المناضل الأستاذ محمود أفندي في حوار مع زينا
حاوره الإعلامي الأستاذ: باسم القروي المصدر: وكالة زاجل الارترية - زينا
• (ساوى) بيئة خصبة لغرس الفساد الأخلاقي وتدمير الشباب بالخمور والتجهيل وهدم القيم
وانتهاك حقوق المرأة، هذه الأسباب جعلتني أختار الهروب عن الوطن وأترك الجمل بما حمل.
• لا توجد مؤسسة إعلامية وإنما قلة من مهمتها التطبيل وتمرير رسائل الكذب والتضليل ومراقبة الآخرين.
أنت كنت هناك مدة طويلة تدرك كل التفاصيل.. فحدثنا عن يوميات (ساوى) ؟
حقيقة السنوات ليست بالقليلة ولهذا يصعب على أن أختار واحدة من هذه اليوميات التي لا تكفيها صفحات ويتفق معي على ذلك كل الشباب الذين مروا بهذه المعاناة ليس لكون الشباب رافضين مبدأ خدمة الوطن ولكن المشكل كان في كيفية تطبيق وممارسة الأساليب المتبعة في الخدمة حتى لا يسرقنا الوقت ونأخذ مساحة أكبر من زمن المقابلة أسمح لي أن أختصر لك الإجابة على سؤالك إن معسكر ساوا يعتبر المكان الذي ينفذ فيه مشروع التجرنية وهذا يعتبر إقصاء وتهميش لبقية المكونات في المقام الأول ومن مهام المعسكر أيضاً معرفة توجهات وكفاءات المنتسبين وكيفية تسخيرها وتطويعها لصالح النظام أو إقصاء من يشعرون بخطورته وبوضعه تحت رهن إشارة الإخفاء او بالتوزيع ضمن وحدات الجيش في مواقع نائية لا تتماشى مع مؤهلاته حتى ييأس ويغادر البلاد وهذا ما حدث للشباب الكفؤ الذي جاء حاملاً الشهادات من كل أنحاء العالم والشرق الأوسط تحديدًا هذا جانب أما الجانب الآخر هو عامل الاحتفاظ بالطاقات الشبابية حتى لا تشكل عائقاً في سياسات النظام الإجرامية بحيث تُهدر هذه الطاقات في حفر الأرض وقطع الأشجار وبناء منازل لمصالح أفراد من خدم النظام وللأسف الشديد هنالك شباب التحقوا بالخدمة الوطنية منذ مطلع العام 1994 وحتى يومنا هذا منهم على قيد الحياة يعيش حياة ضنكة ومنهم من راح ضحية الحروب ومنهم من حاول يفر بجلده ولم َينْجُ من الأيدي اللعينة من مجاميع الاتجار بالبشر ليباع كقطع الغيار ومنهم من كان لقمة سائقة للأسماك في البحار والمحيطات والقلة القليلة تقع في أيدي الزمرة اثناء الهروب لتقبع في السجون المظلمة تحت جريمة الخيانة الوطنية وتخرج من هذه المعتقلات محمولة على أفرشة العوق أو الموت غالباً.
إن كلمة يوميات دائماً تحمل في دواخلها كلمات تشرح قضاء أجمل الأيام وينتقي الكاتب فيها أروع المفردات لكن يومياتنا كانت كلها معاناة ومشاهدة الاستعباد وانتهاك حقوق الطفل والمرأة والشيخ ومن الصعب وجود مفردات تعبر عن ما كان يمارس، ولا أريد أستعيد شريط ذكريات تلك الأيام ربما لا يسع الوقت لشرحها في هذه السانحة لكن هنالك مواقف مؤلمة وغريبة ربما لم تحدث في عهد الثورة، أذكر جانباُ منها أن إحدى المجندات في الخدمة الوطنية كان قد تم توزيعها في ساوا حيث جاء والدها ضمن الدفعة التي تليها مع عدد كبير من كبار السن ولسوء حظها تم توزيع والدها ضمن اللواء التابع لها ليس هذا فحسب بل كانت تخرج أحياناً لحراسته مع مجموعته خوفاً من أن لا يهرب فكان أفراد وحدتها من الشباب يسخرون بها ويقولون لها: إن جدك قادم في الدفعة القادمة لكن سوف يقوم بحراسته والدك لا تأخذي هماً به، هذه يمكن في جوهرها أشبه بالمزح لكن كانت تحمل آلام في دواخلنا أما معاناة الظلم والاضطهاد والاستعباد فلا حصر لها كلها أيام تعتريها الآلام، فالمعسكر كان يعتبر أرضا خصبة لتغيير تفكير الشباب في اتجاه اللهو والجهل وهدم القيم والمبادئ السمحة التي كان يتحلى بها شعبنا.
سنوات في ساوا قضيتها.. ماهي الأمور التي كانت تضايقك ؟
التقليل والتخفيف من مكانة بعض القوميات ببعض الألفاظ السخيفة بحيث تولد الاحتكاكات بين الشباب وفي حالة نشوب الخلاف يعاقب المجنى عليه بحجة أنه عنصري ويخبئ شيئاً في دواخله اتجاه الآخر، وكذلك حال الإناث من حالات التحرش والاستعباد وانهيار القيم والعادات وأكثر ما كنت أتأثر منه توفير المشروبات الكحولية في المناسبات بأعداد هائلة بشكل لا يتصوره العقل دون مراعات عامل الدين والقيم وأخيراً التعامل مع أولياء الأمور في أيام التخرج بسياسة المكيالين والخ... هذه يمكن كانت تزعجني أكثر لكن أحمد الله كثيرًا رغم أنها سنوات تصل الخمس كنت بعيدًا جدًا عن هوى النفس مثلي مثل القليل جدًا ممن رحمهم ربي.
هل عانيت من التهميش وهل النظام يعمل لتمكين طائفته على حساب الطوائف الأخرى ؟
الشعب كل تحت مظلة التهميش أما التمكين على حساب الطائفة فهذا أمر لا يختلف عليه اثنان فإن المكونات المهمشة دورها ينحصر فقط في أداء واجباتها دون السؤال عن حقوقها، أما لصالح من ؟ فهذه المعادلة لا تخفي على أحد وإن طالتها يد النظام بالمستوى الذي تقشعر منه الأبدان مع أن المكون المستفيد من النظام واضح كالشمس يقطع الحرث والضرع ويجول في الأرض حيثما شاء خلاف بقية مكونات الوطن التي تنحصر في حدود المشاركات القليلة والمحصورة في بعض المصالح الحكومية تحت غطاء التمثيل الضعيف بالإضافة إلى الوجود المكثف وغير الفعال من الناحية الإدارية في قطاعات المصلحة العسكرية بأقسامها المختلفة، وإذا تحدثت لك عن المستوى الشخصي كيف تنظر لشخص عمل أكثر من خمسة عشر عاماً ولا يملك قطع أرض في مسقط رأسه وآخرين لا يتساوون معه في الحقوق والواجبات وحتى في المواطنة تجدهم يمرحون ويسرحون في أرض الأجداد، أما معاناتنا في العمل على سبيل المثال وبحكم عملي في الإعلام فسأتطرق لك فيها باختصار على مشهد يمكن تستنتج منه كيفية التهميش هل تصدق مجموع من يعملون في أقسام ما يسمونهم بالقوميات في الإذاعة للأسف الشديد لا يساوي عددهم مجتمعاً وحدة واحدة من التجرنية في الإذاعة مهمتها تقديم الأغاني في قسم ما يطلبه المستمعون، هل تصدق أن التجرنية لديهم ثلاث إذاعات غير الإذاعة الرئيسية والبقية الباقية يتقاسمونأانصاف الساعة في اليوم الواحد وعلى المحطة الرئيسية فقط، هنالك قضايا أكبر في مختلف النواحي في الوقت نفسه لكن للأسف الشديد أن معارضاتنا تتبنى قضايا أكبر من حجمها وتعزف في استراتيجياتها القديمة وما زالت تهرول مع سياسة تبني المجتمع الارتري متجاهلة حقوق أهلها وما يمارس ضده من انتهاكات وتهميش وإقصاء واضح.
كيف تحصلت على عدد من الترقيات في العمل الوظيفي من قبل النظام آخرها رئاسة القسم العربي للإذاعة ؟
أولا- أصحح لك المعلومة انا لم أستلم أي منصب كمسؤول، ودعك من المنصب إنني لم أحصل حتى على أي تدريب في داخل البلاد وخارجها رغم سنوات العمل الطويلة هذا موضوع سينكأ الجروح التي تجاوزناها الحمد لله وأشكر الله أنني لم أحصل على هذه الدورات والكورسات لأنها تضع البعض في دائرة الشبهات مع احترامي للزملاء الذين حصلوا عليها حسب كفاءاتهم وقدراتهم دون أن تنحني رؤوسهم.
أما موضوع الترقيات فلم يسبق لي أي ترقيات سابقة أو منصب للمسؤولية خلال فترة عملي في الإعلام وهنا أحب أن أوضح أمراً ضرورياً قد يفوت على البعض ليس كل من تمت ترقيته في الوظيفة في ظل هذا النظام هو شخص موالي له كما الاعتقاد السائد لدى الكثيرين، فهناك معايير ومقاييس إذا توفرت في الشخص منها اختيار ذوي التخصصات الفريدة والقدرات العالية أو أن تكون هذه الشخصية غير مرغوب فيها وعليها علامة استفهام من قبلهم وتكون تحت مراقبة شديدة إلى حين وليس حين من الدهر، كما أن هنالك معايير أخرى لها أهدافها واللبيب بالإشارة يفهمُ، لكن فيما يتعلق بترقيتي فإنني أجهل حتى هذا اليوم أسباب اختياري ولهذا قررت الرحيل لأنني كنت أعلم أنني غير مقبول لديهم ناهيك أن أصبح مسؤولاً لإدارة القسم، فخشيت أن أضحي بالسنوات التي كنت أضع خطواتي فيها بحذر حسب ما تقتضيه المهنة ولهذا لم تهزني مشاعر المسؤولية كي امتطي الخط السالب لأكون خادماً للنظام بعيداً عن القيم والمبادئ التي تعلمتها وهذا ما يقتل فيهم روح الاختيار لينعكس الأمر سلبًا على، ولكن قبل أن أضع نفسي في حلبة التجربة اخترت الطريق الثالث مجبرًا على عكس ما كانت تخبئه تصوراتهم ونواياهم للموافقة على منحي المنصب رغم تحفظاتهم لعدم انصياعي لمطالبهم نظرًا لوجودي بين القائمة التي لا تتماشى معهم ولهذا السبب دفعت ثمن حرماني من أدنى الحقوق وكورسات تختص بالمهنة وغيرها من الامتيازات كقطعة الأرض أو أي خدمة يحصل عليها من يبيع القيم والمبادئ، هنا أردت أن أوضح المعايير الحقيقية لعدد كبير من العاملين في الوطن ومحكومين بظروف اجتماعية تمنعهم ترك البلاد بالرغم من هذه المعاناة لكنهم يدركون تماماً أنهم ينامون على بُعد أمتار من أبواب السجون، والبعض هنا يسبق الحدث مختارًا طريق الفرار بجلده وهذا ما حدث لي عندما اخترت الهروب دون أن أوقع على ورقة أو إصدار أمر من أوامرهم ولم تتجاوز الفترة الشهر مكنتني من لملمة بعضي وأسرتي واتخاذ قرار الهروب من الوطن وترك منصبهم بما حمل.
انت اليوم بعيد عن الوطن هل ينتابك خطر ملاحقة النظام ؟
إن قضية الملاحقة من قبل النظام ليست حديثة العهد لأي من أختلف معهم ومتى ما وجدت لهم فرصة اختطافه وإخفائه، وإذا حدث ذلك فأنا لست أفضل من إخوتي وأصدقائي وكل الشرفاء الذين ينامون في السجون لمجرد أنهم قالوا كلمتهم وكانوا على علم بأنهم سيدفعون الثمن الباهظ، أتمنى من الله أن يفك أسرهم ويجمع شملهم والرحمة على من رحل عنا أن يرقد في جنات الخلد.
يعاب على أبناء المسلمين وأنت منهم أنهم مكنوا لنظام يكيد لهم وخدموه حتى اشتد عوده واخضر ماذا أنت قائل ؟
يجب أن أعود بك بالإجابة إلى الوراء إذا كنت تقصد التمكين فكلنا نعلم أن تمكين النظام لم يبدأ بعد التحرير وذلك لأسباب الخلافات التي كانت داخل جسد الثورة ولا يمكن شرحها في هذه السانحة، أما الوضع بعد التحرير وإن اختلفت حيثياته ما بين الثورة والدولة وليس دفاعاً عن العمل في دوائر ومؤسسات النظام لكن أن الفراغ الموجود في هذه الدوائر كان أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت النظام يستحوذ على كل مفاصل الوطن وحتى من وصفتهم بهذه الصفة وعلى قلتهم لم يكن لهم الدور الذي يجب أن يلعبوه حسب مواقعهم الإدارية وكم هي الخدمات التي تقدم من قبل هؤلاء للبسطاء الذين تنتهك حقوقهم من قبل الفئات الحاقدة الذين وجدوا ضالتهم في إقصاء وتهميش بقية المكونات وآخرون يطبقون انتهاك الحقوق وفق برنامج النظام التهجيري المخطط له بعد انتهاء مرحلة الضوء الأخضر وأصبح اللعب على المكشوف في انتهاك القيم الدينية والإنسانية وحقوق المواطنة بطرق سخيفة استهدف النسيج الوطني وزعزعته وخلق الكراهية والبغضاء بين الأديان ممثلاً النظام دور المواطن والارهابي معا في مسرحيات تم كشفها لاحقاً.
وبالعودة للسؤال كثيرون من الإخوة الملتزمين بخطوط المعارضة ومن لم يحالفهم الحظ بالدخول إلى ارتريا بعد التحرير يعتقد أن كل الموظفين في دوائر النظام هم يخدمون النظام، وهنا يجب أن نفرق بين مفهوم الخدمة في ظل النظام وبين تمرير أوامر النظام الخفية ولا ننسى أننا بهذه التهم الباطلة نقصي شريحة كبيرة يعول عليها في تغيير هذا النظام الفاسد ويكفي الشرفاء من هؤلاء أنهم يدفعون الثمن جراء مواقفهم في الداخل ونسمع يوما أثر آخر اختفى فلان اليوم وهكذا، أليس الأجداد والآباء ممن عملوا في السلك الخدمي أيام الاستعمار كانوا يدعمون الثوار من الداخل هل نسينا تلك المواقف المشرفة، عموما من أراد أن يتعرف على خدام النظام في الداخل والخارج معروفون وواضحون فلا نخلط الأوراق حتى لا يكون المشكل خصماً علينا ونترك البلاد خالية منا، ويجب أن نعي وندرك أن مثل هذه التهم تخدم أجندة النظام بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
اذا قيل لك صف النظام الارتري.. ماذا تقول ؟
نظام ظل يمارس أبشع الممارسات الديكتاتورية وانتهك حقوق شعبه في الداخل والخارج ولم يقدم حتى الآن خلال 27 عام أبسط الحقوق بل حرمانه من ممارسة معتقداته وخير شاهد عندما سجن معلمي المعاهد والشيوخ والعلماء دون ذنب ارتكبوه وآخرهم الشيخ موسى محمد نور- رحمه الله - وسجون رجالات الدين المسيحيين هذا بالإضافة إلى حرمان شعبنا من البناء والعمل و والتواصل من وإلى حتى داخل البلاد والسيطرة على ماله وابنائه، إضافة إلى تجييش المواطن من عمر الصبا وحتى الشيخوخة.
الشعب الارتري شجاع ومحارب ويحب الحرية فما هي الأسباب التي تجعله يختار الهروب من الوطن ؟
هنالك اسباب عديدة استخدمها النظام لإطالة امد عمره، اولاً: القبضة الأمنية وتقييد حركت الناس والأموال معًا، وزعزعت الثقة وحبك التفنن والمؤامرات بين الشعب واتخاذ أسلوب الدعاية، إضافة إلى أسلوب الاختراقات لمن يشكل لهم الخطورة و السعي في بعثرتهم عبر أعوانه وآخرين عبر المرتزقة على المستوى الخارجي مهما كلف الثمن ما زال يلاحق كل من يختلف مع أفكاره وطموحاته.
لماذا يلجأ المنشقون من النظام إلى الخروج من الوطن أما كان الأجدر بهم العمل من الداخل ؟
أنا لا أعيب على المنشقين الذين فروا بأرواحهم تاركين الوطن لكن أعيب صمتهم لأن من بين هؤلاء شخصيات عملت في مواقع حساسة يمكن أن تدلي بمعلومات قد تقلب موازين معادلة النظام.
تم الاتفاق بين الجارتين أرتريا وإثيوبيا بعد قطيعة دامت العقدين ماذا تتوقع ومن الرابح من هذا السلام ؟
الرابح بالتأكيد هي الحكومة الإثيوبية لأنها تتمتع بقدر معقول من المؤسسات إذا تركنا بعض من خلافاتها جانبا، ولا يمكن أن نقارن الدولتين من كل النواحي وعلى سبيل المثال نجد فراغ في المؤسسات التجارية في أرتريا على عكسها في اثيوبيا التي تمتلك قطاعات خاصة نشطه، فإن أرتريا وخلال الثلاثة عقود تم تعطيل كافة مصانع القطاعات الخاصة التي أصبحت مساكن للخفايش والطيور ولهذا نخشى أن يعود الهقدف بالبلاد إلى مربع الانضمام عبر الخطوات البطيئة مستقبلا، كما أن عدم تجاهل ترتيب الوضع الداخلي الارتري بعد السلام يوحي لك أن أفورقي مازال متمسكاً بجبروته وقبضته الدكتاتورية لشعبنا المحتار، خاصة وإن تصريحاته الأخيرة في إثيوبيا التي منح فيها أبي احمد رئاسة البلاد وحديثه عن ان الشعبين شعبا واحد يجعلك تضع خطوط حمراء هذا بالاضافة الى انعدام الدستور والفراغ السياسي الذي لازم ارتريا منذ التحرير وحتى يومنا هذا يجعل توقعات المتابع للوضع رهن التخوفات لمسير البلاد، وبالمقابل تجد أن المعارضة الارترية لن تغير من استراتيجياتها ومطالبها القديمة وبُعد المسافة بينها وبين دول الجوار مازالت شاسعة خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، كل هذه الأمور وغيرها ربما تضع عملية السلام قاب قوسين أو أدنى
عملت في وزارة الإعلام من يرسم السياسة الإعلامية في ارتريا وما أهم الأسس التي تنطلق منها وتراعيها ؟
إن الإجابة على سؤال من يرسم سياسة الاعلام ربما لاتحتاج الى تفكير او جهد لان المؤسسة الاعلامية برمتها واقعة تحت قرار وسياسة الهقدف ورئيسه، بالإضافة الى قلة من العصابة موجودة في مواقع مختلفة من أجهزة الدولة وكذلك في الوزارة مهمتهم التطبيل وتمرير رسائل الكذب والتضليل ومراقبة الصحفيين الخارجين عن السياسة المرسومة دون قصد كأن تفوت منهم صورة او كلمة لاحد المعتقلين ضمن البرامج المؤرشفة اثناء البث او اغنية لفنان هارب او معتقل وان انخفضت حدة هذه القضايا نظرا لهروب أعداد كبيرة من الفنانين مما جعل تكرار الوجوه والاغاني يسبب لهم الحرج والتسؤلات، لكن مع الأسف إن الكادر الإعلامي الذي مازال موجودًا لا يبارح مكانه من حيث الامكانات والمقدرات ويمكن ان نقول معطل مثله مثل كافة مناحي الحياة في الوطن اي اشبه بالمُدرس الذي يُدرس كل عام نفس المقرر لأن المواد والبرامج والأخبار لا تتغير فيها سوى الأسماء والتواريخ والمواقع فهي تمر بنفس القوالب، خلال السنوات بعد الاستقلال لم تشهد هذه المؤسسة سوى ادخال البرامج الرقمية في الراديو رغم ان هذه البرامج تعاني من العطبات بسبب عدم معرفة استخدامها وعدم فنيين يحددون مواقع الخلل أما من ناحية الكادر لقد تدهورت المؤسسة تدهورا ملحوظا خاصة بعد هروب الكوادر الإعلامية البارزة مما اضطرت الوزارة ملأ هذه المواقع بشباب حديثي التجربة العملية ويفتقدون أبسط القواعد الأساسية في المجال الإعلامي إضافة إلى انعدام عامل اللاهتمام والرغبة للعمل في مجال الإعلام بل وتلحظ أنهم مجبرون على العمل.
أما الشق الثاني من السؤال والمتعلق بالأسس التي تنطلق منها فليس لدي المؤسسة أي أسس مركزية سوى إن النظام يتسابق مع نفسه وسلاحه التضليل وطمس هوية وقيم المجتمع.
رسالة الختام قبل طي صفحة الحوار ؟
ختاما أشكر لكم سعة صدركم متمنياً لكم التوفيق في عملكم وأن أكون قد وقفت في سرد بعض من جوانب معايشاتي في البلاد. وآمل من الله عز وجل أن تستقر بلادنا وننعم بالرخاء ويخلع منها هذا الدكتاتور... إلى اللقاء.