عندما يكون الإغتصاب من متطلبات الخدمه العسكريه في إرتريا

بقلم الأستاذ: زافير لاكانا - صحيفة The Age أستراليا  ترجمة: صلاح الدين حامد 

• ضباط السلطة الحاكمة في إرتريا هم نفس الذئاب البشرية التي علي يدها تحدث كل هذه المآسى.

• النساء المجندات فى ساوا يتحولن الى رقيق لممارسة الجنس مع المجندين رغماً عنهن.

• الفتيات اللآتى تعرضن للإغتصاب فى "معسكرات ساوا للموت" وعدن يحملن العار فى بطونهن غالباً ماتنتهى حياتهن بعود الثقاب وزجاجه من الكروسين ليتخلصن من مرارة العذاب وبؤس الحياة.

• نظام أسياس أفورقى يقتل البراءه كل يوم ويسحق البسمه قبل أن تستدير فى أفوه العذارى، فتيات إرتريا المضطهدات.

الكابوس المرعب الذى ينتظر الفتيات الارتريات فى معسكرات التدريب الاجبارى... يشكل هذا المجمع العسكرى (ساوا) هاجساً مرعباً للعديد من الآباء والأمهات الذين يسمعون عن القصص المأساويه التى تحدث لكثير من الفتيات فى هذا المعسكر، ومصدر هذا الرعب النفسى الذى يخترم نفوس هؤلاء الآباء والأمهات المقهورين هو أن ضباط السلطة الحاكمة في أريتريا هم نفس الذئاب البشرية التي علي يدها تحدث كل هذه المآسى بينما المتوقع منهم أن يحموا فتياتهم الصغيرات.

أمثله عديده تصور رحلة العذاب اليومى لزهرات إرتريا البريئه التى يقطفها قبل أوانها ضباط الحكومه الارتريه.

"يوحنا" المليحه ذات السته عشرة ربيعاً فتاة بريئه تحب الأغانى الشعبيه وكرة السله، أقصى أمانيها أن تسافر بعيداً الى أمريكا كى تنعم بحياة هادئه ولكنها تعلم أن أحلامها لاتعدو أن تكون سراباً فى الأرض اليباب حيث يتعذر عليها الحصول على تأشيرة خروج لأن السلطات تمنع ذلك حتى لو توفر لديها المال للسفر، ويبدو أن "يوحنا" لن تفقد أحلامها الورديه فحسب بل إن خطراً داهماً يوشك أن يستلب عذريتها وبراءتها أيضا، حيث يتعين عليها مع إستدارة العام أن تتوجه راغمة الى معسكرات التدريب أو... (معسكرات الاغتصاب) فى "ساوا"، إنها تعرف تمام القصه أن النساء المجندات فى ساوا والمعسكرات الأخرى يتحولن الى رقيق لممارسة الجنس مع المجندين رغماً عنهن أو ربما ممارسة الجنس بإختيارهن مع ضباط المعسكر بهدف أن تحبل إحداهن حتى تعفى من الخدمه الالزاميه، لقد سمعت "يوحنا" عشرات القصص المأساويه عن فتيات تعرضن للإغتصاب فى "معسكرات ساوا للموت" وعدن يحملن العار فى بطونهن تحاصرهن العيون المتسائله والنظرات الخبيثه، وغالباً ماتنتهى حياتهن بعود الثقاب وزجاجه من الكروسين ليتخلصن من مرارة العذاب وبؤس الحياة.

بالنسبه ليوحنا فإن هذه القصص المأساويه تبدو واقعاً ملموسا وكابوسا مرعبا يوشك أن يتكرر مرة أخرى معها بعد الذى حدث لشقيقتها الكبرى فى "معسكرات الاغتصاب".

لقد كانت أختها تصور لهم معاناتها من خلال الرسائل التى كانت تبعث بها إليهم والتى كانت تقطر مرارة وألماً لما تعانيه من قهر وإذلال وعبوديه وإمتهان لكرامتها. وعندما إنقطعت رسائلها عنهم علموا من قريب لهم أن أختهم قد لقت حتفها فى حادث إطلاق نار خطأ حسب التعميم الرسمى. ولكن "يوحنا" تعتقد أن ذلك كان متعمداً. تقول "يوحنا" (لست أدرى بالضبط هل أغتيلت أختى أم أنها إنتحرت).

فى إرتريا التى نالت إستقلالها قبل عقد من الزمان من إثيوبيا بعد حرب إستمرت لأكثر من ثلاثين عاما تنتشر العديد من الأخبار والأحاديث حول المآسى التى تحدث فى معسكرات الإرهاب الحكوميه فى "ساوا" كما أن الالآف من الصبيان الذين ذهبوا لأداء التجنيد الإجبارى لمدة ستة أشهر أو ثمانية عشرة شهراً لم يعودوا منذ سنوات لأن حكومة الحرب الارتريه تحتفظ بهم جاهزين لحروبها المستقبليه بينما تستخدم الذكور منهم حالياً لأعمال السخره والإناث لعمليات الإغتصاب والجنس الإجبارى.

يقول دبلوماسى إرترى كان يعمل مع النظام الحاكم وحصل على حق اللجوء السياسى فى أستراليا يقول أنا على علم بالإنتهاكات الاخلاقيه المخجلة التى تحدث لنساء إرتريا فى معسكرات "ساوا" دائما الفتيات الجميلات يصبحن هدفاً للمسؤلين الكبار فى المخيم ويتعرضن للإبتزاز والتهديد فى حال تمنعهن أو الحصول على إمتيازات خاصة عند إجبارهن على الموافقه لممارسة الجنس مع الرؤساء "ومما يؤكد كلام هذا الدبلوماسى حول هذه الإنتهاكات الخطيره، حديث سفيرة إرتريا السابقه فى السويد "حبرت برهى" التى قالت أن "هذه القصص ليست أحداثاً معزوله ولكنها أمر ثابت وليس بوسع الفتيات الارتريات عمل شئ غير الخضوع للإذلال وإلا فإن العواقب تكون وخيمة جداً" على حد قول السفيره السابقه التى تعيش حالياً فى أمريكا بعيداً عن وطنها الذى حولته حكومة الرعب الإرتريه الى سجن كبير.

تقع "ساوا" على بعد ثلاثمائة وخمسة عشر كيلومترا (315 كم) شمال غرب العاصمه الارتريه والظروف المناخيه قاسيه جداً حيث تصل درجة الحرارة فى الصيف مبلغا تحترق فيه الأيدى إذا مالامست أحجارها الملساء التى يعتبر تجميعها جزءاً من العمل فى معسكرات الرعب والإغتصاب . يقول أحد المدربين العسكريين فى المعسكر "أن %75 من المجندين يحاولون الهرب" من هذا الجحيم هرباً من قساوة الظروف وسوء المعامله وإمتهان الكرامه ورغم هذه الانتهاكات الواسعه التى تعد إنتهاكاً خطيراً فإن العالم لايعرف شيئاً عما يجرى هنالك. لقد أغلقت الحكومه كل الصحف المستقله فى سبتمبر الماضى (يقصد عام 2001) كما إنها تقوم بإعتقال كل صحفى ينتقد سياسات الحكومه أو إجباره على الهرب خارج البلاد.

ممثلوا الأمم المتحده عبروا عن إحباطهم تجاه مايحدث كون تواجدهم فى إرتريا لايتعدى مراقبة خطوط التماس فى المناطق المعزوله بين إرتريا وإثيوبيا للتأكد من وقف إطلاق النار ولكنهم أكدوا بشكل غير رسمى أن مايسمى بمعسكرات التدريب فى منطقة "ساوا" لايتعدى أن تكون معسكرات للإرهاب والإغتصاب، وأن الناس هنالك يتعرضون لأسوء عمليات الابتزاز والقتل الحسى والمعنوى والإستعباد الجنسى.

"ميزا" من مدينة "مصوع" تعرضت لعمليات إغتصاب متكرر بواسطة ضابط كبير برتبة كابتن فى الجيش الإرترى بحسب ماجاء فى شبكة الانترنت فى موقع "اسمرينو". "ميزا" كان عمرها 19 عاما عندما إلتحقت بالمعسكرات لأداء الخدمة الإلزاميه . بعد إسبوعين من إلتحاقها أخبرها الضابط المشرف أنها ستكون معه فى مركز القياده برتبة مساعد فى مكتبه، وقد تبين لها فيما بعد أن هذه الترقيه معناها أن تصبح هى خادمة عنده تهئ له الطعام وتغسل ملابسه وتنام فى الليل بين أحضانه، ويالها من حقيقة مرعبه.

"الأمين إدريس" ناشط إرترى يعمل فى مجال توطين اللاجئين فى "شمال ملبورن" يقول "الأنباء المتوافره من هنالك (ساوا) تدعوا الى القلق العميق عما يحدث فى معسكرات التدريب، إن هذه الأحداث ليست إنتهاكات معزوله ومحدوده ولكنها ظاهرة متكرره بشكل مخيف، لم يكن يصدقها أحد فى الماضى ولكنها الآن أصبحت فىحكم الحقائق الثابته المتداوله". ويواصل الأمين قائلا فى إشاره الى عمليات الإغتصاب "العديد من الفتيات يحاولن تجنب الذهاب إلى "ساوا" عن طريق "الحمل" بأى طريقة كانت حتى لايواجهن مصيرهن المحتوم ويقعن تحت رحمة ضباط الجبهه الشعبيه".

فى العاصمه أسمرا يوجد مقر "الاتحاد الوطنى للمرأة الإرتريه" وهو تجمع يدعى إستقلاليته عن الحكومه الارتريه، تقول رئيسة الاتحاد "بلانيش سيؤوم" (أن الشباب الارترى يتطوع بنفسه ولاأحد يجبرهم على ذلك ؟!!!) ولكن إعترفت بأن التجنيد إجبارياً على أية حال.

"أسمروم أبرها" السفير الإرتري فى استراليا نفى هذه الوقائع قائلاً (هذه عباره عن قصص مختلقه تستند على معلومات خاطئه ومضلله) وأضاف قائلاً "أننا لانسعى للحط من قدر النساء".

أما بالنسبه ل "يوحنا" فإنها مصممه على الهرب قبل إلتحاقها "بمعسكرات الاغتصاب" وإنها لاتنوى البقاء حيث أُرديت أختها وأغتصبت. يوحنا الجرئيه تقول إنها ستحاول الهرب عبر الحدود الى السودان ومنه الى أى بلد آخر حيث تكون بعيده عن الخطر الذى تجسمه حكومتها.

ولكن يتعين على يوحنا ألا تراهن على الحصول عل حق اللجوء السياسى لأن الأمم المتحده ليست قادره على التصريح بما يحدث فى "معسكرات الإغتصاب فى ساوا" ولأن الصحافه الارتريه المكممه بلجام زبانية النظام الحاكم فى إرتريا لاتستطيع الكتابة عن هذه الفظائع، ولأن العالم مازال ينظر الى إرتريا على أنها دويله صغيره فقيره تتلمس خطاها بين الأمم وتحاول النهوض من وهدة التخلف والدمار.

ولكن فإن ارتريا رغم توقف الحرب رسميا فإنها ماتزال أبعد من الأمان والإستقرار بسبب ممارسات النظام الحاكم، وأن ابنائه وبناته من أمثال "يوحنا" تنتظرهم مهمه صعبه لإقناع العالم أن ثمة خطراً بليغا يعصف بهم كل يوم، وأن نظام أسياس أفورقى يقتل البراءه كل يوم ويسحق البسمه قبل أن تستدير فى أفوه العذارى.. فتيات إرتريا المضطهدات.

Top
X

Right Click

No Right Click