عثمان صالح سبى.. ندانا الذى احترق باكرا
بقلم الأستاذ: مصطفى محمد كردي
في مثل هذا اليوم من عام 1987 أفل نجم ساطع من نجوم النضال والوطنية، وانتهت حياة زعيم ارتري
متفرد بصورة تدعو للريبة والظن وليس كل الظن إثم - كرّس حياته القصيرة والثرة وثقافته العميقة وقدراته الدبلوماسية، من أجل قضية عادلة آمن بها، في مثل هذا اليوم توفي في القاهرة البطل الشهيد عثمان صالح سبي رئيس اللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الارتريه - التنظيم الموحد، واحد أبرز القادة الارتريبن،
لذلك تخطت سمعته كمثقف ومناضل الحدود - كل الحدود - فعرفته المنطقة العربية وأفريقيا والعالم الغربي، وكان محل تقدير واحترام وترحيب، انعكس ذلك في الدعم الإعلامي والمادي الذي وجدته القضية الارتريه،
اعترفت بها الجامعه العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والعديد من المنظمات الدوليه، وكان ذلك نتيجة لدوره الكبير في فتح مكاتب للثورة الارتريه في مختلف دول العالم،
آمن الشهيد بضرورة الإعلام والتثقيف وطبق شعار ”الثورة بندقية وصحيفة“ لذلك طور من أعلام الثورة الارتريه، كان له القدح المعلى في التحضير للثورة الارتريه ذاتها بالتعاون والتنسيق مع الرعيل الأول اللذين قدموا أرواحهم من أجل الثورة، وفي مقدمتهم البطل الشهيد حامد ادريس عواتي،
تميز الشهيد سبي بالثقافة العميقة وبحبه للقراءة الجادة والاطلاع بالعربية والإنجليزية، انكب على التأليف والترجمة والتنقيب عن كل مايؤكد عدالة القضية الارتريه وعن تاريخ ارتريا كوطن للارتريين، فنّد كل ادعاءات إثيوبيا وعرابيها، وتعد المكتبه التي خلفها الشهيد سبي كنزا لا يقدر بثمن،
كان حريصا على كتابة مذكراته بشكل يومي، وقد نشر جزأ منها في مجلة الثورة، وكانت شيقة وتهدف للإستفادة من عبر الماضي، وجعله خشبة قفز للمستقبل، جل أوراقه كانت في بيروت حيث مقر مكتب الإعلام الخارجي لقوات التحرير الشعبية،
تعرضت بيروت لهجمة صهيونية كبرى في عام 1981، فضلا عن قصف الفصائل اللبنانية لمنطقة ”كورنيش المزرعة“ ضاعت بسبب الحرب في بيروت الكثير من الوثائق ومنها مذكرات الشهيد سبي،
بعيد التحرير تم العثور على بعض تلك المذكرات وتم ارسالها لجدة في حاوية كبيره عام 1994 تقريبا، كما حدثني نجله الأخ فراس عثمان سبي لا يعرفون شيئا عن تلك الأوراق رغم أهميتها القصوى،
لذلك اعتدت بعض الأيادي على تلك الأوراق وطبعت منها أكثر من كتاب وهي تحمل أسماء آخرين، بشكل ينافي روح النضال والزمالة والأمانة العلمية.