ذكرياتي مع القائد المرحوم عثمان صالح سبي - الحلقة الحادية عشر
بقلم المناضل الأستاذ: أحمد أبو سعدة
وتمر الأيام والشهور لأجد نفسي أجلس مع المناضل عثمان سبي الذي قال لي:
- ألا تريد أن تعمل لنا فيلما سينمائيا ؟... ألسنا أصدقاء.
- والله يا أخ عثمان أنا جاهز... ألديكم قوات أم سأذهب وأعود بخفي حنين كالسابق ؟.
ضحك وقال:
- لالا تفاءل يا أبو سعدة.
- من أين التفاؤل يا أخ عثمان ؟؟.
كان الأخ عثمان رجلا عربيا مخلصا لوطنه وقضيته ، رجل يتحرك في كل الاتجاهات ويعمل ليلا نهارا.
قلت له: طالما توجد قوات أنا جاهز.
واتفقنا فورا، وهكذا بكل بساطة تم اتفاقنا.
وكما قلت فقد كان الأخ عثمان يعمل ليلا نهارا دون ملل أو كلل، كان يقول لي:
- الوقت يا أحمد لا يرحم وخاصة إن فرص نحاح الثورة بدأ يضعف لكثرة الانشقاقات... وإن بروز إثيوبيا الاشتراكية ودعم المنظومة الاشتراكية وقبل هذا كان المعسكر الغربي يدعمها فضلا عن اسرائيل التي كان يصرح مسؤولوها بأن اثيوبيا الماركسية أفضل من إرتريا العربية، هذا ما قاله لي الأخ عثمان في كل مكان التقيته به.
لن أنسى المناضل عثمان الذي ذهب في وقت مبكر ولي شكوك في موته.
كان واثقا من أن النصر والاستقلال سيأتي وكان يقول أيضا (الاستقلال قادم لا محالة وإن تأخر) لكنه كان خائفا من الانحراف كما كان يقول دائما وكما أسلفت وذكرت.
عاد وسألني:
- من خلق ودعم اسرائيل ؟. أليست الدول الاستعمارية، نحن العرب ننسى بسرعة، صحيح إن رب العالمين أعطانا القدرة على النسيان لكن كيف ننسى أجزاء عربية طمست هويتها ؟؟.. والسؤال الكبير أين فلسطبن اليوم وخاصة هناك توجه عند البعض وعند بعض الدول لطمس ثقافة إرتريا فضلا عن استعمارها، على الدول العربية أن تدعم إرتريا وتحافظ على ثقافتها خوفا من المستقبل.
وأردت أن أقول شيئا لكنه استمر في الكلام.
- ألسنا نحن العرب مسلمين ومسيحيين نجلس على أرجوحة واحدة يدفعونها كيف شاؤوا ؟؟.. إن الدول العربية والاسلامية هي دول شقيقة، لماذا يقدم الغرب إلى أسياس هذا الدعم الكبير والمتواصل، كثيرا ما أخاف من المستقبل يا أبو سعدة، هناك أشياء غير واضحة في المستقبل المنظور.
- مثل ماذا يا عثمان ؟؟.
- أجبتك وفي أكثر من مناسبة وأعيدها لك الآن بأني أخاف على انتمائنا، أخاف على ثقافتنا.
قطع الأخ عثمان حديثه ثم سألني ألا يقرأ العرب التاريخ ؟؟.
عند ذلك توقف عثمان عن الحديث وظهر على وجهه الألم وافترقنا.
الى اللقاء فى الحلقة القادمة...