يكألو قبري سلاسي و قناة الحوار

بقلم الأستاذ: أحمد شريف - خبير إعلامي وشاعر - ملبورن، استراليا

في آخر حلقة لبرنامج (ملفات إرترية) عبر قناة الحوار استضاف الزميل/ فؤاد عامر، السيد/ يكألو قبري سلاسي (الناشط السياسي)

هل الإستبداد يهدد التعايش السلمي بين مكونات المجتمع

كما تعم تعريفه في القناة.

موضوع الحلقة جاء تحت عنوان: هل الاستبداد يهدد التعايش السلمي بين مكونات المجتمع ؟ شارك في موضوع الحوار هاتفيا من باريس السيد/ حسين بابكر والسيد/ هلال العفري من السعودية.

لا أخفي أندهاشي التلقائي عندما رأيت أن ضيف الحلقة هو السيد/ يكألو؛ وسر الدهشة تعود لمتابعتي آراه التي ينشرها في صفحته الخاصة على الفيسبوك، خاصة المتعلقة بشأن مطالب المسلمين الإثيوبيين في بناء مسجد لهم بمدينة (أكسوم) الإثيوبية. الرجل في آرائه ذهب مذهبا أبعد في خطاب (الكراهية) عندما قال حرفيا: (إذا أصر الأكسوميون المسلمون على بناء مسجد لهم بالمدينة، وعزموا على مواجهة إعتراضنا لهم، بإعلان (الجهاد) على رأي من حاوره، قال السيد/ يكألو، (عندها سيكون رد فعلنا، هو تنظيف إرتريا كلها بالإضافة إلى السعودية) لا أدري ماذا يقصد بعبارة (تنظيف) ؟ ويمكن مراجعة الفيدو على الرابط أدناه:

ذهب الرجل أبعد من ذلك فقال: (أنهم أقوى من (إسرائيل)، وقد أختار أنموذجه دولة الكيان الإسرائيلي. شخصيا أفسرها تفسيرا منطقيا يتماهى مع آراء مجموعات أخرى سأتطرق إليها في هذا التعليق المختصر.لهذا وذاك، فإن ضيف البرنامج السيد/ يكألو، ليس ضيفا عاديا، فهو رجل يتمتع بحضور طاغي في وسائل التواصل الحديثة.

ليس هذا فحسب، بل يطرح آراءه بجرأة وشجاعة حتى لو كانت متناقضة أو تمس قضايا وطنية غاية في الحساسية. السيد/ يكألو لا يستخدم اللغة العربية في صفحته الخاصة إلا نادرا. وقد ظهر في البرنامج أعلاه، بلغة عربية أجاد بها التعبير عن آرائه بطلاقة، أكثر من إجادته للغته الأم (التقرنية)؛ ربما لأن العربية خي التي بنى بها أفكاره وآراءه، دينية كانت أو اجتماعية أو سياسية كما يزعم وهو آنئذ في السودان.

ورغم ما ذكرتُ، فقد كنت مضطرا لتابعة موضوع الحلقة، خاصة آراء الضيف مع المتداخلَين وضابط الحوار الزميل فؤاد. حصيلتي كمتابع فقط لا غير، يمكن إجمالها في التالي:-

• استضافة القناة أسماء غير مُصنفة إلى إنتماءات حزبية سياسية بعينها، يعتبر مدخلا صحيحا للقناة في تناول الشأن الإرتري؛ بهدف التعرف على الآراء غير المنضوية إلى عناوين سياسية محددة.

• أن يكون ضيف البرنامج من شركاءَ الوطن تحديدا الإخوة (المسيحيين) سواء أجادوا لغة القناة أو تحدثوا بلسانهم. هذه أيضا خطوة هامة جدا. وتحسب لصالح القناة، سيما وأنها حسب متابعتي لها، لم تدخل حلبة استضافة ناطقين بغير العربية تحديدا من شركاء الوطن. وهذا أمر هام سأنشر عنه موضوعا مفصلا تحت عنوان (رسالة إلى قناة الحوار) قريبا إن شاء الله.

• موضوع الحلقة، يعتبر من مواضيع الساعة، وقد طُرح في وقته. إلا أن الموضوع لم يجد الوقت الكافي لمناقشته: مسبباته، أبعاده وخطورته، علما أن البرامج عادة لا تملك إلا ساعات بداياتها، لكنها لا تستحوذ على دقائق إنتهائها، بمعنى تنتهي وفي جعبة الموضوع، كم من قضايا لم يتطرق إليها البرنامج.

• إختلاف الآراء وتباين وجهات النظر إزاء الموضوع المطروح للنقاش، أحدث بدوره تسآؤلات لدى المشاهد من ناحية، ومن ناحية أخرى لم تتبلور فكرة الفدرالية ذاتها، كما روج لها الضيف داخل الاستديو والمتداخل من السعودية تحديدا. سيما وأن النماذج التي قُدمت لم يتم الإسهاب في تناول عناصر التشابه بين إرتريا والأقطار التي ورد اسمها في متن المقابلة.

• تمنيتُ لو تم إعداد بحث أوسع من الزميل فؤاد عامر، عن ضيف البرنامج السيد/ يكألو، لرصد آرائه وأفكاره التي يتبناها في صفحته الخاصة، مناقشته حولها ومن ثم الاستماع إلى رده. الرجل ظهر بآراء تتعارض تماما مع مواقفه التي يطرحها، غير تأكيد أنه من (مجموعة سرايي).

• الضيف يروج لفكر مجموعة (الأقآزيان)، بل يتفوق أحيانا في حملاته، كبار منظري (الفكر الأقآزياني). متنصلا عن إرتريته التي حاول تأكيدها في البرنامج بطريقة غاية في الغرابة، وكأنه رسول التسامح والتعايش الديني ضاربا الأمثلة بأنموذج السودان !!! يتحدث الرجل في صفحته أحيانا كما لو أنه (تقراوي) لا تعنيه الفواصل الجغرافية هنا أو هناك، بل طالب مرات وبعناد ودونما تردد أن على المسلمين الأكسوميين الابتعاد عن المدينة بثلاثين كلومترات إذا أرادوا السكن فيها، أما إذا أرادوا إقامة صلواتهم المفروضة عليهم أن يصلوا في حدود 100 أو 200 يعني متفرقين وليس في مسجد !!! هذا الحديث المتطرف باستغلال الدين، لم ينطق به (قسيس أكسومي ظيوني) من قبله !! وفي حالة متناقضة مع نفسه يصف إسياس بأنه (الملك إسياس) الذي يجبر الناس على السمع والطاعة، ويحل لنفسه أي يجعله حلالا عندما يفرض على المسلمين الأكسوميين السمع والطاعة للطائفة الأرثوذكسية تحديدا، تحت مزاعم أن (أكسوم) هي مدينة مقدسة لطائفته لوحدها لا غير!! لا أدري في أي كتاب قرأ ذاك الإدعاء. فهل يتطابق هذا الخطاب العدائي مع حديثه في القناة بأنه كان يقبَّل (يسلم) أيدي المراغنة والصوفية، يا حبذا لو أفصح عن سر تقبيلاته تلك !!

• تمنيتُ لو تغير عنوان الحلقة في القناة مع الضيف تحديدا. بمعنى لو تمت مناقشة أفكاره التي يرطرحها بقوة وإصرار، بدلا عن استعراضه أفكارا أخرى متناقضة مع الآراء التي يروج لها. وهنا كان سيكون للبرنامج تميزه ومعالجاته لهكذا تطرف وآراء غير مسؤولة. إن موضوع التعايش السلمي في المجتمع الإرتري ومهدداته، لا يملك الضيف الرئيسي (يكألو) مفاهيمه وأخطاره لا من قريب ولا من بعيد؛ لأن الرجل تنازل طواعية عن كل أفكاره التي يروج لها في صفحته كما قلت. على العكس ظهر الرجل في مربض (الإقليم) الذي ينتمي إليه إسما، ولكنه ينظر إلى إقليمه في إطار النظر إلى القضية في أبعادها التاريخية، سيما وأنه نفث بعضا من أفكاره كقوله (إن المجتمع الإرتري ليس مجتمعا متجانسا) وقسمه حسب أهوائه إلى ثلاثة مناطق جغرافية، تأكيدا على أنه يعيش أزمة مناطقية، وهو هكذا لم يتجاسر إلى طرح قضيته في بعدها الديني (الأقآزياني) !!

• مرة أخرى، أشيد بالمتداخلَيْن من السعودية وباريس، ومحاولاتهما إثراء الحلقة بالنقاش والرأي الجاد. وليتهم أيضا واجهوا الضيف بآرائه التي أشرتُ إلى جانب منها. والأخرى التي يروج لها السيد/ يكألو همسا في خلاياه السرية إن كانوا يعلمون. ذلك حتى لو جاء خارج أسئلة ضابط الحوار، وهو أسلوب يحتاج بذاته إلى إستعدادات حوارية وإمكانات أخرى. بكلمة شكرا لقناة الحوار والزميل/ فؤاد عامر تحديدا على فكرة الإطلالة بشكل مختلف فكرا ومضمونا.

التعليقات  

ود عد
#ود عد2018-12-27 00:59

يطالب بإخراج المسلمين من منطقة "اكسوم" المقدسة
ويهدد المتحدث بالحرب المقدسة ضد المسلمين وإراقة الدماء في حال رفض المسلمون مغادرة منطقة أكسوم
ويرفض إنشاء مساجد وغيرها مما له صلة بالإسلام والمسلمين في أكسوم

المتحدث ليس إثيوبي هو ارتري
اسمه (يكألو قبري سلاسي) من أبناء منطقة سراي تحديدا من قرية كدو فلاسي
هو ضابط سابق في الجهاز الاستخبارات الإرترية وادعي الانشقاق عن النظام في 2017
يعتقد الكثرين لازال علي رأس العمل مع النظام القاتل
هو مسؤل عن اختفاء واعتقال عدد من المواطنين الارترين
مقيم حاليا في بريطانيا
رد
Top
X

Right Click

No Right Click