المناضل ود قشش فى حديث الذكريات - الجزء الثالث
حاوره الإعلامي الأستاذ: أبوبكر عبد الله صائغ - كاتب وصحفي ثقافي مهتم بالتأريخ
حدثنى عن المناضلين الذين جاؤا من سوريا بعد أن تلقوا دورة عسكرية،
كيف استقبلتهم وكيف كانت روحهم المعنوية ؟
انت عالية جداً وهم شكلوا إضافة حقيقية للثورة، ومعظم المناضلون في تلك الفترة كانوا شبه أميين، وبحضور هؤلاء الشباب تحسنت الأحوال، لأنهم كانوا متعلمين ومتدربين تدريب جيد، واستطاعوا أن يفتحوا لنا أبواب الدراسة، وقالوا لنا كل من درس اللغة العربية في الخلاوي يأتي إلينا، وتم تسجيل الذين لديهم مبادئ القراءة والكتابة، وبداءنا بتدريسنا، وبحضورهم بداءنا نعرف شيء عما يكتب في الخارج عن الثورة، وكانوا يقرأون لنا المناشير التي تصدر في الخارج والتي تحتوى على أخبار الثورة، وفي السابق الذين يستطيعون القراءة والكتابة كانوا قلائل ولم يكن معنا في تلك الفترة سوى المناضل/ محمد عمر ود الناظر وهو من أبناء "هبرو" كان يجيد القراءة والكتابة، وهو الذي كان يكتب المراسلات باسم المقاتلين للجهات العليا في الثورة.
وكما قلت لك استشهد الشهيد/ عبد الوهاب في معركة "ترنتى ياسين" في منطقة "عوبلت" والمناضل/ عبد الكريم أحمد هو الذي قضي على عمر ناصر الذي كان يقود كتيبة "الأساورتا" وعبد الكريم غنم ساعة كان يلبسها عمر ناصر. ثم ذهبنا الى مؤتمر "كرديب".
وأتذكر المناضلون الذين جاءا إلينا من سوريا كانوا يحملون حقائب كبيرة على ظهرهم وكما قلت لك المناضل/ رمضان محمد نور كان مريض وفي الطريق ظهرت عليه علامات المرض، وحتى تتحسن حالته كنت أحمل عنه حقيبته، وأتذكر أن المناضل/ رمضان محمد نور شارك معي في ليلة زواجي الأول في عام 1965م وبعد الانتهاء من الزواج تعرضت المجموعة التي شاركت معي في الزواج الى كمين نصبته لهم القوات الأثيوبية وخرجوا منه سالمين، وحتى أنا تعرضت لمحاولة الاعتقال بعد أن وصلت القوات الأثيوبية الى قريتنا ولكن الصدفة وحدها أنقذتني من تلك المحاولة، وتعود معرفتي، برمضان محمد نور لتلك السنوات بدءاً من عام 1964م.
حين دخلت الثورة مرحلة المناطق أين كنت أنت؟
انا كنت في المنطقة الأولى والثورة كانت تتكون من فصائل. وقيل لنا في تلك الفترة أي بداية عام 1965م سوف نعمل مناطق عسكرية، وفي عام 1965م وصلت الى الثورة أسلحة جديدة من نوع أبو عشرة إنجليزية الصنع، وتكونت المناطق وقادتها معروفون لديكم طبعاً، وحين سألنا عن سبب تقسيم الثورة لمناطق؟
قيل لنا إن تقسم الثورة للمناطق له فوائد عديدة فمثلاً: لو قام العدو بهجوم على منطقة معينة، فأن المناطق العسكرية الأخرى تقوم بالهجوم على قوات العدد الأثيوبي لتخفيف الضغط على المنطقة التي تهاجمها القوات الأثيوبية.
ونظام المناطق خلق في أوساط الثورة القبلية والعنصرية والتفرقة الإقليمية ومن مساوئ نظام المناطق، إن أي منطقة حدد لها حدودها، وأي قوي من الثورة تتجاوز حدودها لا يسمح لها بعبور أو الانتشار في المناطق الأخرى، والمقاتلون كانوا محصورين في مناطقهم، ولذلك فشل نظام المناطق، وتوجهنا الى مؤتمر "أدوبحا" ومنه تكونت القيادة العامة ووصلنا الى مرحلة إعادة تنظيم الجيش وبدأت إجراءات الوحدة حسب قرارات مؤتمر "أدوبحا" وفي عام 1970م بدأت عمليات توحيد الجيش "تخليط" وبعد الانتهاء من عملية تنظيم الجيش تم توزيعي في التدريب العسكري وبدأنا دورة تدريبية جديدة وكان عددنا حوالى 150 مقاتل، وأتذكر جيداً الأن بأنني كنت ثاني الدفعة في المنافسات العسكرية التي جرت لنا، والمناضل الذي حاز على المرتبة الأولي في تلك الدورة العسكرية كان المناضل/ موسى محمد المشهور "برابعة" وكنا أنا والمناضل/ عبدالله طقاي في كتيبة واحدة ثم توزعنا واصبح المناضل/ عبد الله طقاي قائد كتيبة وأنا أيضاً أصبحت قائد كتيبة.
وفي عام 1974م تم سحبي من الجيش لتدريب قوات المليشيا الشعبية وبدأت في تجميع المليشيا وتدريبهم، بدءاً من منطقة "مسوديت" والثاني في "سنحت" والثالث في "صبر". وكل المليشيا في الجبهة قمت بتدريبها.
إلى اللقاء... في الجزء القادم