من مسيرة جيش التحرير الوطني لجبهة التحرير الإرترية - الحلقة الثالثة عشرة

بقلم المناضل الإعلامي:أحمد عبدالفتاح أبو سعدة - صديق الثورة الإرترية

تطورت الأحداث وأثبت جيش التحرير أنه قادر على مواجهة العدو الإثيوبي كما تفاقمت تناقضات النظام الإقطاعي الإثيوبي

مع الجماهير الإثيوبية التي أخذت تخوض نضالات سياسية متصاعدة مستفيدة من نضال وصمود الشعب الإرتري وثورته مما جعل مقاليد الأمور تفلت من بين يديه عندها تمكن الجيش الإثيوبي من السيطرة على الحكم عبر صعود المجلس العسكري الإداري المؤقت (الدرق) للسلطة في 12أيلول/سبتمبر 1974.

هذه التطورات المتلاحقة والمتصاعدة أسهمت في كشف طبيعة النظام الإثيوبي للشعب الإرتري وعلى الخصوص أهالي وسكان المرتفعات الإرترية التي أخذت أعدادا منهم تلتحق بالثورة وبشكل متزايد ومتصل وذلك عقب المؤتمر الوطني عام 1975 وهو الذي أدى إلى مضاعفة الالتحاق للجماهير التي خرجت إلى الميدان والتحقت بجبهة التحرير وقوات التحرير الشعبية وقدر عدد من التحق بالثوار بتسعة آلاف متطوع ويتكونون في غالبيتهم من الطلبة وكان مستوى وعي البعض منهم عاليا والبعض الآخر منهم وعيه متدني ومشوش وطائفي بشكل عام نتيجة طرح قيادة قوات التحرير الشعبية وأسياس أفورقي من أفكار وآراء شخصية وعن طبيعة جبهة التحرير الإرترية وعن القتال الدائر بين التنظيمين فكانت جبهة التحرير بالنسبة لهؤلاء المشوشين الطائفيين تنظيما رجعيا.

بدأ القتال وتقوده عناصر عربية رجعية ومتعصبة اسلاميا ومعادية للتقدمية والعنصر التقدمي هذا ما كان يطلق من قوات التحرير الشعبية ومن أسياس أفورقي وبينما كانت قوات التحرير الشعبية في نظرهم وتقديرهم هي التنظيم التقدمي والمستهدف والمعتدى عليه والذي تقوده العناصر التقدمية الماركسية ومن الملاحظ حينها أن عددا كبيرا من العناصر التي انضمت للثورة حديثا لم تكن لديها أي تجربة في مجال النضال السياسي المنظم الذي تقوده جبهة التحرير الإرترية الوطنية هذه العوامل مجتمعة بالإضافة إلى الوضع السياسي لجبهة التحرير قد وفر مناخا لبروز الجوانب الطائفية في المراحل اللاحقة وكان طبيعيا أن تترتب على التحاق هذه الأعداد الكبيرة بالثورة مشاكل ومتاعب في استيعابهم وتدريبهم وتسليحهم وتعبئتهم والتغلب على هذه المشاكل كان يتطلب جهدا ونضالا كبيرا لذلك فقد تم التعامل مع هذه الأعداد ومفاهيمها المشوشة بأنها سوف تزول خلال النضال اليومي والمستمر والتضحيات المشتركة من هنا قررت جبهة التحرير تسليحهم واستيعابهم في الوحدات المقاتلة وكان هذا نابعا من منطلق ونظرة وطنية جبهة التحرير وهي نظرة عقلانية وطنية شاملة بعيدة عن المصالح الذاتية والطائفية والمكاسب التنظيمية الضيقة هذا مع أخذ الوضع بعين الإعتبار هذا فيما يتعلق بالعناصر التي التحقت بجبهة التحرير أما فيما يتعلق بالعناصر التي التحقت بقوات التحرير الشعبية فقد وجدت معاملة مختلفة إذ تعاملت قوات التحرير الشعبية معها بأسلوب مختلف تماما عن الأسلوب الذي اتبعته جبهة التحرير حيث كان يختاورون وفق شروط واعتبارات معينة...؟ كذلك كان يرفض أي عنصر لا تنطبق على تلك الشروط وأهم تلك الشروط هي:-

1. علاقة الثورة بالمتطوعين بقوات التحرير الشعبية قبل التحاقهم بالثورة.
2. تستمر عملية التدريب والتعبئة السياسية لمدة عام كامل بعده ينال المتطوع العضوية في قوات التحرير.
3. أن يبدي العضو المتطوع استعداده لمواجهة جبهة التحرير باعتبارها العدو الأول لقوات التحرير الشعبية.

من هنا يمكنني القول أن هذه المرحلة قد شهدت على المستوى العسكري انجازات كبيرة على صعيد الدفاع عن التنظيم وخطه السياسي الوطني وعلى مستوى المواجهة مع العدو الإثيوبي أيضا وكان العامل الأساسي وراء ذلك كما أسلفت هو قناعة المقاتلين بالخط السياسي الذي تم وضعه في المؤتمر الوطني العام الأول واستعدادهم الكبير للتضحية في سبيله وروحهم المعنوية العالية وتكسهم بوحدتهم لكن هذه العوامل الايجابية الوطنية بدأت تتعسر نتيجة للاهتزاز وإلتحاق الأعداد الكبيرة من المتطوعين الذين تم استيعابهم بالطريق الذي ذكرته والإعداد غير المتكامل وانعكاساته السلبية كما سأوضح ذلك في حلقات لاحقة وهنا لا بد لي من أن أشير إلى مرحلة متصلة إلى ماجاء بعد ذلك وهي انعقاد المؤتمر الوطني الثاني:

الى اللقاء... فى الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click