مجزرة إمبيرمي

بقلم الأستاذ: عمر عبدالقادر شيخ

قرية إمبيرمي تعرضت لعدة زيارات تخريبية من قبل الجيش الغاشم الأثيوبي خلال فترة الأحتلال،

مثلها مثل باقي المناطق في اريتريا، اول مجزره حدثت كانت في عام 1967م حيث تم تجميع اهالي امبيرمي جميعا وتم اختيار بعد من الأهلي وتم ذبحهم في منطقة قريبة من وقيرو، وكان عددهم سبعة اشخاص ثلاث من عد شيخ امبيرمي والرابع متزوج من عد شيخ وواحد من حطملو (سائق باص امبيرمي) وواحد ضيف الأخ عثمان صائع جاء لزيارة اهله عد سيد وواحد من شماقلي إمبيرمي، وتم دفنهم بعد جلب الجثث.

وبعدها توالت زياتهم العدوانية بين كل ستة اشهر او سنة لنهب الأموال وترويع الأمنين، ولكن لم يقتل فيها شخص. في شهر فبراير من عام 1976م وقعت المجزرة الكبيرى في شهر صفر، حيث كان الناس يستعدون لترتيبات الحولية السنوية للشيخ محمد بن علي مؤسسة القرية وكان هنالك ضيوف لحضور المناسبة، الطبيعة الجغرافية للقرية تساعد ساكنيها للفرار وقت دخول القوات الأثيوبية اليها دائما حيث يشاهد غبار السيارات من مسافة بعيدة تُمَكِن الناس من الفرار ولكن في ذلك اليوم جاءات القوات البحرية بالزوارق من جهة البحر ووصلت القرية قبل ظهور غبار القوات البرية التى جاءات متأخرة وتم حصار القرية من جميع الجهات بشكل شبه دائري، وتم تجميع الناس في ثلاث مواقع اساسية:-

1. في المسجد (اكبر عدد مختلط رجال ونساء واطفال).

2. في منزل الشيخ حسين الشيخ الأمين (نساء).

3. في منزل الشيخ أدم قمام (رجال).

وبعدها تم احراق المنزلين بالكامل حيث تفحم كل من كان بالداخل، ومجموعة المسجد تم اعدامهم رميا بالرصاص وخرج من بينهم احياء وعدد 30 جراحى تم نقلهم بالجمال والحمير للعلاج في مستشفي المقاتلين منهم من كانت اصابته بلغية وتأخر اسعافهم ومنهم من هو عايش حتى اليوم بصحة وعافية، كما تم العثور على جثث في الطرقات هنا وهنالك. وكانت حصيلة القتلى حسب الأحصائية عدد 35 رجل و30 إمراة ومن الأطفال حوالي العشرين طفل منهم عدد 2 في الثلاثة عشر سنة والبقية من 3-4 سنوات وواحد كان عمره شهرين، حتى البهائم لم تسلم منهم كان يقتلون كل بهيمة يجدنها امامهم.

الفاجعة الكبار كانت من نصيب عد شيخ حامد حيث استشهد في هذة المجزرة الشيخ محمد علي بن الشيخ الأمين (خلافة عد شيخ عبد القادر) وزوجته وابنه الشاب كما استشهد فيها الشيخ الأمين بن الشيخ محمد بن الشيخ عامر خلافة عد شيخ حامد في الساحل وبهذا فقدوا عد شيخ الخلافتين في يوم واحد.

لم يستطع الناس التعرف على بعض الأشخاص بسبب التفحم ولوجود ضيوف في القرية وتم دفنهم مع الشهداء. تم حصر وعمل قوائم بالمواتي من قبل المقاتلين لذلك الأهلي لم يقومو بالتدوين وحينما حاولنا الحصر قبل عامين توصلنا فقط بالتذكر حوالي 75 شخص والبقية ربما من الضيوف والجزء الباقي لم تسعنا الذاكرة.

وكانت المصيبة الثانية من يقوم بدفنهم وكيف يحفرون لهذا العدد الكبير لذلك تم دفن النساء مع النساء والرجال مع الرجال كل اثنين او ثلاثة في حفر جماعية. الناس من مصوع وعداقى وحطملو من اهل امبيرمي وغيرهم وصلوا اماتري وكانو ينتظرون رجوع عربات القوات الأثيوبية الى مصوع حتى يتحركوا للذهاب الى اهاليهم في امبيرمي، فكان وصول الناس من اماتري قبل وصول من فرا من الاهالي الذين كتب لهم النجاة، المختبئين في المزارع وضواحي القرية.

Top
X

Right Click

No Right Click