قـراطـيـس مـبـعـثـرة والأمـيـر الـقـاتـل - الحلقة الخامسة والأخيرة

بقلم الأستاذ: عبدالفتّاح ودّ الخليفة - كاتب إرتري، المملكة المتحدة

ويبقى السّؤال قائما !!! هل تعلمنا الدّرس أم نحتاج إلى حصّة أخرى من نفس المواد ؟؟

وهل فهمت شعوب إثيوبيا ما حلّ بها من كوراث بسبب عجرفتها وتعالى أمراءها وأباطرتها على شعب مسالم وأعزل فى إرتريا ؟؟؟

أنّ الشعب الإرترى لا يميل للعنف ولا يعتدى على الغير أهمّ ما يملكه فى تراثه السياسى هو السّلم والسلام، ولكن المحرقة التى أشعلها حكام إثيوبيا قد قضت على الأخضر واليابس، ودمرت ما لا يحصى من القرى والمزارع والماشية، وحصدت أرواح 65 ألف مقاتلا ومثله من عامة الشعب ولجأ ما قارب المليون إلى دول الجوار... ومن هلك من جراء الحرب من عسكر إثيوبيا وشعبها إن لم يكن الضعف قد لا يكون أقلّ !!!

نحن الإرتريين تعلمنا ما فيه الكفاية كفانا فقد هضمنا كلّ الدروس وأخذنا من كلّ درس وكلّ موقف ألف عبرة !!!
بقى فقط أن ننظر إلى المستقبل يعين مجرّب لننعم بالسّلام والإستقرار لننام على قارعة الطّريق دون أن يتعرّض لنا أحد وينام أطفالنا بلا أحلام مفزعة ومزعجة !!!

و رجاؤنا هو: أن تكون كلّ شعوب إثيوبيا قد تعلّمت الدّرس وكلّ مواد الحرب والإحتراب أسبابها ومسبّباتها، وإنّ العجرفة والتعالى لايساهمان فى حلّ المعضلات، إن كنت قويّا يمكنك أن تقتل ضعيفا ولكن المستحيل أن تملك إرادته، إن كان هذا القرن الإفريقى يراد له السلام والإستقرار والإزدهار أن لا تعود روح هؤلاء القتلة إلى المسرح السيّاسى أبدا، فحكّام وزعماء مثل:-

(وبى) و(لبو دنقل) و(تيدروس) و(يوهانس) و(رأس ألولا) و(بلاتا قبرو) (هيلى سلاسى) و(رأس أسرات كاسا) و(شامبل بلو) و(دبّبى هيلى ماريام).

أنسب مكان لهم هى قبورهم وأنسب مكان لتأريخهم هى المزابل !!! وليس عقول البعض ومن يعانى من رواسب الماضى ويحمل ذاكرة هؤلاء يجب أن يزال ويبتر وبسرعة !!!

فالذاكرة وحدها تقود إلى الحروب وإلى الجحيم... يجب أن يتخلّصوا من ذاكرتهم المشوّهة والخربة و لكن وبالرّغم من كلّ الموانع إن إنجبت أشكالا أخرى من العجرفة والإستبداد مثل:-

(أسرات قبرو) (1)
و(سيّى أبرها ) (2)
و(شي القّا - داويت ولدى قرقيس) (3)

فسوف نعيش فى دوامة أخرى لأزمان أخرى قادمة، لا نريدها نحن ولا تريدها شعوب إثيوبيا، والمخرج هو أن نتعاون فى إستئصال (بؤر الشّر) و الأشرار لتعيش شعوبنا بسلام بكلّ معانيه.

ودمتم فى رعاية الله...

هوامش وشروح:

1. (أسرات قبرو) منشقّ من (ويّانى تقراى) لا زال يحلم بتقراى دولة.. ويعتقد بأنّ ويانى تسرّعت بشأن إرتريا.

2. (سيّ أبرها) هو شاب طموع عارض ملّس وبقوة بشأن كثير من الأمور ومنها موضوع إرتريا زجّ به فى السّجن ولا زال.

3. (شيى ألقا - دويت ولدى قرقيس) أولا: (شيى) تعنى ألف بالأمحرا و(القّا) تعنى قائد والكلمة على بعضها تعنى قائد الألف وهى تعادل منصب (رائد) فى العسكرية السيد (داويت) هو أيضا من (تقراى) مثله مثل (أسرات) و(سيّ) لكنه خدم تحت إمرة العقيد (منقستو هيلى ماريام) وعارض الويانى بكلّ ما أوتى من قوة كان يقوم بعمل مخابراتى ضدّ الثورة الإرترية من داخل (أسمرا) هزم وهرب ويعيش اليوم فى الولايات الأمريكية لا زال يعتقد أن دماء شباب إرتريا ضاعت هدرا.. لأنهم أسقطوا حكما كان أفضل لهم من حكم (أسيّاس أفوورقى) وكتب كتابا بهذا الفحوى وفكرته أقرب إلى فكرة مقال الرحلة الدائريّة للكاتب الإرترى (يسيف قبرى هيوت) الذى يقول ناضلنا 30 عاما لنعود إلى نقطة البداية... ولذالك أللا نضال كان أفضل.

Top
X

Right Click

No Right Click