نخب التشويق والتسويق ١-٢

بقلم الأستاذ: إسماعيل سليمان آدم سليمان - كاتب وناشط سياسي إرتري

تاريخنا النضالى ومصيرنا الحقوقى يمر بمراحل انحسار وانكسار واستسلام.

ترتيب الأولويات بدلاً من كرسي الرفاهية

تلعب فيها القيادات والنخب السياسية اجراما تاريخيا.

تعريف مفهوم الوطن والوطنية صار من خلال المواقف الانية وعبر التخويف والتخوين. الحزب الجمهورى (المحافظين) بامريكا يعتقدون انهم اصحاب الوطن ومنبع الوطنية وتخوين وترهيب الاقليات الامريكية. بعد حادثة سبتمبر الكل صار يعلق العلم الامريكى حول عنقه وامام منزله او فوق سيارته خوفا من التشكيك فى ولائه وخصوصا الاقلية المتجنسه.

متابعة للاحداث بمحيطنا نرى بعض النخب المحسوبة على الامه المهمشة يعلقون اعلام النظام الطائفى حول رقابهم باسم الوطنية والسيادة. وهم على ثقة ان هذا العلم ما هو سوى حبل المشنقة وبرضاهم التام، كما تم شنق تاريخهم وكرامتهم وحقوقهم امام اعينهم وما زالو منهمكين فى التنظير.

والطرف الاخر من النخب يتزين بعلم تغراى (شماته) بحجه الانسانية والتعاطف… مع من يردد جهارا.. ليلا ونهارا.. انه قاهرك وقاهر امتك ومستقبل اجيالك.

قمة الإنكار لغالبية النخب من القوى المهمشة تكمن في تصريحات وتسريبات وتبرير بتعثر المعارضة، والتي تتناولها الاقلام عبر وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية، بمبارزات افتراضية وبها تبرر النخب انسلاخهم عن حاضنتهم الطبيعية وتمسكهم بالقوى العنصرية. هربا من الواقع بأن كل واحد منا هو جزء من المعضلة الرئيسية، وأن الكل صار يصطف او يساق طبقا لمصلحته الخاصة.

تحليلا للاحداث الاخيرة من تبعثر قوى المعارضة وبروز موجه من الاستقطابات بين مؤيد للنظام الطائفى واخر مؤيد لدولة تغراى الطائفية. ونسوا او تناسوا قضيتهم المحورية من تضحيات وحقوق ودماء شهداء. والتى لعب فيها كل الطرفين (نظام اسياس وتغراى تغرنيا) لوأد تاريخنا وحقوقنا ومستقبل اجيالنا.. وكلاهما يمثلان وجها لقومية وثقافة ولغة ودين واحد، يعكسون رغبة جامحه للهيمنه والسيادة دون واعظ انسانى ولا حقوقى. وغدا سوف يرجعون لاواصر الدم والمصالح المشتركة. وكما تم على فترات متتالية بامريكا عقد تجمع يجمع نخب التجرنيا من ارتريا وتغراى وبحضور قساوسه من اجل اصلاح ذات البين بين ابناء العمومة والمنافع المشتوكة.

نخب قومية النظام الحاكم تعقد خلايا نحليه متسارعة من جلسات وورش عمل ودراسات توضح اهدافهم واولوياتهم. لقاء واشنطن قبل اسبوعين من مجموعة اكاديمية تمثل غالبيتها الساحقة مجموعة كفاية. وتحايل حتى يتم تثبيت اجنداتهم غض النظر عن الوسيلة طالما الغاية محددة. للعلم ان مجموعة كفاية عقدت قبل شهرين ونيف سمنار فى نفس مكان القاعة فى جامعة كاثوليك بواشنطن وخرجت باهداف تم تبنيها فى اللقاء الاخير تحت مسمى دراسات لنخب وكوادر اكاديمية، وشارك فيها اقل من ١٠٪؜ من نخب المهمشين. رغم ان مستخرجات الدراسة تسيل اللعاب لبعض النخب، إلا انها حلقات استنزاف تضاف على ما تم استهلاكه من طاقاتنا واستباح تاريخنا وارضنا وعرضنا طالما اصحاب التاريخ والقضية يتم استئثارهم فرادا فرادا…

وقبلها ايضا، مجموعة كفايه عقدت احد سمناراتها وكان تختار نفرا، نفرا من الامه المهمشه لتكميل الصورة. لدرجة انهم اخذو طرحه من احدى شريكات الوطن (غطاء الرأس) واعطائها لاحد المهمشين وعملو منه شيخ (بعمه)، حتى يقراء ما تيسر من قصار السور!!

وايضا لقاءات عندبرهان فى اوروبا لتحقيق اهدافهم عبر اولوياتهم المخطط لها عبر دراسات و بدائل وفترة زمنية محددة ومتابعات.
وطبعا لا ينسو الاختيار فردا فردا من الضيوف (نخب الامه المهمشة) من اجل تكمله الصورة الوطنية وبحكمه قوتنا فى تنوعنا….

اللقاء الاخير فى منبر الحوار الوطنى الارترى مع احد صقور تغراى السفير برهاني قبرقرستوس.
لمسنا فى اللقاء وجود طرح قوى وايجابى ومواكب للاحداث من المتداخلين.

والبعض الاخر حاول استثمار اللقاء (الهام) للتشويق والتسويق بدلا من طرح وتبنى قضايا الساعة. وجدنا تسويق للنفس وتشويق لاحداث كان عضو فيها وتبادل حب وموده وتعريف عن الذات اكثر من احداث الساعه الملتهبه ضد حقوق وكيانات.

وبعدها فاجئنا الضيف (الثمين) بعدم سماعه لاساءات ضد طبح/طبح والمؤامرات ضد ناس الشلوخ (المسلمين) وكأنها كانت حادثة واحدة تفوه بها المدعو الجنرال تخلى برهان. وغاب عنه انها ممارسات مستمره و ممنهجه وموثقة ليس فقط من افراد ولكن رموز سياسية لها شعبيتها وتاثيرها. ومردوداتها قاتله وتؤدى الى تطهير عرقى ودينى. يعنى تحايل وراء تحايل وبشكل صارخ وكريه. ومن ينكر وقائع موثقه فانه لا يتعلم من التاريخ وسوف يكررها.

وكما فاته ان الالاف من شعب تجراى الذى لجأ للسودان نتيجة للحروب الاهليه الاخيره، تم استقباله فى منطقة شرق السودان (دولة) طبح/طبح من ناس الشلوخ. تم استقبالهم بكل انسانية وعطاء ورحمه وحتى تقاسم ما تيسر من قوت يومى. لم تكن هناك اى ضغائن ولا احتقار ولا ردود افعال ولا ثأر ورغم كل التداعيات الصحية من كورونا وامراض اخرى صحية منتشرة فى اثيوبيا، بالاضافة الى المؤامرات التى تحاك ضد ناس الشلوخ وضد وجوده، عبر قيادات تغراى.

وبالتأكيد نفس الممارسات بتخوين طبح/طبح (المسلمين) مارسها ويمارسها النظام الارترى الطائفى المجرم عبر تشبيهه لاى انتفاضة وثورة ضد نظامه الاجرامى بانهم حفنه من المتطرفين الاسلامين. انقلاب فورتو وانتفاضة الشيخ موسى محمد نور وغيره لخير دليل.

ايضا تجنيد عناصر من الهدندوة واخرين حتى يمثلو معارضة سودانية بشرق السودان وبشرط عدم مشاركة اى فرد من طبح/طبح. يعنى توجه واضح وصريح بمحاربة وتجريم مكون بعينه والعمل على القضاء عليه من جذوره.

وهذا غير حلقات الاستنزاف التى تكررت فى برايتون ونيروبي وفرانكفورت وجنيف ..والخ.

ومع ذلك فان غالبية نخب القوى المهمشة مازالو يكررون نفس الادوار وبكل مثاليه، يبدون الطاعة ويقسمون بانهم فى خندق واحد تحت امره المناضل قائد قواتنا الوطنية وحامى السيادة سعادة الرئيس اسياس افورقي (طال عمره) وعفا الله عما سلف!! وتراهم ينفثون سمومهم باسم السيادة، وعوت ناى خفاش..،
”من شبّ على شيء شاب عليه“.

فساد نخب القوى المهمشه وتبنيها التنظير عبر التشويق والتسويق ناتج من عدم فهمهم للاولويات في سياق الوضع الراهن من تحديات تعكس البقاء للاقوى.

واللقاء القادم لطرح البدائل! ان شالله

تـابـعـونـا... فـي الـحـلـقـة الـقـادمـة

Top
X

Right Click

No Right Click