مذبحت شعب
بقلم الأستاذ: محمود شبولاي
تقع منطقة شعب في ساحل البحر الأحمر بين أفعبت، ومصوع، وقندع.
في صبيحة الخميس ٢٦ رمضان عام ١٤٠٨هجري الموافق ١٢ مايو ١٩٨٨م جأت القوات الأثيوبية الغاشمة من مدينة مصوع لتتمركز في شرق مدينة شعب في جبل (قعينب).
فعندما علم الشعب بذلك إنقسمو إلي قسمين منهم من هرب إلي الجبال عبر وادي (لابا) ووادي (ماي أولي) ومن ضمنهم أسرتي، التي إتجهت مع من إتجهو إلي وعس التي أمضينا فيهيا أسبوعا كاملا تحت الأشجار ونحن علي موعدٍ يومي لضربات وطلعات طيران العدو الغاشم، وأما الجزأ الثاني من الشعب فلقد إتجه شرقا إتجاه (أبر) وليتهم لم يفعلو، حيث قابلهم الجيش الأثيوبي الحاقد فجمعوالنساء والأطفال والشيوخ في ظل شجرة تسمي (سروبت) ليدهسو علي تلكم الأرواح والأجساد البريئة بالدبابات المجنزرة، ليكتبو بذالك أبشع جريمة عرفها التاريخ ويرتكبو أنكي صور المآساة بحق الشعب الأعزل، بل لم يكتفو بذالك فحسب، حرقو البيوت وقتلو البهائم ورجمو بها في البئر حتي لا يهنأ الناس بشرب ا لماء، نهبو الثروات، دمرو كل شئ وجدوه أمامهم، وهنا قصة لفتي من فتيان شعب والذي أعرفه حق المعرفة بل درسنا معا ثلاثة سنوات في فصل واحد ألي وهو، محمود محمد شمبلاي الذي نجي هووأخته آمنة وأبنائها بأعجوبة من المذبحة، حيث قامت أخته بدس أبنائها الصغار الذين نجو من المذبحة في تحت الأشلاء عندما يأتو الأثيوبين وعندما يذهبو تقوم وتشربهم الماء ثلاثة أيام وهم بهذه الحالة بعدها حاول محمود أن يهرب فأطلق عليه أحد الأوقاد طلقه ليسبب له بذلك جرحا عميقا في صدره لكنه لم يمت لأن الله قد كتب له الحياة، ثم ينجو بعد ذالك هو وأخته وأبنائها، ليستشهد بعدها محمود في الحملة الثالثة في الحرب الأثيوبية الإرترية.
وهنا قصة اخري حزينة حدثت في ذلك اليوم هذه القصة التي لا أنساهاابدا فقد نحتت في ذاكرتي، تؤلمني كثيرا عندما أتذكرها، في صبيحة ذالك اليوم وعند مواعيد السحور تحرك من عندنا الخال إبراهيم حامد إدريس عامر شبولاي، حاملا معه ما أنتجته مزرعته المباركة في بضع جمال متجها إلي أسرته وأولاده في إمبيرمي وبالتحديد في معشيات، كانو في إنتظاره ليأتي إليهم محملا بالخيرات، لكن وهو في طريقه إليهم وبالتحديد في منطقة (أبر)، قابلهم جيش الاحتلال الأثيوبي ليطلقوعليه أول رصاصة الغدر والخيانة لتخترق جسده الطاهر، ليرتقي بذلك شهيدا، وتصعد روحه الطاهرةإلي باريها، وتأخسأ يد الغدر والخيانة التي نالت منه، والتي قد سجلت أبشع جريمة قتل، سجلت علي جبين ضمير الإنسانية الذي إتسم بالخزي والعار في ذلك الزمان.
الجرائم التي إرتكبها الإستعمار الأثيوبي في حق الشعب الارتري هي أكثر من ان تكتب في سطور، فهي منحوتة في قلوبنا، وإن تناساه الاعلام وعميت عيونه منها، ولكن التاريخ سوف لا يرحم، ونحن بمثل هذه المحاولات نورثها للجيل الجديد، حتي لا تنسي، والسلام.