منعطفات ارترية وعشم ابليس في سرية أديس - الحلقة الثامنة

بقلم الأستاذ: عبدالفتّاح ودّ الخليفة - كاتب ومؤرخ إرتري، المملكة المتّحدة

سرية أديس: خبر هذه السّرية المسحورة أصبح ملازما لتأريخ الكفاح الإرترى، وأكثر النّاس ترويجا لها هم من صدّقو رواية

(سلفى ناطنّت) عنها.. دون تحرّى الحقيقة !!! لم يبذلو جهدا ليعرفوا كم قتل من عدد من تلك السّرية ولماذا ؟؟؟ والأدهى والأمر من ذالك ينسون أنّ تنظيم (سلفى ناطنّت) قتل بالمئات بل بالألوف ممّن عارض توجّهات قيادته.

عند اللجوء إلى السّودان فى السّبعينيات وجدنا السّودان يعجّ بحراك سياسى إرترى كثيف ومن كلّ الألوان.. وبحكم أن حبّ الأستطلاع والإستماع إلى أخبار ثورتنا الإرترية كان شغلنا الشاغل، كنّا نطرق كلّ الأبواب، وأحيان ندخل فى وضع يطلب منّا فيه المساعدة فى الترجمة من العربية إلى التقرنية والعكس فى أمور لا نفهم فيها كوعا ولا بوعا.. ولكن كنّا أيضا بالرّغم من بساطتنا وعفويتنا نساعد على التواصل بين النّاطقين بالتقرنية وبقيّة مجتمعنا الإرترى، وفى إطار طرق أبواب التّجمعات السياسية الإرترية فى مدينة القضارف فى السّودان وجدنا أنفسنا فى مكتب (قوات التّحرير الشعبية) قبل أن تنشطر فى منتصف عام 1976، وحينها مسؤول الطّلبة عندهم (هو الآن فى السّجن فى إرتريا فكّ الله أسره) طلب منّا حضور إجتماع مهم سوف يعقد ويحضره مسؤولون كبار من قيادة (قوات التّحرير الشّعبية) من الميدان.

حصرنا الإجتماع وسط أرتال وجموع من البشر هائجة وزاحفة ملأت المكان حتّى إمتلأت ساحة المكتب بأعداد كبيرة من أبناء الشّـعب الإرترى وحتّى الإختناق.. وكان ينظر إلينا الآباء اللّذين يعرفون ولاءنا الجبهجى نظرة فيها تساؤل وكأنّهم يقولون لنا بالأعين الّتى تسبق الألسن دائما لماذا أنتم هنا ؟

ولكن رغم هذا وذاك بدأ الإجتماع وكان أول المتحدّثين المناضل (محمود شريفو) ثمّ تلى حديث (شريفو) حديثا من رجل آخر لم أنتبه لإسمه حينها، ولكن الأيام التى تلت عرّفتنى به أكثر، وكان يطلبنا دائما للدردشة فى مكتب (قوات التّحرير الشّعبية) فى مدينة القضارف فنأتى مهرولين مسرورين لجلوسنا مع شخصية مهمّة ولكنى كنت أكره المشى معه لأنه يهرول فى المشى وكأنه مسرع لإيصال خبر... وفى الجموع الغفيرة والحاضرة كانت هناك مجموعة مشاغبة منذ عهد (حركة تحرير إرتريا) ومن ثمّ (جبهة تحرير إرتريا) وقبل الأنشقاقات، يتقدّمهم العم المشهور بالمواجهة والعناد هو المناضل المرحوم (عبدالله الحاج محمود - شنقروا)... وبعد أن أكمل المتحدّثون من وفد (قوات التّحرير الشّعبيّة - الميدان) كلمتهم أُذن للحضور بالسؤال والإستفسار، فطلب العم (شنقروا) أن يؤذن له فى الحديث ليورد السؤال التّالى: أيّها الإخوة القياديون: نحن تركنا الجبهة وأصبحنا أعضاء (قوّات التحرير الشّعبية) نسبة لأنّ (القيادة العامة) قتلت فى كسلا وقتلت فى الميدان ؟ كيف تفسّرون الأخبار التى تتداولها الألسن اليوم بأنّكم قتلتم ستّمائة مناضل فى السّـاحل دون أن ترمش لكم عين ؟

صمت المناضل (شريفو) و صمت المناضل (عبدالله موسى) أعضاء (اللجنة الإداريّة - المؤقّتة).. ليتحدّث العضو القيادى الثّالث (نحيف كثيف الشّارب) نحافته توحى بأنّه يحمل همّا أكثر ممّا يحمله غيره من المناضلين، نظراته كانت صارمة وإجاباته غاضبة وكأنّـه على خلاف سـابق مع كلّ من يحادثه، كان محاطا بأناس كلّهم يتحدّثون التقرنية (جلبتهم الأمم المتّحدة لتلقّى دورة فى المدرسة الصّـناعية العليا فى المدينة وجلّهم أو كلّهم إمّا هربو من (بليقات) فى السّـاحل معسكر (الشّعبية) الرّئيسى حينها، وإمّـا دخلوا السّودان من (ربده) معسكر تدريب (جبهة التّحرير الأرتريّـة) وكانوا جزءا من مشكلة (ك) المشهورة وكانت بكلّ تفاصيلها منشورة فى مجلّة النّضال فى عام 1975 وبقلم المناضل (إبراهيم إدريس حامد توتيل) وبالعودة للرّجل والّذى كان صامتا فى معظم أوقات الإجتماع منذ بدايته قال متحدّثا بالتقرنية وعينه على العم (عبدالله شنقروا).

قال هذا المناضل الغاضب: نعم قتلنا وسوف نقتل أيضا فى المستقبل كلّ من يعترض طريقنا ويعمل لإفشال الثّورة ويعرقل مسـار التّصحيح الّذى نقوده.. وهنا صمت الكّل وزهل الكثيرون كان الإمتعاض واضحا فى كثيرين ممّن كانو فى الإجتماع والهاربين من (بليقات) وكلّهم وبلا إثتثناء كانو من النّاطقين بالتقرنية تلا سنو مع الرّجل وجادلوه بطريقة هى أقرب للعنف منها للحوار.

ولكن الرّجل كرّر حديثه السّابق بأن تنظيمه جاهز للقتل حتى فى المستقبل من أجل حماية النّفس والمبدأ والمناضل (شريفو) يترجم وقارب الوقت واليوم إلى النّهاية فختم الإجتماع وفى حلقى مرارة وحسرة ممّا سمعت ونحن متّجهين إلى السّوق كان أحد الطّلاب يحكى لأصدقاءه عن المتحدث الأخير (بأنه قاتل وأنّ التأريخ سوف لن يرحمه وسوف يسال عمّا فعل بمناضلين شرفاء وأبرياء)… ولاحقا عرفت أنّ المجموعة التّى كانت تجادله معظمهم من مدينة واحدة فى إرتريا هى (سقنيتى).

وعلى أية حال ثبت الإسم فى الذّاكرة لأنّه لفح كفاف أذنى لأوّل مرّة ولأن حديثه أيضا كان فجّا ومستفزّا وأكثر ما سائنى هو تصريحه بقتل زملاء له فى النّضال لم أستطع أن أنسى تلك الشّخصية ورسخت فى الذهن كشخصية دمويّة ومن فصيلة القتلة كان ذاك المناضل هو رجل (سلد) و (علا) وأحد (الخمسة) القياديون فى تنظيم (سلفى ناطنّت) وأحد اللاعبين الأساسين فى مسرحيّة (سرّية أديس) (سلمون ولدى ماريام) المناضل (سلمون ولدى ماريام) رجل (سلد) و(علا) وأحد رموز طلاسم (سرية أديس).

وقلت فى نفسى: إذن هكذا هى الأرواح عندهم رخيصة !!! يقتلون رفاقهم ويصرّحون بقتلهم وبلا حرج... وسكن ذاك الحديث ذاكرتى، وملكته كنقطة ساخنة للحوار مع أىّ زميل أو صديق ألتقيه من (قوّات التّحرير الشّعبيّة) وإعتبرت أ يضا ما سمعته إحدى منعطفات الثّورة وإحدى زواياها الحادّة وكان يتملّكنى الفضول حتى أعرف أكثر عن تفاصيلها وهى (حركة المنكع)… (عفوا لهذا التقرير الحكائى) وأعود إلى موضوعى.

ولاحقا تلقّينا الأخبار وراء الأخبار عن دور (سلمون ولدى ماريام) ودوره كمسؤول (أمن) أو (حلوا سورا) فى قمع حركات المعارضة فى داخل (الشّعبية) وبعد أن أكمل مهمّته جاء دوره، فدخل فى حالة أشبه بـ(لعبة القطّ والفأر) مع الحزب (حزب الشّعب الثّورى) بزعامة (أسيّاس أفو ورقى) عمل حينا مسؤولا (للنّقل والمواصلات) ثمّ إنزوى لفترة فى الخرطوم فى حالة هروب غير معلنة (1) وليعود بضمانة المناضل الشّهيد (إبراهيم عافة) لتكون نهايته مأساويّة ولا يعرف تفاصيلها حتى الآن.

ولنترك دوره فى موضوع (سريّة أديس) للمناضل (قرى مدهن زقرقيس) حين الحديث عن السّرية وملابساتها لنأحذ هنا مثالا من شخصية (سلمون) المعقّدة والمتآمرة وعلى لسان المناضل (قرى مدهن زقرقيس) نفسه ونقلا من كتابه (ناى عينى مسكّر).

يقول زقرقيس: (سلمون ولدى ماريام) والمناضل (أرّفاينى) كانا مسؤولى الوحدة الثلاثية فيما خصّ العمل الفدائى فى أسمرا ونواحيها فكان سلمون ولدى ماريام يجمع المال والمناضل (أرّفاينى) يهتم بالعمل العسكرى فيما إختصّ بإعدام العملاء للنّظام الإثيوبى ولكن كان لهما رأيان مختلفان فى موضوع وحدة الثورة الإرترية إختلافا حادّا ولذالك تخلّص (سلمون ولدى ماريام) من رفيقه فى النّضال (أرّفاينى) ومعه 8 مقاتل من رفاقه بطريقة غير مباشرة كيف ؟

كانوا سويّا فى منطقة (درفو) وجاءت للمنطقة قوّة (كماندوز) ولكن حالف الحظّ (سلمون) ورآهم فى الأول وإختار وتعمّد عدم إخبار رفيقه بقدوم القوّة ولم يسرع فى أطلاق نار بل هرب بنفسه إلى منطقة (قلعى) ولكن المناضلين الـثمانية ومعهم قائدهم (ارّفاينى) حوصرو من قبل قوّة الـ (كماندوز) وطلب منهم الـ (كماندوز) التّسليم وإلقاء السّلاح ولكنهم رفضو ا وقاوموا وقتلوا ما إستطاعوا من الـ (كماندوز) ولكنّهم إستشهدوا جميعا بعد نفاذ ذخيرتهم.

وعندما سؤل (سلمون) لاحقا عن طريقة إستشهادهم قال أراد (أرّفاينى) أن يختبئ ويمرّر (الكماندوز) ولكن كان هناك رجل يجمع فى (التين الشّوكى) (بلس) كان قد رآه فأخبر الـ (كماندوز) بمكان تواجده ومجموعته، وبذالك يقول (سلمون) أضرّ (أرافيانى) بنفسه وبمجموعته وأستشهدوا جميعهم.. وكتب بذالك تقريرا خاليا من الأمانة والصّدق وخاليا عن الأخلاق والمبادئ.

(إنتهى)... فتلك واقعة واحدة تلقى الضّوء على دموية (سلمون) وعجرفته وقيل الكثير فى تعاليه وتخبّطه وكسب عداوة الكل راجع مقابلات المناضل:  تسفاى تمنوّو فى راديو (وقحتا).

تلقّينا الدّورة تلو الأخرى فى بركا تحات فى (عليت) وإلتقينا مع كثيرين من قيادات تنظيم (جبهة تحرير إرتريا) دون أن يذكر أحدهم قصّة قتل جماعية أو تصفية فى داخل التّنظيم... إلى أن جاء عام الخدمة الوطنية عام 1981 فى الصّباح الباكر كنّا نتلقّى التّدريب العسكرى لمدّة شهر كامل فى منطقة تواجد مكتب الشّؤون الإجتماعية والتّعليم التّابع له فى بركا وتحديدا فى منطقة (لكوييب)... وإنتهى التّدريب بتعلّمنا تفكيك وتركيب السّلاح ومن ثمّ التّدرّب على إطلاق النّار ولكن فى المسـائيات كنّا نتلقّى التثقيف السياسى من الأستاذ المناضل (عمر محمّد على كيكيا) والّذى كان قادما من الجبهة الشعبية متمرّدا عليها أتى مع مناضلين آخرين منهم المناضل (عبده صـايغ) رحمه الله والمناضل الأستاذ (محمود محمد على).. والمناضل والرّسام التشكيلى الموهوب (عثمان عمر علوان).

وأثناء الحديث عن تجربة الوحدة والإنشقاق فى الثّورة الإرترية وردت جملة عابرة من الأستاذ تقول (سرّية أديس) إستوقفه البعض مستفسرا ماهى سرّية أديس ؟ وما موقعها من التّأريخ ولماذا وكيف ؟ ومتى ؟ وهل كان فى الثّورة سرية لأبناء (أديس) وأخرى لأبناء (أسمرا) وفصيلة لأبناء (مندفرا) أم هناك لغزا يختبئ خلف الإسم ؟؟؟

ومن الوهلة الأولى وقبل أن يتفضّل الأستاذ بإضاءاته حول الموضوع كلّ ما كان يتبادر إلى ذهنى كان فقط أنّهم مجموعة من الشّباب تحركو سويّا من (أديس أببا) عاصمة إثيوبيا ربّما جاءو مطرودين أو فارّين !!!! أو ربّما كشف أمرهم وهم يباشرون العمل السرّى الوطنى !! ولكن بذالك الكم سرية كاملة مائة عنصر !!! وكلّ شيئ غير الحقيقة التى عرفتها جزئيّا من الأستاذ (عمر محمّد على كيكيا).

ولاحقا وفى إحدى أيّـام (مهرجاناتنا) الجبهجية فى مدينة (كاسل) فى ألمانيا الإتّحادية وقع نظرى على كتابين الأول أعتقد هو أول كتاب للقاصّ المشهور وأحد المهتمّين بكتابة التأريخ الإرترى الأستاذ (ألم سقّد تسفاى) ومن وحى ديموقراطية الجبهة وتسامحها اللاّ محدود كان يعرض أحد بائعى الكتب والأشرطة كلّ منتجات الجبهة الشعبية من تلك المنتجات فى ركن من أركان المهرجان، وكان إسم الكتاب (ودّى حدرا كاب بادمّى نى سـاحل) يتكون من 210 صفحة والمعنى بالعربىة: (ودّى حدرا من بادمّى إلى السّاحل) وهى (قصّة رجل إسمه ولدنكئيل فطور) كان قاطع طريق (شفتا) حمل (جاندى) أى بندقية للإرتزاق وحمل معه كرها عميقا لـ (جبهة التحرير الإرترية) سوف أعود لها فى وقت آخر إن أمدّ الله فى الآجال، أمّا الكتيّب الثانى صغير فى حجمه (40 صفحة تقريبا) كبير فى معناه ورسالته وبالتقرنية و عنوانه (ناى عينى مسكّر آب تأريخ سورا إرترا) وترجمت العنوان بالعربية هى كالآتى) (شـــاهد عيـان... على تأريخ الثّورة الإرترية).. كتبه مناضل جبهجى مخضرم هو(قرى مدهن زقرقيس) عايش تجربة الثّورة الإرترية فى السّتينيات، والسّبعينيات حكاها فى تلك المخطوطة، وقال الكثير وشهادته ومشاهداته إعتبرها الكثيرون وأهمّهم موقع (عواتى دوت كوم) أول شهادة ومن شاهد شاهد كلّ حاجة وعايش جزء كبير من التّفاصيل وبالذات فى الفترة بين 1968-1972 وفى أكثر مواقع الثّورة إلتهابا حينها (ماى حبار - قندع - سلد - علا - سقنيتى - دبرى بيزن - ماشوا - سبر - دبر سلا) وفى أحدى معارك التّحرير أصيب فى رأسه وعلى إثرها فقد بصره ويعيش اليوم فى إحدى الولايات الغربية فى المتّحدة الإمريكية… من هذه الكرّاسة عرفت كثير ممّا كنت أجهله من (طلاسم السّرية المسحورة)… وهناك أيضا كتاب صدر حديثا بالتّغرنية بقلم مناضل جبهجى آخر وهو (فسّـهاطين قبرى) يتناول الموضوع إيّاه ولكنه ناقلا الجزء الأكبر من كتاب (ناى عينى مسكّر) لكاتبه (قرى مدهن زقرقيس).

لم أجد أىّ تفسير مقنع حتى الآن لماذا كان كلّ هذا التّعتيم ؟؟؟ من (جبهة التّحرير الإرترية) على هذه (الزّاوية الحادّة) من تأريخ الثّورة الإرترية هل لأنّى شخصيا أجهل تفسير ورأى (جبهة تحرير إرتريا) عن أحداث (سرية أديس) بالرّغم من مشاركتى فى أكثر من دورة ومحاضرة نظّمها التنظيم وقبل دخوله الأراضى السّودانية ؟؟؟

لماذا لم تردّ الجبهة على كلّ هذه الإتّهامات والتعبئة التى صاحبت موضوع (سرية أديس) والتى أصبح أمرها بندا رقم واحد فى تّعبئة العنصر المسيحى ضدّدها، مصحوب بقصّة مقتل (كيدانى كفلو وولداى قدى)، وشوّهت صورة الجبهة عند الكثيرين منهم، ألم يكن مهّما توضيح المسألة على الأقلّ لتبرأ ساحتها، ولئلا تضيع الحقيقة فى ثنايا الشّكّ والظّنون !!! وحتّى لا يظنّ البعض بأنّ هناك تصفية جماعية ومقصودة حصلت!! وتحاشت قيادة الجبهة الحديث عنها وفكّ طلاسمها!!! وأخيرا ليعطى السّكوت حتّى عند (الجبهجيين) بأنّ هناك تجاوزات قد حصلت ولذالك أرادت (جبهة التحرير الإرترية) محو أثر تلك الحادثة وحوادث أخرى بلزوم الصمت وعدم التطرّق حتّى لا تنكأ جرحا تريده أن يندمل !!! وإمّا أنّ الأمر حصل فى وقت كان قد إختلط فيه الحابل بالنّابل وخرجت فيه الأمور من نطاق السّيطرة أو لأنّه حصل فى غفلة من القيادة فى إحدى ايّـام عام 1969؟؟؟

وهناك تساؤل أيضا: ألهذا السّبب أفردت (جبهة التّحرير الإرترية) إهتماما خاصّا بالمجموعة المسيحية المنشقّة يقيادة (أسياس أفورقى) لحساسية الوضع الطّائفى لذى أثارته، ولإشمئزاز والتململ الذى أبدته، وهل لذالك السّبب فقط هرولت(قيادة الجبهة) وشكّلت وفدا خاصّا لمحاورة (سلفى ناطنّت) و (أسياس أفورقى) وبدأت تلاحقهم فى (مرارا) و (سلمونا) و(عد شوما) و(بحرى بارا)فقط للإعتذار!!! ولكنّ (سلفى ناطنّت) بقيادة أسياس أفورقى) رفض وتجبّر و أبى و إستكبر وكان يعلم ما هو فاعل!! واللجنة المكلّفة بالحوار معه وتتكوّن من مناضلين حريصين وكفوئين (إبراهيم محمّد على - ملأكى تخلى - د. فصّوم قبرى سلاسى - تسفاى تخلى إزقى وكثيرين غيرهم) تطارد السّراب و تنتظر فى حالة أشبه بحالة تدليل وتدليع ومعاملة خاصّة، ليأتيها مرّة المناضل (معشّو إمباىّ) وتارة (قرزقهير أسمروم - حوّى بشّر) ليضربو وعدا بعد وعدا للّقاء والجلوس، وصاحب القرار فيهم منهمك فى إنتاج تنظيم بمواصفات خاصّة، وهو فى قمّة جبل(حوّى أى ترئى) فى منطقة (بحرى بارا) فى شمال بحرى، لتكون النّتيجة إنتظار ثمّ إنتظار، ومناورات لكسب الوقت، وبلا فائدة ترجى وكأنّ (المجموعة المسيحية) تريد أن تقول لهم: (كيدو ندّيخم ماى وردولا) أى بمعنى إنّ أمركم لا يعنينا فنحن أعلنّا الطلاق منكم وإنّ (أسياس أفورقى - وموسى تسفا مكئيل - وهيلى ولدى تنسائى درّع) قد وضعوا اللّبنات ألأولى للردّ عليكم والإنشقاق منكم والإنقضاض عليكم يوم التّمكين وذالك فى أحدى مقاهى أو أكشاك الفول فى كسلا فى قبراير عام 1967) (2).

وحتّى نظلّ فى النّص، إستغلّت مجموعة (سلفى ناطنّت) هذا الموضوع لتعبئة الإخوة المسيحيين أبناء المرتفعات ليحتشدوا و ليصطفّو ا من خلفها لأنّها تريد بناء تنظيم يحفظ لهم حقوقهم ويحميهم من غدر (عامّة) حسب زعمها، (عامّة) التى تقتل وبلا فرز وجنودها الّذين يحملون السّلاح بلا هدف ولا برنامج أو كما يقال بالتقرى (أسور طلّقا) وتعنى فيما تعنى (كان محبوسا ومكبوتا فوجد الحريّة ليعوس فى الأرض فسادا).. وطبعا التّناقض كان حليف (سلفى ناطنّت) إذ لم يمضى العام أو أكثر بقليل على بيانهم (نحنان علامانان) وإفتراءاته على الجبهة حيث بدأت التّناقضات داخل المجموعة وظهرت الحركة التّصحيحية فى داخلها (المنكع) بقيادة (موسى تسفانكئيل - ويوهنّس (جون) و (افوورقى تخلو) (وهنا وجب إيراد ملاحظة عرضيا وفى إطار النّص والموضوع وهى أنّ حركة التّصحيح تلك وربّما ما تبعها من حركتى (بطاى) و (حركة محاربة الفساد) كانت لتصحيج نهج (سلفى ناطنّت) أو قوات التّحرير الشّعبية-2 فقط.. والصّراع كان بين أبناء المرتفعات) ولكن قيادة (سلفى ناطنّت) لم تتعامل ولم تراعى أدنى قيمة من قيم حقوق الإنسان فى التّعامل مع هؤلاء (الرّفاق) و تلك الحركات، مع أنهم إدّعوا بأنّهم صنعو ا ذاك التنظيم (سافى ناطنّت) من أجل حماية الحقوق الإنسانية للمقاتل الإرترى والفرد المسيحى لأنّه (محشور بين سكّينين - سكّين إثيوبيا وسكّين القيادة العامة) (3) وأيضا ناقض البيان والتّنظيم نفسه حين ذبح أصحابه أكبر عددية من أبناء المسيحيين منذ بدأ الثّورة.. (المنكع فى عام 1973- 1976 ومن حركة (بطاى) التى قادها (قيتؤوم برهى) وثمّ حركة محاربة الفساد والتى قادها (د. قبرى لؤول) (والتى عرفت بحركة اليمين وكان على رأس ضحاياها (سلمون ولدى ماريام نفسه وذالك فى الأعوام (1979-1980).

يقول الكاتب لـتـ.. كيدانى: (4)
(أنّ كثيرين إختفو فى الجبهة الشعبية ولم يسال عنهم سائل… ويقول: (كوادر الجبهة الشعبية يردّدون فى خطب عصماء وطويلة مدى بشاعة إغتيالات (جبهة التّحرير الإرترية) ولكنهم ينسون أنفسهم حيث أنّ الإغتيالات والتّـصفية جزء من تأريخ (الجبهة الشّعبية لا ينفصل عنه) فإنّ مكتب الأمن فى الجبهة الشعبية فى (بليقات) أو (حشكب) قد يستدعى أيّا كان إن لم تعجبهم آراءه أو رآه ويقتل... وقد تسمع أخباره ووفاته فى إذاعة (بادو سلستى) (راديو صفر 3) ويواصل (ل.ت. كيدانى) ليقول من توفى وفاة طبيعية أو إستشهد فى معركة معروفة تحرّر له شهادة وفاة فيها صورته ويكتب عليها تأريخ ومكان الإستشهاد.. أمّا للمنتحرين تحرّر لهم شهادة وفاة… يكتب عليها التّأريخ مكان الإستشهاد ولكن فى مكان سبب الإستشهاد يكتب.. توفى بسبب غامض.. أمّا من صفى فلا تحرّر له شهادة وفاة أصلا) وعندما يواصل (ل.ت. كيدانى) عن المنتحرين والمختفين يذكر كثيرين ومنهم شخصية كبيرة مثل:-

د. بئمنت وزج (أسكالو منقريوس) كان فى منطقة شمال بحرى) كان محبوبا إختفى فجأة وأخير خرج بيان يقول إنّه إنتحر) وآخر (إسمه محارى قبرى مكئيل) كان عضو (الحزب السّرى) أفشى لصديق عن وجود الحزب وطلب منه الكتمان ولكن الصّديق حكى وإنتشر الخبر فما كان من (محارى إلاّ أن إنتحر)… ويذكر من ضمن المنتحرين (شاب إسمه أرّفاينى تسفاقابر) كان ضابط إتصال لـ (قرزقهير أسمروم) فكّ (كودات) رسائل كانت يتبادلها (قرزقهير وأسياس أفورقى) ومنها عرف أسرار خطيرة ونقل (أرّفاينى إلى صديق مقرّب) بأن هناك حزب سرّى يقود الجبهة الشعبية… وأفشى الصّديق السّر فما كان من أرّافاينى إلآّ أن إنتحر) وصديقه الّذى أفشى السرّ لم يره أحد بعدها لقد إختفى من منطفة(فلفل سلمونا) ويذكر نفس الكاتب فى مواصلته لإحصائة لعمليات القتل والإنتحار المأساوية فى داخل الجبهة الشّعبية حيث قال فى جزء آخر من المقال.. (ودّى لبّى) أيضا كان مناضل قديم من أيّام التّنظيم السرّى (طحيشا) كان يعمل فى اللواء الأمنى المعروف (72) كان رجل واضح الرّأى دقيق فى عمله سمعنا فجأة أنّه إنتحر فلم أحتمل الخبر وبدأت أسأل حذّرنى البعض قائلا: إلزم الصّمت ولا تهتم إلاّ بنفسك وإلاّ سوف يكون مصيرك مثل مصير (ودّى لبّى).

ويذكر أيضا المناضل (أشعل) ووصفه بأنّه مناضل قديم منذ السبعينيات قوّىّ البنية، عمل فى إدارة (حلوى سورا) وهو مكتب (أمن الثّورة) تحت أمرة (هيلى جبها) لزمن طويل وشاهد عمليّات تصفية الـ (منكع) فى عام 1973.. لا أدرى متى ولكن قال الكثيرون بأنّه إنتحر فى نفس الأيّام التى أتّهم فيها (هيلى جبها) بأنّه من حركة اليمين وأعدم.

دكتور مكنّن هيلى: كان طبيبا إنضمّ للجبهة الشعبية فى عام 1976 وكان يعمل بجد وإجتهاد فى الجهاز الصّحى للشعبية.. وهناك فى الجهاز كان صراعا بين مؤيّدى أسياس ومعارضيه.. ولم أعرف ماذا كان موقف (د. مكنّن) من الصّراع ولكن شيئ واحد أعرفه جيّدا وهو أنّ (د. مكنّن) هو صديق قديم لـ (جون) و (موسى تسفا مكئيل).

ويقول المقال: أنّ هناك كثير من حوادث مشابهة حصلت فى معسكر الشؤون الإجتماعية فى (جلهنتى) وفى معسكر قسم المواصلات أيضا.. بالإضافة إلى كثير من الشّابات الائى كان الحزب يريدهنّ أن يتزوّجن بمن يقترحه هو ولكنّهن غير راضيات فيحاولن ترك الشعبية ويهربن أو يحاولن الهروب إلى السّودان وعندما يقبض عليهنّ فى الحدود يحضرن إلى المكتب المذكور ويختفى أثرهنّ هناك)… ويمضى المقال ليقول (ثمّ عملية تصفية (إبراهيم عافة و شامبل مبرهتو فى (أرّاق) المعروفة.

ولكن اليوم بدأ الصّامتون فى الحديث، وبعض المهتمّون يبذلون جهدا لإظهار الحقائق الّتى شوّهها السياسيّون لأغراض مشوّهة وغير حقيقية.

وعند الحديث المغلوط عن قتل قيادة الجبهة فى عام 1969 لعناصر (سريّة أدّيس) يذكر معهم دائما المناضلان (كدانى كفلو وولداى قدى) والّذين قتلا فى مارس من عام 1970 كما يذكر كثير من المعاصرين لتلك الفترة.

ولكن لماذا قتل ولداى قدى؟ و لماذا قتل كدانى كفلو؟؟؟

وهل لمقتلهم صلة بـ (سريّـة أدّيس)؟

هل كان لهم أىّ صلة بتننظيم (سلفى ناطنّت)؟

ماذا يقول القائلون عن مقتل كدانى وولداى؟؟؟

يقول المناضل (آدم قندفل) فى قضيّة قتلهم أن القيادة العامة قتلت (ولداى قدى وكيدانى كفلو) لأنّهم كانو يتجسّسون لصالح القنصل الإثيوبى فى كسلا (5)

أما السيّد (هبتى ماريام أبرها) الّذى أجرى لقاءات مطوّلة مع موقع (دقّى أبّات) بالتقرنية يوقول إنّ (أسيّاس أفوورقى) عندما أراد الإنفصال من الجبهة وصعد المرتفعات ترك رسالة بخط يده لإثنين من المناضلين الأشاوس الّذين كانو يؤدّون واجبهم النّضالى من مدينة (كسلا) فى السّودان وهما المناضلان: (ولداى قدى) وهو من قرية (عدّى طنعا) و منطقة (لقّو شوا) فى إقليم (حماسين) والمناضل الآخر هو (كدانى كفلو) من قرية (مأدو تخلا) فى إقليم (سراىّ) الرّسالة تقول: ها نحن نفصل من الجبهة وسوف نصعد إلى المرتفعات ألحقو بنا ولكن لغرض خبيث لم يرد أسيّاس أن تصل الرّسالة إلى المناضلين المذكورين بل أرادها أن تصل إلى مكتب أمن الجبهة وكان له ما أراد ولذالك صفّى المناضلان المسيحيان (ولداى) و (كدانى) فى كسلا، وبذالك إنتشرت الدّعاية فى كسلا وفى الخرطوم بأنّ (القيادة العامّة) صفّت أو قتلت مسيحيين والهدف الأساسى من هذه العمليّة الشّائكة والخبيثة كان إبعاد المسيحين من المسلمين وخلق الجفاء بينهم وتلك كانت وصيّة الملك (هيلى سلاسى) لأسيّاس أفوورقى.

أمّا المناضل الكبير (محمّد على إدريس أبو رجيلة) فقد قال فى سلسلة المقابلات التى أجراها معه موقع (أومال) تحت عنوان (أيّـام لا تنـسـى) وفى الحلقة الرّابعة عشر فيما خصّ مقتل المناضلين (ولداى قدى وكدانى كفلو) ما يلى:

حديث فيما معناه أنّ موجات من الجواسيس أتت إلى الجبهة وحصل تسميم فى كثير من مواقع تواجد الجبهة فماتت البهائم والبشر إثر ذالك، فما كان من الجبهة إلاّ سحب الجنود الجُدد ومن مناطق الأحداث.. وجلّهم كانو من (كبسا) ومسيحيين.. وعلى إثر ذالك ملأت السّاحة شاعئات كاذبة وغير حقيقية من العدو وممّن أراد أن يحدث الإنشقاق لأهداف غير وطنية ليصل إلى وإستفادت من التجاوز الكبير والقتل الذي حدث بحق المناضلين (والداي وكداني) أثناء محاولة إعتقالهم (إنتهى).

من رواية المناضل الكبير (محمّد على إدريس أبو رجيلة) نفهم أنّ موجة شبكات التجسّس والتسميم هى سبب سحب القيادة لكلّ المناضلين الجدد من أماكن تواجدهم للتحرّى معهم ولكن لم يقل لنا هل كان من ضمن الجواسيس ما عرف بـ (سريّة أدّيس) أم لأ…. ولكنّه قال فى معرض الحديث: ولكن التّحقيقات أثبتت إشتراك 15 فقط فى عمليات التسميم والتّجسّس وأطلق سراح بقية المعتقلين… ولكن ما يرويه المناضل(قرى مدهن زقرقيس) فى كتابه (ناى عينى مسكّر) (شاهد عيّان بالعربيّة) يأكّد رواية (التّجسّس) التى كانت منتشرة فى تلك الآونة ولكنّه يروى ويؤكّد على المنطلقات السياسية التى تتمترس خلف تلك الأسطورة (سريّة أدّيس) ويتناول منشأها وهو جزء من قضيّة (التّململ المسيحى) فى داخل الجبهة و يذكر عدم صبر المجموعة حتّى التّحرى بل إختاروا المواجهة فكان ما كان و سوف نعود إلى قصّة (جرى مدهن) فى الحلقة المقبلة.

عن مقتل أو إشتشهاد (ولداى وكدانى) حُكى الكثير ويوجد أيضا بحوث وتوثيقات من عدة نشطاء،هناك البحث الّذى أجراه (أسيّاس تسفاماريام) وآخر ا أجراه وحقّقه (بروفسر برهى هبتى قرقيس)وأجرى الإثنان مقابلات مع مناضلين عاصروا تلك الأحداث العصيبة منهم (العميد: قرماى محارى) والوزير حينها (نايزقى كفلو) والوزير الحالى والّذى عاصر الأحداث وعمل لفترة مع (كدانى وولداى) وهو (ولدنكئيل قبرى ماريام) (6) والباحث (أسيّاس تسفاماريام) أجرى مقابلة مع الصّحفى الأمريكى (جاك كرامر)والذى كان قد قابل (كدانى كفلو) فى كسلا فى الشهور الخمسة الأولى من عام 1968 ثم كان يراسله من موقع سكنه فى (بالو ألتو) فى ولاية (كلفورنيا) الأمريكيّة (وساعد الصّحفى نفسه (كدانى كفلو) فى التواصل مع الطلبة الإرترين فى أمريكا.

(بروفسور برهى هبتى قرقيس) (7) فى شكل توثيقى أيضا نقل إلينا مقابلات الألمانى (قونتر شرودر) ومن كتابه (Inside Africa)) (إفريقيا من الدّاخل) بما خصّ مقتل (كدانى وولداى) مع شخصيات إرترية فى السودان فى الفترة من مارس 1989 حتى بدايات عام 1990 منهم المناضل عبدالله حسن وايضا السيّدة (لـ..بايرو) والتى قالت أنّها أقامت فى السودان ما ربى على الخمسة والثلاثين عاما، تحدثت بلغة العارفين والمتابعين لعمليّة القتل والإغتيال حكت عن ما سمعت أو نمى إلى علمها وذكرت كثير من أشخاص ممن شاركوا فى عمليّة القتل، و حوادث أخرى توحى عن صراع (لعبة القط والفأر) التى كانت تجرى بين أمن الجبهة و(كدانى كفلو وولداى) قبل القتل وكلّها تفاصيل التّفاصيل.

ولكن البروفسر (برهى هبتى قرقيس) إختصر لنا الطّريق وزكّز فى أسباب القتل ليقول ”أن (كدانى كفلو) وجد نفسه فى واقع غير سوى وجب تغييره ولأنه كان فى كسلا ووقع عليه الإختيار لتنسيق التّحرك بين الداخل والخارج والتواصل مع مجموعة (أسياس وأبراهام تولدى) فى الداخل وذالك جعله على رأس قائمة المطلوبين من أمن الجبهة“ وهذا ينافى ما ذكره السيّد (هبتى ماريام أبرها) عن الدّسيسة والوقيعة المفتعلة.. وهذين الرّأين هما محور تفسير القتل والباقى كلّه تفسير التّفصيل ومجريات الحدث.

وبالعودة إلى (كدانى كفلو) كلّ رسائله إلى الأمريكى (جاك كرامر) (8) توحى بأنه كان غير راضى عن الوضع فى الجبهة ولا قياداتها.. ولذالك تحدّث عن وجوب التّغيير.. وكان جزء امن (التململ المسيحى) ولكنّ هل كان على إستعداد للإنفصال من الجبهة لجلب التّغيير المنشود فتلك (حدوتة) أخرى لا علم لنا بمدى تفاصيلها غير حديث (بروفسر برهى هبتى قرقيس)… وإرسال (سلفى ناطنّت) لمناضلين من أعضاءها لجلب الوثائق التى كانت بحوزة المناضلين (ولداى قدى وكدانى كفلو) بعد مقتلهم وهما (قرماى محارى) و (ولدى روفائيل سبهتو..) والأخير إستشهد فى معارك نقفة فى الثمانينيات… والسّبب الثّالث الّذى يصعب معه فهم مواقف (ولداى وكدانى) هو إستشهادهم المبكّر قبل أن يأخذ التململ المسيحى فى داخل الجبهة شكله النّهائى فهل كانوا سيكونون رفاق (جرماى محارى وولدى روفائيل سبهتو وأسياس أفورقى وسلمون ولدى ماريام) أم يبتعدون عن النضال كما فعل عضو القيادة العامة (أبرّا مكنّن) أم يثبتوا على الوعد فى تنظيم (جبهة التحرير الإرترية)…فذاك لا قول لى فيه…أمّا مدى صلتهم بـ (سريّة أدّيس) فسرّية أدّيس) البعد والقرب منها مرتبط بمدى القرب والبعد من الخلايا المسيحية التى كانت تعمل فى الخفاء، وزعماء التململ المسيحى الّذين صنعو (سريّة أدّيس) وهم (سلمون ولدى ماريام) و(أسيّاس أفوورقى) و (قرزقهير أسمروم)و (تولدى إيّوب).. وغيرهم ممّن هم فى مواقع القرار اليوم.. ولكن تجمع أعضاء (سلفى ناطنت) فى شمال بحرى ومنطقة (بحرى بارا) ومن هناك فى (تخلى) أعلنوا التنظيم، متعلّلين بمقتل (كدانى وولداى) و(سرّيّة أدّيس) التى صنعوها بأيديهم،ولم يمهلوا حتّى لمن أراد أن يتبيّن الوضع حتّى يحدّد موقف نهائى من الصّراع المفتعل والصّراع الحقيقى من أجل التّغيير (مثل أبراهام تولدى) والمناضل (تكّوء يحدقّو) ويقال أيضا أنّ المناضلون (ولداى قدى) و(كدانى كفلو) و (تكّوء يحدقّو) و (حروى تدلا بايرو) و(د.هبتى تسفاماريا) و(د. فصّوم قبرى سلاسى) هم من مدرسة أخرى غير مدرسة (علا) والزّمن القادم كفيل بالإجابة.

عزيزى القارئ نكتفى بهذا القدر عن موضوع (السّريّة الأسطورة) ومقتل شهيدى كسلا (كدانى وولداى) لأعود إليك ومعى باقى القصة وفيها رواية (قرى مدهن زقرقيس) كاملة ومترجمة.

صورة تجمع (كيدانى كفلو) وبعضا من المناضلين فى كسلا قبل إعدامه بعام واحد وهو الخامس وقوفا من اليمين ومعه عضو القيادة العامة (أبرّا مكنّن) الثّانى جلوسا من اليمين والذى ترك النضال مع إنعقاد المؤتمر الوطنى الأول ويعيش فى ألمانيا منذ ذالك الزّمن وفى الوسط جلوس يظهر الأمريكى (جاك كرامر).

هوامش وشروح:

1. مقابلة موقع (دقى أبّات) مع السّيد (هبتى ماريام أبرها) فى مارس 2010 الحلقة 11

2. (دان كونيل فى مقابلة مع هيلى درّع - فى مارس 2000) منشورة فى كتابه (حوارات مع سجناء سياسيين فى إرتريا) 23-49

3. نفس المرجع السّابق وبيان (نخنان علامانان).

4. نشر فى عواتى دوت كوم بتأريخ 15 مايو 2009… تحت عنوان(بطن الوحش) أو (قذارة الدّاخل) أو هكذا ترجمته... وعنوان جانبى يقول (القتل المأساوى فى تأريخ الجبهة الشّعبيّة).

5. (آدم قندفل والثورة الإرتريّة) صفحة 72

6. كان ممثلهم فى عدن وهو صديق شخصى لأسياس أفوورقى) منذ الصبا الباكر رافقه فى الثانوية فى أسمرا (قهاز) ومن ثمّ إلى الجامعة وفى الميدان ويرافقه مثل ظله حتى اليوم وهو اليوم وزير فى دولته.

7. www.eritreacompass.com/history/87-eplf/378-kidane-kidane-and-the-jack-kramer-papers-addendum.html

8. نفس المصدر فى رقم (7)

للتواصل مع الكاتب: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Top
X

Right Click

No Right Click