السلام بين إثيوبيا وأسياس أفورقي هناك حلقة مفقودة
بقلم الأستاذ: محمد علي صالح هنتولاي
السلام بين إثيوبيا وأسياس أفورقي.. هناك حلقة مفقودة وصورة المشهد (السلامي) العام لا تخلو من ضبابية..
أقول.. والعهدة على التكهنات.. وبعض الفرضيات..
أولا: أي سلام يأتي في سياق الصراعات الداخلية لإثيوبا.. لن يجر إلى إرتريا غير الخراب (هي أصلا خربانة)..
وثانياً: هناك سؤال ملح كان يراودني من كم يوم.. وما كان لاقي طريقة يطلع..
يقول السؤال: هل كان لإسياس دور في حدوث التغييرات الأخيرة التي حدثت في إثيوبيا ؟
دواعي هذا السؤال:-
• سرعة إعلان أبي أحمد الانسحاب من الأراضي المتنازع عليها وعزمه على تنفيذ الاتفاقية في أول خطاب له (حار حار).
• الاستقبال الحافل الذي وجده الوفد الإرتري إلى أديس أبابا.. حتى خف أبي أحمد نفسه لاستقبال وفد بتمثيل رسمي أقل من مستواه كرئيس وزراء..!!
• ثم الاستقبال الخرافي الذي حظي به أبي أحمد نفسه في أسمرا..!!
الإشارات الثلاث أعلاه تبدو عادية في أغلب الأحيان.. وقد تكون من بوادر حسن النية لكل طرفين كانت بينهما خصوصمة حادة..
ولكن.. الإشارات التالية تنقل هذه الفرضيات إلى مستوى مختلف كليا وبعيد كل البعد عن النوايا الحسنة.. وهي:-
• وقوف التقراي ضد تحركات أبي أحمد الأخيرة..
• ومحاولة الاغتيال التي تعرض لها..
• التعديلات التي شملت الكثير من الحقائب الوزارية والمناصب السيادية الحساسة التي أخرجت الكثير من قيادات الوياني من الحكومة المركزية.
• ثم كثرة الهتافات ضد الوياني في الكثير من الفعاليات الجماهيرية المؤيدة لأبي أحمد (وياني ليبا.. وياني ليبا) كما ظهر في الكثير من مقاطع الفيديو التي نقلت من تجمع جماهيري ضخم في مدينة بحر دار.
• وأخيراً وليس آخراً.. حفاوة إسياس شخصياً في استقبال أبي أحمد.. حتى في منزله وبين أفراد أسرته التي لم تظهر قط أمام وسائل الإعلام.. وهو الرئيس الوحيد الذي لا يصطحب زوجته في أي مناسبة رسمية..
• ثم خطابه الذي كان مليئاً بالكثير من لغة الترحيب المساندة والمؤازرة لضيفه الإثيوبي..
كل هذه الفرضيات تدفعنا إلى التفكير مليا في الموقف قبل أن نتكهن بثمرات هذا السلام..
فإن صحت الفرضيات أعلاه.. فالذي أمامنا الآن ليس سلاماً.. ولكن ربما مجرد مقدمات لحرب أخرى طاحنة قادمة.. لكن ربما بتشكيلة مختلفة.. غير التي لعب بها ملس زيناوي..!!
مجرد محاولة لقراءة الواقع..