عفوا أي وحدة تعني ياهذا؟
بقلم الأستاذ: أبو هاني شمسي - كاتب وناشط سياسي إرتري
تصريح (نحن شعب واحد ولسنا شعبين؛ ومن يقل عنا شعبين فهو ساذج) أو ماشابهه، كتصريح دبلوماسي
لطيف من أجل المجاملة وإبداء نية طيبة، تجاه شعب دولة مجاورة، لهوشيء طيب، لكن عندما يصدر، من ابن مدهن، الذي لا وطنية له ولا أي سمة إنسانية يمكن أن يتصف بها الرجل، فهكذا عهده القاصي والداني، بل هو الحاقد على شعبه، الذي بات يعامله كما المنتقم ثأرا، على رفضه للإحتلال الإثيوبي، وتضحياته لأكثر من ثلاثة عقود، فمنذ إجلاء المستعمر، لم يهنأ الشعب الإرتري بالأمن والإستقرار.
وهو المتهم لدى الشعب بأنه كان مجند من قبل الإمبراطور الإحتلالي هيلي سلاسي، لتخريب ثورة التحرر الوطني والإنحراف بها عن مسارها، فشاءت الإرادة الإلهية أن تنطوي صفحة الإمبراطور قبل أن ينجز المندوب مهمته الموكلة إليه، فصار متخبطا حار به الدليل، ولم تهيئ له فرصة أن ينال ثقة الحكم الإحتلالي العكسري الذي خلف الأمبراطور (الدرق) فبدء البحث عن من يشتري الولاء من الشرق والغرب، إلى أن أتى الإستقلال، و هو على رأس التنظيم المدعوم دوليا، ولا أريد أن أتطرق للظروف التى أوصلته صدارة التنظيم، على كل حال سياسة الرجل هي البيع لمن يدفع أكثر، بشرط أن تبقى اليد الحديدية له مسلطة على الرقاب، بل كان حريصا على وحدة إثيوبيا االإستعمارية الكبرى، ولكن حبه للتسلط، وضئآلة الفرصة في أن يحكم شعوب إثيوبيا الفدرالية دون إزعاج أو تنافس هو ماجعله يقبل خيار أن تستقل إرتريا عن إثيوبيا ويستحوذ عليها هو بنفسه، على خيار ان تبقى إرتريا تحت السيادة الإثيوبية، وهذا الكلام أكده أحد قيادات المعارضة الإثيوبية في لقاء تليفزيوني، وكان ايضا متداول ومتوفر باليوتيوب.
هذا المعارض كان في تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تجراي بزعامة الراحل ملس زيناوي، في فترة تحالف الشعبيتين (وياني، وهقدف) الرجل أدلى بتلك التصريحات ليتهم زيناوي بأنه من فرط في إرتريا، وأنه كان السبب في إنفصال إرتريا عن إثيوبيا على حد قوله، حتى لاينافسه أسياس في قيادة إثيوبيا وبأن أسياس كان حريصا على وحدة إثيوبيا وكان موافق على بقاءها داخل الكيان الفدرالي، ويكون مشاركا في صناعة القرار الإتحادي، إنتهى كلام الرجل.
هذا الكلام أعلاه يجعلنا نأخذ تصريحات الرجل في أديس أببا بشيء من الريبة وليس بروح التصريحات العفوية ضمن تبادل الكلمات الأخوية بين قيادة شعبين مجاورين.