من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة السادسة عشرة

بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة

معركة مدينة تسني وعلي قدر: بدأت هذه المعركة في صبيحة اليوم الرابع من شهر نيسان/إبريل 1977 وشهدت تسني ملحمة بطولية

جثث الجنود الاثيوبيين الذين قتلوا في معركة مدينة تسني

رائعة فقد تمكن جيش التحرير من تسجيل واحدة من أروع معاركه وببطولاته وتمكن في اليوم التالي من تحرير المدينة تحريرا كاملا ولم يبقى إلا المعسكر الرئيسي الواقع جنوب شرق المدينة على نهر القاش وقد تأخر حسم هذه المعركة في هذا المعسكر لبعض الوقت نتيجة نقص العتاد وما أن توفر العتاد حتى انقض جيش التحرير على المعسكر واجتاحه واستولى على كل ما فيه وكان ذلك في الخامس من شهر أيار مايو عام 1977 ولم ينجو من المعسكر سوى أفراد قلائل من الجيش الإثيوبي ولوا هاربين إلى بارنتو والأراضي السودانية وكان عدد الأسرى من الجيش الإثيوبي (607) ستمائة وسبعة من الضباط والجنود وقد غنم جيش التحرير ألف قطعة سلاح من مختلف الأنواع ودبابتين وألفي قنبلة يدوية و(231 ألف) طلقة و(22) جهازا لاسلكيا ومائة سيارة من حاملات الجنود والرشاشات هذا بجانب التراكتورات وسيارات النقل والمواد الغذائية.

أحد معسكرات الجيش الإثيوبي الذي دمرها الثوار في مدينة تسني

معركة تحرير مدينة بارنتو:

بعد تحرير مدينة تسني اتجه ثوار جبهة التحرير إلى بارنتو لتحريرها وبعد عدة معارك تمكن الثوار من تحرير عدة مواقع هامة من أنحاء المدينة لكنه لم يستطع حسم المعركة وتحرير المدينة وقد قاد المعارك المناضل البطل محمود حسب وقد رافقته في ذلك لكن الأمر المؤلم والمؤسف أن أخوتي الثوار لم يتمكنوا من حسم المعركة نهائيا وتحرير المدينة وللأسباب التالية:-

1. نشأ ما سمي بالفالول أي الفوضويين بين المقاتلين الفالول هذا خلق البلبلة والتشكيك وبث الرعب في أوساط المقاتلين.

2. تمسك العدو بمواقعه بسبب تحصيناته القوية.

3. كثرة التعزيزات التي جلبها الجيش الإثيوبي.

4. تمكن الإثيوبيين من خلق مجموعات تابعة له من أبناء المنطقة وتجنيدهم كميشليشيات لدعم قواته هذه المجموعات كانت من قبيلة الكوناما بسبب هذه العوامل وغيرها لم يتمكن الثوار من تحرير مدينة بارنتو وقد كان التنسيق قائما ما بين جبهة تحرير إرتريا والجبهة الشعبية من أجل تحرير بارنتو لكن الجبهة الشعبية انسحبت لأمر غير معروف وعادت إلى أماكنها في مدينة كرن.

معركة تحريرعيلا برعد:

كان من الضروري تحرير مدينة عيلا برعد لموقعها الجغرافي الهام الذي يربط العاصمة أسمرا بمدينة كرن والهدف من ذلك هو عزل المدينتين عن بعضهما البعض وخاض جيش جبهة التحرير هذه المعركة بإيمان وطني منقطع النظير وقد استمرت المعركة من 31 من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1976 إلى غاية التاسع عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 1977 أي عشرين يوما وقد تمكن ثوار الجبهة من قتل أعداد كبيرة من جنود الجيش الإثيوبي وإجبار من تبقى منهم على الهرب إلى مدينة كرن وقد قاد هذه العملية المناضل حامد محمود أطال الله في عمره كما كان لي الشرف بمرافقته.

معركة دبارو:

بدأ جيش التحرير الهجوم على دبارو في يوم 14 حزيران/يونيو عام 1977 واستمرت لمدة يومين وقد أجبرت قوات الجيش الإثيوبي على إخلائها وكان الهدف من تحرير دبارو هو التمهيد للانطلاق نحو مدينة مندفرا وتحريرها وقد قاد هذه المعركة المناضل حامد محمود أطال الله في عمره.

معركة تحرير عدي خالة:

بدأ الهجوم على عدي خالة في 12 آب /أغسطس من عام 1977 وقد حررت المدينة بنفس اليوم وكان قائد المعركة البطل سعيد صالح وقد تشرفت بمرافقته أثنائها وكان الهدف من وراء تحرير مدينة عدي خالة هو التمهيد لتحرير مدينة مندفرا نسبة لموقعها القريب من جسر مأرب ومدينة عرزا استعدادا لتحرير مدينة مندفرا وتعتبر معركة مدينة مندفرا معركة بطولية نادرة فقد تمكن الثوار الذين كان يبلغ عددهم أربعون مناضلا من اقتحام قلعة مندفرا يوم 24 آب/أغسطس عام 1977 بقيادة المناضل البطل (دبروم طلوق) وقد استشهد أبطال هذه المعركة جميعا لكن ثمن استشهادهم كان تحرير مندفرا المهمة استراتيجيا لكونها تقع في قلب المرتفعات الارترية وكانت المعركة بقيادة البطل حامد محمود أطال الله في عمره وكانت حصيلة المعركة (450 قتيل) إثيوبي و(800) أسير ودبابتين وقد غنم الثوار كثيرا من السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل بجانب عشرين سيارة كبيرة وصغيرة عسكرية وأنا أحمد أبو سعدة قد زرت مندفرا بعد تحريرها مباشرة وجلست فيها فترة طويلة وكان يرافقني المناضل ولد داويت الذي قتل غدرا فيما بعد.

تحرير عدي خالة النهائي:

البطل سعيد صالح أثناء تحرير سجن مدينة عد خالة

قامت وحدات جيش التحرير في 14 شباط /فبراير عام 1977 بعملية اقتحام ناجحة ضد قوات العدو في مدينة عدي خالة الواقعة جنوب غرب مندفرا كما تم اقتحام السجن وإطلاق سراح كل من كان فيه من السجناء.
وكانت بقيادة البطل سعيد صالح.

معركة تحرير مدينة أغردات:

مدينة اغردات بعد تحريرها من قبل ثوار جبهة تحرير إرتريا عام 1977

اتخذت جبهة التحرير قرارا بدعوة قوات التحرير الشعبية (البعثة الخارجية) التي كان يترأسها المناضل (عثمان سبي) للمشاركة في تحرير مدينة أغردات فوافقت على ذلك تشكلت على أثر ذلك قيادة عسكرية مشتركة من المناضلين الآتية أسماؤهم:-

1. محمود حسب — قائدا عاما لمعركة تحرير أغردات.
2. آدم صالح الحاج — نائبا له.
3. إدريس رمضان — نائبا ثانيا.
4. إدريس رمضان إيلوس — نائبا ثالثا.

بعدها بدأ الهجوم وضرب مواقع العدو الإثيوبي وقد كان ذلك في الرابع عشر من شهر آب/أغسطس من عام 1977 وبعد معارك ضارية شرسة تمكن الثوار في الوحدات المشتركة من اقتحام مواقع العدو وتحرير المدينة في (31 من شهر آب/أغسطس من عام 1977 وتم الاحتفال بتحريرها في الأول من شهر أيلول/سبتمبر وكان الاحتفال الذي أشرت إليه كبيرا جدا وقد سجل تاريخ الثورة أن هذا الاحتفال يعتبر عيدين الأول عيد التحرير وثانيا عيد الإنطلاق الأول للثورة الإرترية الوطنية وقد زرت مدينة أغردات ومكثت فيها فترة لا بأس بها.

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click