احياء ذكرى حركة فورتو المجيدة
بقلم المناضل: علي محمد صالح شوم - دبلوماسى أرترى، لندن
بسم الله الرحمن الرحيم
يصادف ٢١ يناير ٢٠٢١م الذكرى الثامنة لحركة فورتو المجيدة بقيادة الشهيد سعيد علي حجاى ورفاقة الاشاوس،
تلك الحركة الجريئة التي غيرت نظرة الشارع الارتري تجاه النظام وقوته الباطشة ماهى الا نمر من ورق اذا توفرت الارادة، من هنا يمكننا القول ان الحديث عن هذه الحركة وماقامت به ينبغي ان يؤخذ من الذين كانوا قريبين من الفاعلين فيها وفي اسوء الفروض من الذين عاشوا الاحداث عن قرب . ما جعلني اقول ذلك هو ما تابعته خلال اليومين الماضين في صفحات التواصل الاجتماعي عن حركة فورتو وهى في معظمها معلومات متناقضة وان كان الغرض منها احياء الذكرى ولكنها لا تخدم الحقيقة المجردة في نظرنا.
اود هنا ان اذكر بعد المعلومات التى اعرفها بحكم وجودي في ارتريا لحظة حدوث الحركة المجيدة، كنت في مدينة كرن للمشاركة في مناسبة اجتماعية هى زواج احد منتسبي وزارة الاعلام، وفي اليوم الثاني ونحن في طريق عودتنا الى اسمرا اتصل احد الاخوة بالاخ الذي كان معي واخبره بماحدث وقال له ان الحركة اعلنت بيانها وكل التفاصيل المتعلقة بالحدث في ذلك اليوم.
عند وصولنا وجدنا انتشار الخبر وان الناس في اسمرا تتناوله في جلساتها، شعر النظام بتفاعل الشارع مع الحدث لذلك اشاع بان من قام بالحركة هم مسلمون ومن الساحل ولكن لم تجد اشاعتهم هذه تجاوب بل سخر منها المسيحيون قبل المسلمون واذكر ان عدد غير قليل من الاخوة المسيحين قالوا: (المسلمون قاموا بواجبهم والان جاء دورنا) في اشارة لاستحان الفعل ورفض اشاعة النظام.
شعر النظام بالخوف من ترديد الاشاعة والتي وحدت الناس، لاسيما الدور البطولي لمنفذي الحركة، كانت الحركة في غاية الدقة من حيث الترتيب والهدف الذي كان اقتحام مقر وزارة الاعلام، لان اجتماعا لمجلس الوزراء كان مقررا انعقاده هناك براسة الطاغية اسياس، وقد كانت قوة اخرى مهمتها مساندة مجموعة فورتو والاستيلاء على بقية المرافق الحكومية، ولكن تسرب الخبر قبل الموعد المحدد للعملية، الامر الذي غير الموازين وتغيير موقع الاجتماع معه، وعمل الطاغية على تأمين المرافق والاستعانة بقوات اضافية لاعتقال قيادات الحركة والقضاء عليها، وقد كلف بعض القيادات العسكرية وعلى رأسهم سبحت افريم وعمر طويل للاتصال بالقوة المساندة والتي كانت متمركزة على بعد كيلومترات من اسمرا وطلبوا منهم تقديم مطالبهم وان الحكومة مستعدة لتلبيتها، على الفور تيقنت قوة الاسناد ان الامر قد انكشف فاتصلوا بسعيد علي حجاى ورفاقه في الفورتو وابلغوهم بالامر وطلبوا منهم الانسحاب.
وقعت معركة حامية الوطيس بين الثوار المنسحبين من فورتو بقيادة الشهيد سعيد علي حجاى والنظام ابلى فيها الشهيد سعيد على حجاى ورفاقه بلاءا حسنا واستشهد البطل سعيد بعد ان قدم درسا في التضحية والفداء.
في صبيحة اليوم الثاني بدأت حملة الاعتقالات في من يشكون فيهم وبمرور الايام اعتقلت السلطات اعدادا كبيرة، كان بامكانهم الهروب ولكنهم اسروا البقاء متحدين بطش الجلاد ومؤمنين بالمبادئي التي استشهد من اجلها رفاقهم للخلاص من حكم الدكتاتور. الذين تقدموا الصفوف وقادوا الحركة كانوا من قيادات الصف الاول في الدولة الارترية فمنهم الوزير والمدير وقيادات عسكرية برتب رفيعة وحكام اقاليم، اختاروا ان يقودوا هذه الحركة بالرغم من علمهم ما يمكن ان يحدث لهم لو لم تنجح.
في الختام اتقدم بنداء الى كل ابناء الشعب الارتري في الداخل والخارج للعمل الجاد من اجل تخليص شعبنا من حكم الطاغية اسياس وزمرته. ان قوتنا في وحدتنا وسر بقاء اسياس في تشتتنا، متى ما تماسكنا سوف يسقط النظام واليوم امامنا الفرص كبيرة والوضع الدولى والاقليمي مهيأ لاسماع صوتنا ولنجد الدعم والمساندة من اجل التغيير واقامة دولة العدل والمساواة.
اتمنى ان تجد دعوتي الاستجابة وبالله التوفيق