لا جديد في الأمر غير تجديد الماضي البغيض
بقلم الأستاذ: ابن زولا - كاتب إرتري
كنا نردد في وسائل اعلامنا إبان حرب بادمي "ضربني فبكي وسبقني واشتكي" ما احلي هذه العبارة في خضم خصام الأسرة.
خاصة عندما يكون الاب المهين بروحه وسطوته في تسير وضبط النهج الذي وضعه مفقودا كان لا بد من العصيان والتمرد من الإخوة الصغار مهما بلغو من القوة والجاه والسلطان.
بهذه البساطة يمكن قراءة المشهد الارتري بعد تحرر ارتريا التي قدمنا لها قرابين من الشهداء وطهرناه بدماء الشهداء ودموع الامهات علي فقدهن فلذات اكبادهن وازدانة وتقوة بما ارتوت من غال دفع ثمنا باهضا لتتبوأ مكانتها التي تليق بها في خارطة الامم.
هي تلك ارتريا الغالية التي زفت الي التطبيع الكامل دون تثمين نضالنا وتضحياتنا وقافلة الشهداء حتي اخر الحروب العبثية بين بكر البيت واخر العنقود. ليتضح لناجليا باننا كنا نخوض مع الخائضين دون علم. بالأمس اختلطت المشاعر عند السفاح افورقي انتشي بخروجه من العزلة وغار حتي تأججت فيه الغيرة السالبة التي دوما لا تختلف عن الحقد والكراهية الدفين وهذه العقلية دوما استأصالية قاتلة لا تؤمن بأنصاف الحلول ولا بالتعبر كما هي كالعادة.
ولكن هذه المرة ان لم يتعظ من التحالفات السابقة ويعي الدرس ربما يقودنا في المستقبل الي حروب مبيضة من علي وجه البسيطة.
اسياس وعلي مر تاريخه عمل جاهدا علي تمكين قومية التقرنيا ليتثني له تفعيل احلام سلفه واباه الروحي ولدآب ولد ماريام. ولكن ملس زيناوي الراحل رأي بأن تفعيل المشروع تقراي تقرينيا سابق لأوانه فاراد تمكين قومه وبناء تقراي علي دعائم اقتصادية حتي لا تتأخر عن الركب وتكون رهينة مشروعهم فإختلف مع اسياس الطموح للزعامة .وادار ظهره ﻹمتطاء سهوة اثيوبيا الكبيرة بمساحتها والمعقدة بتركيبتها غير المنسجمة. ولأنه كان واثقا من ادارة اثيوبيا عمل جاهدا دون كلل وكان التوفيق حليفه.
عمل اسياس علي اضعاف السوق الاثيوبي من خلال شراء العملة الصعبة والمتاجرة بالبن الاثيوبي دون علم السلطات الاثيوبية وهذا تصريح ملس زيناوي في لقائه مع اذاعة اسنا يمكن الرجوع اليهوكان هذان السببان كفيلان بقيام الحرب المدمرة بين الشقيقين اسياس وملس زيناوي لأن كل منهما يدير حزبه. وﻹلباسها ثوب الشرعية اختير لها ان تكون حرب حدودية.
التوجه البديل لتقراي تقرينيا:
يعلم جيدا الطاغية اسياس بأن المجتمع الإرتري تستحوذ العاطفة عقله اكثر من الواقع. فعند زيارته لأثيوبيا قال "دفعنا قافلة من الشهداء لنري هذا السلام" متناسيا انه عاش فترة سلام تخلله اذدهار وانتعاش اقتصادي في ارتريا حتي عام 1997. وليصلب قلوب البسطاء من موطينينا قال"محظوظون نحن بأن راينا هذا السلام ولم يراه شهدائنا" لو يعلم الشهيد انك ستفعل بدمه وروحه هذه الأفاعيل لربما لم يقدم علي الموت . ولكنهم احياء يامصاص الدماء ما دام رفاقهم باقون.
وتحت سطوت الفرحة والخمر القي اسياس اخر قنبلته ليثبت للغافلين انه رجل سلام. قال "من يقول بأن شعبين فإنه لا يعرف التاريخ".
هكذا وبكل بساطة طويت صفحة نضالنا وهدرت دماء شهدائنا وبذالك يكون اسياس قد انتقل من فكرة دولة تقراي تقرينيا الي ضم ارتريا علي احضان اثيوبيا. وبذالك يحقق اسياس هدف خروجه للميدان فاليهنئ المطبلون ومن هم علي مسافة التقارب بهوية الحبيشه.
فنم يارفيقي الشهيد غرير العين.