ذكرياتي مع القائد المرحوم عثمان صالح سبي - الحلقة السابعة

بقلم المناضل الأستاذ: أحمد أبو سعدة

طائرتنا تهتز وتهبط وتصعد باقي لنا ساعتان ونصف، هل ستستمر وتصمد هذه المحركات الأربعة

بالطيران باقي الساعات أم سنكون طعاما للسمك؟.

ازدادت المطبات وقلت للمضيفة:

- المطبات كثيرة !!.

- دقائق ونتخلص منها.

نعم... لقد صدقت زينب وعادت الطائرة للاستقرار... كم هي تشبه حليمة الارترية، إن اليمنيين والارتريين يشتركون بصفات عديدة وهي اللهجة والشكل والتصرفات.

ولاحت أضواء عدن من الطائرة... لقد اقتربنا كثيرا من الماء ورأيت السفن مضاءة وهي في البحر.

الساعة الثانية عشرة وعشرة دقائق عندما لامست عجلات الطائرة أرض المطار.

(الحمد لله لقد وصلنا بسلام وقد قطعت المرحلة الاولى وسأذكرها كثيرا).

وعندما وصلت إلى مقدمة الطائرة لفحني الهواء الحار وعدنا للحر والرطوبة مرة ثانية، الساعة الآن الثامية عشرة والنصف ليلا ؟ درجة الحرارة الخارجية (41) درجة مئوية والطقس لطيف هكذا أخبرتنا سمراء عدن، الحرارة (41) والطقس لطيف هذا ليلا فكيف نهارا فكم سيكون اذن الطقس لطيفا..؟؟

- بارك الله فيك.

وبعد إجراءات قاسية في المطار خرجت بعون الله من المطار سالما.

ذهبت إلى فندق (ليبرتي) ووجدت غرفة وفيها مروحة سقفية وبدا الهواء يلعب لا بأس وفي الغد سأرى ما يمكن عمله وقلت في نفسي ماذا سأفعل غد في هذا الجو ذو الحرارة والرطوبة العالية ؟؟. ونمت نوما هادئا وشعرت براحة وأمان ،صحوت باكرا وأخذت الدوش المعتاد ارتديت ملابسي ونزلت على الدرج الخشبي إلى فسحة ضيقة ومستطيلة إنها صالة الفندق وبجانبها الاستعلامات وجدت هناك أناسا كثيرون لماذا يصحو هؤلاء باكرا؟؟.لعلهم يذهبون باكرا إلى أعمالهم من شدة الحر.

- السلام عليكم.

عليك السلام

أجابني أحد الأشخاص.

- ألست خواجة ؟.

- لا... أنا مثلكم عربي.

وبحثت عن الهاتف وفي ركن صغير من صالة الفندق تكلمت مع (شحيم إبراهيم) مسؤول مكتب جبهة تحرير إرتريا في عدن سلم المذكور نفسه إلى إثيوبيا وخان وطنه وجبهة التحرير الإرترية وعندما عدت من عدن قلت للأخ صالح أياي إنني أشك بتصرفات شحيم إبراهيم لكن للأسف لم يؤخذ برأيي.

اتفقت أنا وشحيم أن نلتقي خارج الفندق ولم أكن أريد أن يعرف أحد أن لي علاقة مع شحيم وأنا موجود في عدن من أجل الذهاب إلى إرتريا وألتقاط فيلم عن قوات التحرير الشعبية، والمفروض أن أتصل بأحمد جاسر مندوب قوات التحرير الشعبية وليس بشحيم إبراهيم.

كان بين يدي وثيقة هامة جدا سرية ومغلفة بشكل جيد موجهة من عثمان سبي إلى أحمد جاسر رئيس مكتب قوات التحرير الشعبية في عدن وكنت قد فتحت الرسالة السرية في دمشق لا أعرف ماجاء فيها وقرأت ما جاء بها وخلاصتها الآتي:

إن المدعوين (أحمد إبراهيم ) و (أحمد آدم عمر) متفقان مع عثمان صالح سبي على ترك جبهة التحرير الارترية والانخراط في قوات التحرير الشعبية علما بأنهما عضوان في القيادة العامة للجبهة.

أليس هذا تآمرا على الجبهة ؟.

في دمشق ذهبت إلى صالح أياي في الساعة الرابعة صباحا وأطلعته على الرسالة ومضمونها فذهل تماما ولم يصدق وبدأ يرتجف ورأيته يرتجف مرتين خلال وجودنا مع بعضنا، المرة الأولى عندما قرأ الرسالة والمرة الثانية عندما تم إعلاق مكتب الجبهة في دمشق بعد توقيع اتفاقية جدة...

سألت صالح مالعمل ؟. فقال لي:

- هذه الوثيقة التي أحضرتها يا أحمد أنقذتنا من التفتت والضياع لم أكن أعتقد أنا وكل أخوتي في الجبهة أن الأحمدين يحاولان قتل جبهة التحرير الارترية هذه الوثيقة يجب أن تصل إلى رفاقنا ويعرف ما يتم في الخفاء وقمت بتصوير الوثيقة وأعطيتها لصالح الذي سلمها بدوره إلى زملائنا ومنهم محمود اسماعيل الذي كان مسؤولا عن مكتب الجبهة في بغداد.

والتقيت بشحيم إبراهيم وكان لدينا عمل في غاية الأهمية وخاصة بعد قراءة الوثيقة التي كتبها عثمان صالح سبي إلى أحد أركان قوات التحرير الشعبية آنذاك أحمد جاسر وكان عضوا هاما فيها، اتفقت مع شحيم على إفشال رحلتي هذه إلى إرتريا واتفقنا على خطة للعمل.

الى اللقاء فى الحلقة القادمة...

Top
X

Right Click

No Right Click