سلام اسياس وابي احمد في محك

بقلم الأستاذ: ابن زولا - كاتب إرتري

ان لم يستجدي اسياس في خطابه هذا العام بعيدا عن فلسفته في البحث عن مفردات ومصطلحات جديدة تغذي اللغة التجرنيا والتوهان

أسياس أفورقي و أبي أحمد علي

بين السرد المطول وخلط الحابل بالنابل يكون وببسيط تغيير في الواقع قد حفظ ماء وجهه عن اﻹعصار القادم.

القبضة الأمنية في الواقع الإرتري الآن لا تجدي نفعا لأن كل شيئ قد تلاشي واصبحت الحياة ضاقطة مضيقة افق التفكير لعدم وجود كل شيئ وﻷنه تمكن من إفراغ معاني الثقة والتأزر والتلاحم بين مكونات المجتمع يبدو عليه قد اطمئن واصبح ينام غرير العين.

الوزارات الحكومية اصبحت تحمل اسماء دون برنامج عمل او صلاحيات في طول البلاد وعرضها غير جهازين ووزارة تدار بإشراف مباشر من مكتب اسياس. هما جهاز اﻷمن والشؤن القنصلية التي يتم من خلالها جمع العملة الصعبة. ووزارة اﻹعلام التي تدار مباشرة عبر الناطق الرسمي السابق لمكتب اسياس، يماني فبرمسقل ووزير اﻹعلام الحالي. ونتجة لﻹحباط وخيبات اﻷمل تجد مسؤلين رفيعي المناصب يقضون نهارهم بين المقاهي ومسائهم في البارات (حانات الخمر) ينفسون عن وضعهم البائس ومستقبلهم المجهول بإحتساء الكحول المفرط حتي اصبح الكل معتل ادمانا او بمرض اخر سببه تناول الكحول.

السلام المنقوص مع اثيوبيا دون ترسيم الحدود حسب قرار محكمة لاهاي سوف لن يكتب له استمرارية علي المدي البعيد ﻷن الخلاف المختلق من قبل اسياس وزمرته كان استهداف سيادة الأراضي الوطنية من قبل اثيوبيا ولذالك هب الشعب اﻹرتري للزود والدفاع لحماية سيادته من المحتل القديم المتجدد.

ولنكون علي بصيرة ووعي تامين لم يستطيع ابي احمد رئيس الوزراء الأثيوبي بإصدار أمر بترسيم الحدود دون موافقة حكومة اقليم تقراي وحزبها ﻷسباب عدة:-

1. تم افتعال الأزمة ونشوب الحرب بتحريض مباشر من حكومة اقليم تقراي.

2. يقع تماس الحدود المباشر وغالب مناطق النزاع بين البلدين علي الحدود الشمالي ﻷثيوبيا (اقليم تقراي) ودولة ارتريا يتحم من ارضاء اقليم تقراي مقابل عدم مطالبة ارتريا بترسيم الحدود علي اقل تقدير في السنوات القليلة القادمة.

3. لازالت حكومة ابي احمد لم يشتد عودها بعد حتي تصدر قرار بتنفيذ ترسيم الحدود.

4. تعلم حكومة ابي احمد ان اسياس لم تكن المطالبة بترسيم الحدود أولي اهمياته في هذه الأونة ولم يؤمن بطبيعة الحدود الجغرافية بين البلدين بقدر ماله من طموح اكبر من ذالك.

5. لم تتضح بعد رؤي اسياس وابي احمد وخططهما لما بعد السلام المجوف غير المشبع بالخطوات العملية لحلحلة أس النزاع الذي ولد كل هذه الحروب والقطيعة بين البلدين المتجاورين. ويحتمل نشوب الحرب بين البلدين لعوامل عدة ونجملها كالتالي:-

عدم رضي حكومة اقليم تقراي بتصريحات اسياس وانحيازه التام في التعامل مع بقية مكونات اثيوبيا وإقصاء اقليم تقراي من الجانبين الحكومة المركزية اﻷثيوبية واسياس راس النظام الحاكم في ارتريا.

إضافة الي عدم اعطاء اهمية ودور كبيرين ﻹقليم تقراي فيما يتعلق باﻹتفاقيات والتشاور بمناطق النزاع والحدود المشتركة بين اﻹقليم ودولة ارتريا ومن الداخل اﻹثيوبي سعت الحكومة المركزية بملاحقة مقاتليه القدامي واعضائه البارزين في بنية تنظيم اﻹهودق بفساد مالي واداري وتهريب بعض اﻷموال الي خارج اثيوبيا والتي تقدر ب 36 مليار دولار واستثمارات كبيرة ﻷبناء اﻹقليم برؤس اموال ضخمة في مشاريع عديدة والحصول علي تسهيلات ادارية مستخدمين سلطاتهم مماجعلهم عرضة للترصد والمتابعة اخذا بمعيار الكيل بمكيالين.

ونتيجة لهذه السمعة الشائنة التي مني بها ابناء اقليم تقراي ربمايتم تحريك بعض المليشيات للقيام بهجمات غير منتظمة لتعطيل عملية سلام اسياس وابي احمد وبذالك يتم إثارة غضب اسياس ووضعه امام اختبار مهين وﻷنه في وضع غير مريح نسبة للتزمت الداخلي وعدم الرضي الشعبي لما بدر منه من خفة وعنجهية في التصرف وزيارة قبر جده بمدينة قوندر اﻷثيوبية اثبت للجميع وبجدارة خبث نواياه وعدم انتمائه للوطن الذي ناضل من اجله 25 عاما بين الاحراش واﻷدغال وبذالك اصبح حديث المقاهي والجلسات وكما نعلم طبيعته المتمردة لا يستبعد ان ينكث العهد ويرمي عرض الحائط بإتفاقية السلام التي ابرمها مع ابي احمد ويثير الحرب مرة اخري ولكن هذه المرة ونسبة للتمرد الداخلي غالبا مايتوقع ان تكون اعلامية أومطالبية ﻹضعاف دور حكومة اقليم تقراي عن المسرح السياسي اﻷثيوبي اكثر مما هي عليه الآن ونتيجة لذالك سيكون ابي احمد امام خيارين احلاهما مر.

خطاب اسياس بمناسبة العام الجد:

لم يتبقي من بدأ العام الجديد غير ايام والكل يحدوه اﻷمل لسماع بشريات من رئيس العصابة ممنيا نفسه اما ان يعقل ويزيل الغشاوة التي تعمي بصيرته ليري وضع الشعب اﻹرتري جراء صرامة قيوده الظالمة وسياسته العدوانية مع الداخل ودول الجوار التي وضعت البلاد في ذيل قائمة الدول المتخلفة اقتصاديا وسياسيا وبلد طارد لشبابه منتوجها السنوي هجرة عشرات اللالاف من المهاجرين بين دول الجوار وما وراء البحار.

وﻷننا لا نتوقع الكثير من ظالم مغتصب ان يأتي ببرنامج عمل انتقالي ممرحل يخرج بالبلاد الي بر اﻷمان لا نطلق او نرفع سقف اﻷماني اكثرمما علمتنا الحياة ان نكون اكثر واقعية. ونعلم جيدا بأن اسياس في حديثه ومقابلاته سوف لن يتطرق الي امرين يشكلان خطا احمر بالنسبة له هما تفعيل الدستور المعلق واطلاق صراح السجناء وهذان يعنيان له عرضه للمسائلة والمحاسبة القانونية حتي وان ابدي الشعب اﻹرتري تسامحه المعهود لكن اﻷجيال لا تستطيع ان تغفر له وتتخطي جرائمه التي تفوق تصور انسان عاقل يعرف اﻷنظمة الديكتاتورية المستبدة عبر التاريخ اذا قورنة بديكتاتور بلادنا لقال تلك نعمة وهذا بلاء ابتلي به الشعب اﻹرتري.

ربما يقلص اسياس فترة الخدمة الوطنية الي مدتها الأصلية العام والنصف اي 18 شهرا ﻷن ليس له حجة في رهن الفئات العمرية من الثامنة عشر الي الخامسة والستون وسيتبجح كعادته بإعلانه هذا وكأنه منة وهبة منه واﻷخر هو وعود بلإنفتاح اﻹقتصادي وفتح مجال اﻹستثمار الخارجي.

ولكن كل ما يقوم به اسياس ويخطط له هذه المرة سيراقبه الشعب اﻹرتري بعين الريبة والحظر ﻷنه تعلم من ان لايلدغ من جحر مرتين وسوف لن يساوم علي اي تغيير دون أمرين. إما رحيله او تفعيل الدستور المعطل.

Top
X

Right Click

No Right Click