ذكرياتي مع القائد الشيخ إدريس محمد آدم أول رئيس لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة الثانية والأخيرة

بقلم المناضل الأستاذ: أحمد أبو سعدة

ويجب أن أنوه هنا إن العلاقات بين المسلمين والأحباش المسيحيين في فترة فجر الاسلام العظيم

كانت سليمة وطبيعية ومن هنا استمرت العلاقات العامة بين المسلمين والمسيحيين الأحباش مستندة إلى القيم العظيمة للإسلام الحنيف ويعتقد أن قبائل (الدناكل) في جنوب ارتريا و(السمهر) في ضواحي مصرع تعتبر من أقدم سكان ارتريا اعتناقا للاسلام وبعد ان انتشر الاسلام اعتنقت قبائل (الساهو) والتي تسكن في المنطقة الممتدة من خليج (زولا) إلى مرتفعات (آكلي قوزاري) في القرن الرابع عشر الميلادي وأما قبائل الساحل والبني عامر فقد انتشر الاسلام بينهما ابتداء من القرن العاشر الميلادي وكانت هناك ايضا القبائل الوثنية مثل (الباريا - واليازا) وقد اعتنقتا الاسلام على يد الشيخ محمد عقمان الميرغني بعد منتصف القرن التاسع عشر وكذلك نشر الشيخ الميرغي الاسلام بين قبائل البلين والماريا وبيت جوك والمنسع وبعض قبائل الحباب في الساحل وبالذات الفروع الثلاثة (عد تماريام - وعد تكليس - وبيت اسقدي) حبث كانت تعتنق المسيحية والأسر الدينية التي ساهمت في تعليم القران الكريم واقامت الزوايا (مكان تعليم القرآن) في كل بقاع ارتريا وعلى سبيل المثال وليس على سبيل الحصر:-

عد شيخ، حامد ودنافعوتاي، في الساحل كما كان لها مركز آخر في (أمبيرس) على بعد أميال قليلة من مصوع وفي قرية أمبيرس عدد كبير من أضرحة الأولياء والصالحين وقرية بيت الشيخ محمود ومركزها زولا تقيم ندوات قراءة القران الكريم وتعليمه وعد سيدنا مصطفى وتقع في بركة وعد درقي وعد معلم في شمال ارتريا وغربها وبيت الشيخ ابراهيم الخليل في طيعو في دنكاليا وعد كبيري في الهضبة وكانت في الأصل تقيم في جزر (دهلك) في البحر الأحمر هذه البيوت وكما قلنا كانت وساهمت في نشر الاسلام في ارتريا كانت ومازالت تدير الندوات وقراءة القران الكريم.

كما انها تنتسب كلها بصلة الرحم الى الجزيرة العربية وبفعل الزيجات التاريخية المتواصلة انصهر العنصر العربي المعاصر وسط سكان من البجة وغيرهم البجة قومية افريقية تعيش ما بين السودان وارتريا ويطلق عليهم اسم الهدندوة.

ويتابع الشيخ إدريس محمد آدم رئيس مجلس النواب الارتري سابقا وأول رئيس لجبهة التحرير الارترية كلامه قائلا لي:

وبالرغم من احتفاط القبائل الإرترية بلغتها السامية والحامية والكوشية القديمة (التجري - حدارب - سيهاوية) و(عفرية) وغيرها ومع كل هذا ظلت تتمسك بأنتسابها إلى الأصول العربية وإذا أردنا أن نوضح أكثر حول الأصول العربية أقول ما يلي:

1. إذا نظرنا وأمعنا النظر إلى سكان الهضبة الإرترية نجدهم ينتسبون إلى اليمن كما ينتسبون إلى قبائل البجة.
2. بيت شيخ محمود يرجعون بانتسابهم إلى الزبير بن العوام.
3. عد شيخ حامد ودنافعوتاي ينتسبون إلى أشراف قريش.
4. قبائل البني عامر والبلو تنتسب إلى بني العباس.
5. قبائل الحباب المتعددة تنتسب إلى قريش.
6. الأساورتا تنتسب إلى علي بن ابي طالب.
7. المنيفري تنتسب إلى عمر بن الخطاب.
8. الماريا وسنعدقاي في المرتفعات وقبيلة طروعة وحزو ومنسع إلى الأمويين.
9. الجبرتا ينتسبون إلى عثمان بن عفان وعقيل بن أبي طالب.
10. العفر ينتسبون إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

وباعتبار أني لا أفصل كل القبائل والبطون والفروع فأنا أرمي إلى جذورها وأصولها العربية وهذا مثال واضح وصريح على عروبة إرتريا وإني أورد هنا بعض الأسماء الإسلامية والعربية اسم الرسول (ص) والخلفاء الراشدين والصحابة واسم آدم وهي أسماء شائعة ومتداولة ثم إن هناك أسماء كثيرة من الناس مقرون اسمها باسم الله تعالى مثل:

(عبد الله - عبد الحي - عبد المولى - عبد الرحمن - عبد الوهاب وهكذا...) وهناك أسماء سيدنا محمد(ص) مثل (أحمد - نزير - مصطفى - محمود واسم تذير وارد في القرآن الكريم: (وأرسلناك نذيرا):

وأما الأسماء المؤنثة فهي: فاطمة - زهراء - خديجة - حواء - زينب - كلثوم - بلقيس - عائشة - بتول ...إلخ) وهناك التأثير اللغوي فيها فإذا قرأنا كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب الحيوان للجاحظ وإذا اطلعنا على حروف اللغة التجرية وجدنا الكثير من المفردات مذكورة في القرآن الكريم ولها المعنى ذاته في التجري هنا نقول:

إن اللغة التجرينية والتجري مشتقتان من اللغة الجئزية وهي لغة سبأ وحمير والتي أتت من جنوب الجزيرة العربية وإننا نؤكد على أن المفردات العربية الموجودة في اللغة التجرينية والتجري تتجاوز النصف بكثير أما بالنسبة للهجات الإرترية ففيها الكثير من حروف ومفردات اللغة العربية وهنا أقف وأضع هذا الجدول.

الكلمة باللغة العربية والمقابل لها بالتجري:

1. إقرأ ...    إقرأ
2. حاجب ...    حاجب
3. أنف ...   أنف
4. أذن ...   أذن
5. عبد ...   عبد

كما أن الشهور تلفظ كما هي باستثناء شهر شعبان حيث يسمى (مداجن) وأما أيام الأسبوع فهي كما نلفظها نحن ماعدا يوم السبت حيث يسمونه (سنبات عباي) أي يوم السبت الكبير.

وأما الصلاة فاسمها كما هو دون تغيير

وقبل أن ينتهي لقاؤنا أخذت أفكر بهذا الإنسان الكبير الشيخ إدريس محمد آدم بعد أن عرفت إنه يتمتع بصفة المعلم والمناضل والمفكر الذي لا ينحني أمام المصاعب ولا يطأطأ رأسه لأحد مهما كان كبير الشأن ودعته وقلت له:

أرجوك أن تبقى الأب لنا لأننا بحاجة إليك اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وقف الشيخ إدريس وكأنه الجبل ثم مضى وبقيت لوحدي.

Top
X

Right Click

No Right Click