سمبت طلام
بقلم الأستاذ: حسين أبو صالح
كانت مدينة أغردات ترفل في هدوءا وسكينة، الاطفال يلعبون ويتعالى صوتهم في شيشيتة
وقد اختلط باصوات الابقار وصهيل الخيل وصياح الديكة سمفونية تحكي معنى الحياة.
وفجاة صاح احدهم وهو مقبل الى امه فقد كانت جليسة نساءا في بيت جاراتها.
امي امي يقولون ان الجبهة قتلت جاسوسا والناس مجتمعون على جسمه ممدا انه كان يقود دراجة انتهى الخبر.
الام: ومن الذي قال لك ذلك يابني لعلهم اصاحبك يريدون اخافتك وازعاجنا وقطع جلستنا وانسنا.
الطفل: ابدا لقد رايته بام عيني مدرجا بدمائه ممدا ودراجته الى جانبه.
الام: مقاطعتا هل رايته اذا هلكنا سوف ينتقمون له منا انك تقول شيئا عظيما لنذهب الى الدار ومسكت بيده بين دهشة جليساتها من ذلك الخبر الذي وقع عليهم كالصاعقة فجعلهم مشدوهين واختفت معالم الوجوه واختلطت مشاعر الخوف بالفرح الخوف من الانتقام والفرح لمقتل الجاسوس الذي كان يرتزق بدماء ابناءهم واخوانهم.
وماهي الا سويعات حتى بدا رد الفعل الاثيوبي وقد صادف ذلك اليوم مجيئ ضابط كبيير من اسمرا فوافى الحادثة واستغل نفوذه لالحاق اكبر ضرر باالاهالي انتقاما من الجبهة في اهلهم وشعبهم واطلق يد الجيش في المدينة واستباحها وكان القتل لكل زي روح قسمتا فلم يفرقو بين رجل وامراة وطفل ومسن.
وفي زات اللحظة التي قصدت فيها الام بيتها مع طفلها مرت على مقهى فرات الناس امواتا على جلستهم لم يتمكنو حتى مغادرتها او تغيير وضعهم فاسرعت راجعة من حيث اتت والناس يتسابقون وهاجت المدينة الحالمة الساكنة المطمئنة وماجت وبينما هي تهم بالدخول الى الدار التي خرجت منها قبلا اذا بالعساكر وراءها يطاردون درويشا في سن الرابعة عشر فاسرعت بالدخول قبلهم ثم تبعها ذلك المسكين لان امه كانت معها في هذا الدار وما ان راته امه حتى امسكت به وجعلته خلف ظهرها فطلب الضابط ان تسلمها الطفل قالت بتجرنية مكسرة انه (قلعا) اي طفل ودرويش ليس له عقل.
فقال لها: اتزعمين انه ليس له عقل مجنون.
فاجابت: نعم وكل الناس يعرفونه.
فقال لها: الناس يعرفونه ولكن نحن لا نعرفه لنختبره فاذا ثبت ذلك عفونا عنه.
فقال له: قم فانهض فنهض.
ثم قال له: اجري فخرج الى (حوش) المنزل ولما جاز باب الغرفة الى الحوش واعطى ظهره للضابط ما كان منه الا ان افرغ خزنته في ظهره.
التعليقات
ربما كنا صغار عنما كنا نبكي ولكن الصور هي ذاتها الدمع في عيني أغردات كما تركتها لم تجف دمعتها أبدا