من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة السادسة والعشرون
بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة
وأنا هنا أتابع وأقول إن جيش الجبهة العظيم كان شبه منتهيا لا من القتال إنما من الصراعات التي تفجرت في قيادته وحالة عدم
الانضباط والمهاترات ووضع اللوم على بعضهم البعض، لم ينتهي جيش التحريرالإرتري الوطني في القتال إنما ضرب للأسباب التي ذكرتها سابقا وهنا أتمم أسباب الانهيار لهذا الجيش الوطني الشجاع وأذكرها لكم آسفا والألم والأسى يعتري قلبي وعقلي بانهيار الجيش الوطني نتيجة التآمر عليه ودخوله إلى أراضي أشقائه السودانيين.
اجتمعت بالقياديين المتنفذين بالجبهة وقلت لهم طالما وصلتم إلى هنا إلى أراضي السودان الشقيق أعيدوا ترتيب أنفسهم والتحقوا بوحداتكم ولملموها (وكنت قد أطلعت قادة بلدي سوريا على الأحداث التي دفعت جيش التحرير إلى دخول الأراضي السودانية وكانوا يسمعون مني ذلك والاستغراب والألم يظهر على وجوههم وأخبرني معظم من التقيت بهم من القادة السوريين أنهم على استعداد كامل لتعويض ثوار الجبهة عن كل ما خسروه من سلاح وعتاد ومعدات، قمت بعدها بزيارة مماثلة إلى بغداد لنفس السبب وكان نفس الجواب).
أعود وأقول وللأسف أن قادة الجبهة لم يصغوا ولم يستجيبوا لما قلته لهم بعدها جاء الأخوة السودانيين وهم يحملون قرارا بتجريد الثوار مما بقي معهم من سلاح وعتاد وكان ذلك في 8/20 وقد أخبر الأخوة السودانيين قيادة جبهة التحرير بذلك عن طريق (ملاكي تخلي) وهنا كانت ضربة الرئيس جعفر النميري لجبهة التحرير الوطنية بل زيادة في ضربتة أن قال على الإرتريين تسليم سلاحهم أو يقاتلهم الجيش السوداني وللأسف والأسف الشديد أن يصدر قرارا من رئيس عربي بذلك وأقول أيضا آسفا إن البعض في الجبهة ارتاحوا لقرار الرئيس النميري وللأسف...
قلت لأخوتي الثوار وأنا غير مصدق ولا مقتنع بأن الجيش السوداني سوف يقاتل أشقائه الإرتريين وكان معظم الثوار الإرتريين يرفضون قتال أخوانهم السودانيين هنا قررت العناصر الوطنية ممن تبقى من جيش التحرير الخروج من الأراضي السودانية بسرعة وقد ساهمت في هذا القرار الحكيم الذي اتخذه الثوار وهو مغادرة الأراضي السودانية بأي شكل كان وقلت لهم إخرجوا من الأراضي السودانية ولو اضطررتم لقتال الشعبيتين بإمكانياتكم العسكرية البسيطة المتبقية لديكم ثم إن منطقة (تمرات) قريبة وعليكم أن تتوجهوا إلى هناك ولم أكن أعرف وأعلم أن أخوتي الثوار لا يستطيعون أن يتقدموا بهذا الاتجاه لأن أوامر النميري إلى الجيش السوداني بأن يحاصرهم وأنه لمن المعروف أن الجيش السوداني يملك الطائرات والدبابات كما أن أوامر النميري كانت قطع كل شيء عن الثوار حتى المواد التموينية وهنا قرر الثوار تشكيل مجموعة منهم رأسها عبد الله ادريس ثم كلفوا ابراهيم توتيل وملاكي تخلي بالمتابعة وهنا كان الغلط القاتل بتكليفهم لهذين الشخصين...
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة