ذكريات وتجارب - الحلقة الثالثة والثلاثون

Samadit.com سماديت كوم

بقلم الأستاذ: عثمان بداوى عمريت

قبل الانتقال الى ملخص جلسات استماع الشهود والمداولات، يجدر بي الاشارة والاشادة بالمحامي الوطني اماوئيل مبرهتو لتطوعه

للدفاع عنا ومساهماته الكبيرة في كافة الترتيبات والاتصالات التي كانت تتم فضلا عن شجاعته وقدرته الفائقة على دحض ادعاءات المدعي العام. ويحز في نفسي انني لم اوفق في مقابلته او الحصول على معلومات وافية عنه، وكل ما توصلت اليه منذ عدة سنوات انه كان يعيش في الولايات المتحدة.

اما الاخ الاستاذ محمد سعيد عبد القادر بشير الذي تكفل وتكبد عناء واعباء القضية بكل ابعادها، فقد كان احد الطلبة الذين ارسلهم الباشا صالح احمد كيكيا عام 1950من حرقيقو الى اديس ابابا لمواصلة تعليمهم حيث التحقوا بمدرسة Medhane Alem School، بل هو احد الثلاثة والعشرين طالبا الذين وقعوا في شهر اغسطس من عام 1953 بالدم على ميثاق وطني تعهدوا بموجبه تسخير حصيلة ما تعلموه في سبيل تنمية وتطوير المجتمع الارتري والعمل من اجل اقامة دولة ديمقراطية. كان هذا القرار عقب عملية تقييم للأوضاع المتردية في اثيوبيا اقتصاديا واجتماعيا فضلا عن اضطهاد ديني. اذكر من هذه المجموعة على سبيل المثال: عثمان صالح سبي، محمد علي بدوي، محمد حسن كيكيا، محمد عبد القادر شيخ حامد، حسين عثمان بشير، عمار ادم عمار، سعيد طيواي، عبده ياسين جميل، عثمان ادريس خيار. التزمت الغالبية بما تعهدت به وان اختلفت الوسائل والمجالات. فقد تفرغ بعضهم للعمل السياسي فشارك في تأسيس وقيادة الثورة منهم عثمان صالح سبي وعثمان ادريس خيار، وتفرغ الحاج موسى محمود كيكيا لعمل دعوي في اثيوبيا حيث اسس حزب الدعوة الاسلامي الذي يتمتع بشعبية واسعة. وعاد احمد سيد علي من اثيوبيا فور الاستقلال ليؤسس ويرأس بنك الاستثمار الارتري.

اما فيما يتعلق بالأخ محمد سعيد بشير، فمنذ تعيينه في إدارة التربية والتعليم في اسمرا، نشط في توعية وتوجيه الشباب نحو التعليم بصفة عامة، واذكر مدى متابعته ودعمه لنا ونحن نستعد للانتقال الى المرحلة الثانوية. وعقب الاستقلال ساهم في انشاء مدرسة للجالية الارترية في جدة وتولى ادارتها الى اواخر ايام حياته. ويمكنني القول انني تعرفت على عظمة وعزيمة هذا الشخص واهتماماته بالشأن العام عندما عملت معه عن قرب قبيل الاستقلال في ادارة جمعية حرقيقو الخيرية ثم الجمعية التعاونية لإعادة تعمير حرقيقو، سيأتي تفاصيله في موضوعه.

بعد اكثر من ثلاثة اشهر من العمل الدؤوب، اكتملت كافة الاتصالات والتفاهمات مع رئيس المحكمة، اثيوبي من قومية الامحرا يدعى بسرات، المدعى العام وشهود الادعاء والدفاع، عقدت جلسة الاستماع الاولى.
كان شاهد الادعاء الاول المقدم بلطى.

وفقا للإجراءات المتبعة، قام المدعي العام باستجوابه على النحو التالي:

س - كيف تم اعتقال هذه المجموعة؟
ج - شخص يدعى حمدو محمد قعص سلم نفسه للحكومة وكشف تفاصيل كل النشاطات الاجرامية التي كانت تقوم بها هذه المجموعة، وعند اعتقالهم والتحقيق معهم اقروا بكل ما نسب اليهم وسلموا الاسلحة المعروضة امام المحكمة.
س - مع من من المجموعة ضبطت هذه الاسلحة؟
ج - مع المتهم الاول عبد الله محمد سعيد صايغ.
س - اين ضبطت الاسلحة بالضبط؟
ج - في بيته في مصوع منطقة عداقة.
س - هل كان عبد الله محمد سعيد صايغ يسكن في نفس البيت الذي ضبطت فيه الاسلحة؟
ج - لا
س - من كان يسكنه وقت ضبط الاسلحة؟
ج - شخص مستأجر يدعى عمر ادريس شيخاي.
س - في اي مكان من البيت ضبطت الاسلحة؟
ج - كانت مدفونة في الفرندة.
س - من الذى حفر الحفرة؟
ج - عمر ادريس شيخاي.
س - ومن الذى استخرج الاسلحة من الحفرة.؟
ج - عمر ادريس شيخاي.
س - هل كان هناك شهود اثناء القيام بعملية الحفر واستخراج الاسلحة؟
ج - نعم وسوف يدلون بشهاداتهم.
ش - ماذا كان بالضبط دور عبد الله محمد سعيد صايغ في هذه العملية؟
ج - هو الذى حدد المكان.

اعتمد المحامي في مداخلاته على الثغرات التي برزت في شهادة بلطى: عدم طلب المباحث من عبد الله محمد سعيد صايغ شخصيا حفر الحفرة واستخراج السلاح ما اعتبره دليلا على ان عبد الله لم يكن على علم لا بالسلاح ولا بمكانه، وانى للمؤجر ان يعرف بأشياء خبأها المستأجر في بيته ثم استخرجها بنفسه، والاولى ان تقع مسئولية حيازة الاسلحة على الشخص الذى اخفى وحفر وسلم السلاح، اذ ليس من المعقول ان تدفن اسلحة في بيت مستأجر بدون علمه. وخلص الى المباحث تعمدت اطلاق سراح الشخص الذي استلمت من يده الاسلحة مباشرة لتنحي بالمسئولية الى موكله البريء بناء على اعترافات انتزعتها منه تحت التعذيب، وطالب المحكمة اعتبار عبد الله محمد سعيد المتهم الثاني وليس المتهم الاول. طلبت المحكمة من المدعي العام مثول عمر ادريس شيخاي كمتهم رقم واحد وبهذا اعتبر عبد الله المتهم رقم اثنين.

في الجلسة الثانية: قدم المدعي العام شاهد الادعاء الثاني.

كان الزميل امير محمد عمر كيكيا في منزل عمر شيخاي عندما جاءت المباحث لاعتقاله، وعندما لم تجده وشعرت انه لن يظهر ثانية، حاولت استغلال التشابه بين امير وبين عمر، فقامت باعتقاله ثم اطلقت سراحه بكفالة على ان يمثل امام المحكمة كشاهد ادعاء. في البداية فكرت في الزعم انه عمر شيخاي، ثم عدلت الى الزعم انه هو الشخص الذي استخراج الاسلحة ولقنته ما يجب عليه قوله امام المحكمة بما يتلاءم مع زعمها. عندما تبلغ المحامي هذه المعلومة، اشار بضرورة مجاراة امير المباحث والقيام بكل ما تطلبه منه لحين مثوله امام المحكمة.

عندما قدمه المدعي العام على اساس انه عمر شيخاي كشاهد ثاني ووقف امام المحكمة، ذكر امير امام المحكمة اسمه الحقيقي وانه كان في اليوم المذكور في مدرسته في اسمرا واظهر رسالة تؤكد حضوره كل الحصص بالساعة. طلبت المباحث من المدعى العام التوقف من استجواب امير وسحبه حتى لا يستجوبه المحامي ويكشف ما خفي من تزوير. الزميل امير ابن شقيقة الاخ عبد الله وقريب عمر شيخاي.

قدم المدعي العام شاهد الادعاء الثالث والرابع كل منهما على حدة وهما مدير اقليم سمهر ميكائيل حسما ومحافظ مدينة مصوع. وكانت شهادتهما متطابقة ومطابقة لما حصل فعلا : ذكرا انهما رافقا المباحث بناء على طلبها الى احد البيوت في منطقة عداقة حيث شاهدا حفرة بالقرب منها حاوية وبجانبها اسلحة وانهما لا يعرفان من حفر الحفرة ومن استخرج الاسلحة. ولهذا اكتفى المحامي باستجواب المدعي العام.

قدم المدعي العام شاهد الادعاء الخامس والسادس وهما العم حسن ادريس نائب والاخت فاطمة ادريس شيخاي وكانت شهادتهما ايضا متطابقة ومطابقة لما حصل فعلا: ان المباحث طلبت منهما في البداية الدخول الى البيت وبعد مرور عدة ساعات طلبت منهما الخروج ومشاهدة المنظر المكون من حفرة بالقرب منها حاوية وبجانبها سلاح ولا يعرفان شيئا عما حصل قبله.

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click