المنخفضات وماادراك ما المنخفضات

بقلم المناضل الأستاذ: أحمد صالح القيسي - قيادي سابق بجبهة الشعبية لتحرير إرتريا

عندما تتعقد الامور، وتضيع البوصلة، تتشكل بئية خصبة لظهور حالات سياسية غاية فى الغرابة والتوجه.

ومهما كانت الدوافع وحسن النوياء وراء هذه الحالات، الا انها فى المحصلة النهائية تعبير عن بؤس الامور وتعقيداتها وضياع اتجاه البوصلة باامتياز، الكل يعيش حالة ازمة وتخبط، فاالنظام منذ البداية، وبطبيعة تكوينه وبعقلية العنجهية الجوفاء التي انعم بها الله على قياداته، حمل السيف يمينا ويسارا، فى حروب بهلوانية حمقاء، معتقدا ان الرضاء الامريكي كفيل بمنحه دورا اقليميا وفق معادلة اقليمية جديدة.

وفى الداخل سلط الاجهزة الامنية والاجهزة العسكرية الاكثر موالة لقمع كل من يقف فى وجه هذا التوجه وادار الدولة على شاكلة ادارته للتنظيم مع اشباعها با الروح البولسية، تارة موجها ضرباته تجاه العناصر الاسلامية تحت حجة الارهاب، وتارة اخرى تتجه ضرباته الى القوى المسيحية بمذاهبها المختلفة تحت حجج مختلفة. والعنجهية الجوفاء ولدت بدورها عمى الوان فاالقمع تصاعد ولم يسلم منه احد حتى رفاق الامس الذين صنعوا هذا الديكتاتور المسخ لم يسلموا من الاذى النظام هو المياستروا في العملية السياسية كلها، فكل ما تتعمق الاخطاء التى يقوم بها، ويرفع سقف استبداده، والفشل الذريع فى سياساته الاقتصادية. كانت هناك بالمقابل بروز حركات معارضة باشكال والوان مختلفة، الا انها لم تخرج من عباءة المورؤث السياسي للحركة الوطنية المعبر عنها من خلال التنظيمين الرئسيين جبهة التحرير الارترية والجبهة الشعبية وملحقاتها من التنظيمات التى ظهرت ابان مرحلة الثمانينات.

وبين مرحلة واخرى تبرز المواقع على شبكة الانترنت، وهى تعج بالعشرات من المقالات والتحليلات السياسية وجميعها دون استثناء موجهة ضد النظام وشرعيته وضرورة التخلص منه الى جانب الوسائل الاخرى المتاحة على الشبكة مثل اليوتيوب... والاذاعات وخلافه. وفى حالات معينة كانت هناك وقفات لااشتباكات سوى بين افراد من المعارضة، او بين فصيل واخر، وباالطبع لايمكن الفصل بين موروث الحركة الوطنية واثارها، واسقاط اثار التجربة السياسية السابقة على واقع الحال لهذه المعارضة. وبرغم هذه السلبية، الا ان الحق يقال ان هذه القوى السياسية لعبت دورا جوهريا فى تعرية النظام ومواجهته، و بالطبع الى جانب التجمعات المختلفة لتكوينات المجتمع المدني. ان من الانصاف القول ان العبيء الاكبر فى هذه المواجهة يقع بالمجمل على عاتق الذين يعيشون فى المهجر وذلك لااسباب موضوعية معروفة. اذ لايمكن نجاح اي تحرك يهدد النظام فى ظل القبضة الامنية للنظام، وظروف الحالة المعيشية للشعب، وعدم وجود الشرارة اللازمة لصنع حركة جماهرية ثورية قادرة باسقاط النظام. لقد مرت فرصة تاريخية حين هب الشعب فى مواجهة قوات ما تسمى المعارضة الاثيوبية حين لجاء النظام لااستخدامها فى حملته، ولولا سرعة احتواء النظام لشهدنا ملحمة ارترية، تعيدنا الى الملاحم التى صنعها هذا الشعب فى الماضى المهم فان صناعة التاريخ لا يتم باالمسطرة والقلم، انها عملية تراكمية ذاتيا وموضوعيا.

هذا هو الوضع فى صورته الحالية، بان جعلت الارتريين فى الخارج يقع عليهم العبيء الاكبر وهذا واجبهم، ولكن هذا الواجب يجب ان يتحلى باالمسؤلية. ان الخلاف على الاجتهادات السياسية تبقى فى حدود المقبول، والحكم على مواقف الافراد والتنظيمات السابقة باثر رجعي فى الحالة الراهنة التى نعيشها، يمكن التغاضى عنها على مضض. ولكن ما لا يمكن السكوت عليه ان تظهر حركات سياسية هى فى جوهرها تسيء لنضال هذا الشعب على مدى ثلاثة عقود من الزمان. وقد دفع ثمنا باهظا، فى محاولة لتجاوزها. ان الحديث عن المرتفعات والمنخفضات فى هذه المرحلة هى طعنة فى الظهر لجميع قوى المعارضة، وتقديم جرعة حياة اضافية للنظام، وليس هناك من مبرر موضوعي لهذا التحرك وبهذا الزخم الانفعالي. المسالة لا منخفضات ولا ومرتفعات المسالة بااختصار مسلمون ومسيحيون. ولكن الاخوة القائمون بهذا المشروع اختاروا تسمية ذات ايقاع جغرافى تبعدهم ولو قليلا من النفس الطائفي والمعنى المغلف لهذا الخطاب السياسي الذي يخاطب عواطف، ومشاعر الناس ليعميهم عن الروية الصحيحة للامور.

ولكن البئية التى تحكم واقع المعارضة فى الخارج، اصبحت ملائمة لهذا النوع من الاطروحات. ولا يقتصر الموضوع على اخواننا هؤلا بل شمل قطاعات واسعة من جماهير المهجر والكل يغني على ليلاه كما يقال. هناك هوس من التعصب الاقليمي اصيب بها قطاع واسع من ابناء التجرينة كلا يتعصب على طريقته، البعض من اجل حماسين والاخر من اجل اكلى قوزاي واخر من اجل سرايي، بل ربما فى احيان انقسام داخل الاقليم نفسة. وفى الجانب الاخر تظهر هنا وهناك عصبيات لمجموعات مختلفة تحاول ان تتقوقع على نفسها، مدعية لنفسها بانها تمتلك الحقيقة، وغيرها على باطل. وهذا ليس غريبا على هذه الانماط من التجمعات. وايضا على الحركة الوطنية الارترية. ففي العقود الثلاثة المنصرمة كانت الانقسامات الاقليميه والقبلية والطائفية صفة ملازمة لحركة التحرر الارترية، ولاسيما مرحلة الستينات، وبدا وهج هذه التحركات يخف بفعل عاملين اساسين: انخراط قوى اجتماعية حديثة من كافة ابناء الشعب من المدن والمهجر، وبروز وعي جديد بتوجهات يسارية فى كلا التنظيمين الرئيسيين فى الساحة، ثم ان مرحلة المواجهة بلغت مستوى لم يعد للافكار المتخلفة مكانا يمكن ان يكون لها دورا فيه.

وللامانة والتاريخ، وبرغم النواحى الايجابية الكبيرة لهذه التوجهات ذات الطابع اليساري الذي حكم مرحلة السبعينات والثمانينات فى كلا التنظيمين، الا ان تصوراتهم السياسية والايديوجية لم تكن بمستوى تحديات الواقع الارتري، سوى المواجهة مع العدو الاثيوبي، اما على مستوى قضايا المجتمع الارتري وتحدياته، فقد زادت ادلجة القضايا الى مزيد من التعقيد لقضايا الواقع وهذا ما نشاهده الان من العودة الى المربع الاول وظهور توجهات مشبعة بكل انواع التخلف الاجتماعي. وللا امانة التاريخية فان الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة، وقبل ان نتهم اي جهة ونحمل المسؤلية هذا او ذاك، تتحمل هذه الجبهة كامل المسؤلية لما وصلت اليه الحالة السياسية فى البلاد فعملية الاقصاء وغياب اي مشروع سياسي، والقيادة الاعتباطية للبلاد القائمة على تجربة الخطاء والصواب دون دراسة ومشاركة اطياف المجتمع دفعت مختلف القوى الفاعلة لتعبر عن رفضها كلا وفق مفهومه، مما أضاف عبئ اخر علي الحركة الوطنية والمشروع الوطني. القضية منذ حرب التحرير ومصائب ما بعد التحرير، تتلخص في:

اولا: بناء الدولة المدنية ومسالة الديمقراطية، وبناء الاسس التى تقوم عليها.

ثانيا: المواطنة المتساوية.

ثالثا: التوزيع العادل للثروة.

فى ظل غياب هذه الثلاثية لا يمكن لاي مشروع سياسي وطني مهما ادعى ان يكون قادرا للتصدي لتعقيدات الواقع الاجتماعي والاقتصادي الارتري ولذا فقد فشلت الجبهة الشعبية، ليس في طرح مشروع مقارب فحسب، بل فى ابسط معاني ادارة شئ اسمه دولة، ولجأت الى عسكرة المجتمع والبطش بكل مخالف لتوجهها، وبعملية احياء بمناسبة وبلا مناسبة لامجادها ابان الكفاح المسلح لتاكيد شرعيتها فى السلطة والحكم، ولم يعد شاغل اعلامها سوى الصراخ صباح مساء لتاكيد هذه الشرعية عبر احياء هذه الامجاد وخلق المناسبات لها. بينما حقيقة الامر يتلخص في ان امجاد مرحلة الكفاح المسلح هي ملك للشعب الارتري، وهو صانعها. وكل القوى والتنظيمات منذ الاربعينات وحتى دخول المقاتلين الي مدينة اسمرا. لها اسهام صغر ام كبر عبر عملية تراكمية دفعت فيها الجماهير الارترية خيرة ابنائها. وفى المقابل فان المعارضة جميعها ودون استثناء ممن حملوا راية المقاومة لهذا النظام، يسرى عليهم الحكم بنفس المعايير الوطنية، واخضاع تصوراتهم وبرامجهم ومشروعهم البديل، للتحليل... والتدقيق... وفق رؤية وطنية نابعة من حقائق الواقع الارتري من ناحية، وكيفية معالجة كل السلبيات التى خلقها هذا النظام من ناحية اخرى. ان واقع المعارضة وانقسامها وتشتت امكانات الفعل الجاد والمؤثر بفعل هذه الانقسامات، هى الصورة السلبية الاولى المحبطة لهذه المعارضة.

وبرغم من ذلك فان الامل مازال معقودا عليها، طالما بقي الاختلاف فى حدود الاجتهادات السياسية المتباينة. فا الشئ الملح لهذه المعارضة ان تلتقي على ارضية مشتركة لوضع خارطة طريق يجمعها للمواجهة الفاعلة ضد هذا النظام. اما ما تبقي فيجب ان تترك للشعب الارتري البث فيها ديمقراطيا عبر الية متفق عليها. فاليس من حق اي قوى مهما كانت ان تفرض تصورها ومشروعها فعهد فرض التصورات قد ولى الى غير رجعة، والا فستكون اعادة استنساخ تجربة الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدلة حرفيا، وخيار كهذا هو الطريق الى جهنم. وتمزيق الكيان والشعب. واذا سلمنا بان هذا واقع المعارضة فهناك من حلو ضيوفا علي معسكر المعارضة وسط هذا السيرك المتباين بااطروحات قديمة ولكن في معسكر جديد يعج فيه كل من الهمه الله فى البحث عن وسيلة واجتهاد لا اسقاط النظام، ولعل اغربهم المنضوون، تحت مسمى... ابناء المنخفضاتوالحقيقة ان هذا الطرح ليس جديدا... فهو اي الطرح الذي يظهر لفترة، تم يختفي وليعاود الظهور ثانيتا... حسب المرحلة ولعل اول من قام بطرحه وبتطوير الفكرة الى حد منح ابناء المنخفضات الحكم الذاتي، هو النظام الاثيوبي ابان حكم... منقستوا والذي عرف حينها (براس قز)... وقد جاء هذا الكرم الاثيوبي، حين اشتد ساعد الثورة، وبدا جليا استحالة الحسم العسكري، انتهت الفكرة والمشروع بتغيرات دراماتكية في الساحة، و باندحار العدو وسقوطه. وانتصار الثورة. ولكن ماهى الاسباب الى ظهور المشروع حاليا وهو مشروع تميزي وخاص باالمسلمين... وفي ظرف لم ينجىء احد من عسف النظام واستبداده، وتبرز هنا مجموعة من الاسئلة بحاجة الى اجابة وافية وصادقة. لان الموضوع سوف يثير الكثير من الغضب... بل ربما قد تكال التهم الى حد التخوين ونحن في زمن عجيب... وفى حالة من السيولة العارمة للقضايا والمشكلات. وفى عجز تام فى ترتيب الاولويات.

والسؤال البديهي الاول هو: هل للمسلمون قضايا خاصة بهم تستوجب ان تستفرد مجموعة للحديث باسمهم، وان تصنف الاخرين ضمن خانة الاعداء؟؟ ونقول ودون مواربة نعم للمسلمون... قضايا كبيرة... ومشاكل متراكمة وهي بحاجة للمعالجة، ولكن ذلك لا يعني ان تترك الامور سائبة، وقائمة علي ردود افعال. وبعيدة كل البعد عن التوجه الوطني العام. فاالمنطق يحتم ان يكون شركاء الوطن من الاخوة المسيحيون اول الناس اقتناعا بالحقية هذه القضايا. وقد برز وعي جديد وسط الكثيرين من النخية وحتى الناس العادين وبدرجات متفاوتة بضرورة المعالجة والتصدي لهذه المسائل. ويعود الفضل الحقيقي لهذا الوعى للحركة التحررية ابان الكفاح المسلح. لتطهير رواسب المجتمع المتخلف، وتراكم السياسات لدى الحكام انذاك... والقلة الاقطاعية ورجال الدين التى كانت ترى في تكريس الانقسامات، تكريس لمصالحها. اولى مشاكل المسلمين هو فى التهمتش ولا سيما مناطقهم المختلفة، ومسالة كهذه يجب الاقرار بها من جميع افراد المجتمع بشتى ديانتهم ومذاهبهم... وان تصبح جزء لا يتجزاء من الوعي الجمعي للمجتمع، واعتبارها قضية وطنية. وان يحمل المشروع الوطني للدولة الوطنية المدنية، نصا واضحا بااولوية التنمية لهذه المناطق، وان تخصص نسبة مئؤية من خيرات المنطقة كعامل مساعد في هذه النهضة.

ثانيا: مسالة اللغة العربية واعتبارها لغة رسمية ثانية فى البلاد.

هذه القضية ربطت بصورة تعسفية بقضيتين الاولى: ارتباط هذه اللغة بالدين الاسلامي.

وثانيا: اعتبار اللغة تاكيدا للارتبارط الحتمي با المحيط العربي والاسلامي. وهكذا حشرت هذه المسالة فى زاوية ضيقة طائفيا. حتى اصبح الاقرار بها او الرفض يحمل دوما مدلولا طائفيا. والحقيقة وقد بدات تتضح تدريجيا ان المسالة اكبر بكثير من هذا التبسيط الجاهل فالذين يريدون التخلص منها لم يستطيعوا، والذين يدافعون لم يحسنوا تقديم حجتهم. واختلطت المسالة واصبحت احدى القضايا التى تحمل معنى طائفي دون نقاش معمق. والمسالة وبكل بساطة ان اللغة العربية هى جزاء من المكون الثقافي للشخصية الوطنية الارترية، ولا تنحصر في طائفة بعينها ولكن تشمل الجميع وتفرضها حقائق... الجغرافيا بحكم الموقع والتاريخ بحكم المؤروث الثقافي وبهذه الحقيقة البديهيه... لايمكن الهروب من ديكتاتورية.. الجغرافيا والتاريخ، الا بحل واحد وهو نقل ارترياء من الموقع الحالي وصياغة موروث ثقافي حسب الطلب الذي تتمناه. وللاامانة فقد تنبهه الكثيرون لهذه الحقيقة من اخواننا التجرنية، واصبحوا من اكثر المدافعين للموضوع، بل أتت حقائق الواقع ما بعد الاستقلال لتفرض نفسها مما دفع بديكتاتور النظام الى اصدار امر بضرورة تعلم اللغة العربية لكل العاملين فى الادارات الحكومية، وهكذا كانت المدرسة التى انشاها الاخ ~ ابراهيم توتيل تعج بموظفي الدولة سعيا لتعلم اللغة العربية. وتستحضرني هنا حادثة ملفتة، وهى... عندما قام مجموعة الخمسة عشر بصياغة ميثاق حركتهم. وقد فندوا وجهه نظرهم في كافة القضايا، ومعظمهم قيادات... وجاء النقاش حول اللغة الرسمية... كان الاخوة من ابناء التجرنية الاكثر اصرارا ودفعا علي ضرورة وضع اللغة العربية كا لغة رسمية. بينما تردد كثيرا الاخوة الذين كان يفترض ان يكونوا السباقيين في طرح المسالة، وذلك لااسباب يطول شرحها هنا. وخلاصة المسالة فالقضية ليست بحاجة للتعصب كما يحلو للبعض، ولكن بالعقل فى معالجة ما افسده الزمن. ثالثا: المواطنة المتساوية... هذه المسالة تنطلق من حقيقة اساسية، اننا جميعا شركا في وطن واحد.. ولا يمكن ان يستحوذ طرف كل الحقوق، ويحرم الطرف الاخر من حقوقه، فى هذه الحالة فعلى الوطن السلام. فهذه المسالة هى فى صلب المشروع الوطني لبناء وطن يحوى الجميع. ومشاركة الجميع اذا ما هو المعنى والغرض من هذا الاندفاع الانتهازي في طرح مسالة... المنخفضات.. وكانها القضية المركزية في هذه المرحلة. وخلق هذه البلبلة. وشعب ينحر امام اعينهم دون تمييز لدين او مذهب... وما تحمله دعوتهم من اساءة بالدرجة الاولى لاابناء الطائفة الاسلامية. ونود ان نوجز بعض الحقائق لعل وعسى ان تضئ ولو قليلا وسط هذه العتمة التى خلقها من يزايدون باسم المسلمون. بينما الراعي فى سهول الساحل. وبركة والبحر الاحمر... والصياد البائس فى دنكاليا ليس ضاربا للطبل ولا نافخا فى المزمار.

اولا: ان الجماهير الاسلامية وطوال عمر الحركة الوطنية... وبرغم كل الهزات والخيانة، كانت دائما وابدا، الى جانب الحركة الوطنية، بحثا عن الحق الوطني لكل الشعب، دون تمييز.

ثانيا: ان النظام في اسمراء... ومن خلال سياسة... الاقصاء... والتعسف.. وما يتفرع عنها من طائفية... ومناطقية. لايمكن ان تكون سببا لتدفع الجماهير الاسلامية، للعمل برد فعل يدفعها لاخذ مواقف مسئه لتاريخها الوطني، وقد برز ذلك بوضوح في حركة 21 يناير حين تحرك شباب مسلمون في تحدي للسلطة، من خلال مطالبهم الوطنية. وحين فشلت زجت باالرموز الاسلامية في السجون، برغم من الاسرار المدفونة، لهذه الحركة.

ثالثا: وعبر التاريخ الطويل وقف الوعى الوطني للقوى الاسلامية صدا منيعا، امام اي محاولة لاستغلال ظروف المسلمين للنيل من الوحدة الوطنية. واضعاف الحركة الوطنية.

رابعا: لانريد فى تخوين اي فئة كانت في صف المعارضة. ولكن هذا النوع من الطرح، يثير الكثير من الشبهة، وقد تكون اطراف وراه واولها النظام نفسه. فاليس هناك ابلغ سلاح فى تدمير المعارضة من سلاح الفتنة الطائفية. وثانيهما: النظام الاثيوبي... منتقما من ابناء العمومة... بعد ان ذاق مرارة المراهنة عليهم... وعلى رأسهم.

خامسا: ما يجب ان يعلمه اصحاب نظرية المنخفضات من المصلحة معرفة الواقع وحقائقه لقد جات الرياح بما لا تشتهه رغبات نظام.. اسياس ان النسبة الغالبة من الجيش الارتري على مستوى قائد قطاع وادنى هم من المسلمون، وذلك ليس حبا فيهم ولا رغبة منه... ولكن بفعل ظروف خاصة. مما دفع بالديكتاتور لإلغاء منح الرتب الجديدة اليس هذا خير دليل با اننا امام وضع بحاجة الى تمحيص وتدقيق.

سادسا: ليس للمسلمون قضية وحل الا ضمن الاطار الوطني الشامل. هذا قدرهم... وهنا يكمن مستقبلهم ومستقبل ابنائهم... وسوف يصيغون مستقبل هذه البلاد. فالقضية المركزية اكبر من متعصب هنا ومنحرف التفكير هناك انها قضية شعبومستقبل كيان... يكون او لا يكون.

Top
X

Right Click

No Right Click