سيادته أطال الله لنا في عمره، وروّق مزاجه وأطال شنبه، وكسى بالشعر سلعته... سوف أترك بقية الأسئلة للجمهور حتى يطرحوا عليه أسئلتهم بطريقة غير مباشرة حيث لا يليق بسيادته أن يخسر قيمه العالية التي تحتم عليه عدم اللقاء المباشر مع الجمهور في برامج حوارية.