من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة الرابعة والخامسة والعشرون
بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة
وكان القتال يتم بمجموعات صغيرة فخرجت هذه المناطق من ثوار جبهة التحرير وعلى أثرها أخرجت الجبهة من منطقة (سمهر) ومن
(دنكاليا الجنوبية) وبسبب الظروف التي سادت تم انسحاب الجبهة من (دنكاليا الشمالية) ومن (أكلي قوزاي) و(هزامو).
انسحاب جيش التحرير من هذه المناطق كان بسبب استيلاء الجبهة الشعبية لتحرير تجراي والجبهة الشعبية لتحرير إرتريا والأمر الملفت للنظر هو إن الجيش الاثيوبي الذي تحول إلى جيش أحمر على غرار الجيش السوفياتي الأحمر كان له دور في ذلك أي أن طيرانه كان يقصف ثوار جبهة الحرير.
بعد انسحاب الجبهة توقف القتال هكذا كانت المؤامرة على جبهة التحرير ذات الخط والممارسة الوطنية وضرب جيشها القادر والمتمرس وكان ذلك فجيعة لشعب ارتريا وللأحرار في كل مكان وسببت هذه الفجيعة أحزانا للوطن الإرتري الذي ضربت طلائعه، تلك حقيقة ما حدث وهي حقيقة مرة قاسية وفي هذه المرارة التي ذقتها كما ذاقها كل ارتري، أليس الشعب الإرتري أهلي ؟.
اجتمعت بأكثر القياديين في الجبهة وقلت لهم عليكم أن تواجهوا الوضع بايجابية و بكل روح وطنية ثورية وخاصة إن الأخوة السودانيين قد شعروا بالتآمر على الجبهة ولا بد من معالجة الموضوع بروح ثورية عالية وشفافة وإعادة بناء الجبهة كما كانت بروح وطنية عالية لكنهم لم يسمتعوا إلى كلامي وكما ذكرت سابقا إن الأخوة السودانيين قد عرفوا حقيقة الأمر وهو التآمر على جبهة التحرير فتدخلوا وطالبوا...
وكما ذكرت سابقا إن الأخوة السودانيين قد عرفوا حقيقة الأمر وهو التآمر على جبهة التحرير فتدخلوا وطالبوا بوقف القتال وكان القتال قد استأنف ووصل إلى مناطق (بركة - عنسبا - جبال ماريا - حلحل) كان هذا القتال قد بدأ في 1980/8/20 في هذه الأوضاع السائدة برز اتجاهان: الأول - دعى إلى ضرورة عودة الألوية إلى النضال (هنا لا بد من ذكر هذا الأمر الهام: تركت الميدان وعدت بسرعة إلى سورية وأخبرت القيادة بما حصل ويحصل فكان رد القيادة السورية إننا على استعداد كامل لتعويض كل ما خسره الثوار من أسلحة وعتاد ومن دمشق سافرت إلى بغداد وأطلعت القيادة العراقية بما حصل وكان ردهم أيضا كرد القيادة السورية إذن قطرين على استعاد لتعويض الثوار الارتريين بكل ما خسروه).
وبعدها عدت إلى الميدان وتابعت الأحداث وقد أخبرت أصدقائي القادة الثوار بالرأي السوري والعراقي.
والاتجاه الثاني: كان رافضا هذا الرأي بدعوة تعارضه وكما هم يدعون مع الاتجاه الأول الذي كان السبب المباشر لدخول الوحدات العسكرية إلى الأراضي السودانية.
استمر الجدل والخلاف بين الاتجاهين وكان واضحا أن العناصر والتيارات التي ترى بقاء جيش التحرير في الأراضي السودانية ورأيي أن هذا الأمر وما خلفه هو الذي دفع تنظيم جبهة التحرير بكامله إلى هذا الوضع المأساوي المؤلم...؟
لم يناقش الفريقان سبب هزيمة جيش التحرير ويا للأسف بل كان يتطاحنان وكان كل اتجاه يكيل التهم للطرف الآخر...
أمر مؤلم مؤسف شنيع...؟؟؟
وأنا أقول هنا وبعد مرور ثمانية وثلاثين عاما على هذه المأساة المرة إنها المؤامرة بذاتها وقد قلت ذلك في حينه، قلت لهم يا أخوتي أنتم تتقاتلون وجيش الوطن في أراضي الغير رغم أن الغير هم أشقاء... لكن لم يستمع إلي أحد وكان كل اتجاه يغني على ليلاه وكون المرض هو مرض وصاحب المرض يغلق عينيه عن الحقيقة والواقع حتى لا يراها هذا هو حال المتآمر والمنافق والعميل في كل زمان ومكان وهذا ما كان لبعض قياديي جبهة التحرير من المتآمرين والمنافقين والعملاء أن هؤلاء هم العناصر المدبرين لتخريب جبهة التحرير كونهم بلا حياء وشرف هذا رأيي وهذا ما آمنت به وشرحته طيلة وجودي ضمن الثورة وخارجها.
ربما خرجت قليلا عن الموضوع لكن الألم والجرح الذي لا يمكن شفاؤه هو الذي دفعني إلى ذلك.
أعود لأتابع وأقول إن التاريخ لا ينسى وأن الشعوب لا ترحم ومن هنا يطل السؤال التالي: ماذا كانت نتائج الجدل والخلاف...؟؟؟
الجواب عند الطرفين غير مجدي وحرام ضياع الكلام فيه وعندما تكلمت وقلت يا أهلي إن الوقت يمر ويضيع ودماء الشهداء الزكية تناديكم ألا تدعو وحدات جبهة التحرير تبقى في الأراضي السودانية وأنا هنا لا أغفل دور السودان في دعم الثورة الإرترية: صاح عددا من المتآمرين والعملاء بوجهي قائلين:
أنت سوري يا أبو سعدة شو دخلك...؟؟؟ فكان جرحا عميقا في نفسي أنت سوري يا أبو سعدة شو دخلك...
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة