المهمة المستحيلة خياطة علم جبهة التحرير الارترية

بقلم الأستاذ: عثمان حجاي - كاتب وناشط سياسي ارتري

كان تقريبا كان قد تقرر التجهز الي واحدة من المعارك التي سيخوضها ثوار جبهة التحرير الإرترية

علم جبهة التحرير الارترية

ضد الجيش الأثيوبي في ضواحي مدينة كرن وقد تقرر أن المنطقة هي حلحل او باب جنقرين.

كانت لدي المسؤل هناك مشكلة تتعلق بالحوجة الي شعار وعلم جبهة التحرير الإرترية بصورة عاجلة لأن التعليمات كانت بالحصول على الشعار مهما كلف الأمر.

وقد سمعة فتاة تبلغ من العمر العشرة أعوام حوجة الثوار الي علم وشعار الجبهة اي جبهة التحرير الإرترية.

فتقدمة الفتاة بكل جرأة وشجاعة الي المسؤول من تأمين المنطقة وتجهيزها للمعركة وتقريبا هذه المعركة كانت في ١٩٦٢ او قريبة من تاريخ ١٩٦٤.

احتجز المسؤول الفتاة وضغط عليها حتي يعرف من الذي أخبرها وبعد تهديد كبير وشديد قالت له انت في موقف لا يسمح لك بتهديد ولكن انا مخرجك الوحيد حتي تنتهي هذه العملية ولذلك ساخبرك أين سمعت الخبر قالت له انت وعمي تناقشتم حول الموضوع وانا سمعت كل شيء لأنك عندما دخلت لم تنتبه لوجودي وانا نائمة لقد جلس المسؤل في نفس السرير الذي كانت تنام فيه ومن شدة هذل بطلتنا لم يشعر هذا الثائر بوجود شخص ثالث معه في المكان وبكل ذكاء قال لها المسؤول اذا ما هي فكرتك وخطتك قالت لها أنهم صغار السن ولن ينتبه لهن الجنود وهنا دائما كثيرات التردد على على (البلوك) إسم المعبر من كرن الي مناطق عنسبا جنقرين وحلحل عجبته الفكرة وعجبته شجاعة البنت فقرر المخاطرة ولم يكن هناك خيار أمامه فلابد من إشراك البنتين بعد أن اخبرته بأنها ستأخذ معها بنت عمها لا شك من ازرها فاوكل لها مهمة إقناعه.

ذهبت الفتاتين في مهمتهما عبر تلك الجبال والأودية التي تنتشر فيها الحيوانات المفترسة ومن المعروف أن المناطق يتردد عليها الأسود والتمور والثعابين وأيضا بها كميات هائلة من القرود بشكل مخيف جدا وقد تسببت هذه الحيوانات في كثير من الماسي في هذه الماسي.

وعند وصلولهما دخلا كعادتهما الي البقالة لشراء بعض الحلويات كطبيعة أهل الريف من الأطفال وقامتا بشراء الحلوي وكانوا يتحينون فرصة خلوا البقالة من الزبائن وعندما كانت الفرصة طلبت من زميلتها الوقوف بالخارج وتنبيها عندما تري شخص قادم الي البقالة وبكل جرأة قالت لصاحب البقالة عمي بشير يسلم عليك ويقول لك نحن محتاجين الي الأمانات بصورة مستعجلة أنكر الرجل في بداية الأمر ولكن البنت قالت لها ان يصدقها ثم سألها من أين أنت قالت له انا من المنطقة الفلانية وأن من أرسلها هو عمها وأنها فلانة بنت فلانة فما كان منه إلا أن يتعاطي مع الأمر الواقع لأن كل ما تحدثت بها الفتاتين كان واقع وكان إعجابه الأكبر إنه لاحظ تصرفهن البطولي والكبير جدا في حرصهما على خلوا البقالة من الناس وأيضا طريقة المراقبة تحديد المهم ثم قال لهن هذا الأمر مستحيل قالت له ليس هناك مستحيل قال لهن كيف ستعبرن (البلوك) قالت له سنلف الإعلام في منطقة البطن ونلبس عليهن الملابس ولن يلاحظوا شيء لأنهم يبحثون أثناء التفتيش عن اسلحة وقنابل وذخيرة وأيضا هي قطة قماش اذا وجدت لن تثير الشك.

أقتنع التاجر ونطلب منهم التحرك معه حتي وصلنا الي محل خياط وهو خياط مشهور في سوق كرن من أصول يمنية وحينما دخل عليه وأخبره هل الإعلام جاهزة ارتبك اليمني ودخل في حالة من الرعب والخوف لدرجة الإنكار فقال له تخيل ناس الجبهة ارسلو هاتين الطفلتين للمهمة وبعد أن هداء روع الخياط أخرج الاعلام وهو يردد لا حول ولا قوة الا بالله وحسبي الله ونعم الوكيل.

خرجت الفتاتين من الخياط ثم تجولا في سوق كرن للتأكد انهن غير مراقبات وبعد شراء بعض الاحتياجان مثل الدقيق والسكر والزيت اتجها الي المعبر مرة عملية التفتيش كالمعتاد أخرج الجندي مافي كيس القماش من اغراض على الأرض ثم بدأ يسال الي أين وجهتكما قالتا الي (قيسو) وهي أحدي قري منطقة باب جنقرين قرية صغيرة تقي خلف الجبال المطلة على مدينة كرن المتسلسلة والمتحلقة وكتها اسورة على معصم تزين جمال المكان.

تجاوزت الفتاتان المعبر وهن يشعرون في سعادة غامرة بإنجاز المهمة وبذلك أصبحا أصغر عضوتين في جبهة التحرير الإرترية تقوما بمهمة عظيمة وهو خياطة علم جبهة التحرير الإرترية الذي رفع في معركة تعتبر المعركة الثانية بعد المعركة الأولي في ادال التي أعلنت انطلاق الثورة الإرترية وبدأ النضال الإرتري في المنطقة الرابعة.

بعد هذه المعركة بسنوات قتل مسؤول إثيوبي كبير وقائد جيش هيلي سلاسي الذي كان يتوعد الثوار بسياسة الأرض المحروقة.

انتصرت الثورة وجاء الإستقلال ولكن ثواره يبكون الشتات والتهجير والضياع.

بعد معركة تقربا قتل والد أحدي الفتاتين رجما بالحجارة في محاولة التمثيل بجثته وجعله عبرة للمن يفكر مثله ولكن التحقت الفتاة رسميا الي جبهة التحرير الإرترية لأخذ الثأر والدفاع عن النفس والوطن.

Top
X

Right Click

No Right Click