من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة السابعة عشرة

بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة

تتابعت معارك جبهة التحرير مع الجيش الاثيوبي وقد شملت هذه المعارك (عدي قبراي) و(عدي بديل) و(هزقا) وكانت هذه من أهم

المعارك التي خاضها ثوار جبهة التحرير كون هذه المناطق تقع على مشارف العاصمة أسمرا.

لم تتوقف معارك الثوار وإنما تواصلت وخاصة المعارك التالية:

سلعا - عرور: وهذه المنطقة تعتبر مواقع متقدمة لأنها تقع على مشارف العاصمة أسمرا وقد تعرض الثوار لحملات عسكرية عديدة من قبل الجيش الإثيوبي التي استخدم فيها الدبابات والطائرات لكن الثوار الشجعان صمدوا في وجه المعتدين المحتلين وكبدوهم خسائر كثيرة في الأفراد والمعدات - قاد هذه المعارك المناضلون الأشاوس:-

• الحسن محمد أبو بكر
• محمد على أبو بكر
• ومحمد عالي عمارو

وقد واصل الثوار معاركهم ضد العدو الإثيوبي وصدهم حتى بلغوا المنطقة الشرقية القريبة من ميناء عصب وكان من ضمن معارك التحرير التي تمت في هذه المنطقة تحرير مدينة (طيعو) على شاطىء البحر الأحمر وكان تحريرها أمرا مهما كونها تؤمن نقل الثوار البحري وتمكن من وصول الإمدادات التموينية والعسكرية إلى وحدات جيش التحرير في منطقة دنكاليا لذلك اقتحم ثوار جبهة التحرير هذه المواقع وحرروها وبعد الحسم استولى الثوار على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد فكان رد النظام الإثيوبي على الثوار أن قاموا بحملة مدعومة من قبل الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية عام 1978..

وذلك بعد انحياز ووقوف الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية وكوبا إلى جانب النظام العسكري الإثيوبي القمعي وقد قدم له هؤلاء كافة المساعدات العسكرية من خبراء وجيش وأسلحة حديثة وكان كل ذلك يهدف إلى إعادة سيطرة الاثيوبيين على إرتريا، وبدأ الإعداد لحملة عسكرية ضخمة سخرت لها كل وسائل الإعلام الإثيوبية وإعلام الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية وتم حشد الامكانيات الكبيرة الفعالة لهذه الحملة ومنها التجنيد بين المواطنين كذلك مستفيدة من تجارب هزائمه المتلاحقة في إرتريا خلال عمليات تحرير المدن والتي كانت اثيوبيا تحتلها فضلا عن ذلك تم تحديث الجيش الاثيوبي والاستعانة بالخبرة السوفياتية التي أمدته بالسلاح والعتاد والرجال وفي مطلع حزيران/يونيو عام 1978 بدأت الحملة العسكرية الاثيوبية مستعينة بالطيران السوفياتي على المحاور التالية:-

1. محور مأرب،
2. محور شمبيقو،
3. محور أم حجر.

تصدى الثوار لهذه الحملة الكبيرة وسجلو صمودا عظيما في كل المحاور واستمرت عمليات التصدي من شهر حزيران/يونيو إلى آب /أغسطس نفس العام وقد استخدم الجيش الإثيوبي في هذه الحملة كل أنواع الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية والسوفياتية ومن المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ من نوع طراز (بي10م 250 و21) ودبابات ومجنزرات حديثة وكذلك قنابل عنقودية وبقصف جوي مركز من طائرات (ف 5) الأمريكية والميغ (23) و(21) والذي كان يقودها طيارون سوفييت وغيرهم من دول المعسكر الاشتراكي وللأسف الشديد كان من بين هؤلاء طيارون من دولة عربية تتدعي وتعتنق (الماركسية اللينيية) ورغم كل ذلك فقد ألحق الثوار بالجيش الاثيوبي خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وتمكنوا من تدمير (130) دبابة واستولوا على أربعين دبابة ومصفحة كان عددا منها جيدة وصالحة للاستعمال كما أسقط الثوار إحدى عشرة طائرة وتم أسر أحد طيارين الدولة (المتمركسة)...؟

كذلك تم أسر عدد من الخبراء السوفييت وكان النظام العسكري الإثيوبي يهدف من وراء حملته إلى حرب استنزاف لضرب قوات الثورة وشل قدرتها مما يمكنه من تحقيق أهدافه في النهاية ووفقا لمخططاته وبما يكفل له تنفيذ هذه المخططات بأقل الخسائر ولذلك كان لا بد من تفويت فرصة الإثيوبيين من هنا كان قرار الثوار الانسحاب من المدن التي كانت مستهدفة تفاديا من الوقوع في شرك العدو ومن هذا الرأي تمت عملية الانسحاب تبعتها عملية تنظيم جيش التحرير على شكل جديد مع التركيز على التعبئة السياسية وبلورة المتغيرات التي حدثت وتحدث نتيجة اختلال التوازن العسكري بين الثوار وبين الدولة الاثيوبية المعتدية وحلفائها وكان سبب ذلك نتيجة الدعم السوفياتي والمنظومة الاشتراكية وكوبا كما أسلفنا سابقا وهنا لا بد من التنويه مع الأسف الشديد ذلك نتيجة الدعم الذي تلقاه الإثيوبيين من حكومة عدن (عبد الفتاح اسماعيل) وليبيا (معمر القذافي) هذا على الصعيد العسكري أما على الصعيد السياسي فقد قام رئيس المجلس العسكري (الدرك) منغستو هيلا مريام بزيارة رسمية إلى بعض الدول العربية ومنها سورية...

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click