يوميات من الثورة الإرترية - الحلقة الخامسة

بقلم المناضل الإعلامي: أحمد عبدالفتاح أبو سعدة

اتخذت الجامعة العربية في دورتها الرابعة والسبعين قرارا تاريخيا بتأييد ودعم كفاح الشعب الارتري،

ففي تاريخ 1979/1/9 أرسل مكتب العلاقات الخاريجية بدمشق برقية من دمشق إلى (تسفاي دقيقة) في الميدان يقول فيها:

(تحرك وفد الجبهة الشعبية لتحرير تجراي من الخرطوم ويتكون من ثلاثة أعضاء إلى القاهرة، ومهدت له لقاءات بالمسؤولين المصريين والمكتب كان يتحمل نفقاتهم، بعد انتهاء لقاءاتهم في القاهرة توجهوا إلينا في دمشق وفيها مهدنا لهم لقاء مع القيادة القومية).

هذه استراتيجية الجبهة وهي محاربة الجيش الاثيوبي لكن بمن تحاربه ؟؟؟ هنا كانت الغلطة القاتلة، إلاأن الآية انقلبت على الجبهة وكان هذا خطأ قاتل، مكن الأعداء من تدمير الجبهة.

وفي مفكرتي وجدت فيها ما يلي:

(في يوم من الأيام أرسلت برقية إلى عبد الله إدريس وأحمد ناصر وجاءت هذه البرقية بشكل تحذير أقول فيها: إن ما يجري بطرفكم هو هجوم إثيوبي مركز يهدف إلى استعادة المدن والاحتمال أن تكون مدن الهضبة هي المقصودة إحذروا من الالتفاف على قواتكم من محور مندفرا وإذا تم هذا فإن القوات الاثيوبية التي تتحرك من العاصمة أسمرا على كل المحاور هدفها سحق قواتكم في الطريق، احذروا فإن هناك معلومات على أن الشعبيتين الارترية والتجراوية تبيت لكم عملا عدوانيا كبيرا، أكرر عملا عدوانيا كبيرا، أرجو موافاتي بآخر التطورات في الميدان).

ودعمت كلامي بما قاله أسياس أفورقي خلال المقابلة التي أجريت معه من قبل صحيفة الحياة الللبنانية في 1990/5/2 والذي قال أسياس أفورقي فيها: (لن أحارب إسرائيل ولن أتعامل مع العرب).

وأنا لا أريد أن أستبق الأحداث وأقول ماذا سيحصل بعد أن تحالفت الشعبية الارترية مع الشعبية التجراوية ؟.

إن هذا الزواج الطائفي المصلحي لن يستمر طويلا ومن يعش سيرى ذلك ؟.

إن ما يقال عن رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي بأنه ثوري ديمقراطي بل إنه ليبرالي ماذا يعني ذلك والجواب هو الآتي وواضح:

فملس زيناوي تجراوي ويرأس جبهة تحرير تجراي وهو أيضا رئيس الحكومة التي تحالفت مع الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا، ولكن إلى متى سيستمر هذا التحالف؟

قريبا سنرى ماذا سيحصل به وخاصة عندما تتناطح الثيران على السلطة، إن أسياس افورقي و البعض من قيادة الجبهة الشعبية لهم توجهات سياسية خطرة فهم يعتبرون أن العرب والثقافة العربية هي خطر عليهم وعلى توجهاتهم ويتحسسون من شيء اسمه العرب والثقافة العربية ومالتنسيق بين اثيوبيا تجراي وإرتريا الشعبية إلا دعم الأول للآخر والآخر للأول فقيادة الجبهة الشعبية أسقطت من حسابها كل النضال الارتري وقالت: إن النضال الإرتري الفعلي لم يتم إلا في عام 1977 أي عند تشكيل الجبهة الشعبية أما الماضي وتضحيات الشعب الإرتري البطل بقيادة جبهة التحرير الارترية فكان لعباً وغير محسوب ؟؟

فمن الذي قاتل الاثيوبيين ؟ ومن الذي ساعد في إسقاط نظام هيلاسيلاسي ؟ ...إلخ.

إن بعض قيادة الجبهة الشعبية لم يضعوا في حسابهم في يوم من الأيام أي لقاء أو تعاون حقيقي مع أي إرتري وطني كان خارجا عن دائرة استراتيجيتهم وخاصة من كان يؤمن بجذوره وانتمائه العربي وللأسف الشديد كان معظم قياديي التنظيمات الأخرى بعد انهيار وقتل الأم جبهة التحرير الارترية يسعون ويعملون على ما تمليه عليهم الجبهة الشعبية بدراية أو غير دراية وبمختلف الوسائل.

التتمة في الحلقة القادمة

Top
X

Right Click

No Right Click