سيرة الأستاذ عيس سيد محمد رجل وطن وعلم وتربية - الحلقة السادسة والأخيرة
بقلم الأستاذ: حسين رمضان - كاتب ارتري
رابعاً - تأسيس الحزب الوطني (حوار): ونظراً للنهايات غير السارة للجبهة والحركة أشار بعض الأخوة الفضلاء
فبعثهم الله للأمم لهدايتهم بالعلم إلى الحق المبين قولاً وعملاً وهنالك الكثير من الشواهد على فضائل العلم والتعلم.. لا يسع المجال لذكرها.
على الأستاذ سيد عيسى تأسيس عمل وطني نخبوي فوافق على الفكرة وفي عام 1999م تم تأسيسه تحت مسمى (الحزب الوطني الإرتري - اختصار حوار) برئاسته وعضوية كل من المهندس حامد يوسف مالك، والمهندس عمر يسين، وأبو عمر محمود هرودا و محمد علي صالح هنتولاى والمرحوم جعفر محمد نور، وانضم إلى عضويته عدد مقدر من بعض كوادر التنظيمات السابقة الذين جمدوا انشطتهم للظروف التي مرت بها الساحة السياسية ومنهم فئات متعددة دكاتره ومهندسين وقانونيين ولا زال الحزب يعمل بعيداً عن الأضواء الإعلامية.
تأسيس جمعية النور والهدى التعليمية الخيرية:
وقد أسس الأستاذ جمعية خيرية تحت مسمى (جمعية النور والهدى التعليمية الخيرية) ووضع لها اللوائح والأنظمة التي تنظم عملها ووجد هذا المشروع قبول وتجاوب من عدد من المهتمين ومن أعضائها الأستاذ الأخ علي بكرى زمزمي والأستاذ عبدالقادر إسماعيل، والأستاذ محمد أبوبكر جيلاني، والأستاذ حامد محمد حامد والحمد لله بدأ العمل بفكرة وعدد محدود من الأعضاء واليوم يسير مطرداً وبصورة طيبة ومرضية، ومن ثمار هذه الجمعية تأجير سكن للطلاب في كسلا يستوعب 35 طالب، وفي الخرطوم يسع 56 طالب وذلك في بورتسودان والقضارف، وعدد آخر يقدم لهم المعونات المقطوعة في شكل رسوم دراسية وشراء الأدوات القرطاسية.
مشروع مساعدات الطلاب:
بلغ الأستاذ بأن عدد من الطلاب تركوا دراستهم الجامعية نظراً لضيق ذات اليد وصاروا يعملون في أعمال حرة ومنهم من سافر إلى بعض دول الخليج للعمل وبمهن هامشية والأستاذ استنكر هذا التوجه وناشدهم لمواصلة الدراسة الجامعية، فوعدهم بتسويق هذا المشروع الإنساني على أهل الخير والفضل والحمد لله نفذ ما وعدهم به، وتم تسمية المشروع (مشروع مساعدة الطلاب). والعلم كما يعلم الجميع هو سلاح الإنسان في العصر وبه ترقى الأمم وتتقدم فهو من الضرورات الحتمية، والنتيجة تخرج عدد كبير من الطلاب وهم يعملون الآن في مراكز ومواقع ممتازة ويعولون انفسهم وأهليهم. بل البعض من يساهم في مساعدة الطلاب الذين آتوا ممن بعدهم.
مشروع تبني الطلاب:
وهو مشروع يتبنى فيه الداعم أحد الطلاب بصفة شخصية حتى يتخرج وأول من تبنى طلاب في هذا المشروع هو الأخ عثمان كنتيباي وعددهم ثلاث طلاب جامعيين، وراقت الفكرة للأستاذ وطرحها على من يريد التبني الدراسي للطلاب فتبع ذلك المهندس حامد عثمان أدالا وهو مشكور أول من تبني طالب طب في المشروع حتي تخرج ثم طالبة حاسوب، والتبني يستمر منذ دخول الجامعة وحتى يكمل الطالب دراسته ويتخرج وفي الغالب تمتد هذه الفترة من خمسة إلى سبعة سنوات والتواصل يتم مباشرة مع الطلاب.
وقد طرح بعض الأخوة تطبيق فكرة الدول الغربية أن يتم مساعدة الطالب حتى يتخرج وبعد التخرج ودخوله ميدان العمل يعيد مبلغ الكفالة ليستفيد منه طالب آخر، ولكن تم رفض الفكرة لأن هذا النظام يصعب تطبيقه في مجتمعنا، وكما أن الأصل في هذا المشروع هو ابتغاء وجه الله وليس ديناً يقضى من الطالب لاحقاً.
الأعمال الإنسانية:
الأستاذ سيد عيسى يحب مهنة التدريس حباً شديداً ويستمتع بها وقد فتح الله عليه باب تطوعي لتدريس الطلاب الفقراء من خاصة في مادة اللغة الإنجليزية ولجميع المستويات فالطلاب الذين يرسبون أو هم ضعفاء في هذه المادة يأتون إليه من جميع مدن السودان (بورتسودان، كسلا، القضارف، القربة، حلفا الجديدة،) وبفضل من الله كل الذين درسوا عنده كانت النتيجة نجاح بتفوق.
الختام:
هذا فيض من غيض في قراءة بين السطور في سيرة (رجل وطن وعلم وتربية) لرجل نذر نفسه وماله ووقته في خدمة أمته ووطنه، واعتقد كثير من أعضاء وقراء المنتديات تفاجأوا من هذه السيرة الخيرة والسبب إن هذا الرجل يعمل بعيداً عن الأضواء والإعلام لأنه لا يبتغي بعمله إلا وجه الله تعالى، وليس هو ممن يسعون للشهرة والرياء ولا يقبل حتى الثناء والشكر من أحد مقابل عطاءه، ولكن لابد مما ليس منه بد ذكر الحقائق للتاريخ والأجيال القادمة وفي الحديث (من لا يشكر الناس لا يشكر الله). وقد تم ضغط معلومات السيرة واختصارها بشكل كبير حتى لا يمل القراء من الاطالة، وكما يقولون الحديث ذو شجون.
فنسأل الله أن يبارك للأستاذ الكبير فيما قدم ويقدم، وبالرغم من الحاح أولاده عليه بالتقاعد والتفرق للعبادة وأهله إلا أنه لا زال لديه همة في خدمة وطنه وأمته، وعطاءه لم ينضب معينه حتى اللحظة..
وسبق أن عرض عليه الكثير من طلابه وزملائه الهجرة إلى بلاد الغرب ولكنه رفض هذا المبدأ رفضاً قاطعا وحلمه العودة إلى وطنه الأم والعيش في كنفاته ما تبقي من العمر والله نسأل أن يحقق له أمنيته.