بمناسبة ذكرى رحيل القائد الشهيد عثمان صالح سبي

بقلم الأستاذ: عمر ابوبكر عمر - أمريكا

تمر اليوم الذكرى الستة وعشرين (26 عام) لرحيل الشهيد القائد الفذ البطل عثمان صالح سبي،

ففي مثل هذا اليوم 1987/4/4م فقدت الثورة الارتيرية زعيمها البار الوطني المخلص الخال عثمان صالح سبي الذي كرس حياته لخدمة القضية الارتيرية حيث خاض أعباء النضال المتواصل وعلى مختلف الأصعدة والميادين حتى يتسنى لثورة الشعب الارتيري أن تحقق أهدافها وآمالها.

قال الله تعالى في محكم كتابه "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"

وقال تعالى "ولاتحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"

فقد استطاع من خلال نشاطه الدؤوب خلق راي عام عالمي لصالح القضية وبقوة وعزيمة واصرار دائم نابع من ايمانه العميق بشعبه وقضيته، طرق المحافل الدولية والاقليمية واسقط كل الحواجز والعقبات مما جعله يحقق المزيد من المكاسب السياسية والاعلامية.

ولا يخفي على أحد فضله في اغناء مكتبة الثورة الارتيرية بالمؤلفات التي عكست تأريخ شعبنا وأظهرت حقيقة الاحتلال الاثيوبي الغاشم للوطن الحبيب، وكذلك قام بإنشاء عدة مدارس تعليمية ووحدات صحية في الريف المحرر من أرض الوطن الغالي وفي مناطق اللاجئين بالسودان الشقيق تديرها أجهزة متخصصة ذو كفاءة عالية وقدم لها كل الامكانات التي تمكنها من تأدية رسالتها التعليمية والصحية، ولم يقتصر دوره في تلك الأماكن التي اشرنا اليها، بل كان حريصاً على تفقد مشاكل الشعب الارتيري اينما وجد دون تمييز وكان يحس بالمسؤولية الكاملة تجاهه وقد ترجم الشعب الأرتيري تلك المواقف النبيلة يوم وداع جثمان الزعيم الراحل الأستاذ عثمان صالح سبي بالسودان حيث خرجت الأرامل في الشارع وهن يقلن لمن تركتنا ياعثمان، كما خرج العجزة والأيتام من أبناء الشهداء ويرددون ماقلنه الأرامل، الكل فقد خالي عثمان والكل يبكي خالي عثمان .... هكذا كان الخال عثمان، أب وأخ للجميع.

أما عثمان الانسان فهو ابناً باراً وفياً لشعبه وصديقاً مخلصاً لأصدقائه وكان طيب المعشر، عذب الحديث كريم الشمائل، طلق الوجه، سمحاً متسامحاً متواضعاً في غير ضعف، كما انه كان شجاعاً شديد البأس، يفخر به أبناء شعبه ويهابه عدوه ويحترمه صديقه، عنيداً إذا خاصم لا يخاف لومة لائم في الحق، قوي الارادة لايعرف الملل، كلما اشتد به الحال كلما ازداد عزماً واصراراً، وهنا تكمن عزائم الرجال.

فقد مات سبي الجسد... ويبقى سبي الفكرة والنضال من أجل استرجاع الحق.

وبهذه المناسبة نقول لسياس الكنسي وعصابته اللصوص وبصوت عالي ومسموع، نحن المسلمون الارتريون سندافع عن عقيدتنا وهويتنا الثقافية وانتمائنا الحضاري بكل الوسائل المشروعة وشعارنا (مأخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة). مكرت مع رهطك وعصابتك لتخرج المسلمين من الجيش وماتبقى من الفتات في الوزارات والأماكن المرموقة في الدولة لتزج بهم في السجون ولكن هيهات هيهات، قال الله تعلى في أمثالك "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".

أشعلت بفعلتك تلك نار الفتنة الطائفية والتي لن تخمد إلا برحيلك انت وعصابتك. أنت قلت لنا لامكان لكم في أرتيريا بخوف وحياء ونحن نقولها لك بصوت عالي انت وعصابتك اللصوص لامكان لكم بيننا في أرتيريا، آن أوان محاكمتكم بما فعلتم بهذا الشعب العظيم. وهنا لا أقصد كل المسيحيين لأن فيهم شرفاء، بل هؤلاء الذين سرقوا مقدرات الثورة التي من أجلها حرقت قرانا ومدننا ومن أجلها أعطينا شهداء أبرار لا من أجل هؤلاء الطغم الفاسدة أن تعربد فيها بل لنعيش في وطننا أحرار، وكيف نقبل للقرود ان تسود واسودها أحياء. خذ منى يا أسياس انت ورفاقك اللصوص هذه الحقيقة. لقد كانت ارتيريا وستبقى قلعة للاسلام شئت ام ابيت ولن نقبل بديلاً لهذه الحقيقة والايام بيننا.

وبمناسبة ذكرى رحيل شهيدنا وقائدنا ومعلمنا المفكر الاستاذ الخال عثمان صالح سبي نعاهد الله ثم نعاهده بحمل الأمانة واستكمال مسيرة الثورة على الأسس التي ارساها لنا وانشاء الله اننا على نهجه لسائرون حتى نخرج هؤلاء اللصوص سرقة الثورة ليعم الأمن والامان والحرية والكرامة والعدل في ربوع أرتيريا الطاهرة.

للفقيد الرحمة ولروحه الطاهرة الخلود

وإنا لله وإنا اليه راجعون.

Top
X

Right Click

No Right Click