من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة الخامسة عشرة
بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة
إن الأمر المؤسف له إن القيادة السياسية لم تكن بمستوى الوضع القائم وهو البلبلة والتشكيك التي أفرزها نشاط (حروي تدلا بايرو)
خلال المؤتمر الوطني الثاني وبعده والمذكور لم ينتخب في الهيئات والقيادات وهذا هو سبب نشاط حروي وقد استطاع المذكور خلق مناخ سلبي بات يأخذ طابع الصراع غير الموضوعي بين القدامى والجدد وبين أبناء المرتفعات والمنخفضات وأيضا بين المسلمين والمسيحيين مما أثر ذلك على الوحدة الداخلية ومكن العناصر الانتهازية من استغلال هذا المناخ لتحقيق مآربها المعادية للتنظيم وأهدافه الوطنية وفي ذلك الوقت استغلت قوات التحرير الشعبية هذا الجو المشحون وبدأت بعض العناصر القيادية فيها تعمل لزيادة التفرقة والخلاف ونتيجة ذلك برزت حركة سميت (بالفالول) أي الفوضويون التي حاولت أن تحدث تمرد واسع النطاق داخل التنظيم وقد وصل الأمر بهذه الحركة أن اعتقلت وقتلت بعض العناصر القيادية ومن هؤلاء الشهيد البطل عبد القادر رمضان والشهيد البطل علي محمد إبراهيم ورفاقهم من كوادر الجبهة الأساسيين فكان لا بد من مواجهة ذلك فاتخذت التنفيذية قرارا بذلك في شهر أيلول/سبتمبر عام 1977 ووضع القرار موضع التنفيذ ونتيجة لذلك انضم بعض (الفوضويين) إلى قوات التحرير الشعبية بكامل أسلحتهم وقد انضم عدد قليل منهم إلى العدو الاثيوبي وكانت هذه الفئة من أبناء المرتفعات الإرترية هذا الأمر لم يكن خاتمة المطاف بالنسبة لحركة الفالول لأنه كان هناك انعكاسا سلبيا آخر وهو نشاط بعض العناصر القيادية التي عملت على استغلال هذا الموقف في محاولة منها لاستعادة الأرضية السياسية التي فقدتها خلال النضال الذي قادته الجبهة وقد نشطت تلك العناصر وأخذت تعمل للتاثير على بعض المناضلين هذه الفئة كانت تشكل الوجه الثاني (للفالول) لم تتوقف هاتين الفئتين بل زادت نشاطهما وقد أخذ النشاط المعادي للجبهة مسارين متقابلين مجموعة المرتفعات الطائفية التي كانت تطرح نفسها على أنها تقدمية تتبني المهج الماركسي اللينيني وتصف جبهة التحرير بأنها رجعية أما الجماعة الثانية فقد وصفت جبهة التحرير بأنها ماركسية لينينية قد تخلت عن المسار التاريخي للجبهة لكن تيار الثور ما لبس أن طوى محاولات الفالول بوجهيه كما طوى معها توجه قيادة قوات التحرير الشعبية وتحسنت الحالة وقوي التماسك والانضباط داخل جيش التحرير وأصبح في مستوى مكنه من إنجاز مهمامه النضالية بعد هذه المرحلة الحرجة والصعبة وكان ذلك الأمر باديا لي بوضوح تام ومن هنا تركت تنظيم جبهة التحرير الإرترية لفترة توجهت خلالها لتصوير الحيوانات في غابات افريقيا.
أعود لأتابع قليلا أنه بالأهمية بمكان أن أذكر بأن الجهاز السياسي للتنظيم الذي كان يأخذ العبر مما حدث ويحدث وعليه أن يفرز الأعداد الضخمة من المستجدين وأن يتعرف على توجهاتهم السياسية لكن هذا لم يتم إلا بشكل محمدود جدا وأستطيع القول بأن عددا كبيرا من العناصر المكونة له كانت من نفس العناصر الإنشقاقية ومن نتائج ذلك أن التنظيم برمته أصبح مؤسسة مترهلة تعج بالعديد من الأخطاء لكن رغم ذلك كله فالعمل العسكري لم يتوقف بل بدأ يأخذ ويكتسب أهمية كبير وخاصة في المعارك الهجومية التمهيدية على مراكز العدو في المدن الصغيرة وهي الآتية:-
• تمرات
• أدييرا
• كيرو
• قلوج
• أم حجر
• هيكوتة
• قونيا
• تكمبيا
• أوقارو
• شمبيقو
• منصورة
• عرزا
• ماي دمار
• عيلا برعد
• قنافني
• دباروا.
كان الهدف من ذلك هو الانتقال من المعارك التمهيدية إلى الهجوم الشامل على المدن الكبيرة ونجحت الخطة وتمت وفق ماهو مخطط لها وتمكن جيش التحرير في الوقت نفسه من التصدي للمسيرة الحمراء في شهر حزيران/يونيو عام 1976 في منطقة (زال امبسا) و(أكلي قوزاي) ونسف مخططاته وكان قائد العملية البطل المرحوم محمد أحمد عبده ورفاقه وقد رافقته في تلك العملية الجريئة.
في بداية عام 1976 قرر العدو الإثيوبي القيام بحملة عسكرية شاملة منطلقا من مدينة (عدوة الاثيوبية) وأطلق على حملته هذه اسم المسيرة الحمراء ورصد لها الإمكانيات البشرية والعسكرية الهائلة وكانت الحملة تتكون في معظمها من المليشيات التي أعدها النظام العسكري الماركسي لتعزيز قواته في إرتريا وتكريس سيطرته عليها مستفيدا من أوضاع الجبهة وجاء يوم الأول من شهر حزيران/يونيو عام 1976 وصلت هذه الحملة إلى الحدود الإرترية الإثيوبية ففوجئت هذه الحملة بما لم تتوقعه فقد تصدى لها الثوار وألحق بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وتمكن من أسر أربعة الآف منها واستولى على ستة الآف قطعة سلاح من مختلف الأنواع وكانت هذه المعركة درسا قاسيا جدا لم يستطع العدوو الإثيوبي نسيانه واستمر جيش التحرير في معاركه حسب التالي:-
الى اللقاء... فى الحلقة القادمة