شيوخ الجبهة الإسلامية السودانية: لا يوجد فى مسلمى إرتريا قيادات مؤهلة الحقيقة المرة 1ـ3
بقلم الدكتور: عبدالله الجبرتي
النتائج الماثلة للعيان وما عليه الجماعات الإسلامية اليوم، تثبت حقيقة رأي شيوخ الجبهة الاسلامية، الذي قد يكون صدر قبل عقدين من الزمان أو أكثر. و يثبته أيضا كل مواطن أرتري يئس من الجماعات الاسلامية واتهمها بأكل أموال اليتامي وتضييع حقوق الشهداء و اللاجئين والتجارة باسم الدين، والنجاح في زيادة عدد الزوجات والسيارات والممتلكات الخاصة والسفريات الخارجية، وتوفير فرص العمل لأسرته و قبيلته، والسؤال الذي يطرحونه هو، أين ذهبت ملايين الدولارات التي جمعت منذ بداية العمل الجهادي الإرتري وحتي اليوم؟. (هذه هي حقيقة رد فعل غالبية المواطنين الإرتريين صوب الجماعات الإسلامية) هذا كان رأي العامة، والسؤال الأهم هو:
اين ذهبت الافكار والاطروحات الاسلامية والجهادية والعقائدية؟
لكن هل هذا هو سبب ارتهان الجبهة الإسلامية السودانية للنصاري الإرتريين؟ و تضييعهم للإسلام والمسلمين في إرتريا؟ مقابل استقرار لم يجدوه، وأمن أصبحوا يحلمون به ويدفعون في سبيله كرامة الدين وشرف نساء المسلمين في أرتريا ومساجدهم وأرضهم وأموالهم؟ هل باعت الجبهة الإسلامية في السودان العقيدة والاسلام مقابل الوطن والسلامة؟ هل أزال شيوخها آيات الإستجارة والإنتصار في القرآن المعروف؟ بعد أن افتوا للنصاري المغتصبين بجواز زواج النصراني من مسلمة؟ هل استسلم اسلاميوا السودان الحديثين لامر النصاري الاحباش في أرتريا؟ هل نسي السودانيون تاريخ آبائهم في دولة الامام المهدي الاسلامية، التي انتصرت لمسلمي الحبشة وجذت بهم رأس الهالك يوحنا؟ هل مات الدين فيهم أم ماتت النخوة؟ أيهما أولي بالنصرة في الإسلام، الجار والأخ القريب أم ذو النسب الأبعد مكانا؟
إن الواقع المعاش لأوضاع المسلمين في بورما و إفريقيا الوسطي وإرتريا خير دليل علي أهوائية الحركات الإسلامية، ونتائج للبابوية الإسلامية القيادية، وعدم المؤسسية العلمية في إدارة العمل الإسلامي؟ وهو إما من نتائج الضعف الإداري الفكري، وعدم التوفيق في أولويات العمل؟ أو هو اختراق كامل واستراتيجي بطئ لتوجيه الأعمال الاسلامية إلي غير وجهتها؟ وتبرير خذلان المسلمين بمبررات العلمانية والنظام الدولي الكافر؟
إن عمرالمسلمين اللاجئين الارترين في السودان هو بعمر الجبهة الاسلامية السودانية، الذي يمتد من ستينيات القرن الفائت وحتي اليوم، وهو الزمن الذي أسست وبنت فيه الجبهة الاسلامية فكرها ونظمت كوادرها وصنعت قياداتها. وصاحبت صناعة التنظيم وقياداته في تلك الفترة، صناعة كوادر مشتركة الجنسية من غرب السودان وجنوبه ساهمت في دفع الفكرة والتنظيم، ونقل التجربة في فترات مختلفة الي دول الجوار. اذن لماذا لم يكن بينها قيادات من العناصر الشرقية ذات الهوي المشترك؟ ولماذا لم تستطع الجبهة التنبؤ بمستقبل المنطقة الشرقية وجوارها؟ و علي من تقع مسؤولية صناعة القيادات الفكرية في المناطق الاقل نموا والاضعف بنية؟ اليس هي من مسؤولية المسلم المتقدم في الفكر والامكانيات المادية؟ وما بالك ان كان هذا المسلم هو كادر الجبهة الاسلامية السودانية، التنظيم الاقوي والاكثر فاعلية والاغني كوادرا ومالا !
ثم من هي هذه الاصناف والافراد التي حكم بها شيوخ الجبهة الاسلامية علي جميع مسلمي ارتريا بالفشل وعدم الاهلية؟ هل يعرف شيوخ الجبهة الاسلامية اصناف المجتمع الارتري المسلم؟ وخبراتهم في الدعوة للاسلام وتثبيت اركانه؟ ومواجهة النصاري وغيرهم في إرتريا؟ كيف ينظر شيوخ الجبهةالاسلامية الي تاريخ الصراع الاسلامي النصراني في ارتريا؟ بين نصاري ارتريا ومسلميها تارة، وبين مسلمي ارتريا ومستعمريها من الطليان ثم الانجليز ثم الكنيسة الاثيوبية؟ هل بحثوا في هذه الخبرات الاجتماعية وافرادها وخبروا كيف ثبت الاسلام حتي اليوم في ارتريا؟ هل يعتقدون ان ملائكة كانت تحرس الاسلام وتصارع اعداءه فكرا وهوية ونارا؟
هل هو تقصير الاسلاميين الارتريين في طريقة تناولهم للقضية الاسلامية في ارتريا؟ وسوء اختيارهم القبلي والجهوي للقادة علي اساس ابناء الذوات وصناع التاريخ السياسي المعاصر لارتريا؟ ام هو تجاذب السياسات الاسلاموية المذهبية الاستخبارية لتجنيد المسلمين في ارتريا لصالح شيخ ومذهب وفقيه بعينه بدلا من الاسلام الواسع؟ ثم اختلاط الامر علي شيوخ الجبهة وحواريي الجماعات والشيوخ والمذاهب الاسلامية المستحدثة، في طريقة التعامل مع اعداء الاسلام في ارتريا؟
مالذي يمنع أن يقود المسلمين الارتريين قائدا وخبير مسلم من السودان اومن اية دولة اخري ليحقق لهم النصر علي اعداء الاسلام؟ هل تمانع العقيدة الاسلامية هذا؟ اليس هنالك نماذج في سيرة الاسلام تفيد وتحكي ذلك؟ ام ان اسلام السودان يختلف عن اسلام ارتريا في فكر شيوخ الجبهة الاسلامية السودانية؟ اليس هنالك قيادات ناجحة وفاعلة ذات اصول مشتركة ارترية سودانية في الجماعات الاسلامية في السودان وغيره؟ لماذا لم يوجه شيوخ الحركة الاسلامية هؤلاء بفتوي تحبب اليهم الجهاد في ارتريا فكرا ودما؟ هل ضياع حقوق الاسلام والمسلمين في ارتريا مسؤولية الارتريين فقط في فكر شيوخ الجبهة الاسلامية السودانية؟ هل خاف شيوخ الجبهة الاسلامية قوانين الكفر المسمي بالامم المتحدة وموادها التي تفرض علي المسلم ان لا يتعدي حدوده التي صنعوها له؟
هل كان شيوخ الجبهة الاسلامية وشيوخ الجماعات الاخري يريدون تنظيمات كوبي بست منهم مثلا؟ فشلوا في صناعتها ارترياَ ثم الصقوا بنا التهمة؟ هل نجح شيوخ الجبهة الاسلامية انفسهم في تجربتهم السودانية، وفي اعطاء نموذج للمؤسسات الاسلامية والتنظيمات الاسلامية افرادها وكوادرها ونتائج افعالها؟ هل يستطيع او يقبل المسلم الارتري الذي يعيش في السودان ان يتقبل عرضا ليكون واحدا من منتجات واقع فكر وتجربة شيوخ الجبهة الاسلامية الحالية في السودان؟ ما هو النجاح الذي حققه شيوخ الجبهة الاسلامية في السودان ليكونوا نموذجا للدول الاسلامية الاخري؟ وليحكموا علي الاخرين؟ هل هو التسلط الذي يعيشه السودان؟
لصالح من عاشر شيوخ الجبهة الاسلامية النظام الارتري الدكتاتوري الكنسي الظالم لاهله والمسلمين؟ من اجل من باع شيوخ الجبهة الاسلامية السودانية مجاهدي ارتريا للنصراني الظالم المسيطر علي ارتريا؟ لمصلحة اي دين واي شيخ واي عقيدة واية مسلمين، أفتي شيوخ الجبهة الاسلامية لنصاري ارتريا باباحة زواج النصراني من المسلمة الارترية، رغبة او رهبة؟ لمصلحة من يعمل شيوخ الجبهة الاسلامية في تثبيت النظام الارتري الظالم، وهم يشاهدون يوميا اللجوء المر يستنزف المسلمين دينهم واعراضهم واموالهم واراضيهم ومساجدهم؟ ما هو الفكر والعقيدة الاسلامية فيما يفعلون؟
لصالح اي عقيدة واية دين يسكت كل شيوخ وقادة المسلمين والجماعات في العالم الاسلامي ودوله الكبيرة والبترولية، عن انتهاك حرمات الله في ارتريا وهم ينظرون؟ بماذا سيجيب شيوخ الجبهة الاسلامية والسلفية وغيرهم من اصناف الاسلاميين المستحدثين، سؤال المولي عز وجل عن ما فعلوه بمسلمي ارتريا وما يشاهدونه؟ هل مسلمي ارتريا درجة ثالثة او دونية في درجات الاسلام في فكر التنظيمات الاسلامية العالمية المستحدثة؟ ايهما اولي بالنصرة في فقه شيوخ الجبهة الاسلامية، جارك المسلم القريب واللا ودعمك المسلم البعيد؟
هل نتسول شيوخ الجبهة الاسلامية ومسلمي السودان وغيرهم نصرتنا ومساعدتنا ضد اعداء الله والانسانية في ارتريا؟ ام هو حقنا عليهم كمسلمين؟ وواجب عليهم كمسلمين متمكنين؟
شيوخ الجبهة الاسلامية اخترقتهم القومية المصنوعة نصرانيا، وسممتهم الهوية السودانية، فارتدوا عن صراع الاسلام وبحوثه ونضالاته، واستكانوا لممارسة الشعائر السهلة والشعارات الكبيرة في ديارهم، واصبحوا سفسطائيي الاسلام الاوائل في المنطقة، يجيبون اسئلة الجرحي والمحتاجين من مسلمي ارتريا بسؤال، ويصرون علي استكبارهم عليهم بدرجة السودانية والحبشية، يريدون منهم ان يعملوا بتجربة شيوخ الجبهة السلامية السودانية في سجون الكافر اسياس، معتقدين ان سجون بورما واسياس هي سجون خمسة نجوم السودانية، التي تزيد في فقهك وصحتك وعلمك، لم يبحثوا بمسؤولية كاملة مسألة الاسلام في ارتريا، ولم يجهدوا انفسهم في تربية قيادات تتناسب وظروفها، واكتفوا بالونسات مع من يأتي اليهم من مرتزقة الاسلام السياسي، ولم يختبروهم علما وعملا ولم يؤهلوا من كان منهم صادقا، لم يخسروا فيهم سوي السلاح والنقود، لم يخسروا التدريب والتأهيل والسنين، استعجلوا النتائج في ارتريا، وانتظروا اربعون عاما ليصلواالي التمكين في السودان. فقد كانوا يريدون نجاح التجربة الارترية بفتات عطائهم لجزء في السودان، وليس كتجربة منفصلة لها ظروفها الخاصة والموضوعية .
بعد يأسنا من شيوخ وجماعات الكبسة في نصرة الاسلام في ارض النقاشي الحبشي رضي الله عنه، ناصر اللاجئين المسلمين بما يكفيهم ويحميهم، ها نحن ذا يستبرئ منا شيوخ الجبهة؟
وآخر قولي هنا، اذا كنتم وصلتم لهذا الاستنتاج الكبير والخطير علي مستقبل الاسلام في بوابة الاسلام وحاضنة المهاجرين وجابرة الاسلام والمسلمين، لماذا لم تؤهلوهم خلال الاربعين سنة؟
الي من ينسب فشل الجماعات الاسلامية الارترية خلال اربعين سنة الفائتة، الي الافراد، ام الاصدقاء، ام الفكرة التي يتبنونها أصلا، ام الفكر السياسي والاداري الذي يلبسونه؟ 2
كيف يمكن انجاح وتثبيت الهوية الاسلامية في ارتريا، بفكر ارتري عريق خبير؟ 3 اسئلة ستكون عناوين الحلقات القادمة من هذا الموضوع؟