إضاءات حول سياسات التعليم فى إرتيريا
بقلم الأستاذ: محمد رمضان - كاتب ارترى
إن عملية التعليم فى كل بلد تُمثل محور النهضة وأساس البناء للأجيال فى أرتيريا الوضع مُختلف وغريب ومُعقد
بسبب ممارسات النظام الحاكم من عسكرةٍ للتعليم وفرضٍ لسياسات تعليمية يرفضها قطاع واسع من الشعب الإرترى وللمزيد من تسليط الضوء على سياسات التعليم قمنا بعقد لقاء مع شخصية تربوية تعليمية قدمت خدمة طويلة إمتدت لأكثر من عقدين من عُمر الزمن بدأت من أول سُلم وظيفى حتى وصل لدرجة وزيراً للتعليم فى إقليم جنوب البحر الأحمر ترك بصمته فى الإقليم ونال إحترام رجال الدولة والمواطنين بسبب شخصيته المُتزنة، الإستاذ/ عبد الله عثمان وزير التعليم السابق بإقليم جنوب البحر الأحمر سيكون معنا في إضاءات عن تجربته التعليمية فى ارتيريا فمعاً عزيزى القاريء لنتعرف على تجربته التعليمية فى ظل نظام مُستبد.
هل يمكنك تعريف شخصيتك للقارىء إستاذ/ عبدالله عثمان ؟
انا من مواليد ١٩٦٣م ولدت في قرية كارييوسا في ضواحي مدينة صنعفي ونشأت فيها وفي سن الثامنة ألتحقت بالمدرسة الإبتدائية بمدينة صنعفى حيث انتقلت الأسرة بسبب الأوضاع الأمنية المُتردية في الريف حيث كان الإستعمار الأثيوبي والقوي المحلية المُتحالفة معه يُمارسون سياسة الأرض المحروقة ضد الشعب الأرتري وفي عام ١٩٧٦م هاجرت الي السودان والتحقت بمدرسة جهاز التعليم الأرتري بمعسكر ودالحليو للاجئين الأرتيرين بشرق السودان ومنها أنتقلت الي مدرسة عائدون بمدرسة كسلا، وفي عام ١٩٨٥م ذهبت الي ليبيا بمنحة دراسية عبر جهاز التعليم الأرتري فأكملت الشهادة الثانوية هناك ثم التحقت بجامعة قاريونس بكلية الآداب - قسم علم النفس أكملت فيها درجة البكالريوس وبعد التخرج مباشرة بدأت بمهنة التدريس في معاهد تأهيل المعلمين في ليبيا ثم بعدها أنتقلت إلى أرتريا ١٩٩٣م وخلال فترات عملي في حقل التعليم في أرتيريا تلقيت دورات تأهيلية مُتصلة بمجال العمل التعليمي منها دورة في مجال إدارة المشاريع التعليمية في مركز تدريب إمباتكلا، ثم دورة تأهيلية في مجال التخطيط والإدارة التعليمية في معهد التخطيط التعليمي في نيودلهي بالهند، ثم دورة مُتقدمة في التخطيط والإدارة التعليمية في معهد يونسكو بباريس بفرنسا، وكذلك تلقيت دورات تأهيلية في مجال إعداد المناهج التعليمية لبرنامج التعليم عن بُعد، وتقييم الأداء التعليمي وجودة التعليم، ثم دورة فى إدارة المشاريع في ظروف النزاعات والحروب وهذه الدورات كلها نظمتها وزارة التعليم لتأهيل الكوادر التعليمية التي تعمل في مواقع إدارية وكانت لها كبير الأثر على المستوى الشخصي، أقيم حاليا في جمهورية مصر العربية بمعية أسرتى.
حدثنا عن الحياة الطلابية فى معسكرات اللجؤ بالسودان ثم الدراسة بالجماهيرية الليبية العربية ؟
كما ذكرت سابقاً عند ما وصلت الي معسكر ود الحليو للاجئين كان هذا المعسكر يأوي أعداداً هائلة من الأرتريين الهاربين من جحيم الإستعمار الأثيوبي من جميع فئات وطبقات المُجتمع الأرتري وكانت بداية تأسيس مدرسة الجهاز في تلك الفترة في هذا المعسكر بداية الإنطلاقة التعليمية ثم توسعت لتشمل مناطق تواجد الأرتريين بالسودان كانت فتح المدارس خطوة حكيمة من مؤسسة جهاز التعليم وأستراتيجية مهمة، وعن الحياة الطلابية في مدرسة ودالحليو كانت رائعة لأننا كطلاب كُنا محط إهتمام مُعلمينا الذين كانوا يُكرسون كل جُهودهم لغرس الوعي الوطني في أوساط الطلاب دون محاولة تأطيرنا لصالح جهة سياسية معينة فمدارس جهاز التعليم كانت تعمل لتحقيق رسالة مُحددة وهي تعليم الطالب وتنويره عن قضيته ليُساهم فى إسترداد وطنه المُغتصب ولذلك جميع التنظيمات الأرترية كان لها طُلاباً مؤيدين ومؤطرين في صفوفها ويعملون للترويج لبرامجها السياسية وعلي الصعيد الشخصي بدأ الوعي السياسي يتبلور بشكل أكثر عندما انتقلت الي كسلا كان ذلك فى الفترة من عام ١٩٧٩ الي ١٩٨٤م حيث كانت هناك روابط طلابية تابعة لكل التشكيلات السياسية التي كانت لها وجود في الساحة الأرترية وهذه المرحلة شهدت إنهيار جبهة التحرير الأرترية التنظيم الطليعي الذي ساهم في تأسيسه وفي تعزيز دوره في الساحة جميع الأرتيرين. وقد كان ذلك صدمة لغالبية الشعب الإرترى وبالنسبة لى بشكل خاص لأن الولاء العام في المنطقة التي وصلت منها في أرتيريا كان للجبهة وذلك بحكم تواجدها تاريخياً وإنخراط أهلها في صفوف الجبهة مُنذ فترة مُبكرة من عُمر النضال الأرتري وإن إزاحة الجبهة عن الساحة كانت مرحلة فاصلة في تاريخ النضال الأرترى حيث أفسحت المجال لقوي سياسية مُنافسة أن تستأثر بالوضع في أرتيريا وتُقرر مصير شعب وفق رؤيتها وهذا ما نعيشه الآن.
وعن النشاط السياسي للطلاب الأرتريين في تلك الفترة سواء كان في السودان أو في ليبيا كان إنعكاس لواقع الإنقسام والتشرذم الذي كانت تعانيه الثورة الأرترية منه فى تلك المرحلة.
أاما إذا تناولنا فُرص التعليم التي أتاحتها ليبيا للطلاب الأرتريين فقد كان مُميزاً حيث كان قائد الثورة الليبية مُعمر القذافي رحمه الله سخياً في هذا المجال مما أتاح للكثير من الطلاب أن يتلقوا التعليم في مختلف الجامعات والمعاهد العليا الليبية مجاناً وذلك دون أن يفرض عليهم نظريته المعروفة بالكتاب الأخضر التى كان يروج لها هذا كان من محاسنه بصرف النظر عن مواقفه السياسية تجاه الثورة الأرترية والتي كانت تتسم بعدم الثبات نتيجة للعوامل الخارجية المُرتبطة بمواقف حُلفائه في المعسكر الشرقي وطبيعة النظام السياسي الذي أقامه في ليييا.
حدثنا عن العودة من ليبيا لأرض الوطن بعد إكمال المرحلة الجامعية ؟
حياة اللجؤ التي مررت بها ومرارات الغُربة وإحساسي بالبُعد عن الأهل والحنين لحضن الوطن كل ذلك كان مؤثراً فى شخصي ذلك لما يُمثله الوطن من قيمه في حياة الشخص كل ذلك كان دافعاً قوياً للعودة بعد التخرج مباشرةً لبداية حياةٍ جديدة والمساهمة في إعادة البناء نتيجة الإنبهار الكبير بالإستقلال الذي تحقق كل هذه العوامل متضافرة شكلت عندي وعند كثيرين من خريجي الجامعات العربية دافعا أساسيا لإتخاذ قرار العودة النهائية لأرض الوطن وللأسف الشديد فالجبهة الشعبية لتحرير أرتريا التى حققت الإنتصار علي العدو هذا الإنتصار الذي أبهر الجميع كان تنظيمُ إنعزالي في جميع ممارساته حيث أطر كوادره والقوي الإجتماعية التي كانت وما تزال تشكل رافعته الأساسية علي الخوف والشك في الأخر فالأخر الذي هو الشريك في الوطن وفرض احادية النظرة الثقافية والتى كانت الحاجز الأول الذي واجه العائدين من الخريجين حيث كانت معرفة لغة التجرينية جواز المرور للحصول علي وظيفة أما من لا يستطيع التفاهم بهذه اللغة فكانت فرص إنخراطه صعباً فى السلك الوظيفي وتعامله فى المحيط حيث كان أول سؤال يُطرح علي المُتقدم لطلب الوظيفة هو هل تعرف التجرينية ؟ أما الشارع العام في اسمرا فكان بين الخوف من اللغة العربية وتطلع البعض لتعلمها وساد الإعتقاد بين جميع المناضلين الذين يديرون أجهزة الدولة الجديدة في الفترة من ١٩٩٤/١٩٩٣م بأن معرفة اللغة العربية ضرورة مُلحة للحفاظ علي الموقع الوظيفي ولهذا بدأو في تعلم اللغة العربية فى الفترة المسائية بمدرسة الجالية العربية سابقاً ومدرسة الأمل النموذجية حالياً ولكن سُرعان ما تراجع الكثيرون عن تعلم اللغة العربية ولو استمر تعلم اللغة العربية بنفس الوتيرة التى بدأ بها لـُردمت الفجوة بين طرفي المعادلة وهى النقطة التى لا تستقيم الأمور بدون تصحيحها، وفى تقديرى أن التراجع الذى تم فى تعلم اللغة العربية كان بفعل توجُهات النظام التى كشف عنها بشكل تدريجى وهى إقصاء اللغة العربية والشارع العام بالذات في العاصمة اسمرة مُحترف في قراءة توجهات الأنظمة وتطبيقها دون إعتراض،
وفيما يخص عدد الخريجين الذين عادوا للوطن من ليبيا فكان عدد الخريجين الذين تم إدماجهم فى مؤسسات الدولة بصورة جماعية ورسمية يصل نحو (300) خريج والغالبية منهم تم قبولهم في التعليم وفي هذا الإطار إتخذت الحكومة قرار إدخال اللغة العرببة في مدارس العاصمة وبالذات في المرحلة الثانوية والإعدادية تم ذلك بدون تخطيط مُسبق والهدف ليس تعليم اللغة العربية بل كان لمجرد إستيعاب الأعداد الكبيرة التي وصلت حتي لا يقول المُجتمع المسلم الذي ينتمي إليه هؤلاء الخريجين إن أبناءهم لم يتم توظيفهم بالدولة وبالتالى كان لغرض تحسين صورة النظام أمام الشعب وفي الواقع كانت هذه السياسة الإرتجالية فاشلة مُنذ البداية فتسربت أعداد كبيرة من هؤلاء الخريجين وتركوا العمل والوطن لأنهم أدركوا أن الثقافة التي يحملونها غير مرغوب فيها والذين صمدوا منهم في الوظيفة تم إعادة توزيعهم لاحقاً الي الأقاليم الشرقية والغربية والإقليم الجنوبي لتغطية النقص في الكادر التعليمي وهكذا تم إزاحة الثقافة العربية التي درس بها هؤلاء الخريجين من الحياة الثقافية وتبعاً لذلك تمت عملية تهميش مثقفي العربية في مؤسسات الدولة الأرترية في كافة المجالات بإستثناء العاملين في أجهزة الدعاية والإعلام والأجهزة الأمنية والسفارات في منطقة الشرق الأوسط والمحصلة الأخيرة كانت ولا تزال الهجرة العكسية والخروج من البلد للكوادر وللأسف الشديد من بقي منهم فى الوظيفة حاله كحال من لا يملك برنامج فعمل على خدمة من يملك البرامج والإستراتيجيات.
حدثنا عن بداياتك في السلك التعليمي حتي وصولك مسؤولاً للتعليم بإقليم جنوب البحر الأحمر ؟
بدأت العمل بوزارة التعليم - كمدرس لمادتي الإدارة المدرسية وطرق التدريس بمعهد المعلمين باسمرا من عام 1995/1994 وفي بداية 1996م تم نقلي كمسؤل الخدمات التعليمية بفرع وزارة التعليم بإقليم دنكاليا كما كان يسمي سابقاً وعملت فى المنطقة حتى عام 2003م بعدها تمت ترقيتي في نفس الفرع كمسؤل إقليمي لوزارة التعليم حتي عام 2016م ومكثت أكثر من عشرون عاماً في هذا الإقليم حيث عملت مع كافة الجهات المعنية بالعملية التعليمية من أجهزة الدولة الرسمية والشعبية وكنت شاهداً علي النهضة التعليمية التي شهدها الإقليم وقد حُظيت بإحترام وتقدير كبير من شعبنا العظيم في إقليم جنوب البحر الأحمر وتعلمت الكثير من التجارب المُفيدة وخبرات إجتماعية وسياسية كبيرة من أهل المنطقة وفي هذه الفترة المُمتدة لأكثر من عقِدين أمضيتها بالخدمة في دنكاليا أطلعت عن قرب علي ثقافة العفر وتاريخهم العريق المُزين بالكفاح والصُمود في مواجهة عوامل الطبيعة القاسية وتحديهم للغزوات الخارجية التي كان يتعرض لها هذا المُجتمع الأبي وأدركت عن قرب الأهمية الجيو - إستراتيجية لمنطقة باب المندب التى تقع فى هذا الإقليم والثمن الذي يدفعه أهل الإقليم للحفاظ على سيادتنا فى هذه المنطقة.
ماذا عن عسكرة التعليم في أرتيريا المخاطر والسلبيات وبما أنك شخصية مدينة كيف تعاملت مع حالة العسكرة التى تُخيم على البِلاد والعِباد ؟
إن حالة العسكرة التي تعيشها البلاد منذ بداية الخدمة الوطنية في عام ١٩٩٤م كانت مُنعطفاً جديداً أهدافها المُعلنة تسريع وتيرة عملية إعادة البناء وحماية السيادة الوطنية أما أهدافها الحقيقية كما اتضحت لاحقاً كانت تهدف لتنفيذ أجندة الرئيس اسياس افورقي الشيطانية وهى التأثير علي السياسات التي تبنتها اثيوبيا داخليا مثل النظام الفيدرالي وتشكيلة الإقليم ذات الحكم الذاتي علي أسس إثنية والقيادة الأرترية كانت ترى في السياسات الإثيوبية عمل يُشكل تهديداً لسياساتها في الداخل الأرتري إضافة الي حالة التنافس التي كانت سائدة بين ملس زيناوى وأفورقى والعامل الأخر وراء عسكرة المُجتمع الأرتري هو خلق عدم الإستقرار بالدول المجاورة للهروب من الإستحقاقات الداخلية والمُتمثلة في إرساء نظام دستوري يضمن التداول السلمي للسُلطة وهذا ما يفسر رفض أرتيريا في بداية أزمة بادمي للمبادرة الأمريكية - الرواندية التي طالبت فيها المبادرة بعودة القوات الأرتيرية الي المواقع التي كانت فيها قبل إندلاع الأزمة وبقية المسلسل معروف للجميع حيث دخلت الحكومة الإرترية فى نفقٍ مظلم مُستمر حتى اليوم.
أما إنعكاس السياسات العسكرية فكان مُدمراً لمستقبل البلاد ومازال الأمر كذلك وهي سياسة خبيثة لا ينتهجها إلا نظام يُريد تدمير مُستقبل البلاد لان الميزانيات التي يُخصصها لحشد وتدريب الآلاف من الطلاب سنويا كان يمكن الإستفادة منها في توسيع التعليم العالي وتحسين جودته، فإذا رأينا نسبة النجاح في الشهادة السنوية الأرتيرية في معسكر ساوا لا تتجاوز نسبة ال ٢٤% والآلاف الُمتبقية من الطلاب يصبح مصيرهم الخدمة العسكرية التي فقدت معناها وبالإضافة إلي ذلك ربط التعليم بالعسكرية خلق لدي النشء الأرتيري حالة يأس من المُستقبل وإنعكاس هذه الحالة يظهر بشكل جلي في نسبة الهاربين من المُراهقين إلي خارج البلاد بأعداد مُتزايدة يوماً بعد يوم وأن التعليم المقدم الآن في أرتيريا لا ينتج إلا كتبة وموظفين لإدارة الجهاز الإداري للدولة وحتي التعليم العالي الذي حدث فيه توسع ملحوظ من حيث العدد والقدرة الإستيعابية لم تستطع الدولة في إعطاء هامش من الحرية للأكاديميين في إدارة دفة هذه المؤسسات لأن الطبيعة الإستبدادية للنظام لا تسمح بذلك وترتب علي ذلك هروب كثيرين من الكوادر العاملة في هذا المجال مما أفقد التعليم العالي الجودة المطلوبة.
وأن السياسات التي يسترشد بها النظام في الوقت الراهن هي نتاج العقلية الثورية والعسكرية والتي تري بناء الدولة هي إمتداد لمرحلة الثورة وحرب العصابات وبما أن جميع المواقع المهمة في مؤسسات الدولة تُدار بهذه العقلية التي تتسم بالشك في كل شيء والحذر من أي شيء والتوجس من المدنيين وعدم الإعتراف لمُنجزات العلم الحديث إلا بما يتوافق مع ما خبروه في الميدان وأن التجارب المُكتسبة في الميدان هي التي تُعتبر المعيار لكل شيء في ظل هذه العقلية المُعقدة فالعمل ضمن هذه المنظومة التي يغلبُ عليها الطابع الأمني كان العمل فى هذا الوسط غاية فى الصعوبة لهذا فكانت تجربتي تتسم بمراعاة المسافة النفسية إذا جاز التعبير وتجنب الإصطدام المُباشر مع أجهزة الدولة مالم يتطلب الأمر ذلك مع معرفة الخُطوط الحُمر التي ينبغي عدم تجاوزها وكذلك البقاء علي مسافة واحدة من العناصر المُتنفذة مع تعزيز العلاقة مع القيادات القريبة وبهذه الطريقة كُنت أدير علاقاتي بين قيادات الحزب في الإقليم وإدارة الإقليم والأجهزة العسكرية والأمنية بالإقليم ففى إرتريا مالم توازن شبكة علاقاتك بمراكز القوى داخل أجهزة الدولة فى الإقليم الذى تعمل فيه إدارياً فمن الصعب جداً أن تستمر فى مهامك الإدارية خاصة فى ظل الصُراعات الداخلية التي تنخر بمؤسسات النظام الإستبدادي بشكل غريب.
للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.