كلمة جبهة الثوابت الوطنية الارترية بمناسبة العيد الثلاثون لاستقلال ارتريا

إعداد: جبهة الثوابت الوطنية الارترية

الشعب الارتري العظيم

خلال الثلاثون عاما التي مرت منذ استقلال البلاد وأصبحت ارتريا عضوا في الامم المتحدة

ذكرى استقلال إرتريا

كسائر الدول المستقلة إلا ان حرية الانسان الارتري ظلت رهينة لدى نظام الجبهة الشعبية الحاكم والذي حول البلاد الى سجنا كبير وبدلا من ان يعود من شردهم الاستعمار الاثيوبي اثناء حرب التحرير هرب من البلاد أكثر من مليون ارتري واغلبهم من الشباب للأسف ولم يكتفى نظام الجبهة الشعبية / افورقي بتشريد الشباب بل عمد الى تدمير الاقتصاد الوطني من خلال منع الارتريين من ممارسة العمل الحر أي التجارة واحتكر ذلك لنفسه واستغل موارد البلاد الطبيعية في تضخيم ارصدته في حسابات في الخارج وبذلك حرم الاقتصاد الارتري من مورد ارتري هام كان يمكن ان تساهم على الاقل في بناء بنية تحية توفر للمواطن الارتري الخدمات الاساسية التي حرم منها للأسف وقام بعسكرة الدولة ثم المجتمع لإحكام سيطرته على السلطة لضمان البقاء فيها اطول فترة ممكنة ولم يتوقف على ذلك كله بل عمد على تعطيل تطور الدولة الارترية نفسها من خلال ايقاف التعليم العالي التي تتمثل في الجامعة الوحيدة في البلاد وهي جامعة اسمرا حتى لا ترفد الدولة بالكفاءات الوطنية التي تساهم في تطوير الدولة الارترية كما هو من المفترض وبهذا ارجع البلاد الى العصور الاوسطى ولعل الجميع يتساءل لماذا يسعى نظام افورقي / الشعبية الى تدمير الدولة بدلا من تطويرها؟

ونحن نجيب بعد متابعة دقيقة ندرك حقيقة ربما تاهت عن الجميع وهي ان هذا النظام القمعي في الوقت الذي يبدو عليه انه نظام قوى ولكن في الحقيقة انه نظام ضعيف تطارد حاكمه هواجس الخوف من ان تتمكن المقاومة الارترية من التسلسل والقضاء عليه لذا اغلق كل المنافذ عليه وعلى الشعب وباتت البلاد مجرد ثكنة عسكرية بكل ما تحمله الكلمة من معاني ولعل ذلك الامر تجلى واضحا بعد ما يسمى باتفاقية السلام عندما فتح الحدود مع اثيوبيا ولكنه سرعان ما عدل قراراه وأغلقها مرة أخرى خوفا من ان يتسلسل عبرها مقاومين ولا تزال سياسية الانغلاق الكامل والقبضة الامنية سارية وستظل كذلك الى ان يتم اسقاط ذلك النظام الذي تتحكم فيه هواجس الخوف من المقاومة ليس إلا وحتى محاولاته ضم البلاد الى المستعمر السابق انما هي محاولة الهروب الى الامام حتى يقطع أمام الشعب الارتري ومقاومته الوطنية الفرصة للقضاء عليه ومحاكمته وان شعاره التكامل الاقتصادي مع دول الجوار انما هو غطاء للهروب لأنه ببساطة ليس لديه اقتصاد حتى يتكامل به مع الاخريين وأولهم الاثيوبيين وهم يعرفون هذه الحقيقة وقد عبر عنها رئيس الوزراء الاثيوبي نفسخ حليفه الحالي في احد احاديثه علنا وهو يتحدث عن حال مينائي ارتريا ومدنها المزرئ والمتخلف جدا والذي لا يصلح معها استخدامهما وهو واقع يدركه الجميع ايضا.

ولعل تدخله العسكري في حرب تجراي باعثه الاساس هو الخوف ايضا وألان خوفه يتعاظم أكثر من احتمالات الانتقام من حليفه السابق وعدوه الحالي وياني تجراي ولذا يصعب عليه الان الانسحاب من قليم تجراي الاثيوبي. وعليه يجب ان تبني جميع قوى المقاومة الارترية خططها على هذه الحقيقة وهي ان طاغية ارتريا يتملكه هاجس الخوف المرضي الذي معه لا يستطيع معه وان اراد ان يتراجع عن سياسية القبضة الامنية او يستجيب للاستحقاقات الداخلية الا اذا اجبر على ذلك قسرا و لتحقيق ذلك يجب ان ينحقق شرط اساسي وهو وحدة القوى السياسية المقاوم في اطار واحد خلف قائد مؤهل يتم اختياره ليقود مسيرة التغيير الديمقراطي وإسقاط نظام الخوف أو على الاقل اجباره على الاستسلام و هذا يحتاج الى التخلص من النظرة الحزبية او الشخصية الضيقة في سبيل تحقيق الهدف الاسمى والتفكير خارج الصندوق وكفى ثلاثون عاما من التوهان والدوران في حلقات مفرغه.

في الختام نحي كل مناضل ساهم في انجاز التحرير فهو فخرا وطني وتاريخ حي من الكفاح كما نحي ذكرى كل شهيد قدم روحه فداء هذا الانجاز الوطني وستظل الاجيال المتعاقبة تذكر بإجلال وفخر وامتنان بتضحياتهم العظيمة وعلى راسهم من ضحوا بأرواحهم اثناء النضال السلمي رفضا لقرار المحتل الاثيوبي بنزال العلم وحل البرلمان والحكومة وانهاء العمل باللغتين الرسميتان العربية والتجرينية والعمل بالدستور والغاء النظام الديمقراطي الارتري عام 8591م حيث شهدت البلاد مظاهرات عمت البلاد وسقط خلالها شهداء وكذلك شهداء حركة تحرير ارتريا وشهداء حرب التحرير على راسهم الزعيم الوطني حامد ادريس عواتي ورفاقه الميامين.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار... والنصر للديمقراطية

Top
X

Right Click

No Right Click