الإسياسية: من حلم إقامة دولة أكسوم وحكم الدولتين إلي انهيار الخيال وحكم الفرد - الحلقة الثانية

بقلم الأستاذ: الحسين علي كرار

كيف نشأت الاسياسية وهيمنت: بعد الانشقاق من القيادة العامة وذهاب افورقي بمجموعته إلي المرتفعات لم تكن له قوة تذكر فقوته

دولة أكسوم

كانت قليلة العدد وكانت كلها من لون واحد ويعيبون عليه ذلك ولكن في ذلك الوقت الآخرون كذلك كانوا من لون واحد في معظمهم والذي يعاب هو العمل للطائفة دون غيرها وعندما خاضت جبهة التحرير الارترية الحرب الأهلية قد استثنته ضمنا من العمل العسكري حتى لا تتهم بتصفية المسيحيين من الساحة وخشيت أن يقال فيها ما قيل في المنطقة الخامسة التي سلمت قيادتها إلي إثيوبيا وكذلك العنصرين الذين قتلا في كسلا وجعل منهما افورقي فيما بعد أنهما ضحية الاضطهاد الإسلامي ولكن الواقع إن القيادة الثورية في تصفياتها فيما كانت تراهم من العملاء لحماية الثورة كانوا بأكثريتهم الساحقة والنسبة لا تقاس كانوا من المسلمين وفي تلك التصفيات وهذه حقيقة أعدم الكثيرون بأدلة غير ثابتة وأتذكر أحد طلبة القاهرة الذي وصل كسلا لزيارة أهله تمت تصفيته بحجة العمالة لأثيوبيا علي حدود السودان وتحول والد ه وأحد إخوته ضد الثورة وحملا السلاح ضدها وتمت كذلك تصفيتهما، ولكن المسيحيين يرونها بعين واحدة وكان اسياس افورقي قد أسرها في نفسه وبعد التحرير انتقم من الأشخاص الذين اعتقد أنهم كانوا يديرون الأحداث وتم اختطافهم من اسمرا واختفوا بلا أثر هذه هي عقلية الانتقام للطائفة وأبنائها التي تسود الاسياسية.

 

وفي المرتفعات والجبال التي لجأ إليها استفاد من الاستقرار النسبي وتمكن من وضع إستراتيجيته (نحن وأهدافنا) كدليل عمل يساري الجانب ولكن كان يخفي خلفه هدفه الأخير

في تلك الفترة حدثت أحداث كبيرة وخطيرة في الساحتين الارترية والأثيوبية استفادت منها الاسياسية بدرجة كبيرة في نشأتها وبنيتها التحتية كتنظيم ظهر فيما بعد وجعل من تلك القوي القليلة تمسك بزمام الأمور وتصبح الآمرة والناهية في الساحة الارترية ونوجز تلك الأحداث التي أفادت الاسياسية في نشأتهاعلي النحو التالي:

أعلنت جبهة التحرير الاريترية في مؤتمرها الأول الحرب علي قوات التحرير الشعبية التي كانت تعصف بها الصراعات الداخلية وهي مقسمة بين اللجنة الادارية رقم 1 ورقم 2 ورقم 3 والبعثة الخارجية وعلي الرغم من الضربات القوية التي وجهتها الجبهة لقوات التحرير الشعبية صمدت وتحدت الجبهة بقوة النيران ونوعية السلاح المتطور التي أغدقت به احدي الدول العربية لقوات التحرير وبكميات كبيرة وكذلك بمواد تموينية كثيرة أعادت التوازن بين الفصيلين هذه الأسلحة والتموين بالإضافة إلي الصراع الحاد بين جناحين داخل قوات التحرير الشعبية البعثة الخارجية واللجنة الإدارية جناح رمضان العسكري استفادت منه الاسياسية لرسم سياستها التي وضعتها باحتضان الجناح العسكري تحت الراية الإيديولوجية وإبعاد الجناح القوي الذي كان يمثله سبي وتختلف معه في الرؤيا والمفاهيم الإيديولوجية ولا يتقبل إملاءاتها وبهذا التقارب مع الجناح العسكري وضعت يدها علي كل الأسلحة والعتاد والتموين التي كانت ترسله قيادة سبي الخارجية واعتمدت عليه الإسياسية حتى أوجدت البديل فهذه كانت خطوتها الأولي للهيمنة.

كان الإمبراطور هيلي سلاسي في أثيوبيا وارتريا عند المسيحيين بمثابة نبي فوق البشر فإذا مرّ موكبه خروا له ساجدين وإن أحدا لا يستطيع أن يري وجهه مباشرة حتى يمضي موكبه هذا التأليه للإمبراطور لم يكن قاصرا علي الأثيوبيين فحسب وإنما يشمل كافة الدول الإفريقية المسيحية ويقول الكاتب السوداني احمد طه في مكتبته (أن سكان جامايكا يعتقدون من ضمن عقيدتهم أن الإمبراطور هيلي سلاسي رسول وفوق البشر) هذا الإمبراطور والقسيس نتيجة الهزائم الكبيرة في ارتريا تمردت عليه الفرقة الثانية من الجيش الإثيوبي التي كانت ترابط في ارتريا ولحقتها بقية الفرق في أديس أبابا بالتمرد علي النظام وتم عزل الإمبراطور وتولي رئاسة المجلس العسكري الجنرال أمان عندوم وهو أرتري كان والده يقاتل مع الإمبراطور الإيطاليين وبعد وفاة والدهم هو وأخوه ملس عندوم كفلهم الإمبراطورهيلي سلاسي وأدخلهم في السودان جامعة غوردون التي سميت فيما بعد بجامعة الخرطوم تعلموا هناك اللغة العربية بطلاقة وبعد ذلك دخل أمان الكلية العسكرية وأصبح جنرالا في الجيش الأثيوبي بينما كان أخوه ملس سفير أثيوبيا في القاهرة حتى نهاية حكم الإمبراطور ومجئ منغستو وبهذا الحدث اهتزت أثيوبيا المسيحية بذهاب الإمبراطور الذي كان رمزا لقوة المعبودات الثلاثة الأب والابن والروح الذي استوحي لقبه منها وأسد يهودا الذي هو من السلالة السليمانية اضطربت أثيوبيا فعمد الجنرالات بقيادة عندوم إظهار مساوئ نظام الإمبراطور وأعوانه الفاسدين ولكن مشكلة الجيش الأثيوبي الأساسية كانت في اريتريا فها هو ابنهم يعتلي عرش الإمبراطور وجاب كل المدن الارترية لإقناع الارتريين بالتخلي عن الثورة والقتال يخاطب الناس بالتجرنية و بلغة عربية فصيحة وبأدلة قرآنية لكسب عواطف المسلمين والبحث لإنصافهم ضمن أثيوبيا الواحدة ولكن العقيد منجستو الرأس المدبر للانقلاب لم يمهله طويلا فهدم عليه القصر ومعه أربعة من الجنرالات التقراويين الذين وقفوا معه فقتلهم جميعا وحصل الزلزال الكبير في الساحة التقراوية والارترية المسيحية وبهذا الحدث انضموا للثورة بأعدادهم الهائلة والنوعية من أديس أبابا إلي أسمرا أكاديميين وفنيين وإداريين ومحاضرين جامعات وعسكريين جنرالات وضباط وعساكر من قمة الهرم إلي أدناه تدفقت الموجات البشرية من التجرنية بأعدادها الكبير ة وانضمت بمعظم كمها النوعي إلي القائد اسياس افورقي الذي فرضته في وقت قصير كزعيم قوي تلتف حوله تلك الأيدي التي جهزت قاعة المؤتمر الأول للتنظيم في الساحل الشمالي التي حفروها في الجبال و تسع المئات حتى لا يكون المؤتمرون وضيوفهم عرضة لقصف الطيران الأثيوبي لم تكن تلك الأيدي عادية وإنما كانت أيدي مدربة استفادت من النظام الأثيوبي عبر السنين فأصبحت القوة الأساسية ليس داخل قوات التحرير الشعبية ولكنها علي الساحة الارترية قاطبة وتنظر بعين الشك والحذر لجبهة التحرير الارترية ذات الامتداد الإسلامي وحقيقة تري الإسياسية أن النضال الارتري الحقيقي بدأ من هذه الحقبة وإن كانت تشير علي استحياء إلي النضال الذي سبقها بصوة خافة وخجول.

في تقراي كانت المعارضة التقراوية الهشة التي أسسها الرأس منجشا وكانت لجبهة التحرير الارترية اليد العليا في مساندتها هي كذلك استقبلت الأمواج البشرية بعد رحيل نظام الإمبراطورومقتل جنرالات التقراي الأربعة مع أمان عندوم في مجزرة القصر انتزعت الإسياسية قيادة جبهة التجراي من الجبهة وقدمت لهم التنازلات في بادمي ومن ثم استلام قيادتهم تنظيميا وعسكريا وقدمت لهم كافة المساعدات من التدريب والسلاح وتنظيم الجيش والأمن وجعلتهم يدها اليمني والمساندة لها في الحرب فإذا فتح النظام الأثيوبي جبهة واسعة في ارتريا فتح التجراويون بالتنسيق مع الإسياسية جبهة موازية في التقراي وبالعكس لإحداث الضغط علي الجيش الأثيوبي والانتصار عليه وبهذا التنسيق عززت موقعها للهيمنة ليس في ارتريا فحسب وإنما في الساحة الأثيوبية كذلك.

كانت الإمبراطورية الأثيوبية عبر تاريخها معقل النفوذ الغربي واستعانت بهم في القضاء علي الأمارات الإسلامية داخل أثيوبية القلعة المسيحية واستعانت بهم علي أعدائها الخارجين فهي استعانت بالبرتغاليين والبريطانيين والايطاليين والولايات المتحدة كل هؤلاء لعبوا دورا مساندا للإمبراطورية لحمايتها هذه الإمبراطورية المسيحية العتيقة وجد الغرب فجأة سحبت من بين يديه ومن تحت أقدامه واعتلا عرشها الاشتراكي الدموي منغستو هيلي ماريام وقدمها علي طبق من ذهب للاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة فتسابق السوفيتي والكوبيين والعدنيين لحماية هذا المولود الجديد في دولة القيادة الإفريقية المؤثرة وحرب القارة الملتهبة المشتعل نارها في جنوبها ضد التمييز العنصري في روديسيا وأنغولا وموزمبيق وجنوب أفريقيا كلها يهتزّ فيها النفوذ ٍالغربي الامبريالي فهاهو الصومال الاشتراكي حليف السوفيتي ينقلب عليه الاشتراكيون لقلة أهميته ويلحقون به هزيمة نكراء علي يد قوات منغستو التي أغرقوها بمليارات الدولارات من الأسلحة لإلحاق الهزيمة بالدول الغربية ووضع أقدامهم علي عتبات دول البترول فكانت هزيمة مؤلمة للولايات المتحدة ودول الغرب، وكانت الساحة الارترية هي المهيّئة للعب الدور الأساسي لهزيمة الاتحاد السوفيتي وطرده وإرجاع الإمبراطورية الأثيوبية إلي نفوذهم كانت جبهة التحرير الارترية المتخبطة في رؤيتها بين العروبة والماركسية الينينية وذات القاعدة الإسلامية لم تكن هي الحليف الأمثل فاختاروا الجبهة الشعبية ذات القاعدة المسيحية العريضة وكان اسياس افورقي رجلهم الذي يبحثون عنه وكان جاهزا للقيام بهذا العمل واضعا الماركسية الماوية التي رفع شعارها خلفه وحقيقة قرأ الأوضاع الدولية القراءة الصحيحة فتحالف مع هذه الدول المؤثرة في الساحة الدولية فتم منحه كل الإمدادات المادية والعسكرية والمعلوماتية ولعبت المنظمات الدولية الإغاثية دورا مباشرا في التموين وما الزوارق الحربية السريعة التي قضت علي البحرية الأثيوبية وإخراجها من المعادلة في المعارك بشئ بسيط وأصبح اسياس افورقي في واجهة الأحداث في مؤتمرات لندن ونيروبي وكذلك المقابلة المشهورة مع الرئيس كارتر في مطار الخرطوم دون علم حكومة الصادق المهدي بتنسيق مع السفارة الأمريكية في الخرطوم التي دبرت له سيارة دبلوماسية وحصل اللقاء في المطار وحصلت التفاهمات السرية بشأن سير العمل في منطقة القرن الأفريقي وبهذه التطورات قوي شأنها وأصبحت لغة الإسياسية غير مفهومة فهي تعالت علي المحيط الجغرافي العربي وتنكرت لأصدقاء الثورة الارترية وأساءت للمحيط الأفريقي ومدت يدها لما وراء البحار للمحيط الجغرافي الأبعد وهو المحيط الغربي رأت فيه عمقها الحضاري و الثقافي والديني وهذا ما فعلته إسرائيل ولكن إسرائيل مدعومة من الغرب ليس لحماية مصالحهم في المنقطة ولكنها محمية بلوبياتها اليهودية المسيطرة بنفوذها السياسي والمالي والإعلامي وهذا ما أغفلته الاسياسية واعتقدت أن مصالح الغرب معها دائمة، جعلت الإسياسية من ايطاليا مركزها الرئيسي والإعلامي والثقافي التي تدير منه مهرجاناتها السنوية وهجرت المنطقة التي ولدت فيها الثورة الارترية ونكرت ما قدمته من الجميل.

كذلك عمدت الاسياسية الاستفادة من الذين يعملون داخل النظام الأثيوبي بشكل كبير وفي جدة في الثمانينات كنت مع أحد أصدقائي من أبناء العفر نزور بعد كل فترة الشيخ السلطان علي مرح وفي الواقع من مشاهدتي ومعرفتي أن سلطته الدينية ليست أقل عن سلطته السياسية وفي احدي جلساتنا مع كوادر متقدمة من التنظيمات قادمة من السودان في زيارة لهم طلبوا من الزميل أن يأخذ لهم موعدا لزيارة السلطان وهناك ما قاله السلطان من ضمن الحديث (أنتم المسلمون الارتريون مصيبتكم في أنفسكم أنا كنت عضو برلمان في أثيوبيا وصفيتم بالاغتيالات كل أعضاء البرلمان وكل من تعامل مع أثيوبيا في ألأجهزة المتقدمة من المسلمين عكس ما يفعله اسياس افورقي فهو يكسبهم ويجندهم لجانبه لينقلوا له أخبار النظام من الداخل ومن أعلا المستويات فهو يعلم ما يجري داخل أثيوبيا ولكن أنتم تسيرون الآن كالعميان حتى القس ديمطروس الأب الفعلي لحزب الإندنت لم يصبه أذي من أحد ولكن أشخاص كانوا أقل شأنا في التعامل مع أثيوبيا من المسلمين قمتم أنتم بتصفيتهم).

فالاسياسية تعاملت مع من كان مع النظام الأثيوبي من المسيحيين بالابتزاز وجعلتهم سندا لها وهم كثيرون وأصبحوا مصدر المعلومات الاساسية لما يتخذ من قرارات سياسية وعسكرية من داخل النظام الأثيوبي لتبني عليها إستراتيجيتها وهذه ميزة كانت أقل شأنا لدي الفصائل الاخري كذلك اتبعت الإسياسية في إستراتيجيتها التنظيمية للهيمنة عدة عوامل:-

الإنضباط الإرهابي: في الصفحات الأولي من كتاب الحكيم الصيني صان تو زو في نظريته العسكرية فن الحرب التي تدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية والتي اعتمد عليها زعيم الصين ماو تستونج في قتاله في حرب التحرير ضد اليابان وفي الحرب الأهلية التي انتصر فيها علي خصومه نقرأ في الصفحات الأولي إن الإمبراطور الصيني الذي تهاوت إمبراطوريته بانشقاقات الأمراء عنه اشتكي لهذا الحكيم من أمره فقال له الحكيم أنا سوف أعيد كل الأقاليم التي انشقت عنك وسأجعل هذه الإمبراطورية الضعيفة من أقوي الإمبراطوريات بشرط أن تعطيني الصلاحية الكاملة ولا تتدخل في شئوني مهما فعلت فوافق الإمبراطور المهزوم علي ذلك فاستل الحكيم سيفه ودخل القصر وجمع جميع حسناوات القصر في صفوف عسكرية - صفا - انتبه - يمين دور- يسار دور- فتضاحكن منه فقصف بالسيف رأس احدي هنّ فسادهنّ الارتباك فضحكت أخري فقصف رأسها كذلك، فساد الخوف والرعب وساد الانضباط بينهنّ فقال للإمبراطور الذي كان يشاهد المنظر هذه الفصيلة الأولي الجاهزة للقتال يا سيدي الأمير.

فالاسياسية طبقت هذا الانضباط الذي يسوده الرعب والخوف داخل جيشها وتنظيمها ممنوع التجمع ممنوع المذياع ممنوع التهامس ممنوع كل شئ إلا ما تسمح به من الحديث والتعبئة والدورات وأغرقتهم باللهو والفن والرقص للترفيه عن الكبت الذي فرضته عليهم وبهذا الرعب والخوف هيمنت علي كل شئ علي حساب الجندي المغلوب والكادر الأعمى الجهول وجعلت من الرقص علاج المرضي والجوعى والمكتئبين.

2. التخندق في المواقع الثابته وإتباع حرب الكر والفر والانسحاب إلي تلك المواقع المحصنة بالدفاعات القوية التي استخدمها ماوتسنونج في حروبه وتذكر المسيرة الحمراء المشهورة لماو والذي مات خلالها الآلاف من الصينيين حتى يصلوا إلي مرتفعات الجبال الحصينة التي تخندقوا فيها وصاروا يمارسون حرب الكر والفر والانسحاب إليها هذا ما طبقته الاسياسية بتخندقها في جبال الساحل الشمالي وجعلته نقطة الانطلاق لقتالها ثم الانسحاب إليه وبهذه التحصينات القوية جعلت أعدائها عاجزين لاختراقها وعندما حاولت القوات الأثيوبية بقيادة جنرالات الروس اختراق تلك الدفاعات أوقعت بهم الخسائر الفادحة وأسرت الجنرالات الروس في معركة نادو التي شبهتها الصحف الغربية بمعركة بيان ديان فو التي هزم فيها الفيتنامييون القوات الفرنسية وحلت محلهم القوات الأمريكية فكان هذا الارتكاز في الخنادق في الساحل احد عوامل السيطرة واكتمال البناء العسكري للاسياسية.

3. التركيز علي الإعلام المسموع والمرئي بأشرطة الفيديو التي تصور المعارك والإنجازات العسكرية واللوجيستية الخلفية من ورش عمل ومزارع دواجن وإعداد طعام ونقله للمقاتلين عبر الجبال والفرق الفنية والترويج بجميع الوسائل التي تظهر عظمة تنظيمها مما جعلها أكثر جاذبية في الساحة الارترية والذي كان مفقودا عند بقية الفصائل المنافسة.

4. قامت الإسياسية بتأهيل الجنود الأثيوبيين العاملين في الجيش الأثيوبي الذين يقعون في الأسر أثناء القتال بتأهيلهم ومن ثم إعادتهم إلي جبهة التجراي ليقاتلوا معها النظام الذي كانوا يقاتلون معه بالأمس وهي نظرية مستوحات من الماوية حيث كان ماوتستونج يؤهل كل الفلاحين الذين كانوا يقاتلون في قوات عدوه تشان كاي تشيك بعد أسرهم يؤهلهم ليقاتلوا معه ويعدهم بتوزيع الأراضي عليهم متي حقق الانتصار، وعندما عقدت قوات التحرير الشعبية مؤتمرها الأول 1976م كانت الاسياسية قد أكملت بنيتها وحققت كل وسائل الهيمنة علي الساحة الارترية بكل قوة وجبروت لا يناقشها في ذلك أحد فغيرت اسم التنظيم بالجبهة الشعبية لتحرير ارتريا وغيرت العلم الارتري وثبتت اللغة الأم ومبدأ القوميات وجعلت اللغة التجرنية هي الرسمية في كل ممارساتها وأدارت ظهرها للمنطقة العربية والإسلامية بشكل نهائي وأظهرت غطرستها وأنانيتها الفوقية التي تعتبر الامتداد الموروث لسياسات حزب الإندنت في ارتريا وظهر ذلك في تعاملاتها مع بقية الفصائل الارترية الأخرى كذلك ظهرت نظرتها الدونية للمسلمين وبدأت بذلك في التقليل من سقف حقوقهم الوطنية.

Top
X

Right Click

No Right Click