ذكرياتي مع القائد المرحوم عثمان صالح سبي - الحلقة الثانية

بقلم المناضل الأستاذ: أحمد أبو سعدة

يتابع القائد عثمان قائلا: وبعد مرور خمس سنوات امتدت الثورة إلى الساحل وإلى مدينة كرن

ومنطقة القاش وكان عملاء اثيوبيا كثيرون وعانت منهم الثورة الكثير إلا أنه وفي عام 1962 بدأت الثورة تستوعب أعدادا مدربة مثل الجنود والشرطة الذين دربهم الانكليز بعد الحرب العالمية الثانية ثم انضمت إلى الثورة أعداد لا بأس بها ممن كانوا يخدمون في الجيش السوداني أمثال أصدقاؤك عثمان أبو شنب ومحمود إبراهيم ومحمد سعيد شمسي وعثمان آدم وعمر ناصر شوم وعمر أزاز وإدريس حجاج بهذا العدد تم تكوين جيش التحرير إضافة إلى الطلبة الذين تدربوا في سورية ومصر عام 1962 و1963 وفي سورية كان يتم تدريب الضباط بشكل دورات سريعة ومنهم محمد علي عمارو وعبد الله ادريس وعبد الكريم أحمد ومحمد أحمد عبده وبقية الشباب ثم انضم أيضا العسكريين الذين كانوا يخدمون مع ايطاليا وحاربوا معها هؤلاء انضموا للثورة وكذلك رجال القبائل الاشداء من هنا كانت نواة الخبرة العسكرية الإرترية واسمح لي أن أخبرك وكما قلت لك سابقا أن العملاء والجواسيس كانوا كثيرون والأخوة المناضلون حين كانوا يتحركون كانوا يخفون آثار أقدامهم خوفا من العملاء والجواسيس قلت له:

يا أخ أبو عفان من أين كان يأتي السلاح.

ابتسم أبا عفان وقال لي:نحن بخير الآن يا أبو سعدة شبابنا الآن يحملون الكلاشينكوف وهذا بفضل سورية والعراق وأشقائنا في الدول العربية ،كانت عندنا أسلحة قديمة ايطالية وانكليزية مخبأة من أيام الحرب العالمية الثانية وكنا نأخذ ونستولي على السلاح بالهجوم على المخافر والنقاط العسكرية الاثيوبية ويصمت أبو عفان ثم يقول لي: أتذكر يا أبو سعدة حادثة السلاح في السودان عام 1965.

نعم أذكرها جيدا لكن أحب أن أسمعها منك.

بعد سقوط نظام الفريق عبود في السودان في شهر تشرين (أكتوبر) من عام 1961 كان الفريق عبود ونظامه يطارد الثوار الإرتريين ويعتقلهم ويسلمهم إلى إثيوبيا لتقتلهم فورا.

يهز عثمان رأسه وقد ظهر الألم والأسى على وجهه ويقول:

الله يرحم شهدائنا.

ثم يتابع ليقول: في 26 آذار (مارس) من عام 1965 اتصل السفير السوري في السودان بالحكومة السودانية وأخبرها بأن سورية ستقدم سلاحا للثوار الإرتريين كهدية.

وفي شهر أيار مايو من عام 1965 حطت طائرتان سوريتان من نوع (دي - سي - 6) في مطار الخرطوم قادمتان من دمشق وعلى متنهما (60)طنا من الأسلحة والذخائر.

وهذه هي المرة الأولى التي تنقل بها أسلحة بالطائرات ،هل تعلم يا أبو سعدة كم هي كمية السلاح التي وصلت على هاتين الطائرتين.

تفضل وتابع يا أبا عفان.

قل واحد يا أبو سعدة (1250) كلاشينكوف أخمص خشبي (750) كلاشينكوف أخمص حديدي (25) رشاش كولينوف (20) دكتريوف أربعة ونصف ثنائي السبطانة 7,62 و (50) بندقية سيمينوف نصف آلية (50) قاذف آربي جي7 (10) رشاش دوشكا12,7 مم (20) مدفع هاون (81) مم (10) مدفع هاون 82 مم (100) مسدس ماكاروف (500) قنبلة يدوية دفاعية وهجومية (مليون طلقة لبنادق الكلاشينكوف) (500) ألف طلقة للرشاشات 7.62 (500 قنبلة هاون 81-82-61) ألف وخمسمائة قذيفة آربي جي.

ويصمت أبو عفان وأنظر إليه وأسأله:

وماذا حدث بعد ذلك.

تنحنح أبا عفان بجلسته وقال:

تم تفريغ شحنة الطائرتان في مخازن الخطوط الجوية السودانية ثم نقلت بعدها إلى المكان المعد لها سلفا وبالاتفاق مع الحكومة السودانية، نقلنا هذه الأسلحة إلى منطقة (بري) وبري هذه تقع في إحدى ضواحي الخرطوم ثم بوشر بنقل السلاح برا إلى الحدود السودانية القريبة من مدينة كسلا السودانية وخلال أسبوع تم نقل معظك السلاح إلى الحدود السودانية الارترية تمهيدا لنقلها إلى داخل إرتريا..

نعم وماذا حصل بعد ذلك.

تبسم الأخ عثمان وقال:

أنت تعرف يا أخ أحمد ما حصل بعد ذلك.

صحيح ولكني أريد أن أسمع منك.

في مساء يوم الخميس (3 حزيران/يونيو 1965) وتحديدا في الساعة الرابعة والنصف صباحا داهمت مجموعة من رجال الأمن السوداني ويبلغ عددهم حوالي خمسين شخصا داهمو منزل الجبهة الموجود فيه ما تبقى من هدية الشعب السوري الشقيق من السلاح ويصمت أبا عفان.

لأقول له: وبعدين ماذا حصل.

ألقى رجال الأمن السودانيين القبض على الشباب الإرتريين الذين كانوا يتولون حراسة الأسلحة ثم قام رجال الأمن السوداني بنقل ما تبقى من الأسلحة إلى مخازن الجيش السوداني.

يسود الصمت بيننا قليلا فأقطعه أنا قائلا:

الى اللقاء فى الحلقة القادمة...

Top
X

Right Click

No Right Click